لجريدة عمان:
2024-10-05@06:32:57 GMT

شفافية :التمويل الإسلامي وضعف الترويج للقطاع

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

سجل قطاع التمويل الإسلامي المقدم من قبل البنوك والنوافذ الإسلامية خلال العام الجاري نموا جيدا واستطاع الصعود بنهاية يوليو الماضي إلى نحو 5.8 مليار ريال عماني مسجلا زيادة بنسبة 6.6% عن مستواه في نهاية العام الماضي أي ما يعادل 360.7 مليون ريال عماني، مقارنة بزيادة بلغت نسبتها حوالي 2.9% للتمويل التقليدي (القروض) المقدم من البنوك التجارية خلال الفترة ذاتها، واستحوذ قطاع التمويل الإسلامي المقدم من البنوك والنوافذ الإسلامية على 19.

1% من إجمالي حجم الائتمان المقدم من القطاع المصرفي حتى نهاية يوليو الماضي والبالغ 30.2 مليار ريال عماني.

غير أنه -على الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية- أرى أن إمكانيات قطاع التمويل الإسلامي المقدم من البنوك والنوافذ الإسلامية أكبر من ذلك، ويستطيع القطاع زيادة نسبة مساهمته في إجمالي الائتمان المصرفي لأكثر من 20%، ولعل هناك العديد من التحديات التي تواجه القطاع وفي مقدمتها أن قطاع التمويل الإسلامي لم يتمكن حتى الآن من إقناع المستهلكين والشركات بأهميته، كما أننا لم نلحظ أي اهتمام من القطاع بنشر ثقافة التمويل الإسلامي وتنويع منتجاته وقدرته على تحقيق أهداف وتطلعات الشركات والأفراد، وهو ما يعني بشكل أو آخر ضعف الترويج للقطاع من قبل البنوك والنوافذ الإسلامية.

قطاع التمويل الإسلامي هو قطاع حديث النشأة في سلطنة عُمان ويحتاج إلى اهتمام مضاعف من قبل البنوك والنوافذ الإسلامية للترويج له والتعريف به خاصة أن كثيرا من المستهلكين يتناسون أن التمويل الإسلامي مبني على أسس تجارية، وأن هذه المؤسسات إن لم تتمكن من تحقيق ربحٍ من عملياتها الأساسية فإنها لن تتمكن من الصمود وسوف تغلق أبوابها بعد فترة وجيزة من افتتاحها، وهذا مؤشر على وجود الكثير من القناعات الخاطئة وهو ما يحمّل البنوك والنوافذ الإسلامية أعباء أكبر في الترويج لخدماتها ومنتجاتها والترويج بشكل عام للقطاع الذي تعمل فيه.

قد نفهم أسباب عدم اهتمام النوافذ التابعة للبنوك التجارية بالترويج للأعمال المصرفية الإسلامية نظرا لتركيز البنوك التجارية على التمويل التقليدي، ولكننا لا نستطيع فهم الأسباب التي تجعل البنوك الإسلامية، مثل بنك العز وبنك نزوى، لا تلتفت للترويج عن المنتجات التي تقدمها بشكل خاص والترويج للقطاع بشكل عام.

قد تكون المنافسة بين القطاعين كبيرة، وقد تكون أعمال ومفاهيم ومبادئ التمويل الإسلامي غير واضحة لموظفي البنوك ذاتها، وقد تكون هناك تحديات تشريعية لا نعلمها ولكن هذا كله لا يعفي البنوك والنوافذ الإسلامية عن القيام بدورها في الترويج للقطاع والخدمات التي تقدمها، ولعل هذا هو ما يفسر الأرباح المحدودة التي تحققها البنوك الإسلامية مثل بنك العز وبنك نزوى، والاندماج المبكر لبنك العز مع بنك عُمان العربي، وعدم قدرة سهم بنك نزوى على الوصول إلى قيمته الاسمية وهي 100 بيسة ليتم تداوله دون ذلك منذ عدة سنوات.

كل هذه الحقائق تعكس حجم التحديات التي يواجهها قطاع التمويل المقدم من البنوك والنوافذ الإسلامية الذي آن له أن يخرج من عباءة تمويل شراء السيارات والمركبات وبناء المنازل وأن يتجه إلى تمويل المشروعات الاقتصادية الكبرى وتشييد المدن السياحية والمصانع والمشروعات ذات العلاقة بقطاعات النفط والغاز والمعادن والخدمات اللوجستية وغيرها من المشروعات الأخرى سواء كانت حكومية أو لشركات القطاع الخاص.

إن الاهتمام بكل هذه التفاصيل سوف يرسّخ أهمية البنوك والنوافذ الإسلامية في المجتمع وسيمكّنها من لعب دور اقتصادي أكبر؛ لا يقل في أهميته عن الدور الذي تلعبه البنوك التقليدية، ويبقى أن مفتاح هذه التحولات يبدأ من نشر ثقافة ومفاهيم ومبادئ التمويل الإسلامي في المجتمع وهو دور ننتظر أن تبادر البنوك والنوافذ الإسلامية في القيام به وبالشكل الذي يؤكد أهميتها الاقتصادية التي تتجاوز بكل تأكيد الفهم الشائع بأنها مجرد نوع من أنواع التمويل أو أنها مجرد مخرج شرعي للحصول على التمويل، بل أداة بناء اقتصادي؛ شاملٍ ومتكامل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

وكالة الطاقة الدولية: زخم مشروعات الهيدروجين مستمر.. وضعف الطلب العقبة الأكبر

مقالات مشابهة رابط حجز تذاكر مباراة الهلال والاهلي في الدوري السعودي للمحترفين 2024 وموعد اللقاء

‏11 دقيقة مضت

dvprogram.state.gov..رابط موقع الهجرة العشوائية لأمريكا 2025 وموعد التقديم وأبرز الشروط المطلوبة

‏23 دقيقة مضت

وزارة الحج والعمرة تصدر قرارات جديدة بشأن تمديد تأشيرة العمرة داخل المملكة

‏29 دقيقة مضت

بكم هسة ؟ سعر الدينار العراقي مقابل اليورو اليوم 2 أكتوبر 2024

‏42 دقيقة مضت

بكم ؟ سعر الدينار العراقي مقابل الدولار اليوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024

‏55 دقيقة مضت

أسعار الذهب تنخفض 21 دولارًا مع ارتفاع العملة الأميركية

‏ساعة واحدة مضت

دعت وكالة الطاقة الدولية إلى ضرورة وجود سياسات حكومية لتحفيز الطلب على الهيدروجين منخفض الكربون، مع استمرار زخم مشروعات الإنتاج، حتى يتسنى للقطاع تحقيق الأهداف المناخية.

وبحسب تقرير حديث حصلت وحدة أبحاث الطاقة (مقرها واشنطن) على نسخة منه؛ فقد تضاعف عدد مشروعات الهيدروجين منخفض الانبعاثات التي حصلت على قرار الاستثمار النهائي خلال الأشهر الـ12 الماضية، بقيادة الصين.

ومع أجل استمرار هذه المشروعات وزيادة عددها، يحتاج منتجو الهيدروجين منخفض الكربون إلى وجود مشترين، لذلك يجب على صناع السياسات إيجاد أدوات داعمة لتحفيز الطلب على الهيدروجين، وضمان وجود لوائح واضحة لتعزيز استثمارات القطاع.

وارتفعت استثمارات الهيدروجين المعلنة في العالم بنسبة 20%، لتصل إلى 680 مليار دولار حتى مايو/أيار 2024، مقارنة بنحو 570 مليار دولار بنهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق بيانات حديثة لدى وحدة أبحاث الطاقة.

ورغم زخم الاستثمارات، أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن أهداف الطلب على الهيدروجين منخفض الكربون البالغة 11 مليون طن سنويًا تعادل فقط ربع أهداف الإنتاج المخطط من دول العالم البالغ 43 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، ما يعني فجوة كبيرة بين الطلب والإنتاج.

إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون

يُقسّم تقرير وكالة الطاقة الدولية الهيدروجين منخفض الكربون إلى الهيدروجين الأخضر المنتج بعملية التحليل الكهربائي للمياه باستعمال الكهرباء المتجددة، إلى جانب النوع الأزرق، المنتج من الوقود الأحفوري مع استعمال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.

وبلغ إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون أقل من مليون طن في عام 2023، مقارنة بإجمالي الإنتاج العالمي للهيدروجين البالغ 97 مليون طن، بحسب التقرير السنوي للمراجعة العالمية للهيدروجين 2024، الصادر عن وكالة الطاقة اليوم الأربعاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

الرسم التالي من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، يرصد القدرة الإنتاجية العالمية للهيدروجين الأخضر بين عامي 2013 و2023:

ومع تضاعف عدد المشروعات الحاصلة على قرار الاستثمار النهائي خلال الأشهر الـ12 الماضية؛ فإن الإنتاج العالمي الحالي للهيدروجين منخفض الانبعاثات قد يرتفع 5 مرات بحلول عام 2030، ليصل إلى 3.4 مليون طن سنويًا.

وينقسم الإنتاج المتوقع هذا إلى 1.9 مليون طن سنويًا للهيدروجين الأخضر، و1.5 مليون طن سنويًا للنوع الأزرق المنتج من الوقود الأحفوري باستعمال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه، وفق البيانات التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى ارتفاع إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون إلى 49 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، بناءً على المشروعات المعلنة حتى الآن، بزيادة 30% عن التوقعات السابقة قبل عام واحد.

ومع ذلك، فإن هذا يتطلب نمو قطاع الهيدروجين بمعدل سنوي مركب غير مسبوق يتجاوز 90% بين عامي 2024 و2030، وهو ما يفوق بكثير النمو الذي شهدته الطاقة الشمسية في أسرع مراحل توسعها.

عدم اليقين يحيط بمشروعات الهيدروجين الجديدة

دون سياسات لتحفيز الطلب على الهيدروجين منخفض الكربون في القطاعات الرئيسة مثل الصناعات الثقيلة والتكرير والنقل، فإن الاستثمارات والمشروعات الجديدة لن تكون مُجدية اقتصاديًا ومناخيًا.

وتوجد بعض السياسات الحكومية الحالية لتحفيز الطلب على الهيدروجين منخفض الانبعاثات، مثل عقود الكربون مقابل الفروقات وحصص الوقود المستدام في الطيران والشحن، ومع ذلك، فإن التقدم المحرز في هذا الصدد غير كافٍ لتحقيق أهداف المناخ.

وتواجه مشروعات الهيدروجين منخفض الكربون تحديات كثيرة ناتجة عن عدم اليقين التنظيمي وضغوط التكلفة المستمرة، فضلًا عن الافتقار إلى الحوافز اللازمة لتسريع الطلب من المستهلكين المحتملين، وفق وكالة الطاقة الدولية.

أحد مشروعات الهيدروجين الأخضر – الصورة من Aurora Energy Research

ويتباطأ نمو مشروعات التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين، بسبب ارتفاع الأسعار واختناقات سلاسل التوريد، ما يعني الحاجة إلى المزيد من التطوير لهذه التقنيات من أجل خفض التكاليف، إلى جانب تحسين عمليات النشر والتصنيع الشاملة لتحقيق وفورات الحجم.

وشكّلت الصين وحدها 40% من قدرة التحليل الكهربائي الحاصلة على قرار الاستثمار النهائي في العام الماضي، والتي تزيد على 6 غيغاواط، بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية، التي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link ذات صلة

مقالات مشابهة

  • هذه حقيقة السيدة اليزيدية التي كانت في قطاع غزة / فيديو
  • «المشاط» تستعرض آليات وزارة التخطيط لإدماج القطاع الخاص في جهود التنمية
  • وزيرة التخطيط: 2.25 مليار دولار استثمارات لزيادة قدرات الطاقة المتجددة
  • المشاط: 11 مليار دولار قيمة التمويل التنموي للقطاع الخاص من الشركاء المتعددي الأطراف
  • البحوث الإسلامية": 51 نتيجة توصلت إليها لقاءات "أسبوع الدعوة الإسلامي"
  • ورشة عمل لمناقشة التحديات التي تواجه القطاع الخاص
  • لوفيغارو: صعود التمويل الإسلامي في فرنسا
  • "ظفار الإسلامي" يوفر خيار التمويل للمشاركة في الاكتتاب العام لـ"أوكيو للاستكشاف والإنتاج"
  • وكالة الطاقة الدولية: زخم مشروعات الهيدروجين مستمر.. وضعف الطلب العقبة الأكبر
  • الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها الأمة الإسلامية