أعربت المفوضية العليا لشئون اللاجئين عن قلقها إزاء العدد المتزايد من الأشخاص الفارين الى أرمينيا على خلفية النزاع بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناجورنو كاراباخ.

ودعت المتحدثة باسم المفوضية شابيا مانتو - في مؤتمر صحفى اليوم /الثلاثاء/ - جميع الأطراف إلى الامتناع عن الأعمال التي من شأنها أن تسبب نزوح المدنيين وضمان سلامتهم وأمنهم وحقوقهم الإنسانية، مشددة على أنه لايجوز إجبار أحد على الفرار من منزله.

كما دعت جميع الأطراف إلى حماية المدنيين والاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي وقانون اللاجئين مما يسمح بالمرور الأمن للمدنيين، مؤكدة أن لدى المفوضية فرق على الأرض في جنوب أرمينيا وتقوم بمراقبة الوضع عن كثب، لافتة إلى أن الحكومة أبغت حتى صباح اليوم عن وصول حوالي 13 ألفا و550 وافدا جديدا بما في ذلك الأشخاص الضعفاء بشكل رئيسي مثل كبار السن والنساء والأطفال.

ولفتت إلى أن وصول الفارين مستمر وأن الأشخاص الواصلين يعانون من آثار الصدمة والإرهاق ويحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي عاجل.

وقالت إن حكومة جمهورية أرمينيا تقود جهود الاستجابة، موضحة أن المفوضية وبناء على طلب الحكومة قدمت المساعدات من المواد غير الغذائية كما قامت بتخزين المزيد من العناصر مسبقا مع استمرار تزايد الاحتياجات.

وأضافت أنه مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر فأن هناك حاجة ملحة للمأوى والملابس الدافئة وغيرها من المواد الأساسية غير الغذائية، مشيرة إلى أن المفوضية تشارك أيضا فى قيادة خطة الطوارئ والاستجابة المشتركة بين الوكالات مع مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في أرمينيا حيث يجرى تنفيذ أنشطة الاستعداد المتقدمة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أرمينيا أذربيجان

إقرأ أيضاً:

القيم.. مهمَّة الإِنقاذ

 

 

د. صالح الفهدي

 

خلال الملتقى الإرشادي الثاني لوزارة التربية والتعليم بعنوان "القيم بين الواقع والطموحات" وفي نقاشات الجلسة الأُولى، وبعد أن تحدَّثتُ عن "أساليب تعزيز القيم لدى الأطفال"، قال لي أحد الحضور: "إنَّ ارتباطك الشخصي بالقيم كارتباط الإسوار بالمعصم"، ويعودُ ذلك لاهتمامي الشخصي بالقيم خاصَّةً بعد أن عُدتُ من دراساتي العليا في المملكة المتحدة منذ خمسة عشر عامًا.

ولعلَّ وجودي هناك لعدد من السنوات مكَّنني من المقارنة بين قيمٍ شرقيةٍ وغربيةٍ، فألَّفتُ هناك كتابي "قيم معطَّلة في المجتمعات العربية" وأصدرت لي وزارة التربية والتعليم جزأين من "قيم تربوية تعليمية"، كما أصدرتُ كتابي "في ظلال القيم"، وبعد عودتي مباشرةً شرعتُ في إعداد وتقديم برنامج "قيم" الذي قدَّمتُ منه 90 حلقة وبُثَّ في عددٍ من القنوات الفضائية في العالم العربي.

في الحقيقة إن مشروع القيم الذي اجتهدتُ فيه بدأ يؤتي ثماره مع إدراك مجتمعاتنا بأنَّ القيم هي أَساس هُويَّتها، وأنَّ أي جهدٍ لتعزيز الهوية دون تعزيز القيم هو جهدٌ ضائعٍ بلا جدوى، إنَّما التعزيز الحقيقي يكمنُ في التركيزُ على القيم السامية التي هي فطرتنا الزكية المصانة بالدين الإسلامي الحنيف "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ" (آل عمران: 110).

