آلاف اللاجئين من ناغورني قره باغ يتدفّقون إلى الحدود الأرمينية
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
يسعى الآلاف من سكان ناغورني قره باغ الثلاثاء للفرار من منطقتهم إلى أرمينيا التي أعلنت استقبال أكثر 28 ألفا منهم، بعد أسبوع تقريباً على الهجوم الخاطف الذي نفذته أذربيجان في هذه المنطقة الانفصالية في القوقاز وغالبية سكانها من الأرمن.
مساء الثلاثاء أعلنت يريفان أن عدد اللاجئين من ناغورني قره باغ الذين استقبلتهم تخطى 28 ألفا.
ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء أذربيجان إلى احترام تعهّدها حماية مدنيي ناغورني قره باغ وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وذلك في اتّصال هاتفي مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلينكن “شدّد على الضرورة الملحّة لوضع حد للأعمال العدائية، وضمان الحماية غير المشروطة وحرية التنقّل للمدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى ناغورني قره باغ”.
واعتبرت باريس الثلاثاء، على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية آن-كلير لوجاندر، أن النزوح “الضخم” للأرمن من ناغورني قره باغ يحدث “على مرأى من روسيا المتواطئة”.
وكانت روسيا قد نشرت في العام 2020 قوة لحفظ السلام في المنطقة الانفصالية.
وذكّرت لوجاندر بأن باريس ستحمّل “أذربيجان كامل المسؤولية عن مصير السكان الأرمن”.
ودعت باريس إلى “تحرّك دبلوماسي دولي” في مواجهة “تخلي روسيا عن أرمينيا”.
من جهته طلب الاتحاد الأوروبي من أذربيجان تفصيل “رؤيتها” في ما يتعلّق بمصير الأرمن المقيمين في ناغورني قره باغ.
وشدّد التكتل في بيان على “ضرورة الشفافية وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية الدولية والمسؤولين المكلفين ضمان احترام حقوق الإنسان وتلقي تفاصيل إضافية حول رؤية باكو في ما يتعلق بمصير الأرمن في ناغورني قره باغ وأذربيجان”.
وقال مصدر حكومي أذربيجاني لوكالة فرانس برس الثلاثاء إن حرس الحدود الاذربيجاني يبحثون عن أشخاص يشتبه في ارتكابهم “جرائم حرب” وسط اللاجئين الذين يغادرون ناغورني قره باغ الى أرمينيا.
وقال المصدر إن “أذربيجان تعتزم العفو عن المقاتلين الأرمن الذين ألقوا أسلحتهم في قره باغ. لكن أولئك الذين ارتكبوا جرائم حرب خلال حروب قره باغ يجب أن يسلموا إلينا”، وذلك في معرض تفسيره لأسباب الطلب من الرجال في سن القتال أن ينظروا إلى كاميرا عند آخر نقطة تفتيش حدودية.
ومساء الاثنين، انفجر مستودع للوقود في الجيب وسط نزوح جماعي، ما أدى إلى مقتل 68 شخصا على الأقل وإصابة 290 آخرين فيما اعتُبر 105 آخرون في عداد المفقودين.
وقالت الحكومة الانفصالية في بيان إن “هناك 68 حالة وفاة مؤكدة” مضيفة إن 290 شخصا أصيبوا بجروح فيما اعتُبر 105 آخرون في عداد المفقودين.
ويتواصل تدفّق السيارات التي تقل عائلات وممتلكات إلى آخر نقطة تفتيش أذربيجانية قبل دخول الأراضي الأرمينية عن طريق معبر لاتشين.
“طردونا”والبعض يفرّ مشيًا. وقال رجل أثناء مروره أمام الجنود الأذربيجانيين “طردونا”.
ويفرّ هؤلاء المدنيون من ناغورني قره باغ، رغم الوعد الذي كرّره رئيس أذربيجان الاثنين، بأنّ حقوق الأرمن في هذا الجيب الذي يحتلّه جيشه ستكون “مضمونة”.
وكان يتحدث إلى جانب نظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي يلعب دوراً رئيسياً في هذا الجزء من القوقاز، بعد أيام قليلة من انتصار الجنود الأذربيجانيين على القوات الانفصالية في ناغورني قره باغ التي تسكنها غالبية من الأرمن والتي ألحقتها السلطات السوفياتية بأذربيجان في العام 1921.
ومن المقرّر أن يستقبل الاتحاد الأوروبي الثلاثاء في بروكسل، ممثلين كباراً عن أرمينيا وأذربيجان وهما جمهوريتان سوفياتيتان سابقتان تواجهتا عسكرياً في ناغورني قره باغ في الفترة الممتدة من العام 1988 إلى العام 1994 (30 ألف قتيل) وفي خريف العام 2020 (6500 قتيل).
