أحمد البربري: الإنشاد يشهد تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
يعتبر المنشد أحمد البربري واحدًا من عشاق الفن والإنشاد الديني الذي نجح في تحويل هذا الشغف إلى مهنة ومسار فني مشرف. تجسد رحلته الفنية التي انطلقت من حبه لتلاوة القرآن الكريم في مرحلة الصبا إلى تطور مذهل في مجال الإنشاد الديني. في هذا السياق، شارك البربري تفاصيل رحلته وآرائه حول حالة الإنشاد الديني في مصر والتقدم الذي شهده في السنوات الأخيرة.
بدأ شغف أحمد البربري بالإنشاد الديني منذ نعومة أظفاره عندما كان يستمع إلى تلاوات القرآن الكريم في منزله. يعتبر إذاعة القرآن هو المعلم الأول والمصدر الملهم لكل منشد، وهذه اللحظة الأولى هي التي أشعرته بشغفه العميق نحو هذا الفن.
قال البربري: "بدأت رحلتي التعليمية في مدرسة نور ونغم، وهي مدرسة تعنى بتعليم الإنشاد الديني بإشراف الفنان علي الهلباوي ومجموعة من الأساتذة المتخصصين. هناك، درست العديد من المفاهيم والتقنيات الفنية الأساسية، مثل المقامات والإيقاعات، وزدت من معرفتي بفن الإنشاد."
وتابع البربري رحلته الفنية قائلًا: "في عام 2016، انضممت إلى مدرسة الإنشاد الديني بقيادة الشيخ محمود التهامي، وهذه الخطوة كانت حجر الزاوية في تطوري الفني. هناك، تعلمت من الشيخ طه الإسكندراني والمايسترو مصطفى النجدي، محفظ دار الأوبرا المصرية. ومن هذه المدرسة، تأثرت بالعديد من المشايخ والمعلمين وتخرجت بترتيب الأول في الدفعة الثالثة التي أُطلق عليها اسم الشيخ ممدوح عبد الجليل."
تحدث البربري عن تأثير المشايخ والمعلمين في رحلته الفنية، مشيرًا إلى أهمية تلقي التعليم والإرشاد منهم. قائلا: "تأثرت بشكل كبير بالمشايخ مثل الشيخ محمد الهلباوي والشيخ محمد عمران والشيخ طه الفشني والشيخ علي محمود. كانوا مصادر إلهام لي بالإضافة إلى ذلك، استفدت كثيرًا من تلاوات المشايخ الكبار مثل تلاوة الشيخ المنشاوي وتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ البنا والشيخ الحصري."
حول تنوع الإنشاد الديني في مصر، أوضح البربري: "الإنشاد الديني في مصر يعتبر غنيًا ومتنوعًا للغاية. هناك اختلافات كبيرة في الأساليب والأصوات، وهذا التنوع يظهر بوضوح في إنشاد بردة الإمام البوصيلي مثلا فهي تُنشد بأشكال متعددة حسب المنطقة. كل منطقة لها خصوصيتها وبصمتها الخاصة في فن الإنشاد، ولهذا السبب يُعتبر مصر الرائدة في هذا المجال."
وفي الختام، تحدث البربري عن التحديات التي يواجهها المنشدون في العصر الحالي، مشيرًا إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا على هذا الفن التقليدي. قال: "نعيش في زمن الترند، ونحن نعمل بجد لنقدم فنًا راقيًا ونعمل على تطوير أنفسنا باستمرار. ليس من المناسب أن نلوم الجمهور على عدم وعيهم، بل نسعى جاهدين لتوعيتهم وتثقيفهم حول قيمة هذا الفن الجميل. في النهاية، قاعدة المنشدين تتوسع ونحن نعمل بلا كلل على تعزيز هذه القاعدة ونشر فن الإنشاد الديني في كل مكان."
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإنشاد الديني المولد النبوى الشريف الإنشاد الدینی فی
إقرأ أيضاً:
قصر القناطر الخيرية يشهد العرض المسرحي "لعنة زيكار" بمهرجان النوادي
شهد مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية، الخميس، العرض المسرحي "لعنة زيكار"، ضمن عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح، في دورته الثانية والثلاثين، والمقام برعاية د. أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة خالد اللبان، وتنفذ فعالياته بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة.
العرض المسرحي "لعنة زيكار"
العرض لنادي مسرح كفر الشيخ، تأليف وإخراج إبراهيم الفقي، وتدور أحداثه في إطار فانتازي داخل قرية يمنع حاكمها فيها الحب، ويأمر بنفي شاب إلى قرية نائية بعدما يكتشف وقوعه في حب ابنته، ليقرر الشاب بعد نفيه إلى القرية المعروف عن أهلها بالعمل والانضباط، أن يصبح حاكما لها، ليكرر نفس النهج بمنع الحب تماما كما فرض عليه مسبقا.
و شهد العرض سمر الوزير مدير عام الإدارة العامة للمسرح، د. عبد الناصر الجميل، عميد المعهد العالي للفنون المسرحية سابقا، الكاتب والناقد يسري حسان، وأعضاء لجنة التحكيم: د. محمد زعيمة، د. مصطفى حامد، الموسيقار د. وليد الشهاوي، الكاتب سعيد حجاج، المخرج سامح مجاهد، وربيع عوض، مدير قصر ثقافة القناطر الخيرية، ولفيف من القيادات الثقافية والمسرحيين.
وعن تفاصيل تلك التجربة المسرحية، أوضح المخرج إبراهيم الفقي أنه استلهم فكرة العرض من مشروع "ابدأ حلمك" المعني بإعداد الممثل الشامل بكفر الشيخ، لرغبته في تقديم تجربة تجمع بين الغناء والتمثيل، فالجمل المنغمة تترك أثرا أعمق في الجمهور.
أحداث العرض المسرحي "لعنة زيكار"وأضاف أن القصة تدور في عالم يطغى عليه العمل، ويخلو من الحب والمشاعر، وتسيطر عليه الطاقات السلبية، في مقابل عالم آخر يظهر فيه "ساحر ملعون" أتى من أرض تشتهر بالسحر، ويحمل جرح قديم يحاول نشره بين الآخرين، وتم تقديم ذلك في قالب غنائي استعراضي بالكامل (لايف)، مع الاستعانة بديكورات وملابس بسيطة، مشيرا إلى أنه تولى تصميم كافة عناصر العرض بنفسه، من ديكور وأزياء وإضاءة واستعراضات، لتقديم تجربة مسرحية فريدة.
من ناحيته، أوضح عبد الرحمن معتز، أحد أبطال العرض، أنه يؤدي دور "إيمور"، الشاب الوحيد الذي يعيش بالقرية الملعونة التي يفرض فيها حاكمها قوانين صارمة تمنع الحب والحرية وتقيد المشاعر، ويسعى نتيجة الصراع الموجود بداخله، التخلص من تلك القيود بكسر القواعد، مدفوعا بقوة الحب الذي لم يكن يعلم أنه قد يقوده إلى نهاية مأساوية.
وعن دوره بالعرض قال الممثل أحمد محمود: أقدم شخصية الطفل "زيكار"، حفيد الكاهن الذي يمثل سلطة العمل المفروضة على الناس في عالم لا مكان فيه للحب أو الغناء أو الراحة.
وأضاف أن تلك الشخصية تمر بكثير من الصراعات، تبدأ بمنعه من الخروج من الكوخ بحجة وجود وحوش تهدده، لكنه مع الوقت يكتشف أن الجد (الكاهن) هو مصدر اللعنة التي تفرض على الناس، ويتصاعد الصراع حتى يصل إلى مواجهة مباشرة، تنتهي بموت الكاهن وعودة الطفل إلى الكوخ، وهو يشعر بالخذلان والحزن.
وعن عناصر العمل المسرحي، أوضحت الفنانة حنين عز الرجال، أنه تم الاستعانة بتصميمات تناسب طبيعة العمل الفانتازي، كالجروح التخيلية والطلاسم الرمزية، وذلك بخامات بسيطة، ودرجات ألوان تبرز طابع الشخصيات.
كما أن الإكسسوارات جاءت غير تقليدية ومختلفة، وتم الاستعانة بخامات معاد تدويرها، ولكنها بدت بصورة مبهرة.
وأشار الملحن بهاء سالم إلى أنه حرص على توظيف موسيقى تمزج بين الألحان الأمازيغية والموسيقى الشرقية، بما يتناسب مع الجو العام للعرض ويعكس مشاعر الحزن والصراع التي تتخلل القصة،
وظهر ذلك من خلال الموسيقى التصويرية المصاحبة، وكذلك أثناء أداء الممثلين على خشبة المسرح، حيث صمم كل لحن بما يتناسب مع طبيعة الشخصية والمشهد الذي تؤديه.
"لعنة زيكار" أداء: أحمد عبد الرحمن، أحمد محمود، أحمد صبحي، شهد البشبيشي، أحمد جمعة، أميرة حسام، أحمد البيلي، محمد الجوهري، مريم جمعة، إضاءة محمد عادل، موسيقى علي سالم، ماكياج وإكسسوارات حنين عز الرجال ودنيا الهواري، مخرج منفذ محمد الجوهري وهشام منصور، مساعد مخرج محمد حسن وإبراهيم الفتوة.
وينفذ المهرجان من خلال الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، ويشارك به هذا الموسم 27 عرضا مسرحيا من مختلف الأقاليم الثقافية، ويصدر عنه نشرة يومية لتوثيق الفعاليات.
وتتواصل فعاليات المهرجان غدا الجمعة، مع العرض المسرحي "علماء الطبيعة" لفرقة كفر الشيخ، عن نص الكاتب السويسري فريدريش دورنمات، إعداد وإخراج أحمد سمير، ويعرض في السادسة مساء.
ويعد المهرجان أحد أبرز المنصات الثقافية لاكتشاف ودعم المواهب المسرحية الشابة من مختلف المحافظات، حيث تتيح الهيئة العامة لقصور الثقافة من خلاله مساحة حرة للإبداع والتجريب، تأكيدا على دورها في تحقيق العدالة الثقافية وتعزيز الحراك الفني بالمجتمع.