ظل السؤال حول من أشعل حرب 15 ابريل في السودان وكيف يمكن أن تحسم؟، يجد إجابات مختلفة منذ اندلاع المعارك وحتى اليوم، استناداً على المنصة التي تنطلق منها الإجابة، وانسحب ذات الأمر على رؤى المواطنين في الشارع العام.

التغيير- استطلاع: عبد الله برير

مع دخول الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، شهرها السادس، تضاعفت معاناة السودانيين وبات إيقاف المعارك والاشتباكات مطلباً ضرورياً بعد فقدان الكثير من الأرواح والممتلكات.


وبعد تطاول أمد الصراع ازداد الحديث في أوساط الناس بشأن هوية المتسبب في الحرب والطريقة الأمثل لوقفها سواء عن طريق الحل العسكري او عن طريق المفاوضات.
وتبودلت في الفترة الفائتة الاتهامات بين فريقي العسكر وقوى الحرية والتغيير وعناصر النظام البائد بشأن المسؤول عن إشعال نيران الصراع في 15 ابريل الماضي.
«التغيير» أجرت استطلاعا مع شريحة من المواطنين السودانيين حول شقين يتساءل الشق الأول منهما عن الآلية الأفضل لوقف الحرب؛ عن طريق حسم الصراع عسكرياً أو عبر السبل السلمية بواسطة المفاوضات.
غيما يتعلق الجزء الثاني من الاستطلاع بالسؤال عن هوية المتسبب في ما آل إليه حال البلاد من اقتتال مستمر.
وبطبيعة الحال تباينت آراء المستطلعين ما بين مؤيد ومعارض، واتهم كل منهم طرفاً بعينه، فيما اتفق الجميع حول ضرورة وقف الحرب لإيقاف نزيف الدم وإزهاق الأرواح وفقدان المنازل والممتلكات والمؤسسات.

لعب سياسة

ومثلما جنح البعض إلى إبعاد الطرفين المتسببين في الأزمة “الجيش والدعم السريع” عن تهمة إشعال الصراع، باتهام طرف ثالث أو وضع قوى الحرية والتغيير في خانة الاتهام، مضت آراء البعض في هذا الاتجاه، على اعتبار أن إشعال الحرب كان جزءاً من لعبة سياسية.
واتهم عثمان وني وهو مهندس ميكانيكي، قوى الحرية والتغيير بصورة مباشرة، باستخدام قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” لمصلحتها الخاصة، وقال لـ(التغيير) إنهم “لعبوا به سياسة” وقادوه إلى الحرب.
واعتبر وني أن حميدتي فضل أن يتسلق عبر السياسيين ومن ثم ينقلب عليهم بمثل ما فعل في انقلاب 25 اكتوبر 2021م.
الجميع
وفي منحى مقارب، حمل كثيرون المكون العسكري بأطرافه المختلفة والقوى السياسية وكل الفاعلين في الساحة مسؤولية انزلاق السودان إلى ما هو فيه الآن، لكنهم اختلفوا بشأن كيفية حسم الصراع، ما بين تواصل العمل العسكري أو الذهاب للحوار والتفاوض.
زاعتبر أبو بكر محمد حسن- وهو طالب جامعي- أن جميع من في المشهد مسؤولون عن إشعال هذه الحرب.
وقال أبو بكر لـ(التغيير): المسؤول هو حميدتي وقوى الحرية والتغيير والبرهان. واضاف: قائد الجيش هو من تهاون في حسم الدعم السريع وساعد في تمدده وقام بحل هيئة العمليات.
ورأى محمد حسن أن تستمر الحرب حتى استسلام قوات الدعم السريع.
وقريباً من هذا الرأي يعتقد مازن- طالب جامعي أيضاً- أن المكون العسكري والسياسيين هم جميعاً السبب في إشعال الصراع.
لكن مازن، أكد أن الطريقة الوحيدة لإسكات صوت البنادق هي مفاوضات السلام وصولاً إلى حلٍ مرضٍ.
النظام البائد
أما وليد مكين- خريج- فاتهم عناصر النظام البائد مباشرة بإشعال الحرب، وقال إن قوات الدعم السريع دمرت الأخضر واليابس- على حد تعبيره.
وأضاف لـ(التغيير): أنا مع رأي مواصلة الحسم العسكري حتى تتم إبادة “المتمردين”.
غير أن ناهد يوسف- موظفة- أكدت أن الحل الوحيد لإيقاف الحرب هو مفاوضات السلام.
وقالت لـ(التغيير): لو كان الخيار العسكري ناجحاً لما استمرت حرب سوريا حتى يومنا هذا.
فيما قال المواطن مهند شرف الدين، إن المسؤول الأول عن الحرب هو المؤتمر الوطني (النظام البائد).
واضاف لـ(التغيير): الحرب نتنة لا خير فيها والحوار هو الحل الأمثل للازمة السودانية.

