الأنصاري: مشاركة قطر في اجتماعات الأمم المتحدة تؤكد إيمانها بالعمل الدولي وتبرز دورها على الساحة الدولية
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن مشاركة دولة قطر في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين، في مدينة نيويورك الأمريكية، تمثل فرصة لإبراز دور دولة قطر على الساحة الدولية، وتأكيدا على إيمانها بالعمل الدولي متعدد الأطراف، كأساس من أسس السياسة الخارجية القطرية.
ونوه المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، إلى أن المشاركات القطرية في المحافل الدولية الخارجية تمثل حجر أساس في الأنشطة الدبلوماسية القطرية، مبينا أن مشاركة دولة قطر باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين تركزت حول القضايا الرئيسية المرتبطة بالسياسة الخارجية القطرية، سواء كانت حول الوساطة وفض النزاعات، أو قضايا التنمية، أو المشاركة في اللقاءات الإقليمية.
وفي سياق متصل، استعرض الدكتور الأنصاري أبرز محطات زيارة معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إلى نيويورك، حيث أجرى معاليه 18 لقاء ثنائيا مع العديد من المسؤولين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين، كما أجرى سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية 7 لقاءات ثنائية، فيما عقدت سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية عددا من اللقاءات الثنائية، إلى جانب اللقاءات الثنائية التي أجراها سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية.
وبين المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن من أبرز اللقاءات التي عقدت في هذا الإطار كانت مشاركة دولة قطر في قمة أهداف التنمية المستدامة، الممولة من دولة قطر بالشراكة مع مؤسسة التعليم فوق الجميع، حيث افتتح جناح دولة قطر بهذه القمة سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، مع سعادة السيدة أمينة محمد نائب الأمين العام للأمم المتحدة، لافتا إلى أن الجناح ركز على تعزيز التنمية والسلام دوليا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشار الدكتور الأنصاري إلى أن عدد اجتماعات كبار المسؤولين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بلغ أكثر من 15 اجتماعا، حيث تركزت بمجملها حول التعليم، والسلام والاستقرار، والاستجابة الإنسانية في السودان، والتعافي بعد جائحة كورونا، ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /الأونروا/، فضلا عن اجتماعات أخرى حول منظمة التعاون الإسلامي، والوساطة والتنمية المستدامة، إلى جانب جلسة مجلس الأمن حول أوكرانيا.
ولفت المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى عقد العديد من اللقاءات الجانبية على هامش أعمال الدورة الثامنة والسبعين لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي كان لها أهمية كبيرة، مثل المشاركة في عدد الندوات والمؤتمرات، منها قمة الشرق الأوسط العالمية، وغيرها.
وأشار الدكتور الأنصاري إلى الاجتماعات التي عقدها معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع رؤساء الحكومات ووزراء خارجية الدول الصديقة، حيث عقد معاليه 18 اجتماعا، كان منها اجتماع مع دولة السيد نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال في الجمهورية اللبنانية، واجتماع مع دولة السيد ليو فارادكار رئيس وزراء جمهورية أيرلندا، واجتماع مع دولة السيد ألكسندر دي كرو رئيس وزراء مملكة بلجيكا، واجتماع مع سعادة السيدة ماريا غابرييل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بجمهورية بلغاريا، واجتماع مع سعادة السيد ديميكي ميكونين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية.
وأضاف أن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، عقد عددا من الاجتماعات مع كل من: سعادة الدكتور حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسعادة السيدة هانكي بروينز وزيرة خارجية مملكة هولندا، وسعادة السيد توبياس بيلستروم وزير خارجية مملكة السويد، وسعادة السيدة إلينا فالتونين وزير خارجية جمهورية فنلندا، وسعادة السيد إيفان جيل بينتو وزير الخارجية بجمهورية فنزويلا البوليفارية، وسعادة السيد بختيار سعيدوف وزير الخارجية بجمهورية أوزبكستان، وسعادة السيد ينس بلوتنر مستشار السياسة الخارجية لمستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية.
وبين المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، قد عقد عددا من الاجتماعات مع كل من: سعادة السيدة فكتوريا نولاند نائب وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، وسعادة السيدة باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، وسعادة السيد توماس ويست المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون أفغانستان، وسعادة السيد فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وسعادة السيد موسى فقي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وسعادة السيدة ميريانا سبولجاريك رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والسيد بيل غيتس الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس.
وأوضح الدكتور الأنصاري، أن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية قد شارك في عدد من الاجتماعات والفعاليات، وفي مقدمتها الجلسة الافتتاحية لقمة أهداف التنمية المستدامة، والاجتماع التنسيقي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والاجتماع الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما استضاف معاليه مع سمو الأمير زيد بن رعد الحسين رئيس معهد السلام الدولي وسعادة السيد جوزيف بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، عشاء وزاريا حول الشرق الأوسط.
وأشار المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، إلى مشاركة سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، في عدد من الاجتماعات المقامة على هامش أعمال الدورة الثامنة والسبعين لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، منها الاجتماع الوزاري التشاوري السنوي للمجلس الوزاري للجامعة العربية، والاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي مع رابطة دول الكاريبي، والاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي مع المملكة المتحدة، والاجتماع الوزاري للجنة الاتصال المخصصة AHLC المعنية بتنسيق المساعدات التنموية لفلسطين الشقيقة، وجلسة مجلس الأمن بشأن أوكرانيا، والاجتماع الوزاري التحضيري لـ"قمة المستقبل"، والاجتماع الوزاري السنوي للبلدان الأقل نموا، واجتماع لجنة بناء السلام على المستوى الوزاري حول الأجندة الجديدة لبناء السلام، والاجتماع السنوي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة الــ77.
وبين الدكتور الأنصاري، أن سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية، قد اجتمع مع عدد من المسؤولين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، منهم سعادة السيد تيموثي م. كابا وزير الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية سيراليون، وسعادة السيد داتو ايروان بهين يوسف الوزير الثاني للشؤون الخارجية بسلطنة بروناي دار السلام، وسعادة السيد المدين كوناكوفيتش وزير خارجية البوسنة والهرسك، وسعادة السيد دينيس مونكادا كوليندرس وزير خارجية جمهورية نيكاراغوا، وسعادة السيد ميغيل أنخيل موراتينوس الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، وسعادة السيد محمد سالم ولد مرزوك وزير الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وسعادة السيد علي صبري وزير خارجية جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية.
وأشار المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، إلى مشاركة سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، في عدد من المحافل الأممية، منها الاجتماع رفيع المستوى بشأن نتائج التعاون في مبادرة التنمية العالمية لأهداف التنمية المستدامة، والحدث الوزاري الرفيع المستوى لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة، والحوار الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن تمويل التنمية، والاجتماع السنوي الثاني والعشرون لوزراء خارجية مجموعة البلدان النامية غير الساحلية، والاجتماع الوزاري للشركاء الرئيسيين لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا".
وأضاف أن سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، قد اجتمعت مع عدد من المسؤولين على هامش أعمال الدورة الثامنة والسبعين لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، منهم سعادة السيد فرانسيسكو اندريه وزير الدولة للشؤون الخارجية في جمهورية البرتغال، وسعادة السيد فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، وسعادة السيد أحمد حسين وزير التعاون الدولي في كندا.
ولفت الدكتور الأنصاري، إلى مشاركة سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية، في عدد من الاجتماعات المقامة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين، منها الاجتماع الوزاري حول "جهود يوم السلام: جهد متجدد للسلام في الشرق الأوسط"، والاجتماع الوزاري الثامن عشر لحوار التعاون الآسيوي "التعافي المستدام بعد الجائحة"، والاجتماع الوزاري الثالث عشر لمجموعة أصدقاء الوساطة، والاجتماع التنسيقي السنوي لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي.
وأوضح أن سعادة وزير الدولة بوزارة الخارجية، قد اجتمع مع عدد من المسؤولين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، منهم سعادة السيد فلاديمير فورونكوف وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وسعادة الدكتور فنسنت بيروتا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية رواندا، وسعادة اللورد طارق أحمد، لورد منطقة ويمبلدون وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا والأمم المتحدة في وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية، وسعادة السيد أبشر عمر جامع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية الصومال الفيدرالية.
إلى ذلك، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، استكمال الجسر الجوي القطري عمله في إيصال المساعدات إلى الأشقاء المتضررين من الفيضانات والسيول بشرق ليبيا، حيث وصلت الطائرتان السابعة والثامنة إلى مطار بنينا في بنغازي يوم الأحد الماضي، على متنهما 58 طنا من المساعدات الإنسانية والإغاثية، كاستجابة طارئة للوضع الإنساني الراهن.
وبين الدكتور الأنصاري، أن المساعدات تضمنت مستلزمات إيواء ومولدات كهرباء ومواد غذائية وإغاثية ومواد طبية، مقدمة من اللجنة الدائمة لأعمال الإنقاذ والإغاثة والمساعدات الإنسانية في المناطق المنكوبة بالدول الشقيقة والصديقة، وصندوق قطر للتنمية، والهلال الأحمر القطري، وقطر الخيرية، ليصل إجمالي المساعدات القطرية للمتضررين 267 طنا.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر على هامش اجتماعات الجمعیة العامة للأمم المتحدة رئیس مجلس الوزراء وزیر الخارجیة المتحدث الرسمی لوزارة الخارجیة وزیر الدولة للشؤون الخارجیة الخارجیة والتعاون والاجتماع الوزاری التنمیة المستدامة الدکتور الأنصاری بوزارة الخارجیة التعاون الدولی سعادة الدکتور وسعادة السیدة الأمم المتحدة لوزراء خارجیة من الاجتماعات وسعادة السید سعادة السیدة الشرق الأوسط مجلس التعاون وزیر خارجیة سعادة السید واجتماع مع فی عدد من دولة قطر محمد بن
إقرأ أيضاً:
ما جدوى مجلس الأمن الدولي؟
مع مطلع 2025، التحقت الصومال وباكستان وبنما والدنمارك واليونان بتشكيلة مجلس الأمن الدولي، كأعضاء غير دائمين، وهي صفة دبلوماسية وتنظيمية تثير مجددا التساؤل حول الجدوى العملية من وجود هذه الهيئة في ضمان السلم العالمي، خاصة عند ما يتعارض مع مصالح أصحاب “الفيتو” التاريخيين؟
ولا شكّ أن الجواب الموضوعي سيجعل تلك “العضوية غير الدائمة” مجرد حضور سياسي وأخلاقي لمثل تلك الدول في قلب لعبة دوليّة يديرها الكبار على حساب باقي الشعوب والأمم.
ينبغي التذكير بأن تشكيلة مجلس الأمن المنبثقة عن نتائج الحرب العالمية الثانية كرست بشكل مطلق هيمنة القوى المنتصرة، على حساب كل الشعوب والدول الأخرى، بينما ظلت المواثيق الأممية الصادرة عن الهيئة منذ 1945 مجرد خطابات ومبادئ أخلاقيّة غير ملزمة، يمكن توظيفها أحيانا بصفتها مبررات قانونيّة للتدخل الدولي للولايات المتحدة الأمريكية في أي مكان من العالم دفاعا عن مصالحها الخاصّة.
لذلك ما فتئت الجزائر، قبل وأثناء عضويتها الجديدة بمجلس الأمن منذ يناير 2024، تقود حراكا دبلوماسيّا دوليّا وقاريّا لأجل الدفع قُدمًا بمطلب إصلاح “الجهاز التنفيذي” للأمم المتحدة، كوْنه المؤسسة الفعلية في موازين القوى الأممية، ومن دونها تبقى كل القرارات والتوصيات حبرا على ورق.
في الحقيقة أن مطلب الجزائر حاليّا، وباقي الدول المتضررة من الإجحاف التاريخي المستمرّ منذ 80 عامًا لا يتعلق فقط بحق ومستوى التمثيل داخل مجلس الأمن، لأنّ الأهمّ هو تعديل آلية اتخاذ القرار، وإلاّ فلا جدوى من توسيع التمثيل القارّي والجهوي، لأنه سيظل شكليّا في ظل تمتع 5 أعضاء حصريّا بحق الاعتراض (الفيتو) على كل ما يصدر باسم المجلس.
ينبغي أن لا يغيب عن الأذهان أن الجمعية العامة للأمم المتحدة بواقعها القائم لا تعدو أن تكون برلمانًا عالميًّا، تُطرح فيها المناقشات والشكاوى، لكنها لا تملك أي إلزام قانوني أو قوة لتنفيذ قراراتها التي تبقى مرهونة بموقف مجلس الأمن، بينما قرارات هذا الأخير أيضا محكومة بـ”الفيتو” الممنوح فقط للأعضاء الدائمين.
عندما نعود إلى آلية التصويت في مجلس الأمن، نجد أنّ القضايا الإجرائية تصدر عنه بموافقة تسعة أعضاء، من ضمن الخمسة عشر، لكن في الأمور غير الإجرائية، فإنه يجب أن تكون الدول دائمة العضوية بين تلك الأصوات التسعة، ولها حقّ الاعتراض على صدور أي قرار، باستخدام “الفيتو”، بمعنى أنّنا أمام آلية تمييزية على أساس الثقل الانتخابي، تتناقض بشكل صارخ مع مبدأ المساواة في السيادة بين الدول.
من غير المستساغ إطلاقا أن تكون الصلاحيات الخطيرة في رسم العلاقات الدولية رهينة مصالح 5 دول دائمة العضوية، وبصفة خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها القوة المهيمنة على العالم.
هذا الوضع غير المنطقي سيجعل تلك الدول تتحكم عمليّا في قبول أي دولة عضوا جديدا في الأمم المتحدة (فلسطين نموذجا)، أو وقف عضوية أي دولة أخرى بإجراء منع أو قمع، أو إرجاع حقوق العضوية إلى الدولة الموقوف عضويتها.
كما أن تلك “القوى الكبرى” لها وحدها سلطة فصل أي دولة عضو تمعن في انتهاك مبادئ ميثاق المنظمة، بتوصية المجلس إلى الجمعية العامة، والعكس صحيح، وهو ما يستفيد منه الكيان الصهيوني، مثلا، من خلال الحماية الأمريكية رغم كل جرائمه ضد الإنسانية، إذ تشير الأرقام إلى أن واشنطن استخدمت حق “الفيتو” 114 مرة، من 1945 إلى نهاية 2023، من بينها 80 حالة لمنع إدانة حليفتها “إسرائيل”، و34 مرة ضد مساندة الشعب الفلسطيني.
زيادة على ذلك، يعدّ المجلس مسؤولًا عن وضع خطط لتنظيم التسلح عبر العالم، واتخاذه التدابير اللازمة لتنفيذ قرارات محكمة العدل الدوليّة، وهو ما يتجلّى حاليّا من خلال التماطل في تنفيذ أحكام “لاهاي” ضد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في غزةّ.
الولايات المتحدة الأمريكية، وشركاءها الدائمين أيضا، قد نصّبوا أنفسهم حكَما على العالم
خلاصة النظر في تلك الصلاحيات والاختصاصات، تجعلنا نجزم بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية، وشركاءها الدائمين أيضا، قد نصّبوا أنفسهم حكَما على العالم، وهم مسؤولون اليوم عن تعطيل مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأهدافها، بخلاف كل التصريحات والقرارات والاتفاقيات التي تضفي عليها الشرعية والديمقراطية، إذ لم يعد مجلس الأمن سوى جسم شرعي للسلطة التنفيذية للأعضاء الدائمين، في مواجهة أي آراء أو أوضاع قد تؤثر في مصالحهم.
وقد عبّر فرانسيس فوكوياما عام 1992 عن النظرة النخبوية السائدة في ما يتعلق بالأمم المتحدة بقوله “إنها نافعة تماما كأداة لأحادية القطب الأمريكية، ولعلها تكون بالفعل الآلية الرئيسية التي ستُمارس من خلالها أحادية القطب هذه في المستقبل”، ثمّ علّق نعوم شومسكي على ذلك قائلا: “عندما تخفق الأمم المتحدة في أن تكون أداة طيّعة للأحادية الأمريكية في مسائل ذات اهتمام نخبوي، فهي تسقط حالاً من الاعتبار”.
من هنا تبرز ضرورة الحاجة الحتميّة إلى تطوير وإصلاح الأمم المتحدة، وأهمّ جهاز فيها، وهو “مجلس الأمن”، بتحرك دولي قويّ، مثلما تسعى إليه الجزائر، لأنّ الأمر يتعلق بالمصير المشترك لأغلبية الأمم، في ظل رغبة المقاومة الواضحة من الدول الكبرى في إبقاء الوضع على ما هو عليه، بل محاربة أي طروحات أو مشاريع للإصلاح، طالما بقيت المنظمة تخدم مصالح الرأسمالية العالمية، بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.
الشروق الجزائرية