سفير كييف لدى الاحتلال يهاجم موقف تل أبيب تجاه الحرب الأوكرانية
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
بعد اللقاء الأول بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي،
هاجم سفير كييف دولة الاحتلال، متهما إياها الخشية من روسيا، في موقفها تجاه الحرب الأوكرانية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في تقرير للمراسل السياسي إيتمار آيخنر، أنه بعد أسبوع من لقاء نتنياهو- زيلينسكي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، هاجم سفير أوكرانيا لدى تل أبيب يفغين كورنيتشوك، دولة الاحتلال بشدة، متهما إياها بالخوف من روسيا، "لأنها تواصل باستمرار قصف القواعد الإيرانية في سوريا، وهي مضطرة لتنسيق جهودها معهم".
وأضاف السفير الأوكراني، أن "بقية الحجج المختلفة والغريبة التي نسمعها فلا تصمد أمام اختبار الواقع، خاصة بعد إعلان نتنياهو أنه لا يستطيع تسليم الأسلحة للأوكرانيين لأنها قد تنتهي في أيدي الإيرانيين عبر روسيا، لاسيما منظومات الدفاع الجوي، مع أن هذا السلاح يقع في عمق الأعماق، وليس هناك احتمال لوقوعه بأيدي الروس".
وتابع بأن "كييف راضية عن نتائج الاجتماع، لكنها لن تكون محسوسة إلا بعد فترة طويلة"، متوقعا بعض "النقاط المضيئة" مثل أنظمة الإنذار المبكر المزمع تطبيقها ميدانيا، فضلا عن تزويد الاحتلال لبلاده بالروبوتات لإزالة الألغام".
وزعم كورنيتشوك أن "مستوى التعاون بين إسرائيل وروسيا ظل مرتفعا، بل إن تجارتهما تزايدت، وآخرها اتفاق التعاون السينمائي الموقع بينهما بداية الشهر، وشرحنا لها أنها خطأ مؤسف، لكن واضح أنها خطوات متعمدة، ولذلك فإني لست راضيا عن تصرفات الحكومة الإسرائيلية، وأتحدث عن ذلك علانية، مع أنها تخبرنا من ناحية أنها تتعاطف معنا، وتريد أن تساعدنا، لكنها من ناحية أخرى تجري تعاونا كاملا مع روسيا الاتحادية، لم يتوقف ليوم واحد، وهو خطأ فادح من جانب الحكومة الإسرائيلية، والجمهور الإسرائيلي يحتج عليه، لأن الجميع يرى ما يحدث في أوكرانيا".
وأضاف: "لم ننتقد الجانب الإسرائيلي كثيرا، على سبيل المثال، لاستمرار الرحلات الجوية المباشرة إلى موسكو، رغم أنهم يزعمون أنها خاصة بإجلاء الإسرائيليين، ولنفترض أنها قضية إنسانية، لكن المشاورات السياسية الجارية هذا العام في تل أبيب وموسكو لا تصمد أمام الانتقادات اللاذعة، مع أن كييف راضية عن لقاء مع نتنياهو-زيلينسكي، وتمكنا من مناقشة القضايا التي لا يمكن مناقشتها عبر الهاتف، ومن ناحية أخرى، فإن الأمر سيستغرق وقتا طويلا حتى ترى أوكرانيا نتائج فعلية من الاجتماع، أهمها حماية المدنيين ومسألة تفكيك الألغام، وفي الوقت الحالي واضح أنه لا يوجد جدوى من مناقشة التعاون العسكري مع إسرائيل".
وأكد أنه "فيما يتعلق بحماية المدنيين، فإن أحد الوعود الكبيرة التي قدمتها إسرائيل لأوكرانيا هو توريد نظام "اللون الأحمر"، كاشفا عن تقدم كبير نحو تطبيق النظام على الأرض، لكن العملية لم تنته بعد، ولكن يجب إجراء التفتيش في نهاية سبتمبر في كييف، وأعتقد أن جميع المدن والبلدات ستكون قادرة على الاستفادة من هذا النظام، لأن مشكلتنا أن إخلاء هذه الأراضي الشاسعة سيستغرق وقتا طويلا، واصفا كيفية التعاون مع إسرائيل بأنه مجرد دعوة للتضامن الإنساني، مع أنه يجب البحث عن المصالح والتهديدات المشتركة، وهذا بالضبط ما يقودنا لتعاون وثيق".
وأكد أن "أحد المواضيع التي ناقشها لقاء زيلينسكي-نتنياهو التعاون ضد التهديد الذي تمثله إيران، زاعما أنه رأى من كييف طائرة انتحارية إيرانية بدون طيار قدمتها طهران لموسكو لأغراض الحرب في أوكرانيا، وأحضرت مكوناتها هدية لنتنياهو".
يتزامن حديث السفير الأوكراني مع احتجاجات لأعضاء الكنيست على ما اعتبروه موقف الاحتلال تجاه أوكرانيا، حيث ادعى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن يولي إدلشتاين، أن عدم وجود دعم كاف في كييف "يحفر حفرة" في مواجهة الولايات المتحدة، فيما رد عليه مسؤول كبير بوزارة الخارجية بأنه تم تخصيص 80 مليون شيكل لمساعدة أوكرانيا، وهناك توصية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بزيارة كييف.
باراك رافيد المراسل السياسي لموقع "ويللا"، أكد في تقرير ترجمته "عربي21" أن "أعضاء الكنيست انتقدوا سياسة الحكومة تجاه أوكرانيا خلال مناقشة للجنة الخارجية والأمن، لكن نائب مدير أوراسيا بوزارة الخارجية يوفال فوكس ردّ بالقول إن لدينا اعتبارات أمنية واسعة، والواقع معقد، ومن المهم مواصلة الحوار البناء مع الروس، فيما ذكر عضو الكنيست زئيف إلكين أن "إسرائيل لا تفعل ما يكفي لمساعدة أوكرانيا، ونحن نعدها بأشياء لن تحدث، وردود الفعل فيها قاسية للغاية، لا ينبغي لإسرائيل أن تقف بجانب المجر فيما يتعلق بحرب أوكرانيا".
ونقل عن عضو الكنيست غدعون ساعر أن "الجميع يفهم أننا على الهامش في حرب أوكرانيا، وما يهم هو كيف يُنظر إلينا في الغرب، هناك زيادة في الأهمية للاحتياجات التشغيلية على الاعتبارات الاستراتيجية، ويلزم إعادة تقييم الوضع".
تجدر الإشارة إلى أن لقاء نتنياهو-زيلينسكي الثلاثاء الماضي هو الأول لرئيس وزراء إسرائيلي معه منذ اندلاع الحرب مع روسيا، وقال فيه إنه "يتوقع الكثير من "إسرائيل"، أما نتنياهو فأجاب عن توقعاته من هذا اللقاء بأن "الصمت يساوي وزنه ذهبا"، موضحا مواصلة مساعدة أوكرانيا في القضايا الإنسانية، بما فيها التعامل مع الألغام المضادة للأفراد، فيما أبلغ زيلينسكي نتنياهو أن "روسيا تهاجم المدن والموانئ والبنية التحتية الحيوية باستخدام طائرات بدون طيار إيرانية، ونحن نشاطره القلق بشأن التعاون العسكري المتزايد بين روسيا وإيران".
ويعد نتنياهو هو الزعيم الغربي الوحيد في العالم، باستثناء رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي لم يزر كييف، وقد تجنب الزيارة لأسباب أمنية، لكن الأوكرانيين يقولون إنه إذا تمكن بايدن من الحضور، فلا يوجد سبب يمنع نتنياهو من ذلك، فيما أوصته وزارة الخارجية الإسرائيلية بشدة بإجراء هذه الزيارة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة روسيا الإيرانية إيران روسيا الاحتلال الإسرائيلي اوكرانيا صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
خيارات نتنياهو لمواصلة الحروب العدوانية
إدارة جو بايدن الرّاحلة قريباً في «حيص بيص» من أمرها، فبعد تبنّي سياسة تقديم كلّ الدعم اللازم، شاركت دولة الاحتلال أهداف حربها وتحمّلت ما حمّلته للولايات المتحدة من أعباء، وخسائر وفشل وعزلة، تحاول أن تستثمر ما تبقّى لها من وقتٍ للفوز بادّعاء أنّها صاحبة الفضل في إتمام صفقة تبادل الأسرى، ووقف الحرب.
لا بدّ أنّها رفعت في وجه بنيامين نتنياهو بطاقة خطيرة لم تخطر على بال الأخير، الذي كان يفضّل الاستمرار في الحرب العدوانية على قطاع إلى ما بعد دخول دونالد ترامب البيت الأبيض.
وتزداد أزمة نتنياهو مع اتفاق بايدن وترامب، على ضرورة إتمام الصفقة، ووقف الحرب، والتي وضع لها ترامب سقفاً زمنياً لا يتجاوز العشرين من كانون الثاني القادم.
تذكّرنا الورقة التي رفعها بايدن في وجه نتنياهو بما فعله الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما حين امتنع مندوب أميركا في مجلس الأمن عن التصويت على قرار عدم شرعية وضرورة وقف الاستيطان، ما سمح بتمرير القرار في سابقة غير معهودة.
بايدن يرفع ورقة تمرير الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مجلس الأمن ربّما بالطريقة ذاتها، إذ ثبت أنّ نتنياهو المسؤول عن تعطيل التوصّل إلى صفقة التبادل.
أيّام قليلة صعبة تواجه نتنياهو، الذي قد يقع في مصيدة بايدن وربّما إنّ تجاوزها، فقد لا يتمكن من تجاوز مصيره ترامب.
كلّ المصادر بما في ذلك الإسرائيلية تتحدّث عن أن حركة «حماس» أبدت مرونة كبيرة، وأنّها باتت مستعدّة بشهادة الوسطاء، بل وتتحدّث عن احتمال توقيع الصفقة قبل نهاية العام الجاري.
أميركا أكثر من يعلم أنّ نتنياهو هو الذي يشكّل العقبة أمام التقدّم نحو إتمام الصفقة وأنه يخترع المزيد من التفاصيل والشروط لتأخير ذلك، ويستغل كل دقيقة لإنجاز «خطة الجنرالات» في شمال القطاع، وتدفيع الفلسطينيين أكبر ثمن ممكن قبل التوقّف الاضطراري.
على أنّ التصريحات التي يدلي بها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تنطوي على اعترافات متناقضة، فهو يكرّر رفض بلاده احتلال الدولة العبرية لقطاع غزة، وكان بإمكان إدارته أن تمنع ذلك، وأن ترغمها على وقف الإبادة الجماعية والتجويع التي ألحقت بها وأميركا مخاطر وخسائر ذات أبعاد إستراتيجية.
حين يقول بلينكن إنّ احتلال القطاع سيؤدّي إلى استمرار «حماس» في القتال، فإنّه يعترف بفشل دولة الاحتلال في سحق المقاومة وإنهاء حكم «حماس»، كما جاء في تصريح سابق أعلن خلاله أنّ دولة الاحتلال تمكّنت من إنهاء «حماس» مقاومةً وحكماً.
هو اعتراف بالفشل، ومحاولة بيع نتنياهو وهم تحقيق الانتصار، وأنّ الاستمرار في الحرب واحتلال القطاع لأجلٍ غير مسمّى لا يخدمان مصلحة دولة الاحتلال.
من الواضح أنّ نتنياهو يحاول، قبل أن يقفل ملفّ القطاع، أن يفتح المجال أمام إمكانية متابعة حربه العدوانية في مناطق أخرى، والذرائع إن لم تكن متوفّرة، فهو قادر على اختلاقها.
في الطريق إلى فتح جبهة إيران، صعّدت دولة الاحتلال اعتداءاتها على اليمن، حيث قامت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية بإلقاء أكثر من 60 قنبلة على منشآت مدنية وعسكرية يمنية.
وبالتزامن، قامت الطائرات الحربية الأميركية باستهداف منشآت يمنية تكمل ما قامت به الطائرات الحربية الإسرائيلية، وتتحدّث المصادر الأميركية عن مواصلة العمل، وتجنيد أطراف أخرى للمشاركة.
دولة الاحتلال الرسمية تتحدّث عن تنسيق مع أميركا لمواصلة استهداف منشآت حيوية عسكرية وأمنية في اليمن، ما يصل إلى حدّ فتح جبهة حرب جديدة على نحوٍ لا يشبه ما جرى خلال الأشهر السابقة من الحرب.
خلق هذا العدوان، الذي يتجّه نحو التصعيد، حالةً من ردّ الفعل القوي والعنيد لدى اليمنيين، الذين أكدّوا ثباتهم على موقف إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته، وبالتزامن مع وصول الطائرات المعتدية إلى اليمن أطلق «الحوثيون» صاروخاً على يافا، لم تتمكّن كلّ أنواع الدفاعات الجوّية الإسرائيلية من اعتراضه، بالإضافة إلى عديد المسيّرات التي وصلت إلى أهدافها.
ما تعرّض له اليمن من عدوان إسرائيلي ينطوي على أكثر من رسالة، فهو يحمل معنى «البروفة»، لما قد تتعرّض له إيران، ومحاولة رفع معنويات الإسرائيليين، الذين تدّعي حكومتهم الفاشية أن يدّ جيشها قادرة على الوصول إلى أبعد الأماكن دفاعاً عنهم.
وبالإضافة فإنّ الأمل يحدو نتنياهو بأن يواصل توجيه ضربات موجعة لليمن، لاستكمال فصل الجبهات بعد أن نجح في لبنان وسورية.
إن كان هذا الهدف واقعياً، فإنّ جبهة اليمن ستشهد تصعيداً كبيراً خلال الأيام المقبلة، وأكثر مع اقتراب التوصّل إلى صفقة التبادل، حتى لا تكون هناك فجوة بين وقف الحرب العدوانية على غزّة والحاجة لاستمرارها في المنطقة.
وهذا، أيضاً، يعني أنّ ثمّة ما بعد اليمن، فعلى الطريق إلى إيران باعتبارها الهدف الأسمى لنتنياهو، قد يدفع نحو تأجيج الصراع مع المقاومة في العراق.
إدارتا أميركا، الراحلة والقادمة، إن كانتا تركّزان على وقف الحرب العدوانية على القطاع، فإنّهما لا تريان ضرراً من التصعيد، مع اليمن أو العراق، وحتى مع إيران.
ترامب يحتاج إلى ذلك، فكلّما كانت النيران في المنطقة أكثر اشتعالاً، فإنّ إنجازه بوقف وإطفاء تلك النيران سيكون أكثر أهمية وأكثر استثماراً، لوقف الحروب كما يريد ترامب أثمان ينبغي أن يدفعها أحد، والمرشّح في هذه الحالة هم العرب، الذين قد تتعرّض مصالحهم لأضرار بليغة، في حال تصعيد الحرب ضدها من قبل دولة الاحتلال وأميركا.
المنطقة إذاً مرشّحة لتطوّرات خطيرة خلال الشهر المتبّقي على دخول ترامب البيت الأبيض.
الأيام الفلسطينية