التعايش.. ثقافة مجتمعية لم تلوثها الحرب في عدن
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
عدن (عدن الغد) خاص:
تقرير/ دينا المدني
على الرغم من التحديات والضغوطات التي شكلها النزوح والتدفق الكبير للناس بمختلف الأجناس والألوان إلى مدينة عدن جنوبي البلاد خلال سنوات الصراع الدائر، إلا أن المجتمع هناك ما يزال متمسكًا ومحافظًا على ثقافة التعايش مع المجتمعات النازحة والأقليات العرقية رغم سوء الأحوال والظروف الاقتصادية.
إذ يعتبر المجتمع العدني واحدًا من أكثر المجتمعات التي تتميز بالتنوع الثقافي على مستوى البلاد بشكل لافت، وتتأثر ثقافة المدينة بتباينات المجتمعات وتنوعها العرقي والديني واللغوي، حيث يعيش فيها اليمنيون من مختلف الأعراق والأديان والثقافات.
التعايش "مبدأ"
تحكي الثلاثينية من أبناء المدينة، بشرى الهاشمي، موقفها الذي تخلله مبدأ التعايش والسلام مع إحدى الأسر النازحة من فئة ذوي البشرة السوداء التي كانت تسكن في المدرسة المجاورة لمنزلهم، بعيدًا عن "العنف والعنصرية"، حيث تقول بأنها عندما تشاجرت شقيقتها مع طفلة تنتمي لتلك الأسرة، ذهبت إلى والدتها وأخبرتهم بالأمر.
وتوضح بأنها لم تتعامل مع الأمر بنظرة "التمييز والعنصرية واستخدام القوة أو العنف"، بل حلت المشكلة بالتفاهم والحوار مع أسرة الطفلة ومنذ ذلك الحين بدأ التقارب أكثر بين الأسرتين الجارتين بعيدًا عن الفوارق التي اعتاد أن يضعها المجتمع خاصة بالنسبة لأقلية ذوي البشرة السوداء.
تضيف بشرى، "بعد أن ذهبت للتحدث مع والدة الطفلة، بدأت تتكون علاقة جيدة وتعرفنا على بعضنا أكثر، وكنت اعزمها عندنا تجي تغير جو ونتبادل الأحاديث وكل شيء كأي جيران بشكل طبيعي".
وتتابع: " حقيقة ما قد شفت زي كرمهم وطيبتهم وكنت وما زلت أتعامل أني وأسرتي معهم ومع النازحين كلهم خصوصا من هذه الأقلية كبقية الناس بدون أي عنصرية"، مؤكدةً بأنها وأسرتها لا يضعون أي فوارق مجتمعية وعرقية للتعامل مع الناس والبيئة المحيطة.
مساحة آمنة
وجدت الكثير من الأسر النازحة وخاصة أبناء أقلية ذوي البشرة السوداء في مدينة عدن المساحة الآمنة لممارسة الحياة الطبيعية ومختلف الأشغال بعدما شردتهم الحرب من قراهم ومناطقهم، ويعود ذلك إلى تماسك المجتمع الذي عجزت الحرب عن التأثير في هيكله وباكورة المبادئ والقيم الاجتماعية.
وفي هذا الصدد يقول أستاذ علم الاجتماع، الدكتور جلال عبدالله فارع، إن المجتمع في عدن عرف بتعايشيه منذ أكثر من مائة وتسعة وعشرون عاما ومجتمع المدينة أساسا متكون من كل الأجناس العربية والأعجمية والتاريخ خير شاهدا على ذلك.
ولتأكيد قوله، يستشهد فارع بنص للكاتب والمؤرخ الفرنسي "بول نيزان" الذي زار المدينة في أوائل القرن العشرين وكتب في مؤلفاته حول جمال عدن وطيبة أهلها وكرم الضيافة، قائلا: "إنها مدينة ساحرة، تفتح أبوابها لجميع من ينشدها، ومجتمعها متسامح".
ويتابع حديثه: "نجد عدن دومًا تحتضن الجميع دون قيود ودون فوارق أو تمييز أو عنصرية، وهي المدينة التي لم تنتظر الجميل من أحد بقدر ما تبحث عن السلام من الجميع وتتعايش مع الكل".
وبحسب تقارير أممية، بلغ عدد النازحين الوافدين إلى محافظة عدن نحو 52275 نازحًا ونازحة داخل المخيمات وخارجها، فيما بلغت عدد المخيمات بلغت 27 مخيمًا وعدد النازحين داخلها فقط 13697 نازحًا ونازحة.
