النيجر.. كيمي سيبا يحذر من فرنسا وإيكواس
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
عند مغادرته مطار نيامي ، تلقى كيمي سيبا ترحيب المنتصر من أنصاره، ويزور الناشط الأفريقي البلاد لبضعة أيام، ولكن بمجرد وصوله ، لم يفشل في التعليق على آخر التطورات في النيجر ، بما في ذلك الإعلان عن سحب 1500 جندي فرنسي.
قال سيبا، «من المهم جدا أن يعرف سكان النيجر أنه على الرغم من حقيقة أن فرنسا تعطي الشعور بالرغبة في المغادرة.
لقد طالب شعب النيجر بمغادرة الجيش الفرنسي في أقرب وقت ممكن، ويقول ماكرون في غطرسته الاستعمارية إن الجيش الفرنسي سيغادر بحلول نهاية العام كما لو كان الأمر متروكا له ليقرر متى يجب أن يحزم المستوطن أمتعته".
رحب العديد من النيجريين بإعلان رحيل القوات الفرنسية، في الأسابيع الأخيرة، جمعت عدة مظاهرات ضد الوجود العسكري الفرنسي عشرات الآلاف من الأشخاص في نيامي.
وعلى الرغم من أن ذلك يبدو مستبعدا على نحو متزايد، فإن خطر التدخل المسلح من جانب الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لا يزال يخيم على البلد.
"يريد قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا الاستمرار أكثر من أي وقت مضى في تهديد النيجر ، ويريدون مهاجمة النيجر ، وارتكاب جريمة ضد الإنسانية من خلال فرض عقوبات غير إنسانية ضد شعب النيجر، يجب أن نحشد لأن الحرب مستمرة، إنها حرب اقتصادية، إنها حرب اختناق ويجب أن نكون جميعا حاضرين للمقاومة، ولهذا السبب جئنا إلى جانبكم لتذكيركم بأن النيجر ليست وحدها".
فيما يتعلق بالجدول الزمني لانسحاب القوات الفرنسية ، أشارت الحكومة النيجيرية إلى أنه يجب إنشاؤه بالاتفاق المتبادل مع باريس. وأشارت الولايات المتحدة، التي لديها 1 جندي في النيجر، إلى أنها تدرس انسحابا محتملا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التطورات في النيجر الجيش الفرنسي النيجريين غرب افريقيا
إقرأ أيضاً:
إنها الآن حرب أوروبية
في يوم الجمعة، بعد أن غادر فلاديمير زيلينسكي البيت الأبيض متجهم الوجه، كتب الرئيس ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي أن الزعيم الأوكراني يمكنه «العودة عندما يكون مستعدا للسلام».
والسلام كلمة قوية، لكن لكي يفهم المرء معناها الحقيقي فلا بد من النظر إلى السياق الذي تقال فيه. وفي اليوم نفسه الذي تحدث فيه الرئيس ترامب عن أهمية السلام وأرسل الرئيس زيلينسكي إلى وطنه للتفكير فيه، أطلقت روسيا أكثر من مائة وخمسين طائرة هجومية بدون طيار على مدن أوكرانية. وفي حين يؤكد الرئيس ترامب أنه يحرز تقدما كبيرا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نحو السلام، زاد الأخير ضرباته منذ تنصيبه.
في يوم الأحد، اجتمع زعماء أوروبيون، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روتي ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في لندن بدعوة من كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، وتعهدوا بتعزيز الدعم لأوكرانيا ووضع خطة لإنهاء الحرب يمكن أن تحظى بدعم الرئيس ترامب.
يفهم الأوروبيون، على العكس من إدارة ترامب فيما يبدو، أن أوكرانيا تريد اتفاق سلام، ولكنها لا تريد أن تنتهي وقد دمرتها شروط السلام. والهاجس الذي يسيطر على الرئيس بوتين هو أوكرانيا كلها، وليس أقل من ذلك. فليس هاجسه هو حلف شمال الأطلسي أو شريط من الأراضي الأوكرانية. فإذا ما ظلت أوكرانيا مستقلة ومسلحة بحلول نهاية المفاوضات، فلن تكون هذه هي النهاية في نظر الرئيس بوتين. فهو سيكتفي اليوم بقطعة من أوكرانيا فقط ليحصل على الكل في الغد.
ولو كان الأمر يتعلق بحلف شمال الأطلسي، لما قبل الرئيس بوتين في خنوع انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف في عام 2023. فاليوم أصبحت حدود حلف شمال الأطلسي أقرب إلى سانت بطرسبرج من حدود أوكرانيا إلى موسكو.
ولا يتعلق الأمر أيضا بالاحتفاظ بنحو 20% من الأراضي التي تمكنت روسيا من انتزاعها من أوكرانيا حتى الآن في هذه الحرب. فلا يستطيع الرئيس بوتين أن يتقبل وجود أوكرانيا مستقلة، فذلك ما لم يتقبله أيٌّ من أسلافه تقريبا طيلة السنوات الثلاثمائة الماضية. ولأنه في حال نجاح أوكرانيا بوصفها بلدًا ديمقراطيًا غربيًا، فإنها سوف تشكل تهديدًا مباشرًا لقبول الشعب الروسي للنموذج الاستبدادي للرئيس بوتين.
