إعدام جماعي ضحيته 5 مليون طائر.. قصة طيور كالويليا الغازية في كينيا وتفاصيل أزمتها الكبرى بإفريقيا
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
بدأت السلطات الكينية رشًا جويًا للمبيدات الحشرية للسيطرة على غزو طيور الكويليا ذات المنقار الأحمر في المنطقة الغربية من البلاد، حيث يُقدر عدد الطيور البالغة التي تتكاثر بما لا يقل عن 1.5 مليار طائر من طيور الكويليا ذات المنقار الأحمر، وهي أكثر الطيور عددًا في العالم، وتقدر منظمة الأغذية والزراعة أن الخسائر الزراعية العالمية المنسوبة إلى طائر الكويليا تزيد عن 50 مليون دولار أمريكي سنويًا، وهنا نحن نتحدث عن أكبر مذبحة لإعدام جماعي راح ضحيتها 5 مليون، وتلك تفاصيل الأزمة الكبرى بأفريقيا.
غزو مدمر
بحسب تقرير نشرته صحيفة bbc البريطانية، فقد غزت الطيور مزارع الأرز في كينيا المجاورة في وقت مبكر من هذا العام، وقالت السلطات في تعليقات نشرتها وسائل الإعلام المحلية إن أكثر من خمسة ملايين من طيور الكويليا الغازية قُتلت في عملية إعدام جماعية في تنزانيا، حيث كانت الطيور قد غزت أكثر من 1000 فدان من الأراضي الزراعية للأرز في منطقة مانيارا شمال البلاد، مما تسبب في خسائر فادحة، وأفادت صحيفة تنزانيا تايمز أن المسؤولين قضوا أكثر من أربعة أيام في استخدام طائرات بدون طيار لرش أسراب الطيور بالمبيدات الحشرية.
وكانت الطيور الغازية قادرة على تدمير أكثر من 50 طنًا من المحاصيل الغذائية يوميًا، وفقًا لجادمان مبوكو من هيئة الصحة النباتية والمبيدات الحشرية في تنزانيا، ويُعتقد أن طيور الكويليا هي أكثر أنواع الطيور عددًا في العالم، وغالبًا ما تدمر الحبوب مثل الأرز والقمح، ففي عام 2021، قدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أن الطيور تفقد محاصيل بقيمة 50 مليون دولار (41 مليون جنيه إسترليني) كل عام، معظمها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
أسوأ محصول منذ 5 سنوات
ويعد تعرض حقل أرز روز نيكيسا في غرب كينيا لغزو أسراب ضخمة من طائر كويليا الشره ذو المنقار الأحمر، كارثة غذائية، خصصوصا في ظل أزمة الغذاء العالمية، حيث يخشى آلاف المزارعين مثلها بالقرب من مدينة كيسومو الواقعة على ضفاف البحيرة، أن يحصدوا أسوأ محصول لهم منذ خمس سنوات، وقالت مزارة لبي بي سي وهي تحمل كتلة ضخمة من الطين في يد وعصا في اليد الأخرى: "أفقد صوتي لأنني أقضي اليوم كله في الصراخ لمطاردة الطيور بعيدا. هذه الطيور لا تخاف من أي شيء، لقد اعتادوا علينا بالفعل وعلى كل ما نلقيه عليهم".
وتابعت: "رغم أننا تقوم برش الطيور بالطين لإخافتها وإبعادها عن محصولها، لكن غالبًا ما يسمح لها إطارها السلكي الصغير بالركض عبر حقل الأرز الخاص بها مع نزول المزيد من الأسراب، فعندما لا تكون هناك طيور، أستطيع العمل بمفردي، ولكن الآن، أحتاج إلى أربعة أشخاص على الأقل للعمل معي، وهذا مكلف للغاية، لذلك نحن نناشد الحكومة للتدخل، فهذا الأرز هو المصدر الوحيد للدخل الذي لدينا. "
إنهم قادمون لتدميرنا
لورانس أودانغا، وهو مزارع آخر من صغار المزارعين، يقع أيضاً تحت رحمة الطيور البرية الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، ويصرخ بلغته الأم دولو: "أستطيع سماعهم. إنهم قادمون لتدميرنا"، حتى بالنسبة للأشخاص الخمسة الذين استأجرهم لحماية كل فدان من محصوله، فإن مطاردة الطيور بعيدًا هي مهمة مستحيلة، فالفزاعات، وأبواق الفوفوزيلا، وأفخاخ الطيور، أثبتت جميعها عدم فعاليتها قبل الإقدام على عملية الإعدام الجماعي.
وتابع: "لقد دمرت الطيور جميع الأفدنة الأربعة من مزرعتي تقريبًا. ولن أكسب أي شيء. كيف سأصطحب أطفالي إلى المدرسة؟"، ويُشار إليه أحيانًا باسم "الجراد ذو الريش"، ويُنظر إلى الكييليا على أنها آفات في شرق وجنوب أفريقيا، حيث يمكن لطائر الكويليا المتوسط أن يأكل حوالي 10 جرام (0.35 أونصة) من الحبوب يوميًا، وليست كمية كبيرة، ولكن بما أن القطعان يمكن أن يصل عددها إلى مليونين، فيمكنها بشكل جماعي استهلاك ما يصل إلى 20 طنًا من الحبوب خلال 24 ساعة.
الرش الكيميائي
وفي عام 2021، قدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أن الطيور تفقد محاصيل بقيمة 50 مليون دولار (41 مليون جنيه إسترليني) سنويًا، معظمها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وقد أدى غزو طائر الكويليا الأخير في كيسومو، والذي بلغ حوالي 10 ملايين طائر، إلى تدمير 300 فدان من حقول الأرز. ووفقا لحكومة المقاطعة، لا يزال هناك 2000 فدان أخرى معرضة للخطر خلال موسم الحصاد.
وقد تضررت أجزاء أخرى من البلاد بشكل أسوأ، حيث غزت ملايين الطيور مزارع القمح في مقاطعة ناروك الجنوبية، مما أدى إلى تدمير ما يقدر بنحو 40% من المحصول، وقد اقترح بعض العلماء الكينيين أن الجفاف الذي طال أمده في القرن الأفريقي، والذي أدى إلى انخفاض بذور الأعشاب البرية، وهي مصدر رئيسي للغذاء لطائر الكييليا، قد يكون وراء غزو الأراضي المزروعة حيث تبحث الطيور عن بديل، ومع ذلك، يرى بول غاتشيرو، من منظمة طبيعة كينيا البيئية، أن الجفاف الناجم عن تغير المناخ ليس هو المحرك الرئيسي.
تلك أسباب الغزو المدمر
وبحسب الصحيفة البريطانية، يشير بول بأصابع الاتهام إلى التغيرات في استخدام الأراضي حيث أن الزراعة المكثفة والاستيطان يعني أننا نفقد مساحة لنمو النباتات الطبيعية، وتتكيف أنواع الكويليا مع الاستخدام الحالي للأراضي، وقد يكون زيادة إنتاج محاصيل الحبوب في جميع أنحاء أفريقيا قد أدى أيضًا إلى زيادة عدد سكان الكويليا نظرًا لوجود مصدر أكبر للغذاء لسكانهم من البدو الرحل، يضاف إلى ذلك حقيقة أن الطيور تتكاثر بسرعة كبيرة - ثلاث مرات في السنة مع ما يصل إلى تسعة فراخ - مما يسمح بحدوث انفجار هائل في عدد السكان.
وبما أن الطين والعصي والفوفوزيلا لم تنجح في حماية المحاصيل، فقد لجأت السلطات إلى إعدام جماعي من خلال الرش الكيميائي، وفي عام 2019، يُعتقد أن الحكومة الكينية قتلت ثمانية ملايين كويليا الذين غزوا مشروع مويا للري، وهو أكبر مشروع لزراعة الأرز في البلاد، وقتل مليونان آخران في مويا بنفس الطريقة العام الماضي، فيما بدأت السلطات في كيسومو هذا العام عملية مراقبة جوية تهدف إلى قتل ما لا يقل عن ستة ملايين طائر، وتستخدم طائرات بدون طيار لاستهداف أماكن تواجد الطيور، حيث تستريح وتتكاثر، بمبيد الفينثيون، وقال كين أونيانجو، المسؤول عن الزراعة في مقاطعة كيسومو، إن الرش الكيميائي هو السبيل الوحيد لإنقاذ حقول الأرز المعرضة للخطر.
"لا يمكنك قتل كل شيء"
الفينثيون شديد السمية بالنسبة للأنواع الأخرى التي ليست الهدف الرئيسي، ونتيجة لذلك، يحذر علماء البيئة ونشطاء مجموعة الحيوانات من أن الرش سيكون له عواقب وخيمة على النظام البيئي، والأنواع النباتية والحيوانية الأخرى، وكذلك صحة الإنسان، ويقول رافائيل كابيو، أستاذ البيئة وعلوم الأرض في جامعة ماسينو: "السؤال هو، كيف تخططون للتعايش مع الطيور؟ لأنه لا يمكنك قتل كل شيء، حتى يبقى البشر، ولكن أكثر من ذلك، نقول إن محاولة السيطرة على الطيور بالمواد الكيميائية أمر خطير للغاية."
ويريد البروفيسور استخدام طرق أكثر تقليدية وصديقة للبيئة - مثل تخويف الطيور أو اصطيادها وأكلها - بدلاً من ذلك لاحتواء الكويليا، فيما يشعر أن الرش الكيميائي يوفر طريقة سهلة للخروج، ومع ذلك، يُنظر إلى البدائل على أنها باهظة الثمن وتستغرق وقتًا طويلاً، ويقول السيد أونيانجو، الذي يشرف على عملية الرش في كيسومو، إنه تم اتباع الإجراءات الصحيحة، وتمت الموافقة عليها من قبل الهيئة الوطنية لإدارة البيئة، ويضيف: "لا يمكننا أن نكون مهملين إلى هذا الحد في تنفيذ أي شيء له أي تأثير سلبي على البيئة".
فيما يعترف كولينز مارانغو، مدير خدمات حماية المحاصيل، بأن قتل الطيور أمر غير مرغوب فيه ولكنه يقول إنه ضروري، ويقول: "ما نقوم به هو الزراعة الدقيقة، فنحن نقوم برش أماكن تجثم الطيور ليلاً، في أماكن تواجد الطيور بالتحديد، وبعد ذلك، نقوم بجمعها وحرقها، وقد تم رش اثنين من المجاثم الثلاثة، ولكن أياً كانت الطريقة المستخدمة، فإن إجراءات المكافحة بالنسبة للمزارعين المتأثرين جاءت متأخرة للغاية، حيث تم أكل بعض المحصول بالفعل، وانخفضت المحاصيل بأكثر من النصف".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
أرقام فلكية.. كم هي رواتب العليمي والزبيدي وطارق صالح !
مقالات مشابهة العليمي المتهم الأول.. حالة ترقب لكارثة قادمة في عدن
أسبوع واحد مضت
3 أسابيع مضت
4 أسابيع مضت
23/01/2025
05/12/2024
08/06/2024
كشفت مصادر مطلع عن إنفاق مالي ضخم لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي في عدن، في وقت تواجه فيه المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة عدن أزمة مالية خانقة وانهيارًا اقتصاديًا متسارعًا.
ووفقًا لما نقلته قناة “بلقيس” عن المصدر، فإن رئيس المجلس رشاد العليمي يتلقى شهريًا أكثر من ملياري ريال، بينما يحصل بقية الأعضاء، ومنهم عيدروس الزبيدي، فرج البحسني، سلطان العرادة، عثمان مجلي، عبدالله العليمي، طارق صالح، وعبدالرحمن المحرمي، على 620 مليون ريال لكل منهم. كما يتلقى رئيس هيئة المصالحة محمد الغيثي ورئيس اللجنة الاقتصادية حسام الشرجبي 400 مليون ريال شهريًا، ليصل إجمالي هذه المخصصات إلى أكثر من 7 مليارات ريال شهريًا.
ارتفاع غير مبرر في المخصصات الماليةوبحسب المصدر، فإن هذه المخصصات شهدت ارتفاعًا غير مبرر، حيث كانت تبلغ نصف مليار ريال فقط عند إعلان نقل السلطة في أبريل 2022، مما يثير تساؤلات حول أوجه إنفاق هذه الأموال، خاصة في ظل الأوضاع المعيشية المتدهورة.
تمويل سعودي إضافي يثير تساؤلات حول استقلالية المجلسوأشار المصدر إلى أن أعضاء المجلس يتلقون مخصصات مالية إضافية من السعودية، ما يثير الشكوك حول مدى استقلالية القرار السياسي للمجلس في إدارة شؤون البلاد، خصوصًا في ظل استمرار تدهور الوضع الاقتصادي وتفاقم الأزمات الخدمية.
شاهد أيضا: فساد مرعب … فضيحة مالية جديدة للحكومة الشرعية وهذه تفاصيلها
تدهور اقتصادي ومعاناة شعبيةيأتي هذا الإنفاق الضخم في وقت يواجه فيه الاقتصاد اليمني أزمة غير مسبوقة، حيث تجاوز سعر الدولار في عدن 2348 ريالًا، بينما تشهد الأسواق ارتفاعًا جنونيًا في الأسعار، ما زاد من معاناة المواطنين الذين يكافحون لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
إضافة إلى ذلك، تعاني الخدمات العامة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة من انهيار شبه تام، مع استمرار انقطاع الكهرباء وتأخر صرف رواتب الموظفين، في ظل توجيه مليارات الريالات إلى حسابات المسؤولين في المجلس الرئاسي.
دعوات للمحاسبة والإصلاحوأثارت هذه التسريبات موجة غضب واسعة، وسط اتهامات متزايدة بفساد مالي وإداري داخل المجلس، مما دفع العديد من المراقبين إلى التشكيك في جدوى استمراره، خاصة مع غياب أي إنجازات ملموسة منذ تشكيله.
ورغم هذا الوضع المتدهور، لا توجد مؤشرات على نية الحكومة اتخاذ أي إصلاحات، ما يزيد من حالة السخط الشعبي، ويضع الجهات الرقابية أمام اختبار حقيقي بشأن مدى قدرتها على محاسبة المتورطين في الفساد المالي المستشري داخل مؤسسات الدولة.
ذات صلةالوسوماخبار المرتبات العليمي رواتب رواتب مجلس القيادة صرف المرتبات طارق صالح عيدروس الزبيدي مرتبات
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
آخر الأخبار