وسيترأس سيمون موردو المستشار الدبلوماسي الرئيسي لرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، هذا الاجتماع في بروكسل. وستتمثّل أذربيجان وأرمينيا، وكذلك فرنسا وألمانيا، بمستشاريها للأمن القومي. كذلك يشارك الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لجنوب القوقاز، الدبلوماسي الإستوني تويفو كلار.
من جهتهما، سيجتمع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر في غرناطة في إسبانيا، بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وهو اجتماع مخطّط له منذ فترة طويلة ولم يتمّ إلغاؤه.
استمرار تدفّق اللاجئينوتعهّدت أذربيجان السماح للانفصاليين الذين يسلّمون أسلحتهم بالذهاب إلى أرمينيا.
ويخشى كثيرون من نزوح جماعي للأرمن من ناغورني قره باغ، في ظلّ تشديد القوات الأذربيجانية قبضتها، بينما يبقى الوضع الإنساني صعباً للغاية.
وبدأ مساء الأحد تدفّق اللاجئين إلى مدينة غوريس التي يبلغ عدد سكانها نحو عشرين ألف نسمة وتعدّ المحطّة الأولى للفارّين من ناغورني قره باغ. وبعد المرور في نقطة كورنيدزور الواقعة مباشرة بعد الحدود، يُحضر أولئك الذي “لا يملكون مكاناً يذهبون إليه”، مثل فالنتينا أسريان، إلى هنا.
وقالت أنابيل غولاسيان (41 عاما) التي نزحت من قرية ريف (شلفا بالأذرية) “عشنا أياما رهيبا”
أمام مسرح غوريس يتواصل تدفّق الحافلات الصغيرة. من هناك يتوّجه البعض إلى يريفان وكبرى المدن الأرمينية.
والأسبوع الماضي، أعلن باشينيان أنّ بلاده التي يبلغ عدد سكانها 2,9 مليون نسمة تستعدّ لاستقبال 40 ألف لاجئ.
والإثنين، رفضت روسيا التي تعتبر القوقاز منطقة نفوذ لها وقد نشرت في ناغوني قره باغ قوة لحفظ السلام قبل ثلاث سنوات، الانتقادات التي وجهها باشينيان واتهمها فيها بالتخلي عن حليفتها.
المصدر أ ف ب الوسومأذربيجان أرمينياالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: أذربيجان أرمينيا فی ناغورنی قره باغ من ناغورنی قره باغ
إقرأ أيضاً:
مفوضية اللاجئين: أكثر من 200 ألف لاجئ سوادني في ليبيا بسبب الصراع
قالت الأمم المتحدة إن الأزمة السوادنية تسببت في نزوح أكثر من 3 ملايين شخص في البلدان المجاورة منهم 210 آلاف لاجئ في ليبيا.
وقال تقرير مفوضية اللاجئين إنه ومنذ بداية العام، تضاعف عدد اللاجئين السودانيين الباحثين عن الأمان في ليبيا، حيث يصل حوالي 400 شخص يوميًا إلى البلاد.
وأضاف التقرير أن اللاجئين في ليبيا وخاصة في الكفرة يواجهون ظروفًا صعبة بشكل خاص، فشهدت أسعار المواد الغذائية ارتفاعًا في الكفرة بنسبة 19% من المتوسط الوطني بسبب تعطل سلاسل التوريد وزيادة الطلب ونقص الوقود.
ويشير التقرير إلى أن هناك حاجة إلى مساعدات عاجلة، بما في ذلك البطانيات والملابس الدافئة ومواد الإيواء المعززة، لمساعدة اللاجئين على اجتياز فصل الشتاء.
ووفقا للتقرير فقد تحصل حوالي 60 ألف لاجئ على المواد الأساسية، بما في ذلك الفرش والبطانيات وأدوات المطبخ والمصابيح الشمسية ومستلزمات النظافة الشخصية.
كما لفت التقرير إلى أن هناك حاجة إلى دعم إضافي من المجتمع الدولي لتعزيز الوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة والصحة والتعليم.
ودعت المفوضية المجتمع الدولي إلى تقديم دعم حاسم للجهود الإنسانية التي تبذلها ليبيا لمساعدة اللاجئين السودانيين، ولا سيما دعم المراكز الصحية في الكفرة، وتحسين الظروف المعيشية والمساعدة في تلبية احتياجات اللاجئين الأكثر عرضة للخطر.
وتسعى المفوضية وفق التقرير للحصول على 22 مليون دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات المقدرة لـ450 ألف لاجئ والمجتمعات المضيفة بحلول نهاية عام 2025.
واعتبرت المفوضية أن عمليات النزوح تمتد إلى ما هو أبعد من البلدان المجاورة، حيث يصل الآلاف إلى أوغندا وليبيا، وفق التقرير.
المصدر: الأمم المتحدة ” تقرير”
مفوضية اللاجئين Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0