لقد جعل الرئيس ترامب من وقف إطلاق النار في أوكرانيا أمرًا محوريًا للغاية لسياسته الخارجية فلا يمكن أن يفشل. ولا يمكنه أن يفشل في التوصل إلى اتفاق، ومن المؤكد أنه لا يمكن أن يسمح لأوكرانيا بأن تصبح مثل ما كانت عليه أفغانستان بالنسبة للرئيس بايدن، أي فشلا في السياسة الخارجية يحدد بقية رئاسته. يتوق الرئيس ترامب -الواقع في فخ طموحه الخاص- إلى تحقيق نجاح سريع، ومن هنا سر هجومه الأسبوع الماضي على الرئيس زيلينسكي، الذي يبدو أن إصراره على شروط يمكن لأوكرانيا أن تتعايش معها يقف في طريق ذلك النجاح. والرئيس بوتين يفهم هذا. ولذلك فإنه قد يتنازل عن وقف إطلاق النار للحصول على أقصى قدر من الفوائد المطروحة من الرئيس ترامب، لكنه لن يتنازل بالتخلي عن هدفه الاستراتيجي المتمثل في تدمير أوكرانيا. ودونما ضمانات أمنية، فإن الحرب في مرحلة ما سوف تبدأ من جديد.
لقد كانت أحداث يوم الجمعة بمقام إضفاء الطابع الرسمي على واقع جديد بات واضحا للعيان منذ عدة أسابيع: وهو أن أمريكا ربما لا تزال تسعى إلى قيادة العالم، ولكنه عالم مختلف. وإذا كان هناك أي نزر من الخير المرجو في مشهد الرئيس ترامب ونائبه جيه دي فانس إذ يوبخان الرئيس زيلينسكي في المكتب البيضاوي، فإنما ذلك في موجات الصدمة التي أحدثها المشهد عبر أوروبا. فقد أدرك الزعماء الأوروبيون الذين سمعوا كلمات فانس التوبيخية في ميونيخ في فبراير أنهم لا يستطيعون ببساطة انتظار ترامب مثلما انتظروا خلال ولايته الأولى. وكل من لم يزل لديه شك في ذلك اقتنع تمام الاقتناع بما شوهد من أداء يوم الجمعة.
ولقد اتخذت أوروبا بالفعل خطوات مهمة وتعد ببذل المزيد من الجهود: من القمم، والمكالمات الهاتفية، ومشاريع القرارات بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي وإعلانات المساعدة لأوكرانيا وكل ما يجري الآن بوتيرة سريعة. وبقدر ما تحظى به هذه التطورات من ترحيب، فإنها تعجز عن إجابة السؤال الأكثر جوهرية حول مستقبل أوكرانيا وبقية أوروبا، أي: متى؟ متى ستصبح هذه الأفكار قرارات قابلة للتطبيق؟
إن نفوذ الرئيس ترامب على أوكرانيا يتمثل في الأسلحة والمال، وأوكرانيا في احتياج إلى كليهما لدعم كفاحها من أجل البقاء والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي. وبوسع أوروبا أن تنتزع هذه الأوراق من يد الرئيس بخطوتين: تقديم اتفاقية بديلة بشأن المعادن الأوكرانية ومصادرة الأصول الروسية المجمدة لاستخدامها في تمويل إنتاج وشراء الأسلحة بما فيها من أصول مجمدة في الولايات المتحدة، إن أرادوا. ولا يستطيع الاتحاد الأوروبي، وبريطانيا والنرويج، أن يحلوا محل الولايات المتحدة بالكامل في دعم أوكرانيا، ولكن هذه الخطوات البرجماتية من شأنها أن ترفع على الفور دور أوروبا وتمنح أوكرانيا مساحة التنفس التي تحتاج إليها.
في عام 1918، أبرمت روسيا البلشفية معاهدة مع ألمانيا، تعهدت فيها بالاعتراف باستقلال أوكرانيا وسحب قواتها ووقف الدعاية على الأراضي الأوكرانية. وفي الوقت نفسه، وقعت كييف اتفاقية مع ألمانيا لتبادل الموارد الطبيعية الهائلة ـ وكانت عبارة عن الحبوب واللحوم في المقام الأول ـ في مقابل قوات ألمانية برية لحماية استقلالها. وفي غضون عام انهارت الاتفاقية. وخرجت ألمانيا، ودخل الجيش الأحمر الروسي، ولم يعد لدولة أوكرانيا من وجود. واستغرق الأمر مئة وأربعة أعوام بين ذلك الوقت والغزو الروسي في عام 2022 لكي تعترف أوروبا أخيرا بأن أوكرانيا تنتمي إليها من خلال وضعها على مسار عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وموسكو لا تتغير أبدا، لكن أوروبا قد تتغير.
دميترو كوليبا وزير خارجية أوكرانيا من عام 2020 إلى عام 2024. وهو زميل بارز في مركز هارفارد بيلفر.
خدمة نيويورك تايمز