موقع 24:
2025-01-05@10:05:08 GMT

محمد بن زايد.. إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

محمد بن زايد.. إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية

(1)
لا تحتاج الكتابة عن شخص وتجربة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- إلى أسباب؛ ففي اسمه، وسماته، وأفعاله، وثقافته، وتجربته النهضوية والقيادية ما يكفي ويفيض من أسباب، وما يستحق إدامةَ التوثيق والنظر والتأمل والبحث.
لكنني هنا أحاول تأملَ وقراءةَ خصوصية تجربة معالي الوزير الدكتور جمال سند السويدي في كتابه "صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية"، وهو الكتاب الذي لا يمكن فصله عن التجربة الكلية للمؤلف الذي أجاد دوماً استخدام مناهج البحث العلمي المنضبطة، والجمع بين أطياف عدد كبير من التخصصات العلمية مثل التاريخ، والسياسة، والاجتماع، وعلم النفس وغيرها من أجل قيادة حراك بحثي توثيقي دقيق لدراسة الحالة المتفردة من الزعامة والقيادة التي ارتبطت باسم وتجربة الراحل الكبير الأب المؤسس الشيخ زايد، ونمت وازدهرت برعايته ومن بعده مروراً بمرحلة التمكين التي كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد شريكاً رئيساً في إدارتها، وصولاً إلى لحظة استئناف الحضارة التي نعيش أزهي لحظاتها اليوم.



(2)
ليس في وسع باحثٍ منفردٍ مهما اتسعت مداركه وتعددت أدواته البحثية، الإحاطة بأبعاد شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من جميع جوانبها، فهو كما تقول العرب لتصفَ الثوب المتفرد الذي لا يمكن النسجُ على غراره: نسيجُ وَحدِه، نظراً لرفعة المنبع، وثراء المنهل، وتعدد الروافد، وغزارة العطاء، والتفرد في أسلوب القيادة.
كما شكلت رئاسة سموه لدولة الإمارات العربية المتحدة تحولاً جوهرياً، ليس في مسيرة الدولة فحسب، بل في حياة المنطقة الحافلة بالتحولات الكبرى، ذلك أنه قائدٌ عارفٌ بأبعاد العصر وسياساته وتحولاته وما ينطوي عليه من حركات واتجاهات خطيرة، ومثقفٌ عارفٌ بالتاريخ ودروسه وما يمكن استخلاصه من حوادثه، عارف بالحاضر والماضي، قادر على استشراف المستقبل على نحوٍ دقيق، فهو كما يقول أوس بن حجر:
الأَلمَعِيَّ الَّذي يَظُنُّ لَكَ الظَنَّ كَأَنْ قَد رَأى وَقَد سَمِعا
وقد عرَّفت العربُ الرجل الألمعي من لمع البرق والذهب؛ فهو الذكي المتوقد الحاذق الفراسة، وأضافت لذلك أنه يتمتع بقوة الحضور، وخفة الروح، والنشاط والحركة. وهي بعض صفات البعد الكاريزمي الذي يعرفه الجميع في شخصية الشيخ محمد بن زايد، وما يتمتع به من قوة حضور، وشجاعة وصراحة، وقيادة فذة، ومقدرة على اكتساب ثقة الآخرين، وثقة بالنفس، واحترام للذات وللآخر، وقدرة إقناع، وعقلانية، وحزم، وقدرة على الإلهام.


