هذا هو الجفاء ليس فقط بالسهو عن الصلاة والسلام على النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى كل وقت وكل حين وأى مكان وخاصة فى ذكرى مولده.. ولكن من الحكمة أن يقتصر الاحتفال بهذا الحدث الجليل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحلوى واستدعاء أصحاب الموالد والمواويل وراقص التنورة.. علاوة على عادات العروسة والحصان دون أن نتعلم.
لقد أصبح التفرغ للخلاف حول الاحتفال بالمولد النبوى حلال أم بدعة وحرام أمورا نظل عاكفين عليها سنويا فى تلك الذكرى العطرة.. تلك الذكرى التى لم تترك لنا أثرًا سوى على البطون وراحة النفس بالمواويل، ولكن الآن ما هو المطلوب فى تلك الذكرى العطرة؟
مطلوب أن نترك الخلاف فى تلك المناسبة حتى لا تذهب ريحنا ونزداد ضعفا على ضعف.
إنها فرصة للزيارات وصلة الرحم وعقد دروس العلم وتدارس سيرة النبى صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه والتعلم منهم. الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ بالعلم والأخذ بسنته صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه ليل نهار، والتطيب بذكر أفعاله والأخذ بها.. هكذا يكون الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، لابد وأن يكون الاحتفال التعلم من سيرته، والتوقف عن التبديع، فمن أراد الاحتفال بالحلوى فليحتفل ومن أراد تركها فلا يبدع غيره.. ربما تلك الذكرى العطرة تفتح قلوبنا فى أن يتوقف بعضنا عن ظلم البعض حيث يغفر الله الذنوب جميعا ولكن عند المظالم لابد أن يغفر المظلوم لمن ظلمه.. وتلك المناسبة العطرة ربما تكون فرصة أن يتوجه كل من أساء إلى غيره بالاعتذار، إنها فرصة عظيمة لإرضاء الله ورسوله وأجمل وأطيب احتفال بتلك الذكرى العطرة.
نعم فرصة أن ينهى كل ظالم مظلمته وأن يعقد العهد على ألا يعود إلى ظلم أخيه، حيث لابد من تحذيرِ الظالم قبل فوات الأوان، وقبل أن يدركه الموت.
ففى الصَّحيحَينِ من حَديثِ أبى قَتادَةَ الأنصاريِّ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال عن موتِ أمثالِ هؤلاءِ: «يَستريحُ منه العبادُ والبِلادُ والشَّجرُ والدَّوابُّ».
وتبقى أجمل هدية نهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى يوم مولده أو فى تلك الذكرى العطرة أن ننهى كل الخصومات والمظالم، ولا يظن بعض العباد أنهم معصومون عن الظلم فمجرد عبثك فى وجه أخيك دون داع هو ظلم ومجرد عتاب الزوجة زوجها على أتفه الأسباب هو ظلم.. أشياء كثيرة نظن أنها من المبيحات نفعلها يوميا فى حق العباد وهى مظالم لا تغتفر كونها لا تمحى إلا بعفو المظلوم. واجعل دعاءك دائما عند النصيحة: اللهم لا تجعلنى جسرا يعبر به إلى الجنة ثم يلقى فى نار جهنم، اللهم إنى أعوذ بك أن أذكرهم بك وأنساك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صكوك الاحتفال بالمولد النبوي صلى الله علیه وسلم فى تلک
إقرأ أيضاً:
الإفتاء: من المستحب زيارة الأقارب والأرحام والأصدقاء
قالت دار الإفتاء المصرية إن من المستحبّ شرعًا أن يزور الإنسان الأقارب والأرحام والأصدقاء، وأن يجاملهم في أفراحهم، ويواسيهم في أحزانهم، ويقف بجوارهم أثناء مرضهم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ، بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ» "صحيح مسلم".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن عَادَ مَرِيضًا أَو زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللهِ نَادَاهُ مُنَادٍ: أَن طِبتَ وَطَابَ مَمشَاكَ وَتَبَوَّأتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنزِلًا» "سنن الترمذي".
وزيارة الأقارب والأصدقاء مستحبة ما لم يُفْرِط الإنسان فيها؛ حتى لا يملّ أهل البيت من الزائر؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «زُر غِبًّا، تَزدَد حُبًّا» "المعجم الأوسط"، فالمراد من الحديث أنَّ الإقلال من الزيارة يجعل النفس تشتاق لرؤية الشخص ومقابلته والجلوس معه.
ومن المقرر شرعًا أنَّ صلة الرحم ليست مكافأة على معروف، ولا جزاء على إحسان، وإنَّما هي واجب ديني وإنساني حثت عليه الشرعية الإسلامية.
وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [فصلت: 33- 34].
ويقول صلوات الله وسلامه عليه سيدنا محمد: «لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا» رواه البخاري.
وورد في "صحيح مسلم" جاء رجل إلى رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فقال: "يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ.." فامتدحه صلوات الله وسلامه عليه وحثه على التزامه وعدم العدول عنه، وفي "صحيح ابن حبان": «ومَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَجَلِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».
وقد أمر الله سبحانه وتعالى بطاعة الوالدين؛ قال تعالى: ﴿ ۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)﴾ [الإسراء: 23.
وورد عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» رواه الترمذي في "سننه" واللفظ له، والإمام أحمد في "مسنده"، ومعنى التوقير المأمور به في هذا الحديث الشريف أن يُعطيَ الإنسان لِذَوِي الشرف والمنزلة حقَّهم؛ بما يتناسب مع أقدَارِهم، سواء كان هذا الشرف وتلك المكانة لنحو سِنٍّ أو عِلمٍ أو غير ذلك.