باريس"أ.ف.ب ": رأت الوكالة الدولية للطاقة اليوم الثلاثاء أن على كل الدول الغنية وتلك النامية تسريع وتيرة تحقيق الحياد الكربوني الطموحة أساسا، مشددة على أن ازدهار "مصادر الطاقة النظيفة" يشكل الضمانة الرئيسية للمحافظة على الأهداف المناخية.

ورأت الوكالة في تحديث لخارطة الطريق حول الحياد الكربوني إن هذا التسريع يقوم على تقديم موعد تحقيق الحياد الكربوني في غالبية الدولة المتطورة، خمس سنوات إلى العام 2045 مشددة على أن ذلك ضروري لحصر الاحترار المناخي بـ 1.

5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الحقبة الصناعية.

ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة واليابان.

في المقابل رأت الوكالة التابعة لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أن على الصين أن تسرع تحقيق هذا الهدف بعشر سنوات ليصبح واقعا في 2050.

ورأت الوكالة أن "العالم قد أخر لفترة طويلة اتخاذ القرار لتجنب الخيارات الصعبة".

وشددت على أن "قطاع الطاقة يتطور أسرع مما يظن كثيرون لكن لا يزال أمامنا عمل كثير والوقت يداهم" داعية الدول إلى تسريع جهودها وتعزيز سياساتها العامة لاحتواء الاحترار العالمي ب1,5 درجة مئوية مقارنة بحقبة ما قبل الثورة الصناعية.

وأتى تقريرها قبل أسابيع من مفاوضات حاسمة خلال مؤتمر الأطراف حول تغير المناخ (كوب28) في دبي حيث يتوقع أن يكون مستقبل مصادر الطاقة الأحفورية محور نقاشات حادة.

ويشكل تقريرها تحديثا لخارطة الطريق للحياد الكربوني في 2050 المعروفة باسم "Net Zero Roadmap". وقد كان لنشر هذه الوثيقة في العام 2021 وقع كبير بدعوتها العالم إلى التخلي "فورا" عن أي مشروع نفطي أو غازي جديد.

وبعد سنتين على صدور الوثيقة، ما الذي تحقق؟ سجل تقدم على أصعدة عدة كما يشهد على ذلك الازدهار السريع للطاقة الشمسية وانتشار السيارات الكهربائية ما يسمح للوكالة الدولية للطاقة بالقول إن أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ طموحا، لا يزال في متناول اليد.

لكن في السنتين الأخيرتين "بقيت انبعاثات قطاع الطاقة مرتفعة وبلغت مستوى قياسيا قدره 37 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في 2022" أي أعلى بنسبة 1 % مقارنة بالعام 2019 على ما أكدت الوكالة.

وتابعت أن "الطريق باتجاه (هدف) حصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية تقلص في السنتين الأخيرتين لكن نمو تكنولوجيا الطاقة النظيفة يترك هذا الطريق مفتوحا".

وأكدت الوكالة أن "تطوير مصادر الطاقة النظيفة هو العامل الرئيسي وراء تراجع الطلب على مصادر الطاقة الأحفورية بنسبة تزيد عن 25 % خلال العقد الحالي" وسيؤدي ازدهارها كذلك إلى تراجع في انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في مجال الطاقة بنسبة 35 % بحلول 2030.

وعلقت لورانس توبيانا رئيسة المؤسسة الأوروبية للمناخ على التقرير بقولها "مع اقتراب موعد انعقاد كوب28، آخر البيانات العلمية لا لبس فيها: شارفت حقبة الطاقة الأحفورية على نهايتها".

وكانت الوكالة الدولية للطاقة أكدت أن ذروة الطلب على كل أنواع الطاقة الأحفورية من نفط وغاز وفحم ستبلغ ذروتها وتبدأ بالتراجع "في السنوات المقبلة" بفضل الزيادة في مصادر الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية.

وشددت الوكالة على أن ذلك "مشجع لكنه غير كاف لتحقيق هدف حصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية" موضحة أن على "كل الدول تقريبا، تقديم موعد تحقيق الحياد الكربوني".