(3)
كل هذه المزايا وغيرها، تجعل الاهتمام بشخصية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قِبلةَ كلِّ باحثٍ جاد، وكاتبٍ صاحب قلم صادق حريص على رصد وتحليل وتوثيق آيات التميز في شخصيات العظماء المتفردين، وسيرهم من أجل خدمة المجتمع وإثراء المكتبات، وهي الميزات التي حدت بالدكتور جمال سند السويدي إلى دراسة هذه الشخصية المتفردة والسعي إلى تقديم قراءة منهجية في بعض ملامح تفردها.
ومن يطلع على مؤلفات جمال السويدي الكثيرة، يدرك عمق حضور وتأثير شخصية الشيخ محمد بن زايد في شخص المؤلف، وفكره ومنهجه. فعلى الصعيد الإنساني ارتبط سموه في نفس المؤلف بشيمة الصبر وجمالها، والقدرة على المجابهة، والروح المثابرة -كما تكشف سيرته المعنونة "لا تستسلم، خلاصة تجاربي". وعلى مستوى المنظور السياسي والفكري والثقافي كان الشيخ محمد بن زايد القائدَ والقدوةَ في جُلّ كتابات المؤلف ودراساته عن الإمارات والخليج العربي وتحولاته.
(4)
وقبل الحديث عن منهج الكتاب، أحب التوقف عند هذه الفقرة، حيث يقول المؤلف في كتابه: "قد يتبادر إلى أذهان بعض المراقبين أن معرفتي الطويلة بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي تجاوزت الثلاثين عاماً عن قرب، تجعل كتابتي عن سموه مهمة سهلة؛ ولكن شخصية سموه من الثراء والعمق بحيث يصعب على أي كاتب، أو باحث مهما كانت مهاراته في الكتابة، أن يعبر بدقة عن جوانب التميز والتفرد والعبقرية فيها" (ص238).
بالفعل، تحتاج شخصيةٌ في تفرد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، إلى منهجية متفردة ودقيقة، وقد أجاد الدكتور جمال سند السويدي، بانضباط علمي واضح، الإفادةَ من قربه من الشيخ محمد بن زايد في صياغة منهجه الذي جمع بين البعدين التاريخي والتكويني وصولاً إلى تجلياتهما في الحاضر.
فالكتاب يتتبع شخصية الشيخ محمد منذ الطفولة؛ ليرصد ما عاش من تجارب، وما اكتسب من ثقافة وخبرات، ويتوقف عند مدرسة الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وتأثيرها في هذه النشأة، ليدرس كيف كان الراحل الكبير مصدرَ تشكيل رؤية الشيخ محمد للمجتمع، والعالم، وملهمَهُ في كيفية النهوض بالمجتمع الإماراتي، وكيف يكون القائد صادقاً مع نفسه مؤمناً بمبادئه.
كما يقف المؤلف عند النشأة العسكرية لصاحب السمو ليبيّن كيف أكسبته الوضوح والدقة والحزم، فاقترنت القوة عنده بقيمة العدل التي نشأ وتكوّن عليها. فصار الحازمَ العادل في وقوفه في وجه الإرهاب، والتطرف الديني، والعنف، ومحاولات التخريب وهدم الدولة الوطنية، وصار الحازم العادل كذلك في جعل التسامح والتعايش نقطتين أساسيتين في المجتمع الإماراتي من خلال كثير من المبادرات وأهمها وثيقة الأخوة الإنسانية والبيت الإبراهيمي.

(5)
في ضوء هذه المنهجية، يمكننا تتبع بناء الكتاب.
لقد تحرى المؤلف الأسلوب التكاملي الغني بالتفاصيل، ليسرد عبر فصول كتابه الأربعة، الصورةَ الفريدة للقائد، بما تكتنزه رؤيتُهُ من جوانب إنسانية، ثم أعقب ذلك بخاتمةٍ اختار لها لحظةً دالةً هي يوم الرابع عشر من شهر مايو 2022؛ حين عزم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات على انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالتزكية رئيساً للدولة، كما تضمن الكتاب ملاحق نوعية اختيرت بعناية من وثائق وأشعار وكلمات وصور، لتضيء جوانب العمل وتقربه إلى القراء.
والملاحظة الجديرة بالذكر أن المؤلف أغنى كتابه بالمصادر والمراجع العربية والأجنبية، من كتب ودوريات وصحف ووكالات ومواقع إلكترونية حرصاً على توثيق كل معلومة وكل كلمة فاتحاً بذلك المجال لمن يود استكمال البحث والدراسة أو تعميق البحث في محور أو فكرة محددة تضمنها الكتاب؛ فجاء الكتاب غنياً بالمعلومات، والأحداث، وبالصور الدالة التي تتضافر مع تحليل المؤلف لتبني الصورة المتميزة لشخصية رئيس الدولة في نطاق حدده المؤلف بنفسه في خاتمته؛ إذ يقول: "تناول هذا الكتاب جانبًا من شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، برغم صعوبة المهمة؛ لأن شخصية سموه متعددة الصفات والمزايا والجوانب. وحاولت التركيز بصورة رئيسية على أهم منجزات سموه المتعددة والثرية؛ محليا وإقليميا وعالميا في المجال الإنساني. ويمكننا اختصار صفات سموه في: القيادة الملهمة، والخبرتين العسكرية والسياسية، وريادة الأعمال الإنسانية والتواضع والذكاء والطيبة والشجاعة" (ص232).
(6)
صياغة العناوين فن، هكذا بدا لي بينما أتجول بعيني في قائمة المحتويات التي شغلت صفحتين متقابلتين في بداية الكتاب، كذلك استوقفتني صياغة الإهداء، وهو أول ما يطالعك في الكتاب بعد عنوانه: إهداءٌ رشيق مكثف دال: "إلى شعب دولة الإمارات العربية المتحدة"، تليه صفحة شكر وتقدير اختار لها المؤلف، بعناية تجدر الإشارةُ إليها، عبارةً دالة من مقولات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، تصلح عنواناً لشخصية سموه الفريدة ولمنهجه المتميز في القيادة، يقول سموه: "إن الكون يتسع للجميع، والتنوع مصدر للثراء، وليس سبباً للصراع، أو الاقتتال، لقد خلقنا الله متنوعين؛ لكي نكمل بعضنا بعضاً، ونتعارف، ونتعاون من أجل الخير والسلام والنماء لنا جميعاً". إنهما بوابتان رشيقتان تدعوان القارئ لاستكمال رحلته، وتعدانه بعالم من الثراء الفكري.
(7)
أن تكون منهجياً دقيقاً فتبني رأيك على المعلومات والأرقام والشواهد، لا يحول دون أن تكون أديباً في صياغة الجمل والعبارات والعناوين من دون تخلّ عن الدقة، وقد أجاد الدكتور جمال سند السويدي ذلك، مستمداً الطاقة الأدبية بلا شك من ثراء الشخصية وغِناها بالتفاصيل وقدرتها على إثارة الخيال.
يحمل الفصل الأول من الكتاب عنوان: "النشأة- بِذار الخير والقيادة"، ويبين عبر محورين أن رؤية الشيخ زايد في الإدارة والحكم والقيادة ظلت نبراساً يهتدي به صاحب السمو الشيخ محمد، وكيف أن رئيس الدولة، حفظه الله، استمر على نهج والده الذي كان يرى أن تسيرَ الخطط التنموية كافة على نحو متوازن كي تصنع التقدم المنشود.


(8)
ثم يأتي الفصل الثاني الذي يحمل عنوان "محمد بن زايد وفلسفة القوة" ليستعرض ملامح قوة الفلسفة، وفلسفة القوة في نظر الشيخ محمد بن زايد، والتي ترتبط دوماً بالعدل.
ويلفت المؤلف نظرنا إلى الجملة المفتاحية في حياة سموه، التي كتبها وهو طفل في المدرسة: "العدل هو أساس الملك"، فقد شكلت هذه العبارة منظور سموه ومعالم تجربته، مثلما شكّلت عقيدته التي بنى عليها فلسفته في الدفاع عن مُنجز دولة الإمارات.
ويخلص الكاتب إلى أن القوة في نظر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله هي وسيلة للحفاظ على السلم العالمي، والعمل الجاد من أجل بناء مجتمعات تخلو من الصراعات والتشدد الفكري والمذهبي.
وعلى هذا الأساس الفكري القوي نجحت فلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في "توظيف الإمكانات من أجل غد إماراتي أفضل، بالتركيز على المواطن الإماراتي كونه عماد الدولة ورصيدها الحقيقي؛ واستنادًا إلى إنجازات كبرى، وتلاحم شعبي وطني قوي تدعمه جهود ومبادرات نوعية، ومؤسسات وطنية حيوية قادرة على التجاوب مع ضرورات المرحلة، في إطار الهوية الوطنية والقيم الإنسانية العليا" (ص 113).
وتأسيساً على هذا البناء الفكري، كان من الطبيعي أن يقف الشيخ محمد بن زايد في وجه التطرف الديني والعنف والإرهاب ومحاولات هدم الدولة الوطنية، وعلى الأساس ذاته توجهت جهود سموه الكبرى إلى بناء الفكر وتعزيز الثقافة ودعم الأخلاق عبر التعليم؛ فصارت مادة التربية الأخلاقية جزءاً أساسياً من المنهج التعليمي في الدولة، وتوسع الاستثمار في التعليم: مدرسي وجامعي، في بيئة تقوم على الإبداع والتنوع والابتكار، مع تعزيز حضور الموروث الأصيل في النفوس؛ فصار نظام الإمارات التعليمي رفيع المستوى قادراً على تخريج طلبة مؤهلين للمنافسة على المستوى العالمي.
(9)
يحمل الفصل الثالث عنوان "العمل السياسي في الداخل والخارج" ويشمل تسعة محاور، استعرض خلالها المؤلف ملامح العمل السياسي في الداخل والخارج، متوقفاً عند مظاهر التقدم في دولة الإمارات.
وقد خص التعليم بنظرة شاملة فتوقف عند الإنجازات العلمية والتعليمية للدولة، كما توقف عند التحولات الاقتصادية وتطور البنية التحتية والثورة الرقمية والتكنولوجية ليصل إلى تصور يصف طبيعة سياسة الدولة الخارجية المنفتحة على العالم التي تعكس طبيعة مجتمعها المحلي المنفتح على الثقافات والحضارات.
واستعرض الفصل نماذج لعلاقات دولة الإمارات مع بقية دول العالم الشقيقة والصديقة ليبين كيف نجحت سياسة رئيس الدولة في تعزيز مكانة الإمارات المتميزة على المستويين السياسي والاقتصادي، مما يؤكد أن صاحب السمو هو بطل السلام كما وصفه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم؛ لأن السياسة الإماراتية تقوم على ركائز: تحقيق الأمن والاستقرار، تحقيق السلامين الإقليمي والدولي، تحقيق التنمية والتطور، حل الخلافات مع الجميع بالطرق السلمية، التنسيق مع الدول الصديقة والشقيقة.
(10)
خصص المؤلف الفصل الرابع من كتابه لـ"القيم الإنسانية" التي جعلها عنواناً للفصل، وتوقف بالتأمل والتحليل عند القيم التي يسعى الشيخ محمد بن زايد إلى ترسيخها حتى غدت دولة الإمارات رمزاً لهذه القيم في عالم يعاني نزعات التطرف والإرهاب والصراعات الدينية والعرقية والمذهبية والطائفية.
ولا شك في أن الشيخ محمد بن زايد، كما أشار المؤلف، هو أيقونة العمل الإنساني محلياً وإقليمياً ودولياً، وهو بذلك امتداد عظيم لإرث الراحل الكبير الشيخ زايد رحمه الله، وتركز رؤية رئيس الدولة على التسامح والتعايش السلمي والحوار ليس داخل المجتمع الواحد فحسب، إنما بين الأمم.
وأَولى المؤلف الأخوة الإنسانية أهميةً خاصة في فكر القائد؛ لأن التسامح يُشكّل عمود السياسة الإماراتية؛ ففي ضوء منظومة القيم الإنسانية التي يزخر بها فكر القائد، رسّخت دولة الإمارات استراتيجية القوة الناعمة، وأدرجت الدبلوماسية الإنسانية ضمن ركائز استراتيجيتها، وانتهجت سياسