الجزيرة:
2024-07-06@03:19:18 GMT

ممر زنغزور.. هل يشعل صراعا جديدا في جنوب القوقاز؟

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

ممر زنغزور.. هل يشعل صراعا جديدا في جنوب القوقاز؟

جاء لقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والأذري إلهام علييف في جيب نخجوان (ناختشيفان) الأذري بمثابة إشارة قوية من الجانبين على عزمهما إنشاء ممر زنغزور الذي قد يغير الجغرافيا السياسية في جنوب القوقاز وصولا إلى آسيا الوسطى.

يمثل ممر زنغزور جانبا من جوانب الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، الذي كان إقليم ناغورني قره باغ عنوانه الأبرز على مدى سنوات قبل أن يتصاعد مجددا في الأيام الماضية.

لكن مع إعلان باكو استعادة سيادتها على كامل قره باغ إثر عملية عسكرية خاطفة في 19 سبتمبر/أيلول الجاري، تجدد الاهتمام بممر زنغزور الذي يعبر عن طموحات تركيا وأذربيجان بعد حسم هذه الجولة من الصراع.

ومع بسط قوات أذربيجان سيطرتها على قره باغ، وبدء نزوح آلاف من الأرمن، جاء اختيار مقاطعة نخجوان لتستضيف لقاء القمة بين أردوغان وعلييف لينطوي على قدر كبير من الرمزية بشأن توجهات البلدين في المرحلة المقبلة.

جذور تاريخية

في الماضي، كانت زنغزور منطقة أذرية يسكنها مسلمون أتراك، قبل أن يضمها الاتحاد السوفياتي إلى أرمينيا في عشرينيات القرن الماضي، الأمر الذي تسبب في فقدان أذربيجان اتصالها مع مقاطعة نخجوان الأذرية التي تتمتع بالحكم الذاتي، وكذلك مع تركيا.

