عدن الغد:
2024-11-08@06:02:57 GMT

التعايش.. ثقافة مجتمعية لم تلوثها الحرب في عدن

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

التعايش.. ثقافة مجتمعية لم تلوثها الحرب في عدن

عدن (عدن الغد) خاص:

تقرير/ دينا المدني

 

على الرغم من التحديات والضغوطات التي شكلها النزوح والتدفق الكبير للناس بمختلف الأجناس والألوان إلى مدينة عدن جنوبي البلاد خلال سنوات الصراع الدائر، إلا أن المجتمع هناك ما يزال متمسكًا ومحافظًا على ثقافة التعايش مع المجتمعات النازحة والأقليات العرقية رغم سوء الأحوال والظروف الاقتصادية.

إذ يعتبر المجتمع العدني واحدًا من أكثر المجتمعات التي تتميز بالتنوع الثقافي على مستوى البلاد بشكل لافت، وتتأثر ثقافة المدينة بتباينات المجتمعات وتنوعها العرقي والديني واللغوي، حيث يعيش فيها اليمنيون من مختلف الأعراق والأديان والثقافات.

 

التعايش "مبدأ"

تحكي الثلاثينية من أبناء المدينة، بشرى الهاشمي، موقفها الذي تخلله مبدأ التعايش والسلام مع إحدى الأسر النازحة من فئة ذوي البشرة السوداء التي كانت تسكن في المدرسة المجاورة لمنزلهم، بعيدًا عن "العنف والعنصرية"، حيث تقول بأنها عندما تشاجرت شقيقتها مع طفلة تنتمي لتلك الأسرة، ذهبت إلى والدتها وأخبرتهم بالأمر.

وتوضح بأنها لم تتعامل مع الأمر بنظرة "التمييز والعنصرية واستخدام القوة أو العنف"، بل حلت المشكلة بالتفاهم والحوار مع أسرة الطفلة ومنذ ذلك الحين بدأ التقارب أكثر بين الأسرتين الجارتين بعيدًا عن الفوارق التي اعتاد أن يضعها المجتمع خاصة بالنسبة لأقلية ذوي البشرة السوداء.

تضيف بشرى، "بعد أن ذهبت للتحدث مع والدة الطفلة، بدأت تتكون علاقة جيدة وتعرفنا على بعضنا أكثر، وكنت اعزمها عندنا تجي تغير جو ونتبادل الأحاديث وكل شيء كأي جيران بشكل طبيعي".

 وتتابع: " حقيقة ما قد شفت زي كرمهم وطيبتهم وكنت وما زلت أتعامل أني وأسرتي معهم ومع النازحين كلهم خصوصا من هذه الأقلية كبقية الناس بدون أي عنصرية"، مؤكدةً بأنها وأسرتها لا يضعون أي فوارق مجتمعية وعرقية للتعامل مع الناس والبيئة المحيطة.

 

مساحة آمنة

وجدت الكثير من الأسر النازحة وخاصة أبناء أقلية ذوي البشرة السوداء في مدينة عدن المساحة الآمنة لممارسة الحياة الطبيعية ومختلف الأشغال بعدما شردتهم الحرب من قراهم ومناطقهم، ويعود ذلك إلى تماسك المجتمع الذي عجزت الحرب عن التأثير في هيكله وباكورة المبادئ والقيم الاجتماعية.

وفي هذا الصدد يقول أستاذ علم الاجتماع، الدكتور جلال عبدالله فارع، إن المجتمع في عدن عرف بتعايشيه منذ أكثر من مائة وتسعة وعشرون عاما ومجتمع المدينة أساسا متكون من كل الأجناس العربية والأعجمية والتاريخ خير شاهدا على ذلك.

ولتأكيد قوله، يستشهد فارع بنص للكاتب والمؤرخ الفرنسي "بول نيزان" الذي زار المدينة في أوائل القرن العشرين وكتب في مؤلفاته حول جمال عدن وطيبة أهلها وكرم الضيافة، قائلا: "إنها مدينة ساحرة، تفتح أبوابها لجميع من ينشدها، ومجتمعها متسامح".

ويتابع حديثه: "نجد عدن دومًا تحتضن الجميع دون قيود ودون فوارق أو تمييز أو عنصرية، وهي المدينة التي لم تنتظر الجميل من أحد بقدر ما تبحث عن السلام من الجميع وتتعايش مع الكل".

وبحسب تقارير أممية، بلغ عدد النازحين الوافدين إلى محافظة عدن نحو 52275 نازحًا ونازحة داخل المخيمات وخارجها، فيما بلغت عدد المخيمات بلغت 27 مخيمًا وعدد النازحين داخلها فقط 13697 نازحًا ونازحة.

 

الإيواء الحقيقي

يحتفظ المجتمع العدني بقيم قوية تؤكد على التعايش والتسامح ويشجع على مبدأ القبول بالآخر واحترام تنوع الثقافات والمعتقدات، وقد تكون هذه القيم أكثر أهمية في ظل الحرب خصوصا وأن بعض المجتمعات بالبلاد تواجه حالة من العدائية والانقسامات المحتملة. 

وفي هذا الشأن، يقول رئيس المجلس الوطني للأقليات في اليمن، نعمان الحذيفي، إن عدن دائما كانت تمثل فكرة التعايش الحقيقي الذي نأمله ونتطلع اليه وبكل تأكيد عدن منذ اندلاع الحرب لجأ إليها الكثير من أبناء اليمن من مناطق الشمال ومناطق الصراع بمن فيهم المهمشين من المحافظات الشمالية.

ويتابع :" هناك مهمشين من عام 1990 في عدن ما يعني أنه على مر التاريخ وعدن تشكل الأيواء الحقيقي لكل القادمين إليها، وفي الحقيقة عدن ضربت نموذج في التعايش وتعايش المجتمع الجنوبي والمجتمع العدني بشكل عام مع الاقليات وخاصة فئة المهمشين".

وكانت قد برزت في الفترة الأخيرة دعاوي بأن النازحين يهددون السلم الاجتماعي للمدينة والجنوب، وهنا، يشير الحذيفي إلى أن هذه الكتابات هي كتابات فردية لا تعبر عن أبناء عدن ولا تعبر عن ثقافة المواطن الجنوبي وثقافة أبناء عدن خاصة.

ومنذ زمن بعيد وعدن تحتضن الجميع خاصة في أوقات الأزمات ويعايش المجتمع في المدينة مع أقليات كثيرة عوضًا عن المهمشين والنازحين، مثل الطائفة البهائية والطائفة المسيحية، مُجسدًا بذلك أبهى صور التعايش والتنوع الاجتماعي والسلم المجتمعي.

 

 

أنتجت هذه المادة ضمن مشروع "تقاطعات" الذي تنفذه مؤسسة نسيج للإعلام الاجتماعي بدعم من مركز الحوار العالمي (كايسيد).

 

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

أبرز شركات الطيران التي علقت رحلاتها للمنطقة بسبب الحرب الإسرائيلية

دفعت المخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط شركات طيران عالمية إلى تعليق رحلاتها للمنطقة، أو تجنب المجالات الجوية التي تنطوي على مخاطر.

وفيما يلي بعض شركات الطيران التي عدلت خدماتها من المنطقة وإليها:

الخطوط القطرية

علقت شركة الطيران القطرية مؤقتا رحلاتها من وإلى إيران ولبنان مؤقتا.

مصر للطيران

علقت شركة الطيران المصرية في سبتمبر/أيلول رحلاتها الجوية إلى بيروت حتى "يستقر الوضع".

طيران الإمارات

ألغت الشركة المملوكة للدولة في الإمارات الرحلات إلى بيروت وبغداد حتى نهاية الشهر الجاري.

فلاي دبي

قال متحدث باسم شركة الطيران الإماراتية في 30 أكتوبر/تشرين الأول إن الرحلات الجوية بين دبي وبيروت لا تزال معلقة، في حين أن الرحلات الجوية إلى العراق وإيران تعمل.

الخطوط العراقية

أوقفت الخطوط الجوية العراقية، الناقل الوطني، رحلاتها إلى بيروت حتى إشعار آخر.

الخطوط الجزائرية

علَقت شركة الخطوط الجزائرية رحلاتها من وإلى لبنان حتى إشعار آخر.

بيغاسوس

ألغت شركة الطيران التركية رحلاتها إلى بيروت حتى 15 من الشهر الجاري.

إيران إير

ألغت الخطوط الجوية الإيرانية جميع الرحلات من وإلى بيروت حتى إشعار آخر.

الخطوط الإثيوبية

قالت شركة الطيران الإثيوبية -في منشور على منصة فيسبوك أمس إنها علقت رحلاتها إلى بيروت حتى إشعار آخر.

 كوريندون إيرلاينز

ألغت شركة الطيران التركية رحلاتها الجوية من وإلى تل أبيب حتى يناير/كانون الثاني من العام المقبل.

 مجموعة لوفتهانزا

علقت المجموعة الألمانية رحلاتها الجوية إلى تل أبيب حتى 25 من الشهر الجاري، بينما علقت شركة الطيران منخفض التكلفة "يورو وينغز" التابعة لها الرحلات حتى نهاية الشهر. وألغت المجموعة الرحلات الجوية من وإلى طهران حتى 31 يناير/كانون الثاني 2025، ومن وإلى بيروت حتى 28 من الشهر الذي يليه.

وقالت الخطوط السويسرية (سويس) -وهي جزء من المجموعة- بشكل منفصل إنها ستلغي رحلاتها إلى بيروت حتى 18 يناير/كانون الثاني.

وعلقت شركة "صن إكسبرس" -وهي مشروع مشترك بين الخطوط التركية ولوفتهانزا- رحلاتها إلى بيروت حتى 17 ديسمبر/كانون الأول.

رايان إير

ألغت أكبر شركة طيران منخفض التكلفة بأوروبا رحلاتها من تل أبيب وإليها حتى نهاية هذا العام. وقال الرئيس التنفيذي مايكل أوليري أول أمس للصحفيين إن تعليق الرحلات من المرجح أن يستمر حتى نهاية مارس/آذار المقبل.

شركة إيجه الجوية

ألغت شركة الطيران اليونانية رحلاتها من وإلى بيروت حتى 17 ديسمبر/كانون الأول، ومن وإلى تل أبيب حتى 17 من الشهر الجاري.

طيران البلطيق

ألغت شركة إير بالتيك (طيران البلطيق) المملوكة لحكومة لاتفيا رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى نهاية الشهر الحالي.

 مجموعة "إير فرانس-كيه إل إم"

مددت "إير فرانس" تعليق رحلاتها بين باريس وتل أبيب حتى 12 من الشهر الجاري، ورحلاتها بين باريس وبيروت حتى نهاية الشهر، ومددت "كيه إل إم" تعليق الرحلات إلى تل أبيب حتى نهاية العام على الأقل.

وألغت وحدة ترانسافيا للطيران منخفض التكلفة التابعة للمجموعة الفرنسية الهولندية الرحلات من وإلى تل أبيب وعمّان وبيروت حتى نهاية مارس/آذار.

إير إنديا

علَقت شركة الطيران الهندية رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى إشعار آخر.

بلغاريا إير

ألغت شركة الطيران البلغارية رحلاتها من وإلى إسرائيل حتى 23 ديسمبر/كانون الأول.

كاثي باسيفيك

ألغت الشركة، التي تتخذ من هونغ كونغ مقرا، رحلاتها إلى تل أبيب حتى 25 أكتوبر/تشرين الأول العام القادم.

دلتا إيرلاينز

أوقفت شركة الطيران الأميركية رحلاتها بين نيويورك وتل أبيب حتى مارس/آذار 2025.

إيزي غت

علقت الشركة البريطانية للطيران منخفض التكلفة رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى مارس/آذار 2025.

مجموعة الخطوط الدولية (آي إيه غي)

ألغت الخطوط الجوية البريطانية المملوكة لمجموعة الخطوط الجوية الدولية رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى نهاية مارس/آذار2025.

وألغت شركة إيبيريا إكسبريس للطيران منخفض التكلفة التابعة للمجموعة رحلاتها إلى تل أبيب حتى نهاية الشهر الجاري، بينما ألغت شركة فيولينغ رحلاتها إلى تل أبيب حتى 12 يناير/كانون الثاني 2025 مع إلغاء الرحلات الجوية إلى عمّان حتى إشعار آخر.

إيتا

مددت الخطوط الجوية الإيطالية تعليق رحلاتها مع تل أبيب حتى نهاية الشهر الجاري.

لوت

ألغت الخطوط البولندية رحلاتها إلى تل أبيب حتى 11 من الشهر الحالي، ومن المقرر أن تنطلق أولى رحلاتها المجدولة إلى بيروت أول أبريل/نيسان 2025.

زوند إير

ألغت الشركة الألمانية جميع رحلاتها إلى بيروت من برلين حتى 8 ديسمبر/كانون الأول، ومن مدينة بريمن حتى 26 مارس/آذار المقبل وكذلك من مطار مونستر/أوسنابروك حتى 29 من الشهر نفسه.

تاروم

مددت شركة الطيران الرومانية تعليق رحلاتها إلى بيروت حتى 15 من الشهر الجاري.

يونايتد إيرلاينز

علقت الشركة ومقرها شيكاغو رحلاتها إلى تل أبيب لفترة غير محددة.

فيرغن أتلانتيك

مددت شركة الطيران البريطانية تعليق رحلاتها إلى تل أبيب حتى نهاية مارس/آذار 2025.

ويز إير

علقت شركة الطيران ومقرها المجر رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى 14 يناير/كانون الثاني من العام المقبل.

مقالات مشابهة

  • ضمن مبادرة «بداية».. قصور الثقافة بالغربية تحتفل بعيد الطفولة
  • ما لا يعرفه العرب عن صهر ترامب العربي الذي تزوج نجله بإبنة ترامب تيفاني ؟
  • تقرير: المتفجرات التي أسقطت على قطاع غزة أكثر مما ألقي خلال الحرب العالمية الثانية
  • برعاية وحضور منصور بن زايد ..ذياب بن محمد بن زايد يطلق حزمة مبادرات مجتمعية بقيمة نصف مليار درهم
  • خالد الجندي: الحرية تكمن في الانقياد لله والتحلي بالقيم الأخلاقية التي تحمي المجتمع
  • جيل زد السوري الذي دفع الثمن مبكرا
  • "المجاهدين": إقالة غالانت لن تمحو العار والهزيمة التي تلاحقه
  • أبرز شركات الطيران التي علقت رحلاتها للمنطقة بسبب الحرب الإسرائيلية
  • بين هاريس وترامب.. من الرئيس الذي يتمناه نتنياهو؟
  • مصر تعيش أجواء الهزيمة.. فما الحرب التي خاضتها؟