مسؤولية الجيش

وبنظر كثيرين، يعتبر الجيش هو صاحب القدر الأكبر من المسؤولية فيما آلت إليه أحوال البلاد، وأنه المنوط به وضع حد للأزمة.
ويقول الصحفي حسام حامد لـ(التغيير)، إن الجيش من واجبه المهني حماية الدولة من أيّ خطر مُحدق، ويرى أن تمسك الجيش بخيار عدم التفاوض مع الدعم السريع على حل سلمي يعفي البلد من التوجه إلى الحرب يعُد تقصيراً عن مهمته الأساسية “حماية الدولة من كل خطر محتمل”..
وأضاف: لأشهر عديدة فشل الطرفان في الاتفاق وذلك الفشل يتحمل وزره الجيش الذي كان عليه التصرف بعقلانية وليس التعنت والتمسك بالسلطة عقب الانقلاب على الحكومة المدنية.
وتابع: من ضمن مهام الجيش (الاستراتيجية) فهل من الاستراتيجية والتخطيط في شئ جر البلد بهشاشته المعروفة إلى قتال غير مأمون العواقب؟!

الحسم العسكري

وأخيراً اختار عثمان عبد الله- وهو مدير مدرسة- خيار الحسم العسكري ضد قوات الدعم السريع. وقال لـ(التغيير): “الخيار الثاني هو استسلام المتمردين بعد حسمهم ليكونوا عظة وعبرة لغيرهم من الحركات المسلحة”.
على كلٍ، قد لا تعبر هذه الشريحة من الآراء عن كل ما يدور بين المواطنين السودانيين ورؤاهم لما يجري في الساحة حالياً من حرب وشد وجذب واستقطاب حاد لمصلحة أطراف الصراع، لكنها بالتأكيد تحدد الملامح الرئيسية لرؤية الشارع السوداني تجاه مسؤولية إشعال حرب 15 ابريل وكيفية وكيفية إيقافها.

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحریة والتغییر النظام البائد الدعم السریع لـ التغییر

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. والي الخرطوم المعين بواسطة الدعم السريع يحرض على قصف المدنيين ويهدد بارتكاب جرائم ضد اثنيات قبلية معينة في السودان

تاق برس – في فيديو مروع تم بثه عبر “البث المشترك المتعدد” على تيك توك، ظهر القيادي في الدعم السريع إبراهيم بقال سراج، والي الخرطوم المعين من قبل قوات الدعم السريع، وهو يدعو علنًا إلى قصف المناطق المدنية واستهداف جماعات إثنية بعينها.

 

واعتبر البعض الخطاب التحريضي، يكشف عن الكراهية العميقة والأجندة العنيفة التي تتبناها الدعم السريع ضد المدنيين الأبرياء.

 

Shocking Video: Khartoum Governor Appointed by the Rapid Support Militia Incites Systematic Crimes Against Civilians

In a shocking video published on TikTok using the "multi-guest" feature, Ibrahim Baggal Siraj, the Khartoum Governor appointed by the Rapid Support Militia… pic.twitter.com/Y12V1dK2ga

— Sudanese Echo (@SudaneseEcho) December 22, 2024

في الفيديو، دعا بقال بلا تردد إلى ارتكاب الفظائع، بما في ذلك قصف الأسواق والمساجد والمدارس، وليس مطار عطبرة أو غيره وإنما المدنيين في اي مكان بينما يطلق خطابات كراهية ضد مجموعات إثنية بأكملها، خصوصًا قبيلة الشايقية والشماليين. ويرفض أي فكرة عن أن هناك مدنيين بريئين.

 

 

مؤكدًا أن جميع الشماليين والشايقية “سيئون” ويجب استهدافهم.

يظهر في الفيديو أيضًا عبد المنعم الربيع، وهو من الناشطين الداعمين المعروفين لمليشيا الدعم السريع، والذي يحاول تخفيف حدة الخطاب محذرًا بقال بقوله “اهدأ.” ومع ذلك، يصر بقال على موقفه، مشددًا: “لن أهدأ. لا مجاملة بعد اليوم.”

إبراهيم بقالالدعم السريعقصف المدنيين

مقالات مشابهة

  • اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم ودارفور
  • الحركة الشعبية والدعم السريع- رؤى متضاربة وصراع المصير
  • الجيش السوداني يعلن مقتل العشرات من «قوات الدعم السريع»
  • النائب العام : سنصدر أحكام غيابية لمتهمين يتبعون لمليشيا الدعم السريع متواجدين في ( 6) دول
  • البرهان يطالب الأمم المتحدة بموقف حاسم حيال الدول المساندة لـ الدعم السريع
  • السودان..« قوات الدعم السريع» تسيطر على قاعدة عسكرية في دارفور
  • محكمة جنايات كرري تصدر حكما بالإعدام شنقا لمتعاونة مع الدعم السريع وإثارة الحرب ضد الدولة
  • ماذا تعني سيطرة الجيش على أكبر قواعد الدعم السريع بدارفور؟
  • قوات الدعم السريع السوداني يسيطر على قاعدة عسكرية شمال دارفور
  • بالفيديو.. والي الخرطوم المعين بواسطة الدعم السريع يحرض على قصف المدنيين ويهدد بارتكاب جرائم ضد اثنيات قبلية معينة في السودان