محمد بن زايد.. إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
(1)
لا تحتاج الكتابة عن شخص وتجربة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- إلى أسباب؛ ففي اسمه، وسماته، وأفعاله، وثقافته، وتجربته النهضوية والقيادية ما يكفي ويفيض من أسباب، وما يستحق إدامةَ التوثيق والنظر والتأمل والبحث.
لكنني هنا أحاول تأملَ وقراءةَ خصوصية تجربة معالي الوزير الدكتور جمال سند السويدي في كتابه "صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية"، وهو الكتاب الذي لا يمكن فصله عن التجربة الكلية للمؤلف الذي أجاد دوماً استخدام مناهج البحث العلمي المنضبطة، والجمع بين أطياف عدد كبير من التخصصات العلمية مثل التاريخ، والسياسة، والاجتماع، وعلم النفس وغيرها من أجل قيادة حراك بحثي توثيقي دقيق لدراسة الحالة المتفردة من الزعامة والقيادة التي ارتبطت باسم وتجربة الراحل الكبير الأب المؤسس الشيخ زايد، ونمت وازدهرت برعايته ومن بعده مروراً بمرحلة التمكين التي كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد شريكاً رئيساً في إدارتها، وصولاً إلى لحظة استئناف الحضارة التي نعيش أزهي لحظاتها اليوم.
(2)
ليس في وسع باحثٍ منفردٍ مهما اتسعت مداركه وتعددت أدواته البحثية، الإحاطة بأبعاد شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من جميع جوانبها، فهو كما تقول العرب لتصفَ الثوب المتفرد الذي لا يمكن النسجُ على غراره: نسيجُ وَحدِه، نظراً لرفعة المنبع، وثراء المنهل، وتعدد الروافد، وغزارة العطاء، والتفرد في أسلوب القيادة.
كما شكلت رئاسة سموه لدولة الإمارات العربية المتحدة تحولاً جوهرياً، ليس في مسيرة الدولة فحسب، بل في حياة المنطقة الحافلة بالتحولات الكبرى، ذلك أنه قائدٌ عارفٌ بأبعاد العصر وسياساته وتحولاته وما ينطوي عليه من حركات واتجاهات خطيرة، ومثقفٌ عارفٌ بالتاريخ ودروسه وما يمكن استخلاصه من حوادثه، عارف بالحاضر والماضي، قادر على استشراف المستقبل على نحوٍ دقيق، فهو كما يقول أوس بن حجر:
الأَلمَعِيَّ الَّذي يَظُنُّ لَكَ الظَنَّ كَأَنْ قَد رَأى وَقَد سَمِعا
وقد عرَّفت العربُ الرجل الألمعي من لمع البرق والذهب؛ فهو الذكي المتوقد الحاذق الفراسة، وأضافت لذلك أنه يتمتع بقوة الحضور، وخفة الروح، والنشاط والحركة. وهي بعض صفات البعد الكاريزمي الذي يعرفه الجميع في شخصية الشيخ محمد بن زايد، وما يتمتع به من قوة حضور، وشجاعة وصراحة، وقيادة فذة، ومقدرة على اكتساب ثقة الآخرين، وثقة بالنفس، واحترام للذات وللآخر، وقدرة إقناع، وعقلانية، وحزم، وقدرة على الإلهام.
(3)
كل هذه المزايا وغيرها، تجعل الاهتمام بشخصية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قِبلةَ كلِّ باحثٍ جاد، وكاتبٍ صاحب قلم صادق حريص على رصد وتحليل وتوثيق آيات التميز في شخصيات العظماء المتفردين، وسيرهم من أجل خدمة المجتمع وإثراء المكتبات، وهي الميزات التي حدت بالدكتور جمال سند السويدي إلى دراسة هذه الشخصية المتفردة والسعي إلى تقديم قراءة منهجية في بعض ملامح تفردها.
ومن يطلع على مؤلفات جمال السويدي الكثيرة، يدرك عمق حضور وتأثير شخصية الشيخ محمد بن زايد في شخص المؤلف، وفكره ومنهجه. فعلى الصعيد الإنساني ارتبط سموه في نفس المؤلف بشيمة الصبر وجمالها، والقدرة على المجابهة، والروح المثابرة -كما تكشف سيرته المعنونة "لا تستسلم، خلاصة تجاربي". وعلى مستوى المنظور السياسي والفكري والثقافي كان الشيخ محمد بن زايد القائدَ والقدوةَ في جُلّ كتابات المؤلف ودراساته عن الإمارات والخليج العربي وتحولاته.
(4)
وقبل الحديث عن منهج الكتاب، أحب التوقف عند هذه الفقرة، حيث يقول المؤلف في كتابه: "قد يتبادر إلى أذهان بعض المراقبين أن معرفتي الطويلة بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي تجاوزت الثلاثين عاماً عن قرب، تجعل كتابتي عن سموه مهمة سهلة؛ ولكن شخصية سموه من الثراء والعمق بحيث يصعب على أي كاتب، أو باحث مهما كانت مهاراته في الكتابة، أن يعبر بدقة عن جوانب التميز والتفرد والعبقرية فيها" (ص238).
بالفعل، تحتاج شخصيةٌ في تفرد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، إلى منهجية متفردة ودقيقة، وقد أجاد الدكتور جمال سند السويدي، بانضباط علمي واضح، الإفادةَ من قربه من الشيخ محمد بن زايد في صياغة منهجه الذي جمع بين البعدين التاريخي والتكويني وصولاً إلى تجلياتهما في الحاضر.
فالكتاب يتتبع شخصية الشيخ محمد منذ الطفولة؛ ليرصد ما عاش من تجارب، وما اكتسب من ثقافة وخبرات، ويتوقف عند مدرسة الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وتأثيرها في هذه النشأة، ليدرس كيف كان الراحل الكبير مصدرَ تشكيل رؤية الشيخ محمد للمجتمع، والعالم، وملهمَهُ في كيفية النهوض بالمجتمع الإماراتي، وكيف يكون القائد صادقاً مع نفسه مؤمناً بمبادئه.
كما يقف المؤلف عند النشأة العسكرية لصاحب السمو ليبيّن كيف أكسبته الوضوح والدقة والحزم، فاقترنت القوة عنده بقيمة العدل التي نشأ وتكوّن عليها. فصار الحازمَ العادل في وقوفه في وجه الإرهاب، والتطرف الديني، والعنف، ومحاولات التخريب وهدم الدولة الوطنية، وصار الحازم العادل كذلك في جعل التسامح والتعايش نقطتين أساسيتين في المجتمع الإماراتي من خلال كثير من المبادرات وأهمها وثيقة الأخوة الإنسانية والبيت الإبراهيمي.
(5)
في ضوء هذه المنهجية، يمكننا تتبع بناء الكتاب.
لقد تحرى المؤلف الأسلوب التكاملي الغني بالتفاصيل، ليسرد عبر فصول كتابه الأربعة، الصورةَ الفريدة للقائد، بما تكتنزه رؤيتُهُ من جوانب إنسانية، ثم أعقب ذلك بخاتمةٍ اختار لها لحظةً دالةً هي يوم الرابع عشر من شهر مايو 2022؛ حين عزم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات على انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالتزكية رئيساً للدولة، كما تضمن الكتاب ملاحق نوعية اختيرت بعناية من وثائق وأشعار وكلمات وصور، لتضيء جوانب العمل وتقربه إلى القراء.
والملاحظة الجديرة بالذكر أن المؤلف أغنى كتابه بالمصادر والمراجع العربية والأجنبية، من كتب ودوريات وصحف ووكالات ومواقع إلكترونية حرصاً على توثيق كل معلومة وكل كلمة فاتحاً بذلك المجال لمن يود استكمال البحث والدراسة أو تعميق البحث في محور أو فكرة محددة تضمنها الكتاب؛ فجاء الكتاب غنياً بالمعلومات، والأحداث، وبالصور الدالة التي تتضافر مع تحليل المؤلف لتبني الصورة المتميزة لشخصية رئيس الدولة في نطاق حدده المؤلف بنفسه في خاتمته؛ إذ يقول: "تناول هذا الكتاب جانبًا من شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، برغم صعوبة المهمة؛ لأن شخصية سموه متعددة الصفات والمزايا والجوانب. وحاولت التركيز بصورة رئيسية على أهم منجزات سموه المتعددة والثرية؛ محليا وإقليميا وعالميا في المجال الإنساني. ويمكننا اختصار صفات سموه في: القيادة الملهمة، والخبرتين العسكرية والسياسية، وريادة الأعمال الإنسانية والتواضع والذكاء والطيبة والشجاعة" (ص232).
(6)
صياغة العناوين فن، هكذا بدا لي بينما أتجول بعيني في قائمة المحتويات التي شغلت صفحتين متقابلتين في بداية الكتاب، كذلك استوقفتني صياغة الإهداء، وهو أول ما يطالعك في الكتاب بعد عنوانه: إهداءٌ رشيق مكثف دال: "إلى شعب دولة الإمارات العربية المتحدة"، تليه صفحة شكر وتقدير اختار لها المؤلف، بعناية تجدر الإشارةُ إليها، عبارةً دالة من مقولات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، تصلح عنواناً لشخصية سموه الفريدة ولمنهجه المتميز في القيادة، يقول سموه: "إن الكون يتسع للجميع، والتنوع مصدر للثراء، وليس سبباً للصراع، أو الاقتتال، لقد خلقنا الله متنوعين؛ لكي نكمل بعضنا بعضاً، ونتعارف، ونتعاون من أجل الخير والسلام والنماء لنا جميعاً". إنهما بوابتان رشيقتان تدعوان القارئ لاستكمال رحلته، وتعدانه بعالم من الثراء الفكري.
(7)
أن تكون منهجياً دقيقاً فتبني رأيك على المعلومات والأرقام والشواهد، لا يحول دون أن تكون أديباً في صياغة الجمل والعبارات والعناوين من دون تخلّ عن الدقة، وقد أجاد الدكتور جمال سند السويدي ذلك، مستمداً الطاقة الأدبية بلا شك من ثراء الشخصية وغِناها بالتفاصيل وقدرتها على إثارة الخيال.
يحمل الفصل الأول من الكتاب عنوان: "النشأة- بِذار الخير والقيادة"، ويبين عبر محورين أن رؤية الشيخ زايد في الإدارة والحكم والقيادة ظلت نبراساً يهتدي به صاحب السمو الشيخ محمد، وكيف أن رئيس الدولة، حفظه الله، استمر على نهج والده الذي كان يرى أن تسيرَ الخطط التنموية كافة على نحو متوازن كي تصنع التقدم المنشود.
(8)
ثم يأتي الفصل الثاني الذي يحمل عنوان "محمد بن زايد وفلسفة القوة" ليستعرض ملامح قوة الفلسفة، وفلسفة القوة في نظر الشيخ محمد بن زايد، والتي ترتبط دوماً بالعدل.
ويلفت المؤلف نظرنا إلى الجملة المفتاحية في حياة سموه، التي كتبها وهو طفل في المدرسة: "العدل هو أساس الملك"، فقد شكلت هذه العبارة منظور سموه ومعالم تجربته، مثلما شكّلت عقيدته التي بنى عليها فلسفته في الدفاع عن مُنجز دولة الإمارات.
ويخلص الكاتب إلى أن القوة في نظر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله هي وسيلة للحفاظ على السلم العالمي، والعمل الجاد من أجل بناء مجتمعات تخلو من الصراعات والتشدد الفكري والمذهبي.
وعلى هذا الأساس الفكري القوي نجحت فلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في "توظيف الإمكانات من أجل غد إماراتي أفضل، بالتركيز على المواطن الإماراتي كونه عماد الدولة ورصيدها الحقيقي؛ واستنادًا إلى إنجازات كبرى، وتلاحم شعبي وطني قوي تدعمه جهود ومبادرات نوعية، ومؤسسات وطنية حيوية قادرة على التجاوب مع ضرورات المرحلة، في إطار الهوية الوطنية والقيم الإنسانية العليا" (ص 113).
وتأسيساً على هذا البناء الفكري، كان من الطبيعي أن يقف الشيخ محمد بن زايد في وجه التطرف الديني والعنف والإرهاب ومحاولات هدم الدولة الوطنية، وعلى الأساس ذاته توجهت جهود سموه الكبرى إلى بناء الفكر وتعزيز الثقافة ودعم الأخلاق عبر التعليم؛ فصارت مادة التربية الأخلاقية جزءاً أساسياً من المنهج التعليمي في الدولة، وتوسع الاستثمار في التعليم: مدرسي وجامعي، في بيئة تقوم على الإبداع والتنوع والابتكار، مع تعزيز حضور الموروث الأصيل في النفوس؛ فصار نظام الإمارات التعليمي رفيع المستوى قادراً على تخريج طلبة مؤهلين للمنافسة على المستوى العالمي.
(9)
يحمل الفصل الثالث عنوان "العمل السياسي في الداخل والخارج" ويشمل تسعة محاور، استعرض خلالها المؤلف ملامح العمل السياسي في الداخل والخارج، متوقفاً عند مظاهر التقدم في دولة الإمارات.
وقد خص التعليم بنظرة شاملة فتوقف عند الإنجازات العلمية والتعليمية للدولة، كما توقف عند التحولات الاقتصادية وتطور البنية التحتية والثورة الرقمية والتكنولوجية ليصل إلى تصور يصف طبيعة سياسة الدولة الخارجية المنفتحة على العالم التي تعكس طبيعة مجتمعها المحلي المنفتح على الثقافات والحضارات.
واستعرض الفصل نماذج لعلاقات دولة الإمارات مع بقية دول العالم الشقيقة والصديقة ليبين كيف نجحت سياسة رئيس الدولة في تعزيز مكانة الإمارات المتميزة على المستويين السياسي والاقتصادي، مما يؤكد أن صاحب السمو هو بطل السلام كما وصفه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم؛ لأن السياسة الإماراتية تقوم على ركائز: تحقيق الأمن والاستقرار، تحقيق السلامين الإقليمي والدولي، تحقيق التنمية والتطور، حل الخلافات مع الجميع بالطرق السلمية، التنسيق مع الدول الصديقة والشقيقة.
(10)
خصص المؤلف الفصل الرابع من كتابه لـ"القيم الإنسانية" التي جعلها عنواناً للفصل، وتوقف بالتأمل والتحليل عند القيم التي يسعى الشيخ محمد بن زايد إلى ترسيخها حتى غدت دولة الإمارات رمزاً لهذه القيم في عالم يعاني نزعات التطرف والإرهاب والصراعات الدينية والعرقية والمذهبية والطائفية.
ولا شك في أن الشيخ محمد بن زايد، كما أشار المؤلف، هو أيقونة العمل الإنساني محلياً وإقليمياً ودولياً، وهو بذلك امتداد عظيم لإرث الراحل الكبير الشيخ زايد رحمه الله، وتركز رؤية رئيس الدولة على التسامح والتعايش السلمي والحوار ليس داخل المجتمع الواحد فحسب، إنما بين الأمم.
وأَولى المؤلف الأخوة الإنسانية أهميةً خاصة في فكر القائد؛ لأن التسامح يُشكّل عمود السياسة الإماراتية؛ ففي ضوء منظومة القيم الإنسانية التي يزخر بها فكر القائد، رسّخت دولة الإمارات استراتيجية القوة الناعمة، وأدرجت الدبلوماسية الإنسانية ضمن ركائز استراتيجيتها، وانتهجت سياسة المساعدات غير المشروطة لجميع الدول، واستضافت الكثير من اللاجئين ودعمت مراكز الإغاثة في جميع أرجاء العالم، وأنشأت مجموعة من المؤسسات لصيانة قيم التسامح، كما صدر في عام 2015 قانون مكافحة التمييز والكراهية وأُعلن عامُ 2019 عاماً للتسامح، العام الذي انطلقت فيه وثيقة الأخوة الإنسانية التي انبثق عنها "بيت العائلة الإبراهيمية" الذي ينشر خطاب التسامح ويدعم قيم الخير والمحبة والتآخي بين مختلف الديانات والطوائف.
