دبي في 26 سبتمبر /وام/ ضمن فعاليات اليوم الأول من الدورة الـ21 لمنتدى الإعلام العربي في دبي استعرض خبراء أكاديميين ومحللين سياسيين آفاق مشهد النظام العالمي الراهن وفرص بزوغ نظام عالمي جديد، في ضوء التحولات الجيوسياسية الحالية التي قد يعتبرها البعض بداية لعودة العالم إلى نظام القطبية الثنائية أو عالم متعدد الأقطاب.


وفيما توقع مشاركون في جلسة" هل نحن مقبلون على نظام عالمي جديد؟" استمرارية النظام العالمي الراهن الذي تقوده الولايات المتحدة وأوروبا لسنوات مقبلة في ظل استمرار نفوذها السياسي والاقتصادي الواسع واستحواذهما على الحصة الأكبر من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أشار آخرون إلى بداية تشكل ملامح خريطة جديدة لنظام عالمي يلتقي فيه الشمال بالجنوب ويتزايد فيه دور التكتلات الاقتصادية.
واتفق المشاركون في الجلسة التي أدارتها الإعلامية نوفر رمول، من "دبي للإعلام"، وجمعت كل من الدكتور محمد الرميحي، أستاذ الاجتماع السياسي، جامعة الكويت وعبد العزيز الخميس، كاتب وباحث في شئون السياسة العربية، و أحمد المسلماني ، كاتب ورئيس مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، و إياد أبو شقرا، كاتب في صحيفة الشرق الأوسط، على أهمية الدور المؤثر الذي تلعبه كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في المشهد الاقتصاد العالمي الراهن في ظل قيادة تغلّب المصالح الوطنية على أي أجندات أخرى من خلال الانفتاح على جميع القوى والانضمام إلى التكتلات التي تحقق مصالحها الاقتصادية والتنموية.
وفي مستهل حديثه استبعد الدكتور محمد الرميحي بزوغ نظام عالمي جديد يكون بديلاً عن النظام العالمي الراهن الذي تقوده الولايات المتحدة وأوروباً مشيراً إلى ان هذا النظام مازال هو الأكثر قوة والأكثر نفوذاً وتأثيراً في المشهد العالمي، وذلك لعدة أسباب أوجزها في قوة الاقتصاد الأميركي الذي يشكل وحده ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي منذ أكثر من 35 عاماً، فضلا عن امتلاك الولايات المتحدة لأكبر 5 شركات في العالم في مجال البحث والتطوير، والدور الكبير الذي لعبته الشركات الأميركية خلال جائحة كوفيد-19 بإنتاج أكثر اللقاحات فعالية.
وأضاف الرميحي أن من بين أهم العوامل التي تؤكد استمرارية النظام العالمي الراهن، من وجهة نظره ما تتمتع به كل من الولايات المتحدة والغرب من حريات غير متاحة لدى القوى الأخرى المنافسة، لافتاً إلى أن الهجرة التي يشهدها العالم لا زالت تتجه نحو الغرب.
واتفق عبد العزيز الخميس مع ما ذهب إليه الدكتور الرميحي، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تزال هي القطب الأوحد في النظام العالمي الراهن وستظل لسنوات مقبلة، وذلك على الرغم من الحديث عن بزوغ الصين كقوة اقتصادية عالمية.
وتطرق عبد العزيز الخميس إلى الحديث عن التحولات الإقليمية واتجاه الدول الرئيسية في الشرق الأوسط وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة للتعاون مع القوى الجديدة مثل الصين، في السنوات الأخيرة، والذي قد يراه البعض تحولاً في سياسات هذه الدول، مشيراً إلى أن هذا التوجه لا يشير اطلاقاً إلى استبدال نظام بنظام آخر، وانما يأتي في سياق النضج السياسي والاقتصادي الذي بلغته المنطقة وقدرتها على اتخاذ قراراتها بناء على مصالحها وأهدافها الخاصة، من خلال الانفتاح على جميع القوى، في اطار من المصالح المشتركة والانفتاح، لكن لاتزال الهيمنة للولايات المتحدة في المقام الأول القطب العالمي الأكبر والأهم.
بدوره أشار أحمد المسلماني إلى أن العالم يتجه نحو نظام عالمي جديد يجمع بين الشمال والجنوب بعد التقاء الشرق والغرب في النظام الراهن، أو ما اطلق عليه ثنائية الشمال والجنوب، موضحاً أن حتمية التاريخ تشير إلى التقلب الدائم في موازين القوى، فمنذ نحو 200 عام وخلال الفترة من 1820 وحتى 1920 عاش العالم القرن البريطاني، ومنذ العام 1920 وحتى 2020 عاش العالم القرن الأميركي، في حين مازالت الصورة غير واضحة بشأن القرن القادم من 2020 وحتى 2120، فهل سنستمر في القرن الأميركي، أم نحن بصدد نظام عالمي جديد تتقاسمه الولايات المتحدة ومعها أوروبا أو الصين ومعها روسيا، لكن تبقى فرص الصدام في هذا القرن أقوى بكثير من فرص السلام.
من جهته لفت الكاتب إياد أبو شقرا، إلى أنه على الرغم من أنه لا جدال في أن الولايات المتحدة مازلت هي القوة العظمى في العالم سياسيا وعسكريا واقتصاديا وعلميا، وهي من تتصدر مشهد النظام العالمي الراهن، إلا أنه من المهم مراقبة كافة المؤشرات حول بدايات الوهن في المنظومة العالمية وعلى رأسها الويات المتحدة، فالقوى والحضارات لا تنهار فجأة بل يدب فيها الوهن تدريجياً، فالولايات المتحدة في رأيه اليوم تبدو غير قادرة على مواجهة الصعود الصيني القوي في مجال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة.

عماد العلي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الولایات المتحدة نظام عالمی جدید إلى أن

إقرأ أيضاً:

"اتحاد المستشفيات العربية": النظام الصحي السعودي نموذج يُحتذى به عالميًا

أكد الدكتور علي المبروك أبو قرين عضو المجلس التنفيذي لاتحاد المستشفيات العربية، أن رؤية الصحة السعودية هي رؤية لصحة واعدة وأكثر استدامة، إذ إن المملكة العربية السعودية تتمتع بنظام صحي قوي وفعال ومنصف، وبنية تحتية صحية متكاملة، وخدمات رعاية صحية أولية واستشفائية نموذجية، وتحقق المملكة مؤشرات صحية متقدمة جدًا تعكس قدرة النظام الصحي على تحقيق المحددات الصحية والاجتماعية، وما يتميز به من مرونة واستعداد واستجابة لمتطلبات الحياة الصحية الكريمة، بجانب التعامل مع التحديات والطوارئ والأزمات الصحية.
وقال ”أبو قرين“ إن النظام الصحي السعودي يعتبر النموذج العالمي في الخدمات الصحية للحشود الكبيرة التي تشهدها الأراضي المقدسة على مدار العام، وحركة الحجيج والمعتمرين والزائرين، وخدمات الطوارئ والإخلاء الطبي والتدخلات الصحية السريعة، والمستشفيات المتنقلة.
أخبار متعلقة حليمة العمري.. دور المرأة مهم بمجال الطاقة لبناء أمهر الكوادر القياديةمع اقتراب رمضان .. غرامة نصف مليون ريال وسجن للتبرعات خارج القنوات الرسميةوتابع: تتبني المملكة العربية السعودية رؤية مستقبلية واعدة لمستقبل الصحة السعودية، بتعزيز خدمات الطب الاستباقي والوقائي، والتوعية الصحية المجتمعية لكل الناس مواطنين ومقيمين وزائرين وضيوف الرحمن، والفحوصات الطبية المبكرة، لتجنيب الأمراض المزمنة والجينية والوراثية وتفادي العديد من الأمراض النادرة وغيرها، وتخفيف أعباء المراضة، والاهتمام بالصحة النفسية.الدكتور علي المبروك أبو قرين برامج الصحة النفسية والعقليةوأشار ”أبو قرين“ إلى تطوير الخدمات والبرامج المقدمة للصحة النفسية والعقلية، مع التوسع الكبير في البنى التحتية الصحية، وتطوير المستشفيات والمراكز الطبية التخصصية، والمدن الطبية الحديثة المتكاملة، بما يتماشى مع التطورات التقنية والتكنولوجية الطبية الحديثة، التي تعكس المرافق الصحية الذكية والصديقة للبيئة، والمستشفيات الافتراضية والتي تحقق الصحة الواحدة لكل ما هو على أراضي المملكة، والشخصية التي تهتم بصحة الفرد الواحد، والاهتمام بالتعليم والتدريب الطبي والصحي الذي يواكب التطورات التكنولوجية الطبية والصحية العالمية الحديثة.
وأوضح أن المملكة تدعم الأبحاث والدراسات العلمية والطبية وتشجيع الابتكار في تطوير العلاجات والتقنيات الطبية، والاهتمام بالتعاون الوثيق مع المنظمات الدولية والجامعات الأول في ألعالم، والمراكز البحثية المرموقة دوليا، والمشاركة الفعالة بحضور وإقامة المؤتمرات والملتقيات العلمية والطبية والصحية وما يتعلق بهم.
وأكد أن المملكة من الدول السباقة في التحول الرقمي والأثمنة، واستخدامات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والسجلات الطبية الإلكترونية والطب الافتراضي، والتطبيب عن بعد والخدمات الطبية الروبوتية.تطور الخدمات الصحيةوختم د. أبو قرين حديثه بقوله: تقوم المملكة العربية السعودية بتعزيز البرامج التي تحافظ على الاستدامة والاستقرار والتطور في الخدمات الصحية، والاهتمام بديمومة التمويل الذي يناسب ويتماشى مع التطورات التقنية والحياتية والعلمية، والزيادات السكانية، وتطوير الخدمات التأمينية وغيرها من أوجه تمويلية مختلفة، مع دعم الشراكة مع القطاع الخدمي الصحي الخاص الذي يشهد تطور ونمو غير مسبوق.
ولفت إلى أن المملكة تولي اهتمامًا كبيرًا بالتنمية البشرية الصحية، وتوطين الكفاءات وتحقيق التغطية الصحية الشاملة والعادلة، فالنظام الصحي السعودي نموذج متقدم للخدمات الصحية الإنسانية المتكاملة، يتمتع بالجاهزية والاستعداد والاستجابة والاستدامة يسعى دومًا لتعزيز الصحة والحفاظ عليها وتحسينها، وتحقيق الرفاهية.

مقالات مشابهة

  • هذيان ترامب يهز النظام العالمي (كاريكاتير)
  • منتدى البحوث الاقتصادية: يجب أن تكون المشروعات الصغيرة محور التحول الطاقي
  • مؤتمر منتدى البحوث الاقتصادية «ERF» يناقش التحول نحو الطاقة النظيفة
  • بعد التوجيهات الرئاسية.. نواب: التحول الرقمي يضع مصر على خريطة الاقتصاد العالمي
  • تحليل CNN.. مقترح ترامب بشأن غزة يخلق وضعًا مرعبًا من شأنه هز النظام العالمي
  • "اتحاد المستشفيات العربية": النظام الصحي السعودي نموذج يُحتذى به عالميًا
  • رئيس حزب الوعي: نؤيد استمرار النظام الانتخابي الحالي
  • علي المؤيد.. قائد التحول الرقمي والإعلامي في العراق
  • الشيباني: استمرار الوضع الراهن مرهون بالإرادة الشعبية أو التدخل الدولي
  • هل يتعاون ترامب وبوتين وشي في تشكيل نظام عالمي جديد؟