عواصم " وكالات": توعد الكرملين اليوم الثلاثاء بأن دبابات أبرامز الأميركية التي تم تسليمها إلى كييف "ستحترق"، مؤكدا أن وصولها إلى ساحة المعركة "لن يغير ميزان القوى" بين الجيشين الروسي والأوكراني.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين "كل هذا لا يمكنه أن يؤثر بأي طريقة على جوهر هذه العملية العسكرية الخاصة، ونتيجتها".

وأكد بيسكوف "لا يوجد علاج سحري ولا سلاح يمكنه تغيير ميزان القوى في ساحة المعركة".

وكرر بيسكوف أن دبابات أبرامز "ستحترق هي الأخرى".

وعدت الولايات المتحدة بتسليم أوكرانيا 31 دبابة من طراز أبرامز، مزودة بذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضب بعيار 120 ملم.

وهذه الذخائر مضادة للدروع لكنها أيضًا مثيرة للجدل بسبب مخاطرها السامة على الجيش والسكان.

وتشنّ أوكرانيا مدعومةً بشحنات الأسلحة الغربية، هجوماً مضاداً واسع النطاق في جنوب البلاد وشرقها منذ مطلع يونيو لاستعادة أراضٍ من القوات الروسية.

واصطدم هجومها لفترة طويلة بالخطوط الروسية الشديدة التحصين، وسمح حتى الآن باستعادة عدد قليل من القرى المدمرة فقط، لكن يبدو أنه يشهد تسارعاً في الأسابيع الأخيرة.

وعلى الارض، قصفت مسيّرة أوكرانية اليوم الثلاثاء محطة كهرباء فرعية في منطقة كورسك الروسية، ما أدّى إلى انقطاع الكهرباء عن سبع بلدات، على ما أكّد حاكم المنطقة الحدودية، في ضربة مماثلة للضربات الروسية على منشآت في أوكرانيا.

وكتب حاكم منطقة كورسك رومان ستاروفويت على تلغرام "خلال فترة الصباح، أسقطت مسيّرة أوكرانية عبوة ناسفة على محطة كهرباء فرعية في قرية سناغوست في منطقة كورينيفسكي. انقطع التيار الكهربائي عن سبع بلدات".

وتبعد قرية سناغوست نحو 15 كيلومترًا عن الحدود مع أوكرانيا.

وأضاف ستاروفويت "لم يُصب أيّ من السكان"، مشيرًا إلى أن الفرق المختصة تعمل على إعادة التيار الكهربائي.

في الشتاء الماضي، شنّت روسيا هجمات على منشآت حيوية، حارمةً بشكل منتظم ومتعمّد ملايين الأوكرانيين من التدفئة والمياه والكهرباء.

من جهتها، هاجمت أوكرانيا بمسيّرات أهدافًا في الأراضي الروسية في إطار هجومها المضاد لاستعادة أراضيها التي تسيطر عليها روسيا، غير أنها لم تتحدّث عمّا إذا كانت تنوي استهداف منشآت شبكة الكهرباء في روسيا.

من جهته، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف "نرى أن هذه الممارسة المتمثّلة في الضربات بالمسيّرات على منشآت مدنية تستمرّ"، مؤكدًا "تحييد" غالبيتها.

الى ذلك، أعلنت السلطات الروسية صباح اليوم أنّ شبه جزيرة القرم تعرّضت لهجوم صاروخي، مؤكّدة أنّ الدفاعات الجوية الروسية أسقطت صاروخاً.

وقال الحاكم المعيّن من روسيا في سيفاستوبول التابعة للقرم ميخائيل رازفوجاييف عبر تطبيق تلغرام إنّ "قواتنا تتصدّى لهجوم صاروخي. وفق البيانات الأولية، أسقطت الدفاعات الجوية صاروخاً قرب قاعدة بيلبك الجوية. العمل متواصل".

تستهدف أوكرانيا القرم منذ بدأت العملية العسكرية الروسية ضدها، لكن تم تكثيف الهجمات على المنشآت العسكرية فيها مؤخرا في وقت تتعهّد كييف استعادة شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو عام 2014.

وزادت مؤخّراً وتيرة الهجمات على الأراضي الروسية بعدما كانت نادرة في بداية العملية العسكرية. وتعلن كييف بشكل متزايد مسؤوليتها عن هذه الهجمات.

الجيش الأوكراني يؤكد أن 38 مسيّرة روسية

من جهته، أفاد الجيش الأوكراني اليوم الثلاثاء أن روسيا هاجمت أوكرانيا ليلا بواسطة 38 مسيّرة مؤكدا إسقاط 26 من هذه الطائرات.

وكانت منطقة أوديسا من بين المواقع المستهدفة ليلا ولا سيما مرفأ إزماييل.

وكتب حاكم المنطقة أوليغ كيبر عبر تلغرام أن الهجوم دام ساعتين مؤكدا اسقاط "غالبية المسيّرات".

وأوضح "للأسف أصيبت المنشآت المرفئية في منطقة إزماييل" مشيرا إلى إصابة سائقي شاحنة نقل أحدهما إلى المستشفى.

ولحقت أضرار بمركز مراقبة ومستودعات فضلا عن ثلاثين شاحنة تقريبا، على ما أضاف الحاكم.

وأصبح مرفأ إزماييل الواقع على نهر الدانوب عند الحدود مع رومانيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أحد الطرق الرئيسية لتصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية بعد وقف العمل في يوليو باتفاق كان يسمح لأوكرانيا بتصدير انتاجها بحرية. وتكثفت منذ ذلك الحين الهجمات الروسية في منطقتي أوديسا وميكولاييف في جنوب البلاد.

وأتى الهجوم الجديد بعد هجوم روسي وصفته سلطات أوديسا بأنه "كبير" امس. وقد استهدفت المنطقة خلاله بـ19 مسيّرة وصواريخ من بينها صاروخان من طراز "أونيكس".

وفي الجنوب أيضا في منطقة خيرسون، أصيب أربعة أشخاص بجروح في هجمات روسية مساء امس بحسب الحاكم أولكسندر بروكودين.

في منطقة دنيبروبيتروفسك استهدفت مدينة كريفي ريغ بصاروخ باليستي وفق معلومات أولية أوردها صباح اليوم الثلاثاء قائد الإدارة العسكرية المحلية أولكسندر فيلكول. وأشار عبر تلغرام إلى عدم وقوع ضحايا مضيفا أن منطقة نيكوبول استهدفت أيضا من دون تسجيل إصابات.

قائد أسطول البحر الأسود يظهر في فيديو

وفي تطور لافت، ظهر قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود فيكتور سوكولوف الذي أعلن الجيش الأوكراني امس أنه قتله الأسبوع الماضي، في صور وزّعتها وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء.

وكان الجيش الأوكراني قد اعلن أنه قتل "34 ضابطًا بينهم قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود" في ضربة صاروخية الجمعة على مقرّ البحرية في سيباستوبول في شبه جزيرة القرم.

وظهر سوكولوف في رابط الفيديو بزيّ عسكري على شاشة كبيرة إلى جانب مسؤولين عسكريين كبار آخرين خلال مشاركتهم في اجتماع عبر الفيديو ترأسه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.

ولفت بيان صدر عن وزارة الدفاع الروسية ولا يذكر اسم المسؤول إلى أن الاجتماع جرى اليوم الثلاثاء.

في مقطع فيديو مدّته ثماني دقائق ووزعته الوزارة في وقت لاحق، ظهر سوكولوف على الشاشة عدة مرات دون أن يتكلّم.

قبل دقائق من نشر البيان، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين إن "لا معلومات لديه" حول وضع القائد وأحال الأسئلة إلى وزارة الدفاع.

الجمعة، لفتت روسيا إلى أن عسكريًا واحدًا فقط في عداد المفقودين بعد الهجوم الذي ألحق أضرارًا كبيرة بمقر البحرية الروسية في البحر الأسود، بعدما تحدّثت في وقت سابق عن مقتل شخص واحد.

وعكس هذا الهجوم الصعوبات التي تواجهها أنظمة الدفاع الجوي الروسية في صدّ الضربات المنتظمة على شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في العام 2014 وتعتبرها قوات موسكو نقطة استراتيجية مهمة.

4 دول تطالب بفحص ممرات الحبوب الأوكرانية

وفي سياق آخر، طالبت كلّ من المجر وبولندا وسلوفاكيا والجمهورية التشيكية اليوم الثلاثاء الاتحاد الأوروبي بإجراء فحص دقيق لما يسمّى "ممرّات التضامن" التي تمرّ عبرها الحبوب الأوكرانية المتّجهة إلى دول ثالثة.

وقال مسؤولون في وزارات الزراعة في الدول الأربع إن جزءًا من الحبوب المنقولة يبقى في دول مثل بولندا حيث يُلحق ضررًا بالمزارعين المحليين كونها أرخص بكثير من الحبوب المحلية.

وقال وزير الزراعة التشيكي ماريك فيبورني للصحافيين "ندعو المفوضية الأوروبية إلى إجراء تحقيق أعمق في فعالية ممرات التضامن".

وأضاف "إن مصلحتنا المشتركة هي المساعدة على إيصال الحبوب الأوكرانية إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي ونحتاج إلى ممرّات فعّالة جدًا لتحقيق ذلك".

ونظّم الوزير التشيكي اجتماعًا لنظرائه شارك فيه أيضًا وزير الزراعة الأوكراني ميكولا سولسكي عبر الفيديو.

من أجل منع تسرّب الحبوب أثناء عمليات النقل، يمكن للاتحاد الأوروبي وضع نظام ودائع يمكن للتجار استردادها عندما تغادر الحبوب موانئ في بولندا ومنطقة البلطيق إلى أسواق خارج الاتحاد الأوروبي.

وأشار فيبورني إلى أن المجر وبولندا وسلوفاكيا والجمهورية التشيكية ترغب في موافقة السلطات الأوروبية على الخطوات المقترحة حتى قبل اجتماع وزراء الزراعة بالاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ الشهر المقبل.

وكانت بروكسل وقعت نهاية أبريل اتفاقًا مع كل من بولندا والمجر وسلوفاكيا وبلغاريا ورومانيا يتيح لها منع شحنات الحبوب الاوكرانية من دخول أراضيها، شرط ألا تحول دون عبورها الى دول أخرى.

وإثر الغاء الرسوم الجمركية في الاتحاد الاوروبي في مايو 2022، شهدت هذه الدول تدفقًا للحبوب الاوكرانية بأسعار مخفضة، لكنها بقيت ضمن أراضيها بسبب مشاكل لوجستية.

وعمد العديد منها إلى حظر الاستيراد من جانب واحد لتجنب التخمة في مخزوناته وانهيار الاسعار محليًا. وبادرت بروكسل بعدها الى السماح بهذه القيود رسميا قبل أن تمددها حتى 15 سبتمبر، الأمر الذي أثار غضب كييف.

بعد ذلك، فرضت المجر وبولندا وسلوفاكيا حظرًا أحاديًا على واردات الحبوب الأوكرانية بعدما فشل الاتحاد الأوروبي في تمديد حظر الاستيراد.

وردّا على ذلك، تقدمت أوكرانيا بشكوى امام منظمة التجارة العالمية ضد بولندا وسلوفاكيا والمجر التي أبقت قيودها على الحبوب الأوكرانية.

وأوضح فيبورني أن الشكوى "تُثقل الأجواء في بحثنا عن اتفاق لمساعدة أوكرانيا".

وتابع "طلبنا من السيد سولسكي دراسة الخطوات اللازمة... لسحب الشكوى".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحبوب الأوکرانیة الاتحاد الأوروبی بولندا وسلوفاکیا الجیش الأوکرانی الیوم الثلاثاء البحر الأسود الروسیة فی فی منطقة إلى أن

إقرأ أيضاً:

القوات الروسية تكبد نظام كييف خسائر فادحة على محور كورسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الاثنين، أن الجيش الروسي يواصل تقدمه في مقاطعة كورسك الروسية، ويكبد نظام كييف خسائر فادحة على محور كورسك.

وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية: "واصلت وحدات قوات مجموعة الشمال الروسية، عملياتها الهجومية مستهدفة خلالها تشكيلات الألوية الأوكرانية".

وتابع البيان: نفذت الضربات العملياتية التكتيكية وطيران الجيش ونيران المدفعية الروسية هجمات على مناطق في مقاطعة سومي، واستهدفت القوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق عدة من المقاطع.

وبلغت خسائر القوات الأوكرانية خلال النهار، نحو 200 عسكري، ودبابة، و3 عربات مشاة قتالية، من بينها واحدة من طراز ماردر ألمانية الصنع، وأخرى من طراز "برادلي" أمريكية الصنع، وناقلة جند فوتشس ألمانية الصنع، و4 مركبات قتالية مدرعة، و5 سيارات، و4 مدافع ميدانية، ومدفع هاون".

ودمرت القوات الروسية خلال العملية الكثير من المعدات التي راهن الغرب عليها، على رأسها دبابات ليوبارد 2 الألمانية، والكثير من المدرعات الأمريكية والبريطانية، بالإضافة إلى دبابات وآليات كثيرة قدمتها دول في حلف "الناتو"، والتي كان مصيرها التدمير على وقع الضربات الروسية.

اقرأ أيضاًروسيا تعلن إمكانية نشر صواريخ متوسطة المدى في آسيا

الكرملين: لا حديث عن التعبئة في روسيا

بوتين: روسيا ضربت منشأة صناعية عسكرية أوكرانية ردا على استخدام الصواريخ الغربية

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تقصف منشأة للوقود والطاقة في روسيا
  • القوات الروسية تكبد نظام كييف خسائر فادحة على محور كورسك
  • الجيش الأوكراني: إسقاط 50 طائرة مسيّرة روسية
  • أوكرانيا تخسر 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في مقاطعة كورسك الروسية
  • القوات الروسية تكبد أوكرانيا خسائر جسيمة بمحور كورسك وكييف تسقط 73 مسيرة روسية
  • بيان عاجل من الدفاع الروسية بشأن هجوم واسع بالمسيرات من أوكرانيا
  • زيلينسكي: الهجمات الروسية أضرت بموانئ أوكرانيا
  • أوكرانيا تخسر أكثر من 40% من الأراضي التي استولت عليها في كورسك
  • كورسك.. روسيا استعادت 60% من الأراضي التي احتلتها أوكرانيا
  • ‏مصدر عسكري أوكراني: أوكرانيا فقدت أكثر من 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في منطقة كورسك الروسية