النادي الثقافي ينظم ندوة حول نصوص النوازل الفقهية
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
العُمانية/ نظم النادي الثقافي بمقره بالقرم مساء اليوم ندوة بعنوان / نصوص النوازل الفقهية وأهميتها في الكتابة التاريخية / تحدث خلالها عدد من الباحثين والمهتمين في عدة محاور وأدارها الدكتور ناصر بن سيف السعدي
وقدم الدكتور إبراهيم بن يوسف الأغبري ورقة عمل عن (الحياة الاجتماعية في عُمان من خلال كتب النوازل الفقهية، عمان في عصر اليعاربة أنموذجاً ) أشار خلالها إلى أن الكتابة في التاريخ العماني لم تعد تعتمد بصورة كلية على ما دونته مصادر التاريخ فحسب، بل امتدت عنايتها إلى كتب النوازل لتستنطق منها ما غفلت عنه تلك المصادر.
وتطرق الدكتور الأغبري في حديثه إلى العلاقة بين النوازل والتاريخ، والقيمة المعرفية التي تشكلها النوازل بالنسبة للدراسات التاريخية.
فيما قدم الدكتور ناصر بن سليمان السابعي (نماذج لأبرز القضايا السياسية وأبعادها التاريخية من خلال النوازل الفقهية) متحدثا عن مفهوم القضايا السياسية في المدرسة الإباضية ومفهوم النوازل الفقهية ذات الأبعاد السياسية، ومسارات التأليف في المدرسة الفقهية بعمان.
وفي ورقة العمل التي قدمتها الأستاذة الدكتورة فاطمة بلهواري بعنوان أهمية كتب النوازل الفقهية في تجديد الكتابة التاريخية أكدت أنه لا يخفى على الباحث في حقل التاريخ؛ أن هذه المصادر كانت إلى عهد غير بعيد كتبا فقهية صرفة لا طائلة يرجى منها، في حين أصبحت اليوم تصنف ضمن المصادر الدفينة للتاريخ الإسلامي، إذ كان لعملية نشر وتحقيق عدد لا يحصى منها دافع لاستغلالها وقدمت الدكتورة فاطمة قراءة شاملة عن أهمية كتب النوازل في تجديد مصادر الكتابة التاريخية.
أما الدكتور خالد بن محمد الرحبي فتحدث عن التاريخ الحضاري العُماني من خلال كتب النوازل الفقهية (تاريخ الأفلاج نموذجا ) مشيرا إلى أن الفلج يعد عنصرا أساسيا في حياة المجتمع العماني، فهو بمثابة قطب تدور عليه حياة الناس في القرية العمانية، وعليه تقوم مصالحهم، ويرتبطون به اقتصاديا، فمنه مأكلهم ومشربهم ومنه مكسبهم كما أنه يتسبب أحيانا بغرم يثقل كاهلهم. وطمعا في مزيد من الكسب، وهروبا من الغرم، تجدهم يهرعون بأسئلتهم إلى الفقهاء الذين يدونون الأسئلة والأجوبة التي تشكل اليوم تاريخا اجتماعيا مهما محفوظا في تلك المصنفات.
وتناولت المتحدثة شيماء بنت محمد الزدجالية الحديث موضوع الأنشطة الاقتصادية ( المراكز التجارية ووسائل النقل )من خلال كتاب الضياء للعوتبي حيث أشارت إلى أنه لوجود العوامل الطبيعية والبشرية كموقع سلطنة عُمَان المتميِّز المُطِلِّ على المُسَطَّحَات المائية وعَدِّها محطَّةً للتبادل التجاري للأجناس والديانات المختلفة، وحلقة الوصل بين موانئ الحضارات والبلدان كميناء البصرة وعَدَن وسيراف والهند والصين وبلاد الزِّنج؛ أصبحتْ سلطنة عُمَانُ مركزًا وسُوقًا ضخمةً للسلع المحلية والمستورَدة لارتباطها بشبكة الموانئ الدولية، وتَعَاظم دورها في ازدهار حركة التبادل التجاري مع البلدان، فاتَّجَهَ الملَّاحون العُمَانِيِّون المَهَرَةٌ نحو البحر لمزاولة النشاط الملاحي والتجاري التي كشفت النصوص الفقهية الواردة في "الضياء" عن شهرته، وتأسَّست المراكز التجارية من خلال العلاقات التجارية لعُمَان مع الهند، والسند، والصين، وبلاد فارس، وشرق أفريقيا، وغيرها،
وفي ختام الندوة قام المتحدثون بالرد على أسئلة واستفسارات الحضور
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
خبراء: الكتابة للطفل تحتاج إلى فهم احتياجاته العاطفية
الرباط (الاتحاد)
أكد مختصون في أدب الطفل أن تطوير محتوى موجه للصغار، يتطلب الابتعاد عن الأساليب التقليدية، التي تنطلق من منظور الكبار، والاقتراب أكثر من احتياجات الطفل النفسية والعاطفية والتواصلية.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «ضوء الكلمة.. وهج الألوان»، نظمتها هيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات الشارقة، ضيف شرف الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، بمشاركة الكاتبة الإماراتية فاطمة العامري والكاتب المغربي مصطفى النحال، وأدارتها الكاتبة شيخة المطيري.
واستعرض الكاتب مصطفى النحال التحديات التي تواجه محتوى أدب الطفل عربياً، مشيراً إلى أن الكثير من دور النشر لا تزال تتعامل مع الطفل كمتلقٍ من منظور الكبار، بدلاً من الإنصات الحقيقي لاحتياجاته.
وأوضح النحال أن هناك نقصاً في دور المستشارين المتخصصين، الذين يوجهون صناعة كتب الأطفال بناءً على المعرفة السيكولوجية، لافتاً إلى تجربة مغربية رائدة انطلقت من مدينة مكناس، عبر الاستماع إلى المربين والمعلمين للوصول إلى محتوى ملائم لعالم الطفل، وهي تجربة أثبتت نجاحها ورواجها.
وقدّم النحال لمحة تاريخية عن بدايات نشر كتب الأطفال في المغرب، مشيراً إلى مبادرة مبكرة قادها الكاتب محمد الأشعري، حين كان وزيراً للثقافة، الذي دعا الناشرين إلى تخصيص جزء من إنتاجهم الأدبي للأطفال، وأسفرت لاحقاً عن تقديم حلول مبتكرة لزيادة وصول الأطفال للكتاب، مثل إصدار نسخ ملونة ونسخ بالأسود والأبيض لتجاوز تحديات التكلفة وتحديات الأسعار المرتفعة.
من جانبها، تناولت الكاتبة فاطمة العامري تجربتها مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في تحكيم قصص كتبها الأطفال بأنفسهم، موضحة أن الأطفال يميلون إلى اختراع شخصيات ديناميكية تنطوي على حركة متتابعة وتفاعل مع الحواس، مستشهدة بقصة لطفل تخيل أن اليد تتحول إلى أخطبوط.
وأكدت العامري أن كتابة أدب الطفل تتطلب جهداً حقيقياً لفهم عالم الطفل الداخلي بعيداً عن الاستسهال، مشيرة إلى أن الطفل قادر على خلق عوالم سردية متكاملة، إذا أتيحت له المساحة المناسبة للتعبير.
كما تناولت تحديات صناعة كتب الأطفال من ناحية التكاليف المرتبطة بجودة الرسوم والورق والأغلفة، موضحة أن الاستثمار في هذه التفاصيل يصنع فارقاً كبيراً في جذب الطفل وتحفيزه على القراءة.