لجريدة عمان:
2025-03-15@23:54:03 GMT

على بايدن عدم تكرار أخطاء ماضي السياسات الصناعية

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

اتَّبَعت إدارة بايدن أجندة اقتصادية جديدة وطموحة ترتكز على فكرة ترى أن الاعتقاد التقليدي السائد في العقود القليلة الماضية وتحديدًا وجوب تبنّي حرية الأسواق وحرية التجارة كان غير مناسب للوفاء باحتياجات اقتصاد الولايات المتحدة.

تلك المقاربة حسب بعض النقاد منحت الأولوية للكفاءة. وكان ثمن ذلك اللامساواة وتجريف (تآكل) الصناعة والإفراط في الاعتماد على بلدان مثل الصين.

بالمقارنة حشد الرئيس بايدن أكبر برنامج استثمار حكومي في الاقتصاد الأمريكي على مدى عقود صِيغ في معظمه للتشجيع على إحياء التصنيع وبالتحديد صناعة الرقائق الإلكترونية والانتقال بقطاع الطاقة إلى الموارد المتجددة.

البيانات الأولية من وزارة الخزانة تشير إلى نجاح هذه السياسات، فالإنفاق على تشييد مرافق الصناعة تضاعف منذ نهاية عام 2021 ومعظمها خاص بالحواسيب والإلكترونيات والسلع الكهربائية.

وارتفع الإنفاق على تشييد المباني للأغراض غير السكنية عموما بنسبة 15% تقريبا منذ إجازة قانون بايدن للبنية التحتية. كما ارتفع إنفاق القطاع الخاص بحوالي ثلاثة أضعاف تقريبا مقارنة بالقطاع العام.

بكلمات أخرى: سياسات ونفقات الحكومة كانت المحفِّز للقطاع الخاص، ولم تشهد الاقتصادات المتقدمة الأخرى مثل هذه الزيادات الكبيرة في بناء الصناعة، فهي تحدث في معظمها في الولايات المتحدة.

هذه النتائج مدعاة للإعجاب، لكن الاختبار الحقيقي لهذه النفقات الفيدرالية الضخمة سيتضح في الأجل الطويل. حقا في الأجل القصير سيوجد الإنفاق الحكومي والحوافز الضريبية ازدهارا. ومن الطبيعي أن يسارع القطاع الخاص للمشاركة وعدم تفويت الفرصة، لكن هل ستوجد سياسة الإنفاق هذه بمرور الوقت مجموعة شركات وصناعات قابلة للاستدامة؟ ما الذي سيحدث عندما ينفد مال الحكومة (وهو سينفد حتما)؟

في هذا السياق يصبح إضراب نقابة عمال شركات صناعة السيارات الأمريكية (يونايتد أوتو واركرز) حالة اختبار مهمة لسياسة بايدن الاقتصادية. من جهة يستحق العمال زيادات في الأجور. فشركات السيارات تحقق أرباحا جيدة. وخصَّت إداراتُها نفسَها (طبعا) بمكافآت سخية. لكن ما يشكل مكوِّنًا رئيسيًا لخطة بايدن الاقتصادية تحويل الولاياتِ المتحدة إلى قائدة في صناعة السيارات الكهربائية والتي تعتبرها سيارات المستقبل. لجعل ذلك يحدُث تغدق الحكومة الفيدرالية المنافع على صناعتها من خفضٍ ضريبي ضخم (يصل إلى 7500 دولار) لمن يشتري سيارة كهربائية إلى عدد كبير من الدعومات المالية للبطاريات والمعادن ومحطات التعبئة.

كل هذا الدعم يجعل من الممكن لشركات صناعة السيارات تحمُّل تكاليف مرتفعة. فإنفاق الشركات الثلاث الكبرى على ساعة العمل أعلى بقدر كبير من إنفاق شركة تيسلا. والمصانع الأمريكية تدفع للعاملين في المتوسط تقريبا ما يفوق ستة أضعاف ما تدفعه المصانع في المكسيك بل وأكثر من 25% من تلك التي في اليابان.

لكن التحدي الحقيقي سيأتي من الصين التي اكتسحت سوق السيارات الكهربائية. فما يقرب من ثلثي السيارات الكهربائية في العالم يتم تصنيعها في الصين. وشركة «بي واي دي» أكبر الشركات الصينية تفوقت على تيسلا هذا العام لتصبح أكبر بائعة للسيارات الكهربائية في العالم.

شركات السيارات الأمريكية محمية من المنافسة الصينية. فدونالد ترامب فرض رسما جمركيا بنسبة 27.5% على المستهلكين الأمريكيين تسديده إذا رغبوا في شراء سيارات من الصين. وأسس ذلك على سياسات حمائية كانت تعني تكاليف أعلى ووظائف أقل في أمريكا.

ففي الأجل الطويل تحبس هذه الرسوم الجمركية شركات السيارات الأمريكية داخل «فقاعةِ» تكاليفِها المرتفعة وتشكل سياجا يحميها من ضغوطات السوق. وسرعان ما ستهيمن السيارات الصينية في أجزاء كبيرة من العالم وحتى في أوروبا التي لا تتعدى رسومها الجمركية على السيارات 10% (حتى الآن).

وكما أشار جريج ايب كبير معلقي الاقتصاد بصحيفة وول ستريت جورنال الحكايةُ الحقيقية للصناعة الأمريكية هي ركود الإنتاجية. فقد زادت كمية الإنتاج في الساعة الواحدة بنسبة 0.2% فقط في المتوسط سنويا منذ عام 2009. وهذا المعدل أقل كثيرا من المتوسط في تايوان الذي بلغ 4% في العام. لكنه أيضا يتخلف كثيرا عن بريطانيا وألمانيا وكوريا الجنوبية وفرنسا وإيطاليا. وانهارت الإنتاجية في قطاع السيارات. فقد هبطت بنسبة 32% منذ عام 2012 حتى العام الماضي رغم تنبيه جريج ايب بأن ذلك ربما يشمل الاختلالات المرتبطة بالجائحة.

أحرز فريق بايدن الاقتصادي نقاطا عديدة، فالزيادة الضخمة في الإنفاق على البنية التحتية تأخرت كثيرا عن وقتها المناسب، وتمويل الأبحاث يزداد الآن في بعض المجالات (رغم أنه لا يزال منخفضا بالمقاييس التاريخية)، ومن المعقول دعم الرقائق الإلكترونية وهي صناعة بالغة الأهمية.

لكن السعي الأوسع نطاقًا لإحياء الصناعة سيشكل تحديا، فبلدان مثل اليابان وألمانيا وفرنسا بذلت كلها مثل هذه الجهود. ومع ذلك تدني التصنيع خلال العقود الماضية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي بمعدل مطَّرد في كل هذه البلدان. وفي الولايات المتحدة تراجع إلى 11% من الناتج المحلي الإجمالي وحوالي 8% من التوظيف.

عكف باحثان هما جاري هوفباور ويجين يونج على دراسة السياسة الصناعية الأمريكية على مدى 50 عاما وتوصلا إلى أن الجهود الأكثر نجاحًا وإلى حد بعيد كانت تلك التي موَّلت الأبحاث الأساسية والتطبيقية وفتحت الأسواق للسلع الأمريكية.

لقد ثبت فشل العديد من الجهود التي بذلت لتعزيز صناعات محددة أو فرض حواجز تجارية. واتضح أن ذلك الفشل كان مكلفا.

وفيما تعكف إدارة بايدن على تطبيق هذه الخطط الطموحة ستُحسِن صُنعًا إذا تذكرت هذا الماضي وعملت على ألا يُحكَم عليها بتكراره.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

3 أخطاء شائعة عن سماع صافرة في الكمبيوتر .. تعرف عليها

يعد سماع صافرة أو صوت غير طبيعي صادر من جهاز الكمبيوتر أمرا مقلقل للكثير من المستخدمين، هذا الصوت عادة ما يكون تنبيها إلى مشكلة معينة داخل الجهاز.

ومع ذلك، هناك بعض الأخصاء الشائعة التي قد يخطئ فيها البعض عند محاولة تشخيص المشكلة بناء على هذه الصافرة، في هذه المقالة سنتناول أهم 3 أخطاء شائعة يواجهها المستخدمون عندما يسمعون صافرة من جهاز الكمبيوتر وكيفية تجنبها وإصلاحها.

خطوة بخطوة.. إزاى تربط موبايلك بالكمبيوتر وتنقل البيانات بسهولة؟أسباب سماع صفارة متقطعة في الكمبيوتر وطرق حل المشكلةما هو صفير الكمبيوتر؟

عادة ما تصدر أجهزة الكمبيوتر صفيرا كإشارة صوت من عندما يتم تشغيله لأول مرة، مما يعني أنه تم تشغيله بنجاح، ولكن قد تعني سلسلة من الصفير أن هناك خطأ ما في جهاز الكمبيوتر، يقوم موقع خطأ على الجهاز بإعطاء صوت صفير مما قد يساعد المستخدم على إصلاحه.

صوت الصافرة التي قد تصدر عادة من جهاز الكمبيوتر، ليس مؤشرا على مشكلة في النظام، بل هو في الغالب تنبيها لمشكلة تتعلق بالمكونات الداخلية بالجهاز، قد تتضمن الاخطاء التي قد تسبب صفير في الكمبيوتر:

- فشل بطارية اللوحة الأم.
- خطأ مروحة وحدة المعالجة المركزية.
- خطأ وحدة المعالجة المركزية.
- خلل في الرامات.
- خلل في بطاقة PCIE، GPU، بطاقة الشبكة.
- خطأ إمداد الطاقة.
- تكوين BIOS غير لائق.
- تلف البرامج الثابتة BIOS أو UEFI.

أخطاء شائعة عن سماع صافرة في الكمبيوتر1. إهمال فحص الذاكرة العشوائية رام:

من بين أبرز الأسباب الشائعة لسماع صافرة في الكمبيوتر، هي وجود مشكلة في الذاكرة العشوائية رام، ففي حال كانت مثبتة بشكل جيد أو بها تلف، قد تحدث إشارات تنبيه عبر الصافرة، لذا يجب أن تتأكد بأن الرامات مثبتة جيدا في اللوحة الأم.

2. الاعتقاد بأن المشكلة في نظام التشغيل أو البرامج:

أحد الأخطاء الشائعة التي قد يقع فيها الكثير من المستخدمين هو افتراض أن صافرة الكمبيوتر ناتجة عن وجود مشكلة في نظام التشغيل أو أحد البرامج الثابتة، ولكنه في الواقع قد يكون ناتجا عن خلل في الهاردوير، لذلك يجب عليك أولا التحقق من الحالة المادية لمكونات الجهاز مثل بطاقة الرسومات أو المعالج أو الرمات.


3. عدم الانتباه لارتفاع درجة حرارة المعالج:

أحد الأخطاء الشائعة التي قد يرتكبها المستخدمون عند سماع صوت الصافرة هو تجاهل مشكلة ارتفاع درجة حرارة المعالج منيجة عدم كفاءة مروحة التبريد أو تراكم الغبار داخل الجهاز، لذا قم بتنظيف المروحة وفتحات التهوية من الغبار.

مقالات مشابهة

  • رسميا: صنعاء تكشف عن الخسائر التي خلفتها الغارات الأمريكية اليوم
  • هل الدراما اليمنية مجرد تكرار مُمل أم انعكاس حقيقي للواقع؟ 
  • فانس: ماسك ارتكب "أخطاء" في عملية تسريح الموظفين
  • هل يمكن تكرار العمرة في السفر الواحد؟.. مفتي الجمهورية يوضح| فيديو
  • مجلس الأمن القومي السوري هيئة لتنسيق السياسات الأمنية
  • جنوب أفريقيا تدخل سباق صناعة السيارات الكهربائية
  • 3 أخطاء شائعة عن سماع صافرة في الكمبيوتر .. تعرف عليها
  • «الداخلية»: ضبط 7 متسولات ومحاسبة كفلائهن من شركات وأفراد لمنع تكرار هذه الظاهرة
  • أيمن يونس: حال وجود أخطاء في أزمة القمة فليست من الزمالك
  • أيمن يونس: إذا كانت هناك أخطاء في أزمة القمة فهي ليست من الزمالك