«مكتبات الشارقة» تنظم «معرض التخصصات 5»
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةتنظم «مكتبات الشارقة» في مكتبة الذيد العامة، النسخة الخامسة من معرض التخصصات، الحدث التعليمي السنوي الذي يستهدف توعية الطلاب بالتخصصات الدراسية المتوفرة والمستقبلية والمهارات والوظائف المرتبطة بها، ويقدم في دورته الجديدة ورش عمل على مدى ثلاثة أيام من 26 إلى 28 سبتمبر 2023، تبدأ من 9 صباحاً وحتى 1 ظهراً.
وتشارك في المعرض الذي يُقام تحت شعار «نحو آفاق جديدة»، 18 جامعة وكلية، تستهدف بحضورها وبرنامج فعالياتها 3.000 طالب من 55 مدرسة، لتُعرّفهم على برامجها وشروطها وآلية التسجيل فيها، من خلال استضافة أخصائيين في التوجيه المهني والإرشاد الأكاديمي، لمساعدة الطلاب على اختيار التخصص المناسب لمستقبلهم.
محور الذكاء الاصطناعي
وتركز ورش المعرض هذا العام بشكل رئيسي على الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم، تماشياً مع توجه دولة الإمارات نحو الاستفادة من التكنولوجيا في مختلف القطاعات، وتوعية الطلاب بأساليب التخطيط لمسار مهني ناجح من خلال اختيار التخصص المناسب.
وخصص المعرض ورش اليوم الأول للطالبات، وتتناول محاور متعددة حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الميول العلمية للطالب، والتعامل مع هذه التقنية كأداة لتطوير القدرات وتوفير الوقت وتطوير مهارات تسويق الذات.
يوم للطلاب وأولياء الأمور
وفي اليوم الثاني تخصص ورش العمل التدريب للطلاب، حول علوم المكتبات والمعلومات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وأثرها على مستقبل المكتبات ومرافق المعلومات، إلى جانب ورشة تستهدف توجيه أولياء الأمور وتوعيتهم حول مجال الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن أن يساعدهم في توجيه أبنائهم الراغبين في اختيار التخصص الدراسي.
أما ورش عمل اليوم الثالث، فتشمل الطلاب والطالبات من المدارس الأجنبية، وتتناول الورش مقدمة عن منصات التعليم الإلكتروني لإبراز أهميتها ومميزاتها، بالإضافة إلى ورشة حول كيفية الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في اختيار مجال الدراسة المناسب وفق المعايير والاستعدادات العلمية.
توفير مصادر المعرفة
وحول تنظيم المعرض، في نسخته الخامسة، قالت إيمان بوشليبي، مديرة إدارة مكتبات الشارقة: «نؤمن بأن مهمة المكتبة تتعدى توفير مصادر المعرفة إلى المساهمة في رفع الكفاءة المعرفية للأفراد والمجتمعات وتوفير الفرص أمامهم ليكتشفوا طاقاتهم وقدراتهم، لهذا نفتح أمام الطلبة المجال للاطلاع على التخصصات الأكاديمية التي تناسبهم وتوفر لهم مسارات وظيفية تخدم تطلعاتهم، وفي الوقت نفسه نتيح المجال أمام المؤسسات الأكاديمية من الجامعات والكليات لتكون شريكة معنا في تعزيز وعي الأجيال الجديدة وإكسابهم معارف وخبرات تتيح لهم المضي في الحياة الدراسية بدراية، وخبرة، وقناعة كاملة».
وتضم قائمة الجهات والجامعات والكليات المشاركة في المعرض كلاً من: وزارة التربية والتعليم - البعثات الخارجية، الجامعة الأميركية - الشارقة، جامعة الوصل، جامعة الشارقة، جامعة حمدان بن محمد الذكية، جامعة الإمارات، جامعة السوربون أبوظبي، الجامعة القاسمية، جامعة دبي، كليات التقنية العليا، أكاديمية الشارقة للنقل البحري، كلية فاطمة للعلوم الصحية - عجمان، جامعة روتشستر الأميركية للتكنولوجيا في دبي، جامعة عجمان، كلية الأفق الجامعية، جامعة الفجيرة، جامعة خليفة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مكتبات الشارقة مكتبات الشارقة العامة الشارقة الإمارات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
معرض مسقط للكتاب وضيف الشرف
في هذا الأسبوع يُفتتح العرسُ الثقافي السنوي العماني أي معرض مسقط للكتاب في دورته التاسعة والعشرين، وهو عرس سنوي منتظر بشوق من محبي الثقافة بجميع تشكلاتها، كما تهاجر إليه الثقافات والأفكار والعلوم من أقطار عديدة في العالم لتجدها قريبة منك في بلدك بفضاء إنساني مفتوح أمام نتاج الإنسان وتقدم إبداعاته واختراعاته، وتعدد ثقافته وميولاته.
لقد كتبتُ في السنوات الماضية كثيرا عن معرض مسقط للكتاب إعجابا ونقدا، فلا أريد هنا تكرار ما كتبت، بيد أني مضطر أن أعقب على البرنامج الثقافي للمعرض، الذي لم تظهر الصورة النهائية – حسب تصوري - بَعد، ونحن على بُعد يومين من افتتاح المعرض، عدا تضمينه ضمن بيانات دورة المعرض والذي انتشر عقب المؤتمر الصحفي لمعرض مسقط للكتاب الأربعاء الماضي، وحتى الآن لم نرَ البرنامج في صورة تصميمية جاذبة تليق بمعرض الكتاب، والأصل أن يكون ذلك بشكل مبكر يخلق دعاية ضمنية للمعرض، كما أنه يعطي صورة فخرية له نباهي بها المعارض الأخرى إذا ما أحسن اختيارات برامجه، وانطلقت من العموميات إلى الإبداع والإحكام، وهذا لا أجده بصورة ظاهرة في الجدول المنتشر، مقارنة بمعارض قريبة منا، والتي تصاحبنا هذه الأيام أيضا.
هناك 3 جوانب ممكن أن نحاكم بها جاذبية البرنامج، وهي الثيمة وخيط الثقافة ومدار البرنامج ذاته، بمعنى ليست العبرة بكثرة الفعاليات، وإنما بمدى حضور الإبداع والإحكام فيها، فهناك فعاليات رئيسة تكون مدار البرنامج تُسلط عليها الأضواء بشكل أكبر، فلكل يوم مثلا فعاليته الرئيسة، تحوي رموزا ثقافية كبيرة لها ثقلها المعرفي وليس الإعلامي فحسب على المستوى المحلي أو العربي والعالمي، لتكرم بالتفاعل من حيث الحضور والصحافة والتوثيق، وهناك فعاليات مصاحبة، يجمع هذا ثيمة لها علاقة بالثقافة، ويدرك المتابع مدى حضور خيط الثقافة فيها بشكل أعمق.
والبرنامج له مدارات لأن الناس بطبيعتهم يعيشون عوالم مختلفة، فهناك مثلا مدار من حيث الفعاليات كندوات وحوارات، ومدار من حيث الفنون كالموسيقى والرسم والمسرح، وهكذا من حيث الطفل والمرأة وغيرها، كل مدار له فعالياته الرئيسة من جهة والثانوية المصاحبة من إدارة البرنامج أو المؤسسات الثقافية من جهة أخرى، بيد أن تداخل البرنامج بدون إحكام يؤدي إلى طغيان البرامج المصاحبة على البرامج الرئيسة، والتي في الأصل يكون الاهتمام والإنفاق عليها بشكل أكبر، كما يؤدي إلى عدم ظهور الخيط الثقافي خصوصا فيما يتعلق بثيمة المعرض ورسالته المخصصة لكل عام.
ما قلته سلفا لا يعني انتقاصا من برنامج العام، أو من الجهة المنظمة له، حيث يبذلون جهدا كبيرا في إعداده وتطويره يشكرون عليه، إلا أنني كمتابع أقرأ من الخارج، وأزعم أنني لصيق المعرض منذ سنوات خلت لأكثر من عقد، كما أزعم أنني متابع للعديد من المعارض العربية من حيث التأمل والحضور، لكن في الوقت نفسه أسعد كثيرا عندما نباهي بمعرض مسقط عربيا ودوليا لما يصل إلى درجة الإحكام والريادة والإبداع، فالمعرض ليس بيعا وشراء فقط، بل هو تظاهرة ثقافية، وسوق ثقافي مفتوح بكل ما تعنيه الثقافة وسبلها من معنى، فهو لا يمثل الجهات المنظمة بل يمثل عُمان جميعا، ورغم الكثافة السكانية القليلة في عُمان مقارنة مثلا بمصر أو المغرب أو الجزائر، أو بالسعودية في الخليج؛ بيد أنه اليوم يعتبر من المعارض العربية التي تحمل بُعدا ثقافيا مهما، ويشكل إضافة في المشهد الثقافي بشكل واسع.
الأمر الآخر والذي أتعجب منه كل عام وهو ضيف الشرف، وعُمان اليوم لها حضورها العربي والدولي والحمد لله - كما ندرك ذلك في السنوات الخمس الأخيرة من النهضة المتجددة من خلال زيارات السلطان - حفظه الله - وعادة يكون ضيف الشرف دولة ما تهاجر إليك بثقافتها وفنونها وإبداعها، وتعرفك على كتابها ومبدعيها وفنانيها، كما أن معرض الكتاب يهاجر بشكل غير مباشر إلى تلك الدولة عن طريق الإعلام والصحافة والكتابة، فلا معنى أن يكون ضيف الشرف محافظة عمانية، فهذا ممكن تحققه عند المعارض المحلية، أو في مهرجان مسقط أو خريف صلالة؛ لأنه يحمل أبعادا اقتصادية واستثمارية أكثر منه ثقافية بمفهومها التقني الدقيق.
هذا الأمر يؤدي إلى مطاطية ثيمة المعرض ذاته، وفق فعاليات عمومية، قد يفهم منها التكثير وملء الجدول أكثر من الإبداع والإحكام .
كما أسلفت -، من خلال العموميات بلا ثيمة ثقافية جامعة، تارة في عمومية الاقتصاد أو الاستثمار أو الأدب أو التراث مثلا، وهنا أتحدث عن البرنامج الرئيسي وليس عن البرامج المصاحبة، فقد يعذر الثاني لأن رؤيتها وفق المؤسسة بهويتها الخاصة والثابتة حسب اشتغالاتها ما لا يعذر الأول لأنه يخلق هوية معينة للمعرض، وهي هوية متحركة كل عام يشعر بها الزائر بشكل واضح.
ما قلته سلفا يمثل وجهة نظري، وهي في الأصل نظرة محدودة لأني أنظر من زاوية محدودة، بينما صاحب الشأن ينظر من زاوية واسعة وفق الإمكانات المتاحة، كما أنني أقرأ من الخارج بينما هو خبير من الداخل والخارج، بيد هذا لا يمنع من التدافع والنقد، وهي الحالة الصحية لتقدم المجتمعات، بدل المبالغة في الإطراء، ولكن أيضا لا نبخس ما يقومون به، فعملهم عظيم وإن كان تكليفا وظيفيا غير تطوعي من حيث الابتداء، إلا أنهم يبذلون أوقاتهم لرقي المعرض وتقدمه، وهذا يشكرون عليه، وهو واقع ملموس، ونحن ننتظر بشغف هذا العرس الثقافي، والذي بلا شك له مميزاته هذا العام، كما سيخلق إضافة في المشهد الثقافي محليا وعربيا ودوليا، وهذا ما نرجوه لعمان، فأي تقدم فيها تقدم للجميع نباهي وفخر به.