لقاء أردوغان (يمين) وعلييف في مقاطعة نخجوان انطوى على رمزية واضحة (رويترز) مشروع زنغزور يمثل ممر زنغزور -وفق المقترح التركي الأذربيجاني- مشروعا للربط البري بين مقاطعة نخجوان الأذرية (تحيط بها أرمينيا من الشمال والشرق، ولها حدود مع تركيا وإيران) وبين بقية أراضي أذربيجان. يمنح الممر أنقرة وصولا مباشرا إلى باكو ومن ثم إلى عمق تركيا التاريخي والجيوسياسي في آسيا الوسطى. أعلنت تركيا في 13 سبتمبر/أيلول الجاري أنها ستبدأ قريبا العمل على إنشاء ممر زنغزور. نصّ الاتفاق الذي أنهى حرب قره باغ الثانية عام 2020 برعاية روسيا، على أن "تضمن أرمينيا تأمين خطوط النقل" المارة عبر أراضيها بين نخجِوان وبقية أذربيجان. اعتراضات أرمينيا أكد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أن بلاده لن تسمح لأذربيجان بأن يكون لها "ممر" عبر الأراضي الأرمينية، لكنها مستعدة لفتح طريق بين نخجوان وبقية الأراضي الأذرية. تقول يريفان إن إنشاء ممر زنغزور من دون نقاط سيطرة وتفتيش أرمينية سيكون تقويضا لسيادة البلاد. قال وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن إنشاء ممر "يمر عبر أراضي أرمينيا لكنه خارج عن سيطرتنا غير مقبول لنا وينبغي ألا يكون مقبولا للمجتمع الدولي". اعتراضات إيران يثير المشروع مخاوف إيران التي تخشى انقطاع حدودها مع أرمينيا، وتطويقها في منطقة القوقاز من قبل تركيا وأذربيجان. قالت القيادة الإيرانية إن تغيير "الحدود التاريخية" في المنطقة "خط أحمر"، كما صرح القادة العسكريون مرارا بأنهم لن يسمحوا بمثل هذه الخطوة، وعملوا على تعزيز الحشود العسكرية في المنطقة الحدودية. في أعلى مستويات القيادة، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي معارضته لأي تغيير من هذا النوع، وهو موقف أعرب عنه في محادثات مع كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كان خامنئي قد قال عقب انتهاء حرب قره باغ الثانية بين أذربيجان وأرمينيا عام 2020 "إننا فرحون بعودة قره باغ إلى أذربيجان، لكن إذا كانت هناك سياسة لإغلاق الحدود بين إيران وأرمينيا، فإن الجمهورية الإسلامية ستعارض تلك السياسة، لأن تلك الحدود كانت طريقا للتواصل منذ آلاف السنوات". وفقا للباحث في شؤون أوراسيا، علي بمان إقبالي زارج فإن تضارب المصالح الأجنبية بمنطقة أوراسيا يشكل تهديدا للأمن القومي الإيراني. كان إقبالي زارج قال -في تصريحات للجزيرة نت- إن إنشاء ممر تركي سيضر مجال الترانزيت (إعادة التصدير) الإيراني عبر قطعه ممر شمال-جنوب أو تقويضه، فضلا عن قطعه الطريق بوجه إيران للوصول إلى أوروبا عبر أرمينيا. خلص الباحث إلى أن ممر زنغزور يهدف إلى نقل الطاقة من أوراسيا وآسيا الوسطى إلى أوروبا، مما يعني أنه سيضع حدا نهائيا للحاجة الأوروبية إلى الطاقة الإيرانية. خامنئي حذر من تغيير الحدود التاريخية في المنطقة (الأناضول) "ممر طوراني" وصف بعض المنتقدين مشروع زنغزور بأنه ممر "طوراني" في إشارة إلى تيار الوحدة بين أبناء العرق التركي، على اعتبار أن تركيا تسعى للوصول إلى مناطق نفوذها التاريخي في آسيا الوسطى. اتهم السفير الإيراني الأسبق في أذربيجان محمد باقر بهرامي -في تصريح للتلفزيون الإيراني- كلا من إسرائيل وبريطانيا وتركيا وأذربيجان بالعمل من أجل خلق "عالم تركي" عبر إنشاء ممر يمتد حتى تركمانستان بل وحتى مناطق الإيغور المسلمين في الصين. ذكر بهرامي أن إيران مستعدة لتقديم خطة بديلة لربط نخجوان بجنوب أذربيجان عبر الأراضي الإيرانية، مشيرا إلى إمكان إنشاء عدة جسور على نهر آراس الواقع على الحدود مع أذربيجان وأرمينيا. "ممر الناتو" وصف المنتقدون أيضا مشروع زنغزور بأنه ممر للناتو (حلف شمال الأطلسي)، إذ يرون أن الحلف -الذي يضم تركيا في عضويته- بتشجيعه على إنشاء هذا الممر يسعى إلى الوصول إلى روسيا عبر بحر قزوين. حذر السفير الإيراني السابق في باكو، محسن باك آئين، من أن هذا سيقطع اتصال إيران بروسيا عبر الأراضي الأرمينية. في تصريحات سابقة للجزيرة نت، ذكر باك آئين أن الناتو يرى مصلحته في الوصول برا إلى مياه بحر قزوين عبر ممر زنغزور على حساب إيران، وقطع اتصالها بيريفان التي تعتبر بوابة إيران نحو أوروبا الشرقية. ماذا تغير في 2023؟ أعلنت أذربيجان استعادة سيادتها على كامل إقليم قره باغ بعد عملية عسكرية خاطفة شنتها يوم 19 سبتمبر/أيلول الجاري وانتهت في اليوم التالي بإبرام اتفاق لوقف النار واستسلام الانفصاليين الأرمن في الإقليم. أصبحت أذربيجان في وضع عسكري وسياسي متقدم قد يمكنها من إعادة تشكيل الواقع في زنغزور بما يخدم مصالحها ومصالح تركيا. توقع بعض المراقبين الغربيين -بعد سيطرة أذربيجان على عاصمة قره باغ- أن تتقدم القوات الأذرية للسيطرة على منطقة زنغزور التابعة إداريا لمقاطعة سيونيك أقصى جنوب أرمينيا، في ظل ما يوصف بأنه "انكفاء" من جهة روسيا التي تنشر قواتها لحفظ السلام بين البلدين. باتت روسيا -الداعم التاريخي لأرمينيا- منشغلة بحربها في أوكرانيا، كما أن العلاقات توترت بينها وبين رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بعد إعلانه خطوات للانفتاح على الولايات المتحدة والتعاون معها. يذكر موقع "أوراسيا نت" أن روسيا باتت لها مصلحة كبيرة في فتح ممرات عبر القوقاز بعد أن قطعت خطوط إمدادها غربا إلى أوروبا بسبب الحرب في أوكرانيا. ولذلك فإن موسكو قد تسعى للحصول على خطوط نقل إضافية مع تركيا وقد تضغط على يريفان في هذا الملف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إنشاء ممر قره باغ

إقرأ أيضاً:

المطلوبة رقم 1 بين نساء العالم.. غموض مصير ملكة العملات المشفرة يشعل المنصات

وأثارت قضية إغناتوفا المولودة في بلغاريا، وتحمل الجنسية الألمانية تفاعلا واسعا بالمنصات، حيث إنها بدأت عام 2016 بالترويج لعملتها الرقمية المشفرة الجديدة "الون كوين"، على اعتبار أنها ستكون المنافسة لعملة "البتكوين" الرقمية الشهيرة.

وروّجت السيدة للمستثمرين أن الون كوين يمكن تعدينها، والتحقق من صحة معاملاتها على شبكات العملات المشفرة، وعرضت عليهم مكافآت في شكل رموز يمكن استخدامها لتعدين العملة وجذب المزيد من المشترين.

وبعد اكتشاف عمليات النصب أصدر مكتب التحقيقات مذكرة اعتقال بحق إغناتوفا، الحاصلة على شهادة في القانون من جامعة أكسفورد ورصد مكافأة بـ100 ألف دولار لمن يساعد في القبض عليها، ثم رفع المكافأة إلى 250 ألف دولار، ثم أوصلها إلى 5 ملايين دولار أميركي لعلها تقنع من حولها بالإدلاء بمعلومات عنها، لتتحول إلى المطلوبة رقم واحد من بين نساء العالم.

