المشهد اليمني:
2024-12-19@12:55:24 GMT

26 سبتمبر ثورة محمية بوعي الشعب

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

26 سبتمبر ثورة محمية بوعي الشعب

مصطفى غليس

احتفالات الشعب اليمني بعيدهم الوطني هذا العام وما رافقه من مظاهر منع من قبل الحوثيين سيكون نقطة فاصلة بين الطرفين فقد بات الأمر واضحا وباتت نوايا الحوثي مكشوفة أكثر من أي وقت مضى تجاه النظام الجمهوري الذي يعني للمواطن اليمني كل شيء.
توثق مقاطع الفيديو التي سجلتها عدسات هواتف المواطنين اطلاق نار وحملة اعتقالات حوثية طالت المحتفلين بذكرى ثورة 26 سبتمبر في مدينة اب، كما ترصد مصادرة الأعلام من المحتفلين في صنعاء، واحتجاز السيارات وتسجيل مخالفات مرورية على السيارات التي ترفع النشيد الوطني.

بعد انتشار التسجيلات الأولى لهذه الانتهاكات قالت قيادات حوثية أنها تصرفات فردية، لكنها في حقيقة الأمر غير ما ادعته تلك القيادات. قبل يومين وجه محمد علي الحوثي بمنع أي مظهر من مظاهر الاحتفال.

نشر الحوثيون، منذ يومين، النقاط المسلحة لانتزاع العلم اليمني من أيدي المواطنين ومن سيارتهم، وهو مؤشر واضح على موقفهم من ثورة 26 سبتمبر والنظام الجمهوري، طوال السنوات الماضية ظلوا يخفون نواياهم، قبل أن يعلنوا موقفهم صراحة هذا العام، وهي خطوة من ضمن خطوات عديدة هدفها القضاء على الجمهورية، وقد تكون الخطوة الأخيرة في هذا السياق ما سيعلنه عبدالملك الحوثي بعد يومين تحت عنوان "التغيير الجذري"!

اخبرني صديق مقيم في صنعاء أن الحوثيين لسنتين على التوالي فرضوا على ابنته وابنه وهما طالبان في جامعة صنعاء حضور اجتماعات تتعلق بأنشطة طلابية (هلامية) في يوم 26 سبتمبر في الجامعة رغم انهما يدرسان طوال الاسبوع في الجامعة. هذه الخطوة تأتي في سياق التقليل من شأن هذا اليوم العظيم وقتل معاني الاحتفال بهكذا ذكرى وطنية.

اقرأ أيضاً لأول مرة.. زعيم المليشيا يكشف عن ”مواصفات” الجمهورية التي تريدها جماعته تزامنا مع احتفالات شعبية سبتمبرية تهز صنعاء 26 سبتمبر في سجون الحوثي ليست تمليك.. صادق أبو شوارب يشن هجوما قويا على من يتخذون الثورات وسيلة للرضاعة سياسي المقاومة الوطنية يصدر بيان عاجل بشأن ما يجري في إب بحاح يعلق على الاحتفالات الشعبية بذكرى الثورة السبتمبرية طفل يمني يتقمص شخصية الرؤساء ويخطف الانظار خلال إحتفالات الثورة بن عزيز يصدر إعلانا رسميا مهما بشأن القوات الجوية اليمنية إستعدادا للمعركة الفاصلة ثالث محافظة يمنية تتحدى المليشيا بتظاهرة شعبية كبرى المليشيا تفرج عن نجل أبرز قادة ثورة 26 سبتمبر عقب اعتقاله بصنعاء مستفز..أبو رأس يدين إزالة أعلام الجمهورية بالقوة في ليلة عيد الثورة اليمنية والمليشيا تزعم القبض على أتباعها أول محافظة يمنية تنتفض رفضا لاهانة العلم الوطني (فيديو) أول رد من الانتقالي على تحدي المليشيا للشرعية بالاحتفاء بثورة 26 سبتمبر في عدن

دعونا نعود إلى الوراء. ما أن تمكن الحوثي من إحكام قبضته على السلطة بعد انقلابه في 21 سبتمبر 2014 حتى شرع بإجراء عملية تطييف واسعة هدفت إلى تجريف الهوية اليمنية الجامعة وإحلالها بأخرى طائفية تتسق وتوجهاته العنصرية، ولأن ثورة 26 سبتمبر المجيدة كانت الحد الفاصل بين الملكية الإمامية بطغيانها وتخلفها وسوءاتها التي لا حصر، وبين الجمهورية التي حصل اليمنيون من خلالها على الكثير من حقوقهم وأولها مبدأ المواطنة المتساوية فقد شرع الحوثيون باستهداف كل منجزات 26 سبتمبر، لكن الأمر تفاقم أكثر وأكثر بعد انتفاضة 2 ديسمبر 2017 وتصفيتهم للرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، إذ باتوا بحكم الأمر الواقع يتحكمون بمفاصل السلطة بلا منازع.

وفقا لخطة منهجية ومزمنة بدأ الحوثيون باستهداف - بل اغتيال - روح الثقافة الجمهورية المرتكزة على أهداف الثورة وإفراغها من مضامينها، فعملوا على نشر الأفكار الطائفية عبر الدورات الثقافية ووسائل الإعلام والمساجد والدورات الصيفية وبث كل من شأنه أن يهيء الناس لحكمهم السلالي البغيض، وإعادة إحياء الطبيقة بين الشعب اليمني على اعتبار أنهم السادة وبقية الشعب اليمني مجرد عبيد.

قبل سنوات أسقط الحوثيون أهداف ثورة 26 سبتمبر الستة من جوار ترويسة صحيفة الثورة الرسمية، وهو عرف بقي دارجًا منذ صدور الصحيفة، ووضعوا صورة حسين بدر الحوثي بدلا عنها، وذات الأمر حصل مع صحيفة 26 سبتمبر، وهي الصحيفة الناطقة باسم الجيش اليمني. وقبل شهر من اليوم وزع الحوثيون مناهج التعليم لطلاب المدارس بعد أن عملوا على إسقاط وتعديل نصوص بعض أهداف الثورة الجمهورية الستة ومنها حذف فقرة "إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات" من الهدف الأول لثورة 26 سبتمبر المجيدة في كتاب التربية الوطنية للصف الخامس، وهي خطوة خطيرة للغاية تؤكد أن الحوثي بخلفيته السلالية وتوجهاته العنصرية والطائفية قد قرر المضي وبأسرع ما يمكنه للعودة باليمن إلى عصور التخلف والاستبداد، واستعباد اليمنيين وتقييد حرياتهم وحرمانهم من مبدأ المواطنة المتساوية التي قامت من أجلها وجاءت بها ثورة سبتمبر.

ثمة شواهد أخرى كثيرة على مضي مليشيا الحوثي في تجريف وطمس الهوية اليمنية لإحلال ثقافتها الطائفية بديلا لها، سواء في تعديل المناهج التعليمية، أو في تغيير أسماء المدارس إلى أسماء جديدة بأسماء قتلاها بدلا من أسماء مناضلي الثورة والجمهورية وغيرها من الأسماء الوطنية، أو بما يتوافق مع سعي الجماعة لفرض نمط طائفي أحادي وإلغاء كل ما له علاقة ببقية فئات الشعب اليمني على الصعيد الفكري والعقائدي.

في الثلاثة الأعوام السابقة استبدل الحوثي -في صنعاء وبقية المحافظات التي يسيطرون عليها- اسم مدرسة العلامة والمؤرخ اليمني العظيم نشوان بن سعيد الحميري، وهو المعروف باعتزازه بيمنيته وعروبته وحميريته، إضافة إلى مقارعته للإمامة ورفضها وتعريتها سواء في نتاجه الشعري أو مؤلفاته الفكرية والتاريخية، واستبدل اسمه الذي التصق بالمدرسة لأكثر من نصف قرن باسم هاني طومر، والأخير طفل لم يتجاوز السادسة عشر من عمره، من مديرية حيدان بمحافظة صعدة، استقطبته وغررت به الميليشيا فقتل في صفوفها. وعلى ذات النمط استبدلت مدرسة صلاح الدين الأيوبي إلى مسمى عدي التميمي، وهو صريع آخر لقي حتفه في صفوفها، فيما عرف عن صلاح الدين الأيوبي أنه من أنهى حكم الفاطميين في مصر، ومدرسة الزبيري المسماة باسم محمد محمود الزبيري أحد أبرز المناضلين ضد حكم الأئمة خلال القرن الماضي صار اسمها مدرسة الإمام الهادي.

عشرات المدارس الأخرى استبدات اسمائها بأخرى إما لتغييب الرموز الوطنية اليمنية أو لأسباب عقائدية بحتة ومنها على سبيل المثال لا الحصر استبدال اسم مدرسة الفاروق إلى اسم مدرسة الإمام زيد بن علي، وعثمان بن عفان، إلى مدرسة مالك الأشتر، ومدرسة عمر المختار إلى مدرسة علي بن الحسين، ومدرسة كمران إلى شهيد القران وهو اللقب الذي اعتمدته المليشيا لمؤسسها الصريع حسين بدر الدين الحوثي، وقس على ذلك الكثير.

موجة التغيير الطائفية هذه لم تقتصر على المدارس بل طالت شوارع ومستشفيات ومؤسسات حكومية في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات.

رغم ذلك فمن الواضح أن اليمنيين يرفضون هذا التوجه الحوثي رفضا قاطعا، ويمكننا ملاحظة ذلك من خلال مظاهر الاحتفال الكبيرة والكثيفة بثورة 26 سبتمبر في مناطق سيطرة الحوثي رغم المنع والقمع، أو في ما ينشره الساكنون في مناطق سيطرة الحوثي على مواقع التواصل الاجتماعي من آراء واعتراضات على هكذا خطوة واستجهانها، كما يمكننا قراءة ذلك الرفض علنًا وبطريقة غير مباشرة في تفاصيل المناسبات الاجتماعية كحفلات الزواج أو التخرج حيث باتت تفتتح دائما بالسلام الجمهوري وفي الخلفية تظهر صورة الطير الجمهوري وهو الشعار الرسمي للجمهورية اليمني وبالمثل نجد اللغة اليمنية القديمة وقد أردفت بالعربية على حوائط وأعمدة قاعات الاحتفالات، وكذلك في الدعوات التي يوجهها العرسان إلى حفلاتهم حيث تحتوي الدعوة على صورة العريس وخلفة الطير الجمهوري. هذه ظاهرة جديدة لم تكن موجودة قبل احتلال مليشيا الحوثي لصنعاء وسيطرتها على أجزاء واسعة من البلاد.

من الجيد أن مليشيا الحوثي قد فضحت نفسها وأكدت لجميع اليمنيين أن ما كنا نحذر منه هو الواقع، فهدف هذه المليشيا هو إعادة الشعب اليمني إلى خانة العبودية، والأجود من ذلك أن كل تصرف أرعن يمارسه الحوثيون بات مرصودًا بأدوات التكنولوجيا التي صارت اليوم بمتناول الجميع لتوثيقه ونشره للعامة ليقفوا على حقيقة هذه المليشيا العنصرية العائدة من ظلمات التاريخ. الجمهورية باقية وشعلة 26 سبتمبر ستظل خالدة إلى الأبد.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: ثورة 26 سبتمبر الشعب الیمنی سبتمبر فی

إقرأ أيضاً:

بيان بمناسبة ذكرى ثورة ديسمبر من تحالف القوى المدنية لشرق السودان

ديسمبر الممهورة بالدم والمتوجة بالانتصار في (أبريل 2019) كانت إرادة شعب قدم أفضل ما عنده وأدهش كل العالم بادوات اللاعنف و السلمية في مواجهة واحد من أفظع الانظمة في التاريخ البشري الحديث والذي اباد الملايين من شعبه بالطيران وكل اسلحة الموت.

⭕ وإذ تمر علينا الذكرى الخامسة لهذه الثورة الشعبية نرسل تحية المجد إلى شهداءنا الابرار جميعا في كل شبر من انحاء السودان ونخص بالتحية ايضا شهداءنا الذين سقطوا في الأيام الأولى للثورة بالقضارف (20 ديسمبر 2018) وانتهاءً بشهداء النصر في كسلا (11 ابريل 2019) و إلى المعلم أحمد الخير وهم الذين كتبوا بدماءهم التاريخ نحو أحلام الشعب في "الحرية والعيش الكريم" .

⭕ وبعد خمس سنوات من كل هذه التضحيات لايزال الشعب و طليعته من الشباب والنساء مستمرين في كفاحهم المرير يقاومون واصوات الرصاص تحيط بهم من كل صوب ومعسكرات اللاجئين تنتظر الفارين ، ولكن لاتراجع وليس هناك من طريق سوى "الانتصار بالسلام" و "هزيمة الحرب واطرافها".

⭕ وبهذه المناسبة نجدد موقفنا الثابت برفض الحرب وادانة اطرافها ورفض الاصطفاف مع أي طرف يشارك في القتال وادانة الانتهاكات التي ترتكبها هذه الاطراف والاستمرار في العمل من اجل وقف الحرب والسعي إلى التخفيف من الكارثة الانسانية التي يقاسيها شعبنا العظيم. والامل لم ولن يُفارقنا لحظة ان شعبنا منتصر عاجلاً باذن الله وانتصاره بالسلام وتاسيس الدولة الديمقراطية الفيدرالية التي تحترم كل مواطنيها.

⭕ ونؤكد كذلك أننا نمضي بنجاح في طريق المصالحات والسلام الاجتماعي في الشرق وذلك بالشراكة مع القوى التي تمسكت بالسلام في أصعب الاوقات، وسنواصل الحوار مع بقية القوى ونحن على استعداد لتقديم التنازلات التي تضمن ابعاد الاقليم الشرقي من دائرة الحرب المدمرة والابقاء عليه منطقة آمنة تاوي كل أهل السودان.

المجد والخلود لشهدائنا الابرار

حرية سلام وعدالة

19 ديسمبر 2024  

مقالات مشابهة

  • بيان بمناسبة ذكرى ثورة ديسمبر من تحالف القوى المدنية لشرق السودان
  • ذكرى ديسمبر: الحزب الاتحادي يدعو قوى الثورة إلى التوحد لإيقاف الحرب
  • السلام طريق إنقاذ الوطن وبنائه على أسس جديدة
  • خالد عمر يوسف يؤكد في ذكرى ثورة ديسمبر: لا عودة للظلام مرة أخرى
  • والي الخرطوم يتفقد أسر شهداء الحافلة التي قصفتها المليشيا المتمردة وأثنى على صبر الاسر وثباتها
  • ماذا حدث لثورتنا: أسأل عن الطبقة في قيادتها
  • هل كانت ديسمبر نصف ثورة؟
  • الإرياني: ميليشيا الحوثي ارتكبت جرائم وانتهاكات فادحة بحق الشعب اليمني
  • الفرقة السادسة مشاة: ارتفاع قتلى مُسيّرة المليشيا التي استهدفت سوقا بالفاشر إلى ٤٠ قتيلاً و٢٥ جريحاً
  • جذوة ثورة ديسمبر لن يطفئها رماد الحرب