وأكدت ان "تأخيرا حتى لو كان طفيفا" عن الالتزامات الراهنة لخفض الانبعاثات "سيؤدي إلى احترار عالمي يتجاوز 1.5 درجة مئوية على مدى خمسين عاما تقريبا" فيما حذر تقرير للأمم المتحدة قبل فترة قصيرة من أن أهداف اتفاق باريس للمناخ مهددة بسبب طموحات الدول المتواضعة.

وحتى مع الاحترار الحالي البالغ 1,2 درجة مئوية تقريبا مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية، بدأ العالم يشهد ارتفاعا كبيرا في وتيرة الكوارث المناخية المدمرة التي تضرب خصوصا الفئات الضعيفة بقوة.

ورأت الوكالة كذلك أن التأخر في تحقيق الطموحات سيدفع الدول إلى اللجوء أكثر إلى تقنيات التقاط الكربون وتخزينه "المكلفة" و "التي لم تثبت جدواها على نطاق واسع" داعمة بذلك الانتقادات المتنامية لهذه التكنولوجيا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدولیة للطاقة الطاقة النظیفة مصادر الطاقة درجة مئویة على أن

إقرأ أيضاً:

بسبب قصف شبكات الكهرباء..غروسي يحذر من خطر حادث نووي في أوكرانيا

زار رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محطة لتوزيع الكهرباء بعد وصوله إلى كييف، اليوم الثلاثاء، وحذر من خطر حادث نووي بسبب الهجمات على شبكة الكهرباء في أوكرانيا أو تعطل الإمدادات.

وقال غروسي عبر إكس: "أنا في محطة كييفسكا للكهرباء، وهي جزء مهم من شبكة الطاقة في أوكرانيا وضروري للسلامة النووية". وقال "قد يقع حادث نووي نتيجة هجوم مباشر على محطة أو بسبب انقطاع إمدادات الطاقة أيضاً".

I’m at Kyivska electrical substation—an important part of Ukraine’s power grid essential for nuclear safety.
A nuclear accident can result from a direct attack on a plant, but also from power supply disruption. @IAEAorg is here to assess impact, support, & help prevent that risk. pic.twitter.com/Kd29wKVNhn

— Rafael MarianoGrossi (@rafaelmgrossi) February 4, 2025 ونشر غروسي صوره وهو يزور المحطة برفقة وزير الطاقة هيرمان هالوشينكو الذي أطلعه على ما بدا أنها دفاعات في مواجهة الضربات الروسية.
وخلال غزوها لأوكرانيا منذ ثلاثة أعوام، دأبت روسيا بانتظام على قصف منشآت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، ومن بينها محطات طاقة، لكنها تجنبت الضربات المباشرة لمحطات الطاقة النووية هناك.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان، منذ أيام، إن غروسي سيزور كييف لعقد اجتماعات رفيعة المستوى لضمان السلامة النووية خلال الحرب التي بدأتها روسيا بغزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وأضاف غروسي في منشوره "زيادة هشاشة شبكة الكهرباء تشكل خطورة متنامية على جميع محطات الطاقة النووية".

مقالات مشابهة

  • وزير البترول: توقيع اتفاقيات مهمة بين مصر وقبرص في «إيجبس 2025»
  • "إيجبس 2025".. مصر تسعى لتشكيل مستقبل آمن ومستدام للطاقة بالتعاون الدولي
  • الدمام 13 مئوية.. بيان بدرجات الحرارة الصغرى على بعض مدن المملكة
  • تصل لـ6 مئوية بهذه المناطق.. الأرصاد تكشف درجات الحرارة اليوم الخميس
  • الدمام 12 مئوية.. بيان بدرجات الحرارة الصغرى على بعض مدن المملكة
  • طريف 2 مئوية.. 4 أماكن تسجل أقل درجات الحرارة في المملكة
  • غدًا.. وزير البترول يعقد مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن فعاليات مؤتمر مصر الدولي للطاقة
  • «معلومات الوزراء»: التكيفات مسؤولة عن 50% من أحمال الكهرباء في القاهرة صيفا
  • بعد الشروع في إغلاقها.. ماذا تعرف عن إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID
  • بسبب قصف شبكات الكهرباء..غروسي يحذر من خطر حادث نووي في أوكرانيا