كما كشفت وثائق خاصة لمكتب التحقيقات أن إغناتوفا كانت تحظى بحماية "تاكي"، أحد أكبر تجار المخدرات في بلغاريا، والمطلوب من طرف الإنتربول.

رصدت حلقة (2024/7/3) من برنامج "شبكات" أبرز تعليقات النشطاء التي أشار بعضها إلى صعوبة مهمة القبض على المتهمة، بينما دعا آخرون إلى ضرورة الحذر من الاستثمار في العملات الرقمية.

صعوبة المهمة

وبحسب المغردة ريم السلامة فإن إغناتوفا لن تنتظر القبض عليها وأنها "أكيد زوّرت جواز سفرها وغيرت شكلها وحتعيش طول عمرها بالمصاري الي جمعتها والقانون لا يحمي المغفلين".

من جهته، أوضح المغرد حسام أن هذه المطلوبة مدعومة من جهات عالمية وقال: "هذه المتهمة واجهة لمنظمة احتيال على مستوى دولي ولن يعثروا عليها"، وأكمل مشيرا إلى صعوبة القبض عليها "لأن ما قامت به ليس من أجل العثور عليها لاحقا".

بينما نبهت الناشطة نينا السيد إلى ضرورة الحذر عند الاستثمار في العملات الرقمية وقالت ناصحة: "ياعيني العملات المشفرة حقل ألغام صعب التعامل معه، إذا كان ولا بد التعامل بها فالواحد يجرب بالقليل ولا يحط البيض كله بسلة واحدة".

من ناحيته، أشار الناشط أحمد المالح إلى عدم الاستغراب من هذه القضية موضحا أن "هذه المرأة (نصابة) عادية توجد منها العشرات بل المئات والألوف حول العالم"، وأكمل أنها استغلت ذكاءها في الجريمة "ولكنها بالفعل تمتلك أعلى الشهادات العلمية وعبقرية غير عادية، مما أهلها للنصب والاحتيال، وربح مكاسب خيالية".

وبحسب تقارير فإن آخر ظهور علني لإغناتوفا يعود إلى عام 2017، حين شوهدت وهي تستقل طائرة تابعة لشركة "ريان إير" من صوفيا إلى أثينا.

كما أشارت تقارير إلى أنها لجأت لعمليات تجميلية لتغير ملامحها، بينما تداولت مواقع إخبارية نبأ مقتلها عام 2018 بأمر من حارسها تاكي الذي أمر بتقطيع جسدها ورميه في البحر، ولكن بعدها بعام، تم تداول خبر اعتقال شقيقها بعد تواصلها معه.

3/7/2024المزيد من نفس البرنامجاعتقل خلال الحرب.. كيف تفاعلت المنصات بعد إفراج الاحتلال عن "شبيه السنوار"؟play-arrowمدة الفيديو 03 minutes 38 seconds 03:38بعد تصاعد التوتر.. كيف تفاعل مغردون مع غضب الشمال السوري من اعتداءات قيصري؟play-arrowمدة الفيديو 04 minutes 41 seconds 04:41هنا الشجاعية يا نتنياهو.. هكذا علق نشطاء المنصات على أداء المقاومةplay-arrowمدة الفيديو 04 minutes 53 seconds 04:53بين الغضب والدعوة للتهدئة.. المنصات تتفاعل مع حادثة الاعتداء على لاجئين سوريين بتركياplay-arrowمدة الفيديو 04 minutes 16 seconds 04:16هل رعته الحكومة؟.. ملتقى صالونات تجميل يثير جدلا واسعا بليبياplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 10 seconds 03:10إجرام ووحشية وإرهاب.. النشطاء يصفون الاحتلال بعد استخدامه الأسرى دروعا بشريةplay-arrowمدة الفيديو 04 minutes 26 seconds 04:26للتقرب من الرئيس.. اتهام وزيرة بالمالديف بممارسة السحر الأسود ومغردون يعلقونplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 39 seconds 02:39من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • تامر عاشور يشعل حفله الغنائى بالإسكندرية.. (صور)
  • تلفيقات إسرائيلية تطال وزير الخارجية.. وبيان توضيحي مهم!
  • تبادل الخبرات أبرز مخرجات زيارة كشافة الظاهرة لأذربيجان
  • بيسكوف: الكرملين لا يتدخل في قرار تعليق ارتداء النقاب في روسيا
  • كايروكي يشعل مهرجان العلمين بحفل ضخم
  • تلميح إسرائيلي لإعادة احتلال سيناء يشعل غضب العرب بمنصات التواصل
  • القاضي زيدان يزور المحكمتين العليا والدستورية في أذربيجان
  • رئيس مجلس القضاء الأعلى يزور المحكمة العليا في أذربيجان
  • كيليان مبابي في مواجهة مثله الأعلى كريستيانو رونالدو: ”صراع أجيال” يشعل ربع نهائي بطولة أوروبا 2024
  • المطلوبة رقم 1 بين نساء العالم.. غموض مصير ملكة العملات المشفرة يشعل المنصات