الإيواء الحقيقي
يحتفظ المجتمع العدني بقيم قوية تؤكد على التعايش والتسامح ويشجع على مبدأ القبول بالآخر واحترام تنوع الثقافات والمعتقدات، وقد تكون هذه القيم أكثر أهمية في ظل الحرب خصوصا وأن بعض المجتمعات بالبلاد تواجه حالة من العدائية والانقسامات المحتملة.
وفي هذا الشأن، يقول رئيس المجلس الوطني للأقليات في اليمن، نعمان الحذيفي، إن عدن دائما كانت تمثل فكرة التعايش الحقيقي الذي نأمله ونتطلع اليه وبكل تأكيد عدن منذ اندلاع الحرب لجأ إليها الكثير من أبناء اليمن من مناطق الشمال ومناطق الصراع بمن فيهم المهمشين من المحافظات الشمالية.
ويتابع :" هناك مهمشين من عام 1990 في عدن ما يعني أنه على مر التاريخ وعدن تشكل الأيواء الحقيقي لكل القادمين إليها، وفي الحقيقة عدن ضربت نموذج في التعايش وتعايش المجتمع الجنوبي والمجتمع العدني بشكل عام مع الاقليات وخاصة فئة المهمشين".
وكانت قد برزت في الفترة الأخيرة دعاوي بأن النازحين يهددون السلم الاجتماعي للمدينة والجنوب، وهنا، يشير الحذيفي إلى أن هذه الكتابات هي كتابات فردية لا تعبر عن أبناء عدن ولا تعبر عن ثقافة المواطن الجنوبي وثقافة أبناء عدن خاصة.
ومنذ زمن بعيد وعدن تحتضن الجميع خاصة في أوقات الأزمات ويعايش المجتمع في المدينة مع أقليات كثيرة عوضًا عن المهمشين والنازحين، مثل الطائفة البهائية والطائفة المسيحية، مُجسدًا بذلك أبهى صور التعايش والتنوع الاجتماعي والسلم المجتمعي.
أنتجت هذه المادة ضمن مشروع "تقاطعات" الذي تنفذه مؤسسة نسيج للإعلام الاجتماعي بدعم من مركز الحوار العالمي (كايسيد).
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
التبرع بالأجزاء !!
التبرع بالأجزاء !!
صباح محمد الحسن
طيف أول :
ماذا عن إنسانيتك
إن كنت ترى أن الأمور جيدة
حتى إن واصلت الأرواح موتها!!
ومشروع إنفصال دارفور الذي تسّوق له فلول النظام البائد بعد فشلها في الحفاظ على بلاد كاملة آمنة مستقرة منذ بداية حكمها وحتى التاريخ الميلادي للحرب هو واحد من كذباتها وأمانيها الكسيحة
فبعد ما قامت بفصل الجنوب وعملت على زعزعة أمن وأستقرار إقليم دارفور لسنين عددا ، لم يذق إنسان الأقليم فيها طعم النوم هانئا مطمئنا
الآن تريد الفلول مواصلة حملة ” التبرع بالأجزاء ” من الوطن حيث اصبحت غايتها وأمنيتها الآن فصل الإقليم حتى تلقي عن أكتافها ذنب فشلها في عملية الحفاظ عليه آمنا مستقرا
وطفقت الآن تروج عبر منصاتها إن عملية إنسحاب الدعم السريع من العاصمة الخرطوم يعود الي أنها حملت نفسها وقررت البقاء في دارفور تمهيدا للإنفصال !!
وهو الوهم الذي يجعلها تسعى لحصر الحرب في مناطق بيعنها وتعيش عزلة الجغرافية المحلية والمناطقية بعد العزلة الدولية، وتمرر الفلول خطة الإنفصال وتسوق لها عبر أبواقها الإعلامية بخطاب الكراهية والعنصرية البغيضة
و لاتغادر عين افكارها النظر تحت اقدامها، لطالما أنها لا تقرأ ابعد من ذلك !!
