بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
يحكى ان الفرعون (أمنحتب الثاني) قرر إعدام 99 من معارضيه وأعدم معهم حماراً واحداً فقط فاصبح العدد 100، فسأله الناس: ولماذا الحمار ؟. فهمس في إذن وزيره (آمون أم أبت): ألم أقل لك يا آمون أنهم سيسألون عن أسباب إعدام الحمار، ولن يسألوا عن إعدام المعارضين. بمعنى انهم يسألون عن الواحد بالمئة ولن يسألوا عن الـ 99%.
يقال ان العباقرة وحدهم يستخدمون عشرة بالمئة فقط من قدرات أدمغتهم.
اما عامة الناس فلا يستخدمون من أدمغتهم سوى 1% فقط. وربما اقل من هذه النسبة. .
حول هذا الموضوع أيضاً. يحكى ان الملك فرهود الخامس عشر من ملوك الدولة السربوتية سأل وزيره (قبقاب القباقيبي): لماذا أجد خادمي (مسرور) مرحاً مبتسماً، وهو لا يملك شيئاً، وأنا أملك كل شيء، ومع ذلك لا أشعر بالسعادة ؟.
فقال له الوزير (قبقاب): جرِّب معه قاعدة الـ 99. فقال الملك: وما هي قاعدة الـ 99 ؟. قال الوزير: ضع 99 ديناراً ذهبياً في صرة عند بابه في الليل، واكتب على الصرة (100 دينار هدية لك)، وأطرق بابه و أنظر ماذا سيحدث. .
فعل الملك ما قاله له الوزير، فأخذ الخادم الصرة، ولما عدّها قال في نفسه لا بد أن الدينار الباقي وقع خارج البيت. فخرج هو وعياله يفتشون عن الـ 1% فقط من المال المفقود، وذهب الليل كله وهم يفتشون. فغضب الخادم على أولاده لأنهم لم يجدوا الدينار المفقود. ثم ثار عليهم وفقد صوابه، وأصبح مهموماً مرهقاً من السهر، فذهب في اليوم التالي إلى الملك. وكان عابس الوجه متكدر المزاج غير مبتسم، ناقم على نفسه. فعلم الملك ما معنى قاعدة الـ 99. وهي أننا نهمل 99% من همومنا، ونقضي حياتنا كلها منشغلين في الجدل العقيم حول 1% من همومنا فقط. .
الا ترون ان معظم الفضائيات والمنصات الاعلامية منشغلة هذه الايام بواحد بالمئة من مشاكلنا فقط. بينما لا تعبء بما آلت اليه أحوالنا بنحو 99% من أزماتنا الموروثة والمتجددة والمستحدثة. .
يتعين عليك ان تستعمل كل ذكاءك لكي تعيش في العراق، وتستعمل كل غباءك لتتعايش مع الهموم والأزمات التي خلفتها لك المحاصصة السياسية. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الوزير الأول يفتتح الطبعة الـ27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب
أشرف الوزير الأول نذير العرباوي على افتتاح الطبعة الـ27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب.