ولد الشيخ محمود ياسين التهامي في بيت يفيض بالإنشاد الديني ذلك الفن الذي يعد والده قطبا من أقطابه، ورمزا من رموزه في مصر والعالم الإسلامي، لكن محمود لم يكتف باقتفاء أثر والده،  حيث سعى بكل جهده  في خدمة هذا الفن ليصل به إلى العالمية، ويشارك في أعمال عالمية مع فنانين عالميين منها مشاركته في "السيمفونية الثلاثية" التي حازت العديد من الجوائز العالمية، فلم يكن ذلك الشاب الذي ورث المهنة من أبيه بل كان له طموح بعيد ورؤية مختلفة .

قدم الشيخ محمود التهامي الكثير للإنشاد الديني بإنشائه مدرسة الإنشاد وقيادته لنقابة المنشدين ليؤسس أول مدرسة للإنشاد الديني بمناهج واضحة وأسس ثابتة.

«البوابة نيوز» أجرت هذا اللقاء معه للتحدث عن الإنشاد الديني وعن فرصه وتحدياته وطموحاته لهذا اللون من الفن. 

 أكد الشيخ محمود التهامي نقيب المنشدين أن مدرسة الإنشاد تقوم بدور مهم  في تأهيل وتطوير المنشدين الموهوبين، وذلك من خلال منهج فريد يهدف إلى تكوين منشدين مثقفين ومحترفين، وعن الدراسة في مدرسة الإنشاد  فقال: يبدأ المسار  التعليمي بعد اجتياز المنشد الموهوب للاختبار الذي يساعدنا في تقييم مهاراته وقدراته. ثم نبدأ في تعليمه التواشيح ودراسة المقامات التسعة الأصول، وهي جوانب أساسية للإنشاد الديني، كذلك نسعى أيضًا لزيادة المعرفة النظرية للمنشد من خلال تقديم دروس نظرية في تاريخ الإنشاد، ونقدم لهم تدريبًا على الهارموني وفن الصولفيج، وهذا يساعد في تنمية مهاراتهم وتحسين أدائهم.

 وأضاف نقيب المنشدين أن البرنامج ينتهي بإجراء اختبار للتحقق من تقدم المنشد واستعداده لأداء متقن، ثم نقدمه للجمهور في حفلة تخرج تعبر عن تطوره وتقدمه، كذلك دورنا في دعم المواهب يمتد أيضًا إلى رعاية الشباب الموهوبين وتوجيههم وتقديمهم في برامج التليفزيون وتنظيم حفلات لهم. فنحن نعتبر أن دعم المواهب وتوجيهها هو جزء مهم من مهمتنا، ونسعى جاهدين لدعم الفنانين الصاعدين ونشجعهم على تحقيق أقصى إمكاناتهم في عالم الإنشاد الديني.

وأشار إلى أن مصر بطبيعتها رائدة في هذا المجال حيث يوجد فيها الفن والإذاعة والقرآن والمدارس الانشادية من زمن بعيد  فبطبيعتها هى ولادة، كما أن مياه النيل والحضارة لها دور في بناء الموهبة المصرية، لكن الإنشاد الديني تغير فلم يعد يعتمد على الموهبة فقط بل أصبح يعتمد على الموهبة والشكل والدراسة والعلاقات والإمكانيات، فهناك أشياء تدخلت في الإنشاد الديني، لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح والموهبة تفرض نفسها في الآخر.

وأوضح نقيب المنشدين أن المدارس القديمة كان يساعدها وجود جمهور ذواق ومثقف لكن المدرسة الحديثة فهناك فنون كثيرة تشتت الجمهور، ونحن نحاول عمل فروع للإنشاد الديني ، مثل الابتهال والإنشاد ببطانة والإنشاد التراثي والإنشاد الحديث، وكل ذلك لاستقطاب لجمهور أكبر لأن الانشاد لابد أن يخاطب كل الفئات العمرية وخطاب الإنشاد، كما أن مدرسة الإنشاد تستقبل المنشدات  وتخرج منها فنانات  تضاهي الرجال في الفن والإبداع والثقافة والفكر.

وعن تطلعاته في مجال الإنشاد قال: طموحاتي إن ربنا يوفقني من خلال مؤسسة بيت الإنشاد اللي منها تفرعت مدرسة الإنشاد  يكون عندي مهرجانات عالمية للإنشاد الديني يكون عندي مركز ثقافي كبير يستضيف كل منشدي العالم وننظم كل سنة مؤتمرا إنشاديا نقف على تطور فن الإنشاد في العالم ونضع أهدافنا وطموحتنا، يكون هذا المركز مخصصا لدراسة وتخريج المواهب نهارا وليلا يكون متخصصا في الحفلات والندوات.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الإنشاد الديني المولد النبوي الشريف

إقرأ أيضاً:

في الحرب كما في الهُدنة: غزة تأسِرُ العالم

في الحروب عادة، ينتبه المتابعون إلى ما هو عسكري في بعده التقني ويتعاملون مع ما هو أرقام، سواء ما تعلق بعدد الجنود والطائرات والدبابات والجرافات أو ما تعلق بعدد القتلى والأسرى والجرحى، ولكن في غزة وحدها كانت المعايير مختلفة وزوايا النظر غير معهودة، وكانت الكتابة حول الطوفان كتابة شاعرية تتجاوز وصف الأحداث لتنفذ إلى أعماق المعاني وأسرار الوجود وعوالم المعجزات والجماليات والكمالات الإنسانية، لقد كان وسيظل طوفان الأقصى عَرْضا مُبهِرا تعجز كل لغاتِ العالم عن تحويله إلى نصّ يُقرأ بتهجّي حروفه وتأويل كلماته.

كل المعايير التقليدية لا تسعف المحللين لا بالفهم ولا بالتوقع ولا بالوصف، إننا لسنا بصدد متابعة معركة عسكرية تتحكم بها الآلات وأعداد الجنود وطبيعة الجغرافيا ولا حتى الأحوال الجوية.

لقد تجلى "الإنسان" في طوفان الأقصى في أجلى حقيقته وحقانيّته، "الإنسانُ" المُعجز المبدع الشجاع المحبّ القوي اللطيف الذي يَصله بعالم الألوهية حبلٌ متين غير مرئي، لقد كان الله يُمدّ شباب المقاومة بما يفوق التقديرات البشرية من صمود وصبر وتفاؤل وثقة، لقد تحملت غزة بشموخ كل حمم الأحقاد العالمية تُصَبّ عليها طيلة عام وثلاثة أشهر، وكلما تابع العالم احتراق ما فوق الأرض تفاجأ بتدفّق صُناع الحياة من تحتها يُبدعون في تقديم مشهدية مبهرة يواجهون الآلة العسكرية الصماء بروح استشهادية لطيفة وبحركات رشيقة وبتكبيرات تخترق أزيز الحديد لتنفذ إلى عوالم الحق والحقيقة، فإذا بفطرة الله السوية التي فطر عليها عباده تنبجس في قلوب جموع واسعة من البشر في مختلف أنحاء العالم تهتف لغزة وللقدس ولفلسطين.

أصبحت غزة مدرسة في علم "الإنسان" وعلم الأخلاق وعلم الشجاعة والكرامة، مدرسة تتهاوى أمامها كل مدارس الحضارة المادية الليبرالية التي أنتجت فلسفات باردة حول كونية الإنسان وكونية الحقوق، ولكنها لم تكن إلا فلسفات ميّتة لا ينبض فيها الحق ولا تنتصر لمظلوم ولا تُدين ظالما، ولا يمتلك أصحابُها شجاعة حتى ليقولوا كفى تدميرا وتخريبا وتقتيلا للأطفال والنساء والشيوخ
لقد أصبحت غزة مدرسة في علم "الإنسان" وعلم الأخلاق وعلم الشجاعة والكرامة، مدرسة تتهاوى أمامها كل مدارس الحضارة المادية الليبرالية التي أنتجت فلسفات باردة حول كونية الإنسان وكونية الحقوق، ولكنها لم تكن إلا فلسفات ميّتة لا ينبض فيها الحق ولا تنتصر لمظلوم ولا تُدين ظالما، ولا يمتلك أصحابُها شجاعة حتى ليقولوا كفى تدميرا وتخريبا وتقتيلا للأطفال والنساء والشيوخ.

من دخل أنفاق غزة من أسرى العدو، خرج وعلى وجهه علامات الانبهار لا يقدر على إخفائها، بل إنها تجبره على إبداء سعادة تطفح من أعماقه ولا تحتاج خطابا لفهم ما حدث معهم داخل تلك الأنفاق، إنها قيم الإسلام العظيم في التعامل مع الإنسان في مختلف وضعياته، الحسمُ في الجبهاتِ واللطافة عند الأسر.

في يوم التبادل، وقع كل العالم في الأسر، لقد أسِرت غزة قلوب وأنظار وأرواح من تابعوا العرضَ الإنساني المبهر أثناء عملية تسليم أسيرات العدو، ظهرت الأسيرات الأربع في كامل رشاقتهن ولياقتهن ونضارتهن، وكأنهن لم يكنّ أسيرات حرب وإنما كنّ في حفل تكريم أو في مناسبة سعيدة، كن مبتسمات، ولا أعتقد أن مصدر سعادتهن، فقط، هو حصول اتفاق تبادل، وإنما مصدر سعادتهن هو ما اكتشفوه في أهل غزة من بعض جوهر الإنسان الكامن في قوم يقاتلون ببسالة وقسوة ويعاملون أسراهم بتلطف وترفّق.

ولا حاجة لما كتبه بعض الكتاب الإسرائيليين حول أهل غزة، ولا حاجة أيضا لمقارنة بين سلوك مقاتلي المقاومة مع أسراهم وسلوك جيش العدو، وهو يُنغّص على أهالي المحررين فرحتهم بلقاء أبنائهم بعد سنوات وعقود من السجن وما لقوه من سوء معاملة بهدف كسر إرادتهم وتهشيم كبريائهم.

سينشغل كتّابٌ ودارسون ومتخصصون في العسكرية وفي الاستراتيجيات سنوات لفهم "أسرار" طوفان الأقصى، وما يعني العدو من الفهم ليس تغيير نظرته للإنسان وللحق وللحرية، وإنما كل ما يعنيهم هو كيف يُجهزون على هذه المدرسة الملهمة حتى لا تترسخ قيمها ومعانيها في شعوب الأرض.

x.com/bahriarfaoui1

مقالات مشابهة

  • محمود التهامي والليلة الكبيرة ونجوم الموسيقى العربية يبهرون جمهور اليوم الثاني
  • بمشاركة 33 دولة.. انطلاق مسابقة بورسعيد للقرآن الكريم والابتهال الديني غدا
  • بورسعيد تستعد لاستقبال نخبة قراء العالم في مسابقة دولية للقرآن الكريم والابتهال الديني
  • “وادي الفن” يستضيف جيمس توريل في مهرجان فنون العُلا
  • “وادي الفن” يستضيف جيمس توريل في مهرجان فنون العُلا 2025
  • آلاف المُحبين في حفل محمود التهامي بالليلة الختامية لمولد السيدة زينب - صور
  • محمود التهامي يشعل حماس المريدين في الليلة الختامية بمولد السيدة زينب
  • معرض الكتاب يستضيف مفتي الجمهورية في لقاء حول الفتوى الرقمية
  • ليلة محمدية للفنان محمود التهامي في ختام مولد السيدة زينب
  • في الحرب كما في الهُدنة: غزة تأسِرُ العالم