فخطة الإنفصال هي أمر غير مطروح الآن دوليا، ومن قبل تحدثنا عن أن المجتمع الدولي لن يقوم بتكرار تجربة إنفصال جنوب السودان على المدى القريب، السيناريو الذي يُعد من أكثر التجارب فشلا حيث شكلت الدولة الوليدة عبئا إقتصاديا كبيرا عليه وعلى منظماته
وأدرك أنه أوجد دولة ضعيفة وهشة اقتصاديا لم تستطع الوقوف على أقدامها منذ الإنفصال وحتى الآن
بالإضافة الي أن الحرب الحالية في السودان والذي يمثل طرفها الدعم السريع لم تكشف قياداتها عن أي رغبة لهم في الإنفصال ، ولم تضعه كواحد من شروط إيقاف الحرب او إستمرارها سيما أن حميدتي لايمثل اقليم دارفور
وهذه أكثر الأسباب التي تهزم هذه الفرضية،
كما أن الاصوات التي ظلت تطالب سابقا بالأنفصال من أبناء دارفور خفتت بوعي، بعدما علمت أن الخيار أصبح رغبة حقيقية لفلول النظام البائد، التي تسعى الي تقسيم البلاد وتمزيقها
وبإستبعاد الأسباب الحقيقة لخيار الإنفصال تسقط رغبة الفلول مغشيا عليها
كما أن الخط الموازي لإعادة ترتيب ميدان الحرب يعمل متزامنا مع ترتيب المسرح السياسي مابعد الحرب والذي لاتنفصل عنه تشكيلة وإعادة صفوف القيادة الدارفورية
وربما تهزم الخطة الدولية القادمة طموحات الحركات المسلحة المشاركة في الحرب وإضعاف نفوذها وإزاحتها الي الوراء بعد دمج قواتها في الجيش القومي
وذلك بسبب مشاركتها في الحرب التي قتلت 150 الف مدنيا وشردت الملايين لذلك ان جبريل ابراهيم ومناوي فرصهما سياسيا قد تنتهي بآخر طلقة
وسيتم تقديم حركة عبد الواحد محمد نور سياسيا الي الواجهة وذلك بدعم كبير من دولة فرنسا بإعتبارها واحدة من الدول المشاركة في عملية وقف الحرب عبر رؤية المجتمع الدولي الداعم لإستعادة الحكم المدني
لذلك أن اللقاء الذي جمع بين نور مع رئيس وزراء السودان المستقيل الدكتور عبد الله حمدوك والذي تم بعده إعلان نيروبي ومن ثم التوافق الذي حدث لاحقا لم يكن صدفة ولكنه “ترتيب”
وحكم مدني بحكومة تكنوقراط عبر دستور إنتقالي يرجح خيار الحكم الفدرالي في السودان وهو ذاته الذي يدفع بعبد الواحد محمد نور الي واجهة المسرح السياسي ، فبعد هندسة الميدان عسكريا تأتي خطة موازية للمستقبل السياسي
والناظر في دفتر القوى السياسية المدينة ومنظمات المجتمع المدني التي رفعت شعار ( لا للحرب ) يجدها نجحت في مشروعها الذي حال دون تحقيق حلم الفلول لمشروع عودتها للحكم حتى بالسلاح، وذلك بعدم قبول مبرراتهم للحرب دوليا بعد تسويق مشروعهم التخريبي ضد الثورة والشعب والوطن
الأمر الذي جعل الفشل حليفهم في إقناع المجتمع الدولي ، وعدم قبول تبرير حربهم الخاسرة التي قضت على الأخضر واليابس، بعدما نسفت رصيدهم الإقتصادي والسياسي ولم تكسبهم إلا خسارة فوق خسارة
كما ان أكبر انجازات القوى المدنية الرافضة للحرب انها وصلت لهزيمة الجنرال عبد الفتاح البرهان سياسيا وسلميا وجعلته في عزلة دولية منذ انقلاب 25 اكتوبر، لتتنحى بعيدا عنه أكثر من 27 دولة وترفض الإعتراف به كرئيس شرعي للسودان الأمر الذي بدد حلمه في صناعة واقع سياسي مستقبلي يؤهله الي قيادة البلاد من جديد فما ٱخذه برهان بقوة السلاح عندما تعدى على حكومة ثورة ديسمبر حصده فشل وخيبة
والواقع السياسي مابعد الحرب خارطته تفصح عن ملامح الحكومة القامة برئيس للبلاد يحكمه الدستور
وبرلمان شعبي بحماية جيش مهني واحد لايتدخل في السياسة وبقيادة جديدة ، هي خطة تهدف لإبعاد ثنائي الشر الدعم السريع والقيادات الإسلامية بكتائبها حتى ينعم هذا الشعب بوطن ديمقراطي واحد آمن ومستقر يسمو فوق كل أشكال التفرقة والعنصرية، فهذا هو رأس الحل القادم الذي لن تستطيع أن تدمره مسيرة للدعم السريع او تقطعه سكين متطرف!! .
طيف أخير :
#لا_للحرب
مبارك أردول: مقتل 40 مواطناً وإصابة 70 آخرين في كادوقلي جراء قصف مدفعي من قوات الحركة الشعبية قيادة الحلو على المدينة)
ميدان آخر للحرب الضحية فيه ايضا المواطن !!