العالم بين القطبية الأحادية أو التحوّل لعالم ثنائي الأقطاب
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
المتحدثون يؤكدون: الإمارات والسعودية مؤثران في المشهد العالمي
دبي: «الخليج»
ضمن فعاليات اليوم الأول من الدورة ال21 لمنتدى الإعلام العربي في دبي، استعرض خبراء أكاديميون ومحللون سياسيون آفاق مشهد النظام العالمي الراهن، وفرص بزوغ نظام عالمي جديد، في ضوء التحولات الجيوسياسية الحالية التي قد يعتبرها البعض بداية لعودة العالم إلى نظام القطبية الثنائية، أو عالم متعدد الأقطاب.
وفيما توقع مشاركون في جلسة «هل نحن مقبلون على نظام عالمي جديد؟» استمرارية النظام العالمي الراهن الذي تقوده الولايات المتحدة وأوروبا لسنوات مقبلة، أشار آخرون إلى بداية تشكل ملامح خريطة جديدة لنظام عالمي يلتقي فيه الشمال بالجنوب، ويتزايد فيه دور التكتلات الاقتصادية.
واتفق المشاركون في الجلسة التي أدارتها الإعلامية نوفر رمول من «دبي للإعلام»، وجمعت كلاً من د. محمد الرميحي، أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة الكويت، وعبد العزيز الخميس، كاتب وباحث في شؤون السياسة العربية، وأحمد المسلماني، كاتب ورئيس مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، وإياد أبو شقرا، كاتب في صحيفة الشرق الأوسط، على أهمية الدور المؤثر الذي تلعبه كل من الإمارات والسعودية في المشهد الاقتصادي العالمي الراهن.
وفي مستهل حديثه استبعد الدكتور محمد الرميحي بزوغ نظام عالمي جديد يكون بديلاً عن النظام العالمي الراهن الذي تقوده الولايات المتحدة وأوروبا، مشيراً إلى أن هذا النظام مازال هو الأكثر قوة والأكثر نفوذاً وتأثيراً في المشهد العالمي، لعدة أسباب، أوجزها في قوة الاقتصاد الأمريكي الذي يشكل وحده ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي منذ أكثر من 35 عاماً، فضلاً عن امتلاك الولايات المتحدة أكبر 5 شركات في العالم في مجال البحث والتطوير، والدور الكبير الذي لعبته الشركات الأمريكية خلال جائحة «كوفيد-19» بإنتاج أكثر اللقاحات فعالية.
واتفق عبد العزيز الخميس مع ما ذهب إليه الرميحي، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تزال هي القطب الأوحد في النظام العالمي الراهن، وستظل لسنوات مقبلة، على الرغم من الحديث عن بزوغ الصين كقوة اقتصادية عالمية.
وتطرق الخميس إلى الحديث عن التحولات الإقليمية واتجاه الدول الرئيسية في الشرق الأوسط، خاصة دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، للتعاون مع القوى الجديدة مثل الصين، في السنوات الأخيرة، والذي قد يراه البعض تحولاً في سياسات هذه الدول، مشيراً إلى أن هذا التوجه لا يشير إطلاقاً إلى استبدال نظام بنظام آخر، وإنما يأتي في سياق النضج السياسي والاقتصادي الذي بلغته المنطقة.
بدوره أشار أحمد المسلماني إلى أن العالم يتجه نحو نظام عالمي جديد يجمع بين الشمال والجنوب بعد التقاء الشرق والغرب في النظام الراهن، أو ما أطلق عليه ثنائية الشمال والجنوب، موضحاً أن حتمية التاريخ تشير إلى التقلب الدائم في موازين القوى، فمنذ نحو 200 عام وخلال الفترة من 1820 وحتى 1920 عاش العالم القرن البريطاني، ومنذ العام 1920 وحتى 2020 عاش العالم القرن الأمريكي، في حين ما زالت الصورة غير واضحة بشأن القرن المقبل، فهل سنستمر في القرن الأمريكي، أم نحن بصدد نظام عالمي جديد؟ لكن تبقى فرص الصدام في هذا القرن أقوى بكثير من فرص السلام.
من جهته، لفت الكاتب إياد أبو شقرا، إلى أنه على الرغم من أنه لا جدال في أن الولايات المتحدة ما زالت هي القوة العظمى في العالم، إلا أنه من المهم مراقبة كل المؤشرات حول بدايات الوهن في المنظومة العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، فالقوى والحضارات لا تنهار فجأة، بل يدب فيها الوهن تدريجياً، فالولايات المتحدة في رأيه اليوم تبدو غير قادرة على مواجهة الصعود الصيني القوي في مجال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات منتدى الإعلام العربي الولایات المتحدة نظام عالمی جدید إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل تعطل رسوم ترامب التحول العالمي للطاقة الخضراء؟
تثير سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب مخاوف من أن يصبح العمل المناخي ضحية الحرب التجارية، وأن تفقد مشاريع الطاقة الخضراء زخمها اللازم عالميا لتحقيق أهداف المناخ.
فالمخاوف من ركود اقتصادي عالمي طويل الأمد أدت إلى انخفاض أسعار النفط والغاز، مما جعل التلوث أقل تكلفة وصعّب تبرير الاستثمار في البدائل النظيفة مثل السيارات الكهربائية وأنظمة التدفئة منخفضة الانبعاثات، وفق محللين نقلت عنهم صحيفة غارديان.
وعلى رأس تلك المخاوف يأتي قرار ترامب بفرض أشد التعريفات الجمركية على الصين -التي تُعد أكبر مُصنّع لتقنيات الطاقة النظيفة في العالم- وهو ما يهدد بخنق الاستثمارات الخضراء في الولايات المتحدة، ثاني أكبر مُصدِر لانبعاثات الكربون في العالم.
خسارة أميركيةونتيجة ذلك، من المتوقع أن تتخلف الولايات المتحدة عن بقية الدول في تطوير تقنيات الطاقة النظيفة، إذ ستمنعها التعريفات الجمركية من الوصول إلى تقنيات الطاقة النظيفة الرخيصة المطورة في الصين، وفق تحليل غارديان.
واعتبرت ليزلي أبراهامز، نائبة المدير في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، إن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على دول العالم (وعلقها لاحقا) من المرجح أن تعيق طرح الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة وتدفع البلاد إلى هامش السوق العالمية، بحسب الصحيفة.
إعلانكما من المتوقع أن تؤدي هذه الإجراءات إلى ارتفاع تكلفة تطوير الطاقة النظيفة وتقلص مشاريعها، لأن الولايات المتحدة تعتمد حتى الآن اعتمادا كبيرا على استيراد تقنيات الطاقة النظيفة.
وقالت أبراهامز إن ذلك سيكون له تداعيات طويلة الأمد على مكانة الولايات المتحدة في سوق الطاقة الخضراء العالمية، مما يعني أنه "سيؤدي إلى فقدان بعض الحصة الأميركية السوقية المحتملة في الخارج".
وفي المقابل، توصل تحليل أجرته منظمة "350" للمناخ إلى أنه رغم ارتفاع التكاليف وانخفاض الاستثمار الأخضر في الولايات المتحدة، فإن الحرب التجارية التي يشنها ترامب لن تؤثر على التحول في مجال الطاقة وتجارة الطاقة المتجددة على مستوى العالم.
وحسب المنظمة، تعد الولايات المتحدة "مجرد طرف ثانوي، وليست لاعبا عالميا" في سباق إنهاء استخدام الوقود الأحفوري.
وأشارت إلى أن 4% فقط من صادرات الصين في مجال التكنولوجيا النظيفة تذهب إلى الولايات المتحدة، في قطاع تجاري شهد نموا في حجم المبيعات بنحو 30% خلال العام الماضي.
مع ذلك، تعد الولايات المتحدة مصدرا لكميات كبيرة من الانبعاثات. لذا، فإن سياساتها تؤثر بشدة على التحول العالمي في مجال الطاقة وكيفية حساب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وفق محللين تحدثوا لغارديان.
مزيد من الوقودوذكرت الصحيفة أنه من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة ارتفاعا بنسبة 10% في استهلاك الكهرباء نتيجةً لازدهار مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وحدها، مما يعني أن الاقتصاد سيحتاج إلى مزيد من الطاقة لدعم زيادة التصنيع المحلي مع تراجع الواردات من الصين.
وفي ظل غياب صناعة طاقة نظيفة متنامية، من المرجح أن يعزز ذلك استخدام الوقود الأحفوري، مما يعني تزايد انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
إعلانومن المتوقع أن تستفيد الولايات المتحدة من وفرة الغاز الصخري لديها، غير أنها تخطط لاستخدام المزيد من الفحم في المستقبل. فقد أصدر ترامب 4 أوامر تنفيذية تهدف إلى منع الولايات المتحدة من التخلص التدريجي من الفحم.
واعتبرت منظمات تهتم بالبيئة -نقلت عنها غارديان- أن سعي ترامب لإجبار الولايات المتحدة على استخدام الفحم يقوض مستقبل البلاد وبيئتها.