(11)
أبارك للصديق العزيز الدكتور جمال سند السويدي هذا المنجز العلمي الذي يمثل مقاربة تحليلية جادة لبعض جوانب عظمة وتميز شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ويطيب لي أن أنتهز هذه الفرصة لأوجه الدعوة للقائمين على وضع مناهج ومساقات التعليم إلى استخدام هذه الخلاصات بما تحتويه من عقل ناقد ومنهج تفكير وتحليل، في مناهج الطلاب في المراحل التعليمية المبكرة
كما أرجو أن تكون لدينا مساقات في كليات العلوم السياسية مثلاً، لتدريس مثل هذه الأطروحات الجادة وتدريب أجيال الباحثين على استكمال الدرس والبحث وتشجيعهم على تقديم أفكار لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه في هذا السياق لتعميم الفائدة من المعرفة ونقلها، وترسيخ آليات التحليل والوصف المدعوم بالمعلومة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني محمد بن زايد الشيخ محمد بن زايد الراحل الکبیر دولة الإمارات رئیس الدولة الشیخ زاید حفظه الله زاید فی من أجل
إقرأ أيضاً:
عادل حمودة: الشيخ زايد كان شاعرا متميزا مثلما كان سياسيا متفردا
قال الإعلامي عادل حمودة، إنه رغم تحول الإمارات إلى دولة مزدهرة، إلا أن ذلك لا ينفي أن الفترة ما بين عامي 68 و71، كانت من أصعب الفترات، فشكك كثيرون في قدرة الدولة الناشئة على البقاء، وتوقعوا تفككها خلال عدة أشهر، وقليلون من آمنوا بنجاح التجربة.
وأضاف خلال تقديمه برنامج «واجه الحقيقة»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن المشككين زعموا أن الخلافات الداخلية حادة، إلى حد تمزيق الدولة الوليدة، ولم يتمكن الاتحاد من البقاء والازدهار فحسب، بل وصل إلى مستويات غير مسبوقة من الاستقرار والرفاهية، وشهدت الدولة إنشاء مؤسسات أساسية على مدى أول ثلاث عقود، منها وزارات المالية والتخطيط والدفاع، وتشكلت حكومة من الخبراء.
اهتمام الشيخ زايد بكافة مشروعات البنية الأساسيةأشار حمودة، إلى أن الشيخ زايد موّل مشروعات البنية الأساسية، واهتم أيضا بتوفير المساكن والمدارس والمستشفيات التي لم يكن هناك سوى القليل منها، وارتقى مطار العاصمة من شريط ترابي إلى منشأة دولية، وتطور الميناء البحري ليستقبل السفن العملاقة، وربطت الطرق والجسور بين الجزر والبر.
اهتمام الشيخ زايد بالتنمية البشرية.. كان محبًا للشعروتابع: لكن الشيخ زايد لم يهتم بالتنمية الاقتصادية فقط، لكنه أولى رعاية خاصة للتنمية البشرية أيضًا، ولعل السبب ولعه بالشعر، فكان شاعرا متميزا مثلما كان سياسيا متفردا، ومزج بين السياسة والثقافة، ولهذا أُطلق عليه: «المؤسس الذي دان له الشعر كما دانت له السياسة».
وأكد الإعلامي عادل حمودة، أن الشيخ زايد بدأ تشييد «المجمع الثقافي في أبو ظبي» في عام 1977، وتم افتتاحه في 1981، والذي نَظم المجمع فعاليات ثقافية متنوعة منها معرض الكتاب، ومنه استضافة الشعراء العرب، أشهرهم نزار قباني.