ممر زنغزور.. هل يشعل صراعا جديدا في جنوب القوقاز؟
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
جاء لقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والأذري إلهام علييف في جيب نخجوان (ناختشيفان) الأذري بمثابة إشارة قوية من الجانبين على عزمهما إنشاء ممر زنغزور الذي قد يغير الجغرافيا السياسية في جنوب القوقاز وصولا إلى آسيا الوسطى.
يمثل ممر زنغزور جانبا من جوانب الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، الذي كان إقليم ناغورني قره باغ عنوانه الأبرز على مدى سنوات قبل أن يتصاعد مجددا في الأيام الماضية.
لكن مع إعلان باكو استعادة سيادتها على كامل قره باغ إثر عملية عسكرية خاطفة في 19 سبتمبر/أيلول الجاري، تجدد الاهتمام بممر زنغزور الذي يعبر عن طموحات تركيا وأذربيجان بعد حسم هذه الجولة من الصراع.
ومع بسط قوات أذربيجان سيطرتها على قره باغ، وبدء نزوح آلاف من الأرمن، جاء اختيار مقاطعة نخجوان لتستضيف لقاء القمة بين أردوغان وعلييف لينطوي على قدر كبير من الرمزية بشأن توجهات البلدين في المرحلة المقبلة.
جذور تاريخيةفي الماضي، كانت زنغزور منطقة أذرية يسكنها مسلمون أتراك، قبل أن يضمها الاتحاد السوفياتي إلى أرمينيا في عشرينيات القرن الماضي، الأمر الذي تسبب في فقدان أذربيجان اتصالها مع مقاطعة نخجوان الأذرية التي تتمتع بالحكم الذاتي، وكذلك مع تركيا.
لقاء أردوغان (يمين) وعلييف في مقاطعة نخجوان انطوى على رمزية واضحة (رويترز) مشروع زنغزور يمثل ممر زنغزور -وفق المقترح التركي الأذربيجاني- مشروعا للربط البري بين مقاطعة نخجوان الأذرية (تحيط بها أرمينيا من الشمال والشرق، ولها حدود مع تركيا وإيران) وبين بقية أراضي أذربيجان. يمنح الممر أنقرة وصولا مباشرا إلى باكو ومن ثم إلى عمق تركيا التاريخي والجيوسياسي في آسيا الوسطى. أعلنت تركيا في 13 سبتمبر/أيلول الجاري أنها ستبدأ قريبا العمل على إنشاء ممر زنغزور. نصّ الاتفاق الذي أنهى حرب قره باغ الثانية عام 2020 برعاية روسيا، على أن "تضمن أرمينيا تأمين خطوط النقل" المارة عبر أراضيها بين نخجِوان وبقية أذربيجان. اعتراضات أرمينيا أكد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أن بلاده لن تسمح لأذربيجان بأن يكون لها "ممر" عبر الأراضي الأرمينية، لكنها مستعدة لفتح طريق بين نخجوان وبقية الأراضي الأذرية. تقول يريفان إن إنشاء ممر زنغزور من دون نقاط سيطرة وتفتيش أرمينية سيكون تقويضا لسيادة البلاد. قال وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن إنشاء ممر "يمر عبر أراضي أرمينيا لكنه خارج عن سيطرتنا غير مقبول لنا وينبغي ألا يكون مقبولا للمجتمع الدولي". اعتراضات إيران يثير المشروع مخاوف إيران التي تخشى انقطاع حدودها مع أرمينيا، وتطويقها في منطقة القوقاز من قبل تركيا وأذربيجان. قالت القيادة الإيرانية إن تغيير "الحدود التاريخية" في المنطقة "خط أحمر"، كما صرح القادة العسكريون مرارا بأنهم لن يسمحوا بمثل هذه الخطوة، وعملوا على تعزيز الحشود العسكرية في المنطقة الحدودية. في أعلى مستويات القيادة، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي معارضته لأي تغيير من هذا النوع، وهو موقف أعرب عنه في محادثات مع كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كان خامنئي قد قال عقب انتهاء حرب قره باغ الثانية بين أذربيجان وأرمينيا عام 2020 "إننا فرحون بعودة قره باغ إلى أذربيجان، لكن إذا كانت هناك سياسة لإغلاق الحدود بين إيران وأرمينيا، فإن الجمهورية الإسلامية ستعارض تلك السياسة، لأن تلك الحدود كانت طريقا للتواصل منذ آلاف السنوات". وفقا للباحث في شؤون أوراسيا، علي بمان إقبالي زارج فإن تضارب المصالح الأجنبية بمنطقة أوراسيا يشكل تهديدا للأمن القومي الإيراني. كان إقبالي زارج قال -في تصريحات للجزيرة نت- إن إنشاء ممر تركي سيضر مجال الترانزيت (إعادة التصدير) الإيراني عبر قطعه ممر شمال-جنوب أو تقويضه، فضلا عن قطعه الطريق بوجه إيران للوصول إلى أوروبا عبر أرمينيا. خلص الباحث إلى أن ممر زنغزور يهدف إلى نقل الطاقة من أوراسيا وآسيا الوسطى إلى أوروبا، مما يعني أنه سيضع حدا نهائيا للحاجة الأوروبية إلى الطاقة الإيرانية. خامنئي حذر من تغيير الحدود التاريخية في المنطقة (الأناضول) "ممر طوراني" وصف بعض المنتقدين مشروع زنغزور بأنه ممر "طوراني" في إشارة إلى تيار الوحدة بين أبناء العرق التركي، على اعتبار أن تركيا تسعى للوصول إلى مناطق نفوذها التاريخي في آسيا الوسطى. اتهم السفير الإيراني الأسبق في أذربيجان محمد باقر بهرامي -في تصريح للتلفزيون الإيراني- كلا من إسرائيل وبريطانيا وتركيا وأذربيجان بالعمل من أجل خلق "عالم تركي" عبر إنشاء ممر يمتد حتى تركمانستان بل وحتى مناطق الإيغور المسلمين في الصين. ذكر بهرامي أن إيران مستعدة لتقديم خطة بديلة لربط نخجوان بجنوب أذربيجان عبر الأراضي الإيرانية، مشيرا إلى إمكان إنشاء عدة جسور على نهر آراس الواقع على الحدود مع أذربيجان وأرمينيا. "ممر الناتو" وصف المنتقدون أيضا مشروع زنغزور بأنه ممر للناتو (حلف شمال الأطلسي)، إذ يرون أن الحلف -الذي يضم تركيا في عضويته- بتشجيعه على إنشاء هذا الممر يسعى إلى الوصول إلى روسيا عبر بحر قزوين. حذر السفير الإيراني السابق في باكو، محسن باك آئين، من أن هذا سيقطع اتصال إيران بروسيا عبر الأراضي الأرمينية. في تصريحات سابقة للجزيرة نت، ذكر باك آئين أن الناتو يرى مصلحته في الوصول برا إلى مياه بحر قزوين عبر ممر زنغزور على حساب إيران، وقطع اتصالها بيريفان التي تعتبر بوابة إيران نحو أوروبا الشرقية. ماذا تغير في 2023؟ أعلنت أذربيجان استعادة سيادتها على كامل إقليم قره باغ بعد عملية عسكرية خاطفة شنتها يوم 19 سبتمبر/أيلول الجاري وانتهت في اليوم التالي بإبرام اتفاق لوقف النار واستسلام الانفصاليين الأرمن في الإقليم. أصبحت أذربيجان في وضع عسكري وسياسي متقدم قد يمكنها من إعادة تشكيل الواقع في زنغزور بما يخدم مصالحها ومصالح تركيا. توقع بعض المراقبين الغربيين -بعد سيطرة أذربيجان على عاصمة قره باغ- أن تتقدم القوات الأذرية للسيطرة على منطقة زنغزور التابعة إداريا لمقاطعة سيونيك أقصى جنوب أرمينيا، في ظل ما يوصف بأنه "انكفاء" من جهة روسيا التي تنشر قواتها لحفظ السلام بين البلدين. باتت روسيا -الداعم التاريخي لأرمينيا- منشغلة بحربها في أوكرانيا، كما أن العلاقات توترت بينها وبين رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بعد إعلانه خطوات للانفتاح على الولايات المتحدة والتعاون معها. يذكر موقع "أوراسيا نت" أن روسيا باتت لها مصلحة كبيرة في فتح ممرات عبر القوقاز بعد أن قطعت خطوط إمدادها غربا إلى أوروبا بسبب الحرب في أوكرانيا. ولذلك فإن موسكو قد تسعى للحصول على خطوط نقل إضافية مع تركيا وقد تضغط على يريفان في هذا الملف.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إنشاء ممر قره باغ
إقرأ أيضاً:
رعب في مترو نيويورك.. رجل يشعل النار في امرأة نائمة دون سبب والشرطة تلقي القبض عليه
أعلنت شرطة مدينة نيويورك، أنها ألقت القبض على شخص يشتبه في قتله امرأة بعد أن أشعل النيران عمداً في عربة مترو أنفاق كانت نائمة بداخلها.
اعلانووصفت مفوضة شرطة مدينة نيويورك جيسيكا تيش، الحادث الذي وقع صباح يوم الأحد، بأنه "من أبشع الجرائم التي يمكن أن يرتكبها شخص ضد آخر".
وألقت الشرطة القبض على المشتبه به بعد أن أبلغ ثلاثة طلاب في مدرسة ثانوية عن الرجل وتمكنوا من التعرف عليه.
وقالت تيش إن المشتبه به والضحية، التي لم يُكشف عن هويتها بعد، كانا يستقلان قطار مترو أنفاق دون أي تفاعل بينهما حتى وصول القطار إلى نهاية الخط في بروكلين نحو الساعة 7:30 صباحًا.
وظهر الرجل في مقطع فيديو من داخل عربة المترو وهو يقترب "بهدوء" من الضحية بعد توقف القطار، حيث كانت السيدة جالسة بلا حراك ويُعتقد أنها كانت نائمة. ثم قام الرجل بإشعال النار في ملابسها باستخدام ما يبدو أنه ولاعة، ليتحول ملابس المرأة إلى كتلة مشتعلة في غضون ثوانٍ.
مدير مكتب نيويورك التابع لإدارة الهجرة والجمارك الأمريكية كينيث غينالو في حي برونكس في نيويورك 17 كانون الأول ديسمبر 2024Julia Demaree Nikhinson/AP تفاصيل الحادثةوفي وقت لاحق، وصل ضباط الدورية الذين كانوا يقومون بجولة روتينية إلى مكان الحريق بعد أن اشتموا رائحة الدخان، ورصدوا المرأة وهي مشتعلة، واقفة في منتصف عربة المترو في محطة "كوني آيلاند-ستيلويل أفينيو" (Coney Island-Stillwell Avenue).
وتم الإعلان عن وفاة المرأة في مكان الحادث بعد أن تمكنت فرق الطوارئ من إخماد الحريق. وأضافت تيش أن المشتبه به ظل في مكان الحادث دون أن يلاحظه الضباط، حيث كان جالسًا على مقعد قرب منصة المترو، بالقرب من عربة القطار مباشرة.
Relatedواقعة هزّت فرنسا منذ سنوات.. ما علاقة هيئة تحرير الشام بجريمة قطع رأس المعلم باتي؟ما لم يصل إليه التحقيق كشفته صور غوغل.. فك لغز جريمة قتل في قرية إسبانيةجريمة تهز ألمانيا.. قتلت شبيهة لها لتزوير وفاتهاتمكنت كاميرات الضباط من التقاط "نظرة واضحة للغاية ومفصلة" للمشتبه به، وتم نشر هذه الصور علنًا لتسهيل التعرف عليه.
بعد تلقي مكالمة طارئة من مراهقين على خط الطوارئ، تعرف ضباط آخرون على الرجل في قطار مترو أنفاق آخر. قام الضباط بإغلاق أبواب القطار وفتشوا جميع العربات حتى تمكنوا من القبض عليه دون أي حوادث. وأوضحت رئيسة شرطة نيويورك، جيسيكا تيش، أن المشتبه به كان يحمل ولاعة في جيبه أثناء توقيفه.
وقال رئيس شرطة النقل، جوزيف غولوتا، إن التحقيق مستمر، بما في ذلك فحص ما إذا كانت المرأة بلا مأوى والتحقق من خلفية المشتبه به.
ليست القضية الأولى في يوم واحدكانت هذه القضية ثاني حالة وفاة تحدث في مترو أنفاق نيويورك يوم الأحد. ففي وقت لاحق من الليل، استجابت الشرطة لمكالمة طوارئ بشأن اعتداء وقع في محطة بمنطقة كوينز.
ركاب يستقلون قطارًا في محطة مترو بنيويورك 13 كانون الثاني يناير 2024Peter K. Afriyie/APوبعد التحرك، عثر الضباط على رجل يبلغ من العمر 37 عامًا مصابًا بطعنة، بينما كان رجل آخر (26 عامًا) يعاني من جروح متعددة في أنحاء جسده. وأعلنت الشرطة أن الرجل الأكبر سناً توفي في مستشفى قريب، بينما كان الشاب الآخر في حالة مستقرة. التحقيق في الحادث لا يزال مستمرًا.
وفي أعقاب هذه الحوادث، تسعى نيويورك إلى تنفيذ عمليات تفتيش عشوائية لحقائب الركاب بحثًا عن أسلحة، وذلك في إطار جهود لمكافحة الجرائم المتزايدة في قطارات المدينة. ومن المتوقع تكثيف هذه الإجراءات خلال فترة العطلات.
المصادر الإضافية • أ ب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دعوى قضائية أمريكية ضد طبيبة في نيويورك وصفت دواء للإجهاض لسيدة في ولاية تكساس التي يحظر فيها ذلك عاصفة ثلجية قوية تضرب شمال نيويورك وبنسلفانيا مع انخفاض حاد في درجات الحرارة اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك قتلاعتقالمترو - قطار الأنفاقشرطةنيويوركحريقاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إسرائيل تتبنى لأول مرة اغتيال إسماعيل هنية في طهران وتدمير نظام الأسد وتهدد بقطع رؤوس قادة الحوثيين يعرض الآن Next وسط قلق من سيطرة الإسلاميين.. النساء السوريات يرفعن الصوت دفاعًا عن حقوقهن فالثورة في أصلها أنثى يعرض الآن Next عيد بلا مظاهر.. بيت لحم تتحدى الحرب بحفاظها على روح الميلاد يعرض الآن Next مجدداً.. غرينلاند ترفض عرض ترامب وتؤكد: "أرضنا ليست للبيع" يعرض الآن Next ترامب يهدد بالسيطرة على قناة بنما والرئيس خوسيه مولينو يرد "كل متر مربع بالقناة هو بنمي خالص" اعلانالاكثر قراءة بعد ثلاثة أيام.. العثور على ركاب الطائرة المفقودة في كامتشاتكا أحياء مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز هل بدأ انتقام إسرائيل من أردوغان وهل أصبحت تركيا الهدف المقبل للدولة العبرية؟ فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشمالية بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادضحايادونالد ترامبإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزةماغدبورغسانتا كلاوسألمانياروسياشرطةكوارث طبيعيةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024