إنَّ الطبيب النفسي الذي يشخِّصُ حالة مريضه ليبحثُ في العُمق عن أسباب العُقَد حتى يستطيع أن يعيدَ برمجة عقله إزاءَ المفاهيم المترسِّبةِ فيه بسبب المخلَّفات القديمةِ التي حولت الإشكاليات النفسية فيه إلى أزمات مزمنة، وهكذا هو الأمرُ مع القيم، إذ لا يمكنُ تعديلُ سلوكٍ، أو تغييرُ عادةٍ، إلا بفحصِ القيم العميقةِ بمفاهيمها في العقل الباطن، وهذا الأمرُ يحتاجُ إلى متخصصين حاذقين في تشخيص مثل هذه الحالات من مثل الأخصائيين النفسيين، أو المرشدين الاجتماعيين، أو المصلحين ذوي الاختصاص في المجتمع. أما النوع الأول والثاني فهما للحالات الفردية، في حين أن النوع الثالث يعالجُ المجتمع برمَّته.

والقيم الأصيلة هي وحدها التي تستطيع أن تحفظ هُويتنا من الهُزال والضعف إزاءَ ما تتلقاهُ اليوم من مهدِّدات خطيرةٍ منها تغريب اللسان العربي، وتفضيل الأجيال الناشئة للغة الأجنبية على لغتهم الأم، ويزداد الأمر فداحة أن أولياء الأمور في غاية السعادة لرطانة أبنائهم اللغة الإنجليزية وتأتأة ألسنتهم باللغة العربية الأم التي هي لغة آبائهم وأجدادهم، وهي اللغة التي شكَّلت هويتهم.

لقد بات من المؤكِّدِ دون أدنى شك بأنَّ هويتنا مستهدفةٌ في شتى عناصرها، وأول الاستهداف هو في دينها، ولغتها، وتاريخها، وأخلاقياتها، ولباسها، مع تغير الاستهدافات التي تنتقل بعضها من الظاهر إلى الباطن على سبيل المثال: القميص الحامل لصورة الجمجمة يسوقُ على أنه مجرَّدُ موضة لكنه يقودُ في النهاية إلى "عبادة الشيطان"!!، أما الانتقال من الباطن إلى الظاهر فيكون في التشكيك في المعتقد الديني حتى يصل إلى الإلحاد، أو يبدأ من تغريب اللسان حتى يصل إلى تغيير الأفكار أو العادات.

وما لم تستشعر مجتمعاتنا بهذه الأخطار فإنَّ الهدم القيمي لمجتمعاتنا يتم بطريقة هادئة، غير ملحوظة، كما تتنامى الشقوق في السدِّ العظيم حتى ينفجر!، لهذا على مجتمعاتنا أن تستنفر قُواها لتنقذ هويتها من الذوبان الذي تستهدفه العولمة ووسائلها المدمرة لهويات وأخلاقيات الشعوب.

لا يمكن لمجتمعاتنا أن تنام هانئة على منام المجد الأصيل للهوية العربية، وأصالة ونبل الشخصية العربية، في حين أن "بق الفراش الصغير" الذي لا يكادُ يرى بالعين المجرَّدة يتغذَّى من دمائنا ونحن نائمون دون أن نشعر! بل علينا أن ننتبه ونحذر ونبادر بالعمل الممنهج لا بالشعارات البراقة التي لا تغيِّر شيئًا.

إنها مهمَّة لا مناص منها إزاء القيم فلنقم بها سريعًا.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • إحالة 5 أشخاص للجنايات لترويجهم المواد المخدرة في عين شمس
  • مجلس الحكومة يوافق على تسلم المحكومين المغاربة لدى النمسا
  • المفوضية تعقد اجتماعاً لمناقشة «وصول المعلومات» للمواطنين في البلديات
  • الحكومة القبرصية تدعم إعادة دمج سوريا في المجتمع الدولي
  • الجامعة العربية تعرب عن قلقها إزاء أي خطوات تعرض السودان للتقسيم
  • سعود بن صقر يستقبل وزير الاقتصاد في جمهورية أرمينيا
  • الكفرة | دعم إنساني عاجل: مفوضية اللاجئين تطالب بـ106 مليون دولار لاستجابة الأزمة اللاجئين السودانيين
  • التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بـ"بتوفير المواد الغذائية بأسعار مناسبة" قبل شهر رمضان
  • القيم.. مهمَّة الإِنقاذ
  • المفوضية تبدأ توزيع «المواد الانتخابية والتوعوية» استعداداً لفتح «سجل الناخبين»