البديوي: دول «التعاون» تقف على مسافة واحدة من الجميع
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
التقارب الخليجي الإيراني يخدم تحقيق الاستقرار للمنطقة هناك حاجة لتأكيد حسن الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية الاقتصاد الخليجي ينمو بمعدل 6% على أساس سنوي اقتصاد الدول الست الأعضاء في المجلس الثامن عالمياً الناتج المحلي للدول الخليجية الست 2.4 تريليون دولار التجارة البينية الخليجية وصلت إلى 107 مليارات دولار
دبي:«الخليج»
بحضور سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، وخلال اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي ال21، تحدث جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، حول مستقبل منطقة الخليج العربي في ضوء المتغيرات، الإقليمية والعالمية المحيطة، والرغبة في إقرار مقومات السلام والاستقرار في المنطقة، كذلك تطرق إلى أهمية التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء في المجلس، استناداً إلى ما تتمتع به من ثقل نوعي، حيث تشكل مجتمعة ثامن أكبر اقتصاد على مستوى العالم بنمو سنوي لاقتصاداتها مجمعة يقدر بنحو 6%، وبإجمالي ناتج محلي يصل إلى 2.
وأكد البديوي خلال الجلسة التي حضرتها منى غانم المري، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، وحشد من القيادات الإعلامية في المنطقة والعالم، أن دول مجلس التعاون تتبنى نهجاً سياسياً ومواقف واضحة أكسبتها مكانتها المرموقة على الصعيد الدولي، ما يتضح من خلال الدعوة التي وجهتها مجموعة «البريكس» لضم اثنتين من الدول الأعضاء في المجلس، هما الإمارات والسعودية، مشيراً إلى الدبلوماسية النشطة لدول المجلس والتي تتضح من خلال نشاطها المكثف خلال الاجتماعات الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ما يبرز دور وأهمية دول المنطقة، وثقلها على مختلف الصعد، السياسية والاقتصادية.
ولفت إلى الإنجازات الكبيرة التي شهدتها دول الخليج العربية خلال السنوات القليلة الماضية، وزادت من ثقلها النوعي على الساحة الدولية، ومن أهمها الدور البارز لدولة الإمارات في دعم الجهود الدولية في التصدي لجائحة كوفيد-19، وبعثات الفضاء الخليجية بإرسال رواد فضاء إماراتيين وسعوديين في مهام فضائية وضعت منطقة الخليج بين مصاف دول العالم الرائدة في هذا المجال.
ثقل اقتصادي
ساق الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج بعض الأرقام التي توضح أهمية المنطقة كقوة اقتصادية لا يستهان بها، حيث إن المعدل السنوي لنمو الاقتصاد الخليجي يقدر بنحو 6% على أساس سنوي، وإن اقتصاد الدول الست مجتمعة هو الثامن على مستوى العالم من حيث الحجم، إذ إن إجمالي الناتج المحلي للدول الست يصل إلى أكثر من 2.4 تريليون دولار، ومتوقع له أن يصل إلى 6 تريليونات دولار بحلول عام 2050، بينما يصل حجم الصناديق السيادية في الدول الست إلى 3225 مليار دولار، فيما وصل حجم التجارة الخليجية البينية إلى 107 مليارات دولار.
مسافة واحدة
في رد على سؤال حول استراتيجية دول مجلس التعاون في وقت تزداد فيه التنافسية بين قطبين عالميين كبيرين، قال البديوي إن دول المجلس لها مواقفها السياسية المتوازنة والثابتة على كل المستويات، السياسية والاقتصادية، وساق مثالاً بالقمة التي ضمت قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، في الرياض العام الماضي، والقمة الخليجية الصينية التي عقدت في الرياض في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والتي حضرها قادة دول المجلس والرئيس الصيني، شي جين بينغ، كذلك الاجتماع الذي جمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، في إطار الحوار الاستراتيجي بين الجانبين، والاجتماع الذي ضم وزراء خارجية دول المجلس في الرياض ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وقال إن تلك التحركات تؤكد وقوف دول المجلس على مسافة واحدة من الجميع.
حسن الجوار
عن التقارب الخليجي الإيراني، قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، إن نهج التقارب ليس بحديث، وإن هذا النهج بدأ منذ فترة طويلة بدعوة إيران إلى إقامة علاقات أساسها حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام المواثيق الدولية، في حين شكّل التقارب السعودي الإيراني في مارس/ آذار الماضي خطوة إيجابية، ومثل تقدماً في اتجاه تحقيق الاستقرار للمنطقة، في ضوء الترحيب الخليجي بهذا التقارب، إلا أن حادث الهجوم الحوثي الذي استهدف القوة البحرينية في المنطقة الحدودية السعودية اليمينة، وأدى إلى استشهاد اثنين من عناصرها، عاد بجهود التقارب خطوات إلى الوراء.
وأعرب عن أمله في أن تقتنع إيران بأهمية إقامة علاقات طبيعية تجمعها بجيرانها في المنطقة على أساس ثابت وواضح من حسن الجوار، مشيراً إلى لقائه منذ أيام مع حسين أمير عبد اللهيان، وزير خارجية إيران الذي عبر عن رغبته في تحقيق هذا التقارب وإقامة علاقات طبيعية مع دول المجلس.
