خبراء الإعلام يؤكدون: مستقبل غرف الأخبار التقليدية سيشهد تغييراً جذرياً لمواكبة موجة التطور التكنولوجي والرقمي
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
دبي في 26 سبتمبر /وام/ ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي المقام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وينظمه نادي دبي للصحافة، أجمع المشاركون في جلسة بعنوان "كيف سيكون شكل الاخبار العربية في 2052"، على أن مستقبل وطبيعة غرف الأخبار في القنوات التليفزيونية التقليدية سيشهد تغييرا جذريا خلال السنوات المقبلة لمواكبة موجة التطور التكنولوجي والرقمي وتقنية الذكاء الاصطناعي.
وخلال الجلسة التي شارك فيها نبيل الخطيب مدير عام تليفزيون الشرق للأخبار، ونخلة الحاج رئيس منصة "بلينكس"، ونارت بوران الخبير الإعلامي، وأدارتها ريم المري، مدير عام مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام، أكد المتحدثون أن الطريقة التقليدية لإنتاج المحتوى الإخباري على القنوات التليفزيونية الحالية ستصبح لا محالة شيئاً من الماضي خلال السنوات المقبلة، واعتبروا أنه قد آن الأوان للتعامل مع هذا التحول المؤكد الذي تشهده صناعة الأخبار ضمن الاتجاهات الإعلامية الرقمية المتوقع ظهورها مستقبلاً ، والتي ستشهد التركيز على التكنولوجيا والرقمنة في صناعة القصة الخبرية بدلا من تقديم نشرات الأخبار بالشكل الذي اعتدنا عليه طوال العقود الماضية، لا سيما أن بعض الإحصاءات تشير إلى أن القنوات العربية تعاني من خلل في أولويات الإنفاق، حيث انفاقها على الخدمات الرقمية وإنتاج المحتوي الرقمي لا يشكل سوى 5% فقط من ميزانيتها، فيما تخصص 95% من الميزانية للإنفاق على البرامج التلفزيونية.
وأشار المشاركون في الجلسة إلى الدور الكبير الذي ستقوم به تقنيات الذكاء الاصطناعي في محاكاة المهام الإعلامية، الأمر الذي قد يعرض الإعلاميون لخطر استبدالهم بأنظمة الذكاء الاصطناعي، وطالبوا بأن تتحول غرف الأخبار في القنوات الإخبارية إلى غرف لإنتاج المحتوى الإخباري بأشكال متعددة تصلح للقنوات التقليدية والمنصات الرقمية المختلفة والمتنوعة، ومن ثم يتعين على غرف الأخبار الحالية الاستعداد من الآن للتعامل مستقبلا مع فئة تشكل أكثر من 60% في العالم العربي وهم الفئة المتمثلة بالشباب الذين يحصلون على المعلومات من المنصات الرقمية.
وقال نبيل الخطيب إن غرف الأخبار بشكل خاص وصناعة الإعلام بشكل عام تشهد حاليا تحولات تطال جميع عناصر المنظومة الإعلامية بما في ذلك غرف الأخبار والقنوات الفضائية المختلفة التي شهدت تحولاً إلى غرف إنتاج المحتوى الإخباري بأشكال متعددة تهيمن عليها الطبيعة الرقمية بما يتيح تقديم خدمة إخبارية متعددة المنصات لجمهور متنوع الاهتمامات ولفئات عمرية مختلفة.
وأشار إلى أن هناك تحديات كبيرة أمام تأسيس قنوات إخبارية متعددة المنصات لجمهور متعدد الأعمار والاهتمامات، مشيرا إلى أن أقل من 10% من الجمهور العربي هم من يستقون الأخبار من القنوات الإخبارية المباشرة وأن أكثر من 90% منهم وهي الفئة المتمثلة في الشباب يتلقون معلوماتهم من منصات رقمية مختلفة.
وقال نخلة الحاج إن التكنولوجيا الرقمية يجب أن تكون وسيلة لتطوير الإعلام وداعمة لغرف الأخبار ولا يتعين أن تقود وتوجه التغيير في طبيعة عمل غرف الأخبار ، مشيرا إلى أن منصة "بلينكس" تقدم المحتوى الإخباري بطريقة مختلفة تتناسب مع طبيعة العصر وتتواكب مع الاتجاهات المستقبلية الرقمية في صناعة الإعلام، لافتا إلى أن التحدي المستقبلي يتمثل في كيفية التعامل مع كم الأخبار الكبير الذي يشهده العالم.
من جهته قال نارت بوران إن الطريقة التقليدية لإنتاج المحتوى الإخباري على شاشات التليفزيون التقليدية توشك على الانتهاء، وبالتالي يتعين الاستعداد من الآن لعصر التحول الرقمي، مشيرا إلى أن التحدي الكبير يتمثل في كيفية الوصول بالمحتوى الإخباري إلى مختلف المنصات بتكاليف مناسبة ومعتدلة. وقال بوران إن غرف الأخبار التليفزيونية ستشكل عبئاً ثقيلا في المرحلة المقبلة، وبالتالي يتعين أن يكون هناك نوعا من التوازن بين الخدمة التليفزيونية التقليدية والإعلام الرقمي.
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
المجلس الأعلى للإعلام يعقد ثالث جلساته حول طرق تطوير المحتوى
عقد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة المهندس خالد عبدالعزيز، ثالث جلساته النقاشية حول «سبل تطوير الإعلام المصري»، بحضور المهندس أسامة الشيخ، الرئيس الأسبق لاتحاد الإذاعة والتلفزيون، لبحث تطوير المحتوى الذي تقدمه وسائل الإعلام وتعزيز دورها في توعية المواطنين.
أساتذة الإعلام يبحثون تطوير المحتوىوشارك في الجلسة كل من د.سامي عبدالعزيز، أستاذ الإعلام بكلية الإعلام بجامعة القاهرة وعميد الكلية الأسبق، ود.حسن علي، عميد كلية الإعلام جامعة المدينة، ود.حسن عماد مكاوي، أستاذ الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، عميد الكلية الأسبق، د.محمد شومان، عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية، د.هويدا مصطفى، عميد كلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، د.ثريا البدوي، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، د.دينا أبو زيد، عميد كلية الإعلام جامعة 6 أكتوبر.
وطالب الحضور، بالعمل على إنشاء أكاديمية للتدريب تهتم بتأهيل الإعلاميين والصحفيين قبل الظهور على الشاشات لتعزيز الأداء المهني، وأشاروا إلى ضرورة الاهتمام ببحوث المشاهدة والرأي العام لما لها من دور كبير في تطوير المحتوى الإعلامي المقدم في وسائل الإعلام المختلفة وفقًا لاحتياجات المشاهد.
الاهتمام بالمنصات الإلكترونيةوأشار الحضور إلى أهمية الاهتمام بالإعلام الرقمي والمنصات الإلكترونية والمؤثرين عبر السوشيال ميديا والعمل على الاستعانة بهم في تعزيز الوعي لدى الجماهير، ومواجهة محاولات تزييف الوعي المجتمعي، كما أكدوا أهمية التنوع في التناول الإعلامي للقضايا المجتمعية.
وقدم الحضور عددًا من أوراق العمل حول التدريب وسبل تطوير المحتوى إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تمهيدًا لدراستها والعمل بها خلال الفترة المقبلة.
جدير بالذكر، أن هذه الجلسة تأتي في إطار سلسلة من الجلسات التي ينظمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، لمناقشة سبل التطوير ومستقبل الإعلام سواء من حيث المحتوى وصناعة الإعلام، بحضور الأكاديميين وخبراء وأساتذة الإعلام ورؤساء القنوات ومقدمي البرامج والمفكرين والأدباء والمتخصصين.