التكامل الاقتصادي
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن المجلس يسعى جاهداً لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول المجلس من خلال تحقيق الهدف الرامي إلى إقامة الاتحاد الجمركي، وتفعيل السوق المشتركة لدول المجلس، وقال إن التنسيق الخليجي البيني هو في أعلى مستوياته على كل المستويات، السياسية والأمنية والعسكرية، إلا أن هناك حاجة ماسة لاستكمال التكامل الاقتصادي، وما يتطلبه ذلك من بعض الليونة في إبداء بعض التنازلات من أجل تحقيق الأهداف الكبرى على المدى البعيد، مشيراً إلى اتفاق قادة الدول الست الأعضاء في المجلس على أهمية تحقيق تلك الغاية الاستراتيجية، وهو ما يتجلى في تكليف قادة دول المجلس خلال الاجتماع التشاوري الخليجي في جدة للأمين العام للمجلس بتسريع الجهود في ذلك الاتجاه.
وأعرب عن تفاؤله بتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي، وقال إن هناك إنجازات مهمة شهدتها المنطقة في هذا المسار، ومن ضمنها مشروع الربط الكهربائي الخليجي الذي مهد نجاحه إلى ربط جنوب العراق كذلك بالمشروع، مؤكداً أن هناك حواراً مفتوحاً حول تلك الجزئية، معرباً عن أمله أن تشهد تلك الجهود انفراجة في التوصل إلى توافق يحقق التكامل الاقتصادي المنشود بين الدول الأعضاء في المجلس.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الأمین العام لمجلس التعاون لدول الخلیج التکامل الاقتصادی الأعضاء فی المجلس دول مجلس التعاون دول الخلیج فی المنطقة دول المجلس حسن الجوار
إقرأ أيضاً:
أحزاب: قمة مصر وقبرص واليونان نموذجا للتكامل الإقليمي وتعزز الشراكة الاستراتيجية
اكدت أحزاب مصرية أن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس، وعقد قمة المنتدى الاقتصادي المصري اليوناني القبرصي، يعكس أهمية الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين الدول الثلاث، ويؤكد على مكانة مصر المحورية كجسر للتواصل والتعاون بين إفريقيا وأوروبا.
وقال الربان وليد جودة، أمين مساعد حزب المؤتمر بالقاهرة الكبرى، إن القمة المصرية اليونانية القبرصية، تمثل محطة هامة في تعزيز العلاقات الثنائية بين الدول الثلاث، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري في مختلف المجالات.
وأوضح جودة، في بيان له، أن هذه القمة تجسد الدور الريادي الذي تلعبه مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في منطقة شرق المتوسط، من خلال تعزيز الشراكات الاستراتيجية التي تسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
وشدد أمين مساعد حزب المؤتمر، على أهمية التعاون بين الدول الثلاث في مجالات الطاقة، خصوصاً الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة، باعتبارها مجالات حيوية تفتح الباب أمام تعزيز النمو الاقتصادي المشترك وتحقيق الفائدة المتبادلة.
وأشار أمين مساعد حزب المؤتمر، إلى أن تطرق القمة المصرية اليونانية القبرصية للأوضاع في سوريا وغزة، وهو ما يعكس الدور المحوري الذي تلعبه مصر في القضايا الإقليمية الحساسة.
وأعرب أمين مساعد حزب المؤتمر، دعمه الكامل للجهود المصرية في دعم استقرار سوريا وتحقيق السلام في غزة، مؤكداً أن الحلول السياسية والدبلوماسية هي الطريق الأمثل لإنهاء النزاعات وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
واختتم أمين مساعد حزب المؤتمر بيانه، بالتأكيد على أن مصر مستمرة في دورها القيادي على الساحة الدولية، مشيداً بالجهود الدبلوماسية التي تقودها القيادة السياسية لتعزيز علاقات مصر الخارجية بما يخدم مصالحها الوطنية ويعزز من مكانتها الإقليمية والدولية
وأكد المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب ”المصريين“ إن القمة الثلاثية ركزت على أهمية تفعيل أطر التعاون الاقتصادي بين مصر واليونان وقبرص، وتطوير مجالات جديدة لتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، وهو ما يعكس اهتمام القيادة السياسية في مصر بتعميق العلاقات الثنائية والثلاثية مع شركائها الإقليميين، موضحًا أن المنتدى الاقتصادي المصري اليوناني القبرصي يمثل منصة مهمة لتوسيع مجالات التعاون بين الدول الثلاث، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية التي تتطلب تعزيز الشراكات الإقليمية.
وأضاف رئيس حزب ”المصريين“ أن التعاون الثلاثي يمثل نموذجًا يحتذى به في تحقيق المصالح المشتركة بين الدول، خاصة أن الدول الثلاث تتمتع بإمكانيات اقتصادية كبيرة يمكن استغلالها لتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق ازدهار شعوبها، لافتًا إلى أن آلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص تعد ركيزة أساسية لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين الدول الثلاث.
وأشار عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية إلى أن هذه الآلية ساهمت في تحقيق تقدم كبير في مجالات عدة، أبرزها التعاون في قطاع الطاقة، خاصة بعد اكتشافات الغاز في شرق البحر المتوسط، حيث تمثل هذه المنطقة محورًا استراتيجيًا لتحقيق الأمن الطاقوي لدول المنطقة وأوروبا، مشيدًا بدور هذه الآلية في تعزيز الاستقرار الإقليمي، حيث تعمل الدول الثلاث معًا لمواجهة التحديات المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وتغير المناخ، مما يعزز من دورها كقوة دافعة لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.
واختتم بالتأكيد على أن استقبال الرئيس السيسي لقادة اليونان وقبرص يعكس التزام مصر بتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، ويؤكد دورها كمحور استقرار وتنمية في المنطقة، مثمنًا رؤية القيادة المصرية في تعزيز الشراكات الاقتصادية مع دول الجوار، مما يسهم في تحقيق مصالح شعوب المنطقة وتوفير مستقبل أفضل للأجيال القادمة، مؤكدًا أن مثل هذه القمم تعزز من مكانة مصر الإقليمية والدولية، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون المثمر بين الدول الثلاث، بما يعكس تطلعها لبناء نموذج تكاملي ناجح في منطقة شرق المتوسط.
وقال اللواء محمد صلاح أبو هميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري بمجلس النواب، الأمين العام للحزب، أن انعقاد القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص، في القاهرة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره القبرصى نيكوس خريستودوليديس ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، والتي تعد القمة العاشرة بين الزعماء الثلاث، منذ إطلاق آلية التعاون الثلاثى عام 2014، تعزز التعاون الإقليمي في منطقة شرق البحر المتوسط، وتعكس قوة العلاقات الاستراتيجية بين الدول الثلاث، كما تسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي المشترك بينهما، ما سينعكس بالإيجاب على زيادة حجم الاستثمارات المتبادلة والتجارة البينية .
أوضح أبو هميلة، أن القمة جاءت في توقيت مناسب ومهم في ظل التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط والتحديات الإقليمية والدولية، موضحا أن تعميق التعاون بين الدول الثلاثة يسهم في مواجهة الهجرة غير الشرعية والإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة، إضافة إلى أن حضور القمة عدد من ممثلي أكثر من 70 شركة يونانية وقبرصية و200 شركة مصرية، يعد فرصة أمام مصر لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة بها على هذه الشركات، خاصة وأن مصر مناخها أصبح جاذب للاستثمارات الأجنبية، ما يسهم في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية من الدولتين للاستثمار في مصر، خاصة أن مصر تتمتع بوجود مناطق اقتصادية ضخمة كالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، إضافة إلى ما تتمتع به مصر من بنية تحتية وتشريعية قوية ومحفزة للاستثمار .
تابع أبو هميلة، أن هناك تقارب شديد بين مصر واليونان وقبرص وحرص الدول الثلاث على زيادة التعاون الاستراتيجي المشترك فيما بينهما، متوقعا أن تزيد حجم السياحة الوافدة من قبرص واليونان خلال الفترة المقبلة لزيارة مصر خاصة بعد زيارة محافظ جنوب سيناء نوفمبر الماضي لليونان وعقده اجتماعا موسعا مع الشركات السياحية البارزة بها من أجل الترويج لمقاصد جنوب سيناء السياحية، إضافة إلى أن انعقاد المنتدى الاقتصادي المصري اليوناني القبرصي على هامش القمة بمشاركة وزراء الدول الثلاث وممثلين عن الشركات من الدول الثلاث في قطاعات اقتصادية متنوعة منها الطاقة والصناعة والزراعة والثروة السمكية والبنية التحتية وغيرها يسهم في جذب استثمارات أجنبية في هذه القطاعات .
وأشار أبو هميلة، إلى أن هناك تعاون مشترك بالفعل بين قبرص واليونان ومصر منها مشروع الربط الكهربائي وهو مشروع شبكة الطاقة الخضراء" جريجي" وهو عبارة عن كابل كهربائي بحري ينقل الكهرباء من الطاقة المتجددة من مصر، وهو مشروع ضخم للربط الكهربائي بين مصر وأوروبا ويمثل نقلة نوعية للانتقال للطاقة النظيفة ويعود على مصر بدخل قومي كبير كما سيحول مصر لمحور رئيسي لتبادل الطاقة بينها وبين العالم الأوروبي، إضافة إلى أنه قد توقيع اتفاقية مع اليونان في شهر أكتوبر الماضي لتنفيذ عدد من المشروعات لتوريد وتسويق الغاز الطبيعي في دول شرق أوروبا، وتم تأسيس شركة مشتركة مقرها اليونان تهدف لتجارة ونقل وتوريد الغاز لدول شرق أوروبا واليونان، إضافة إلى إنشاء مصر منتدى غاز شرق المتوسط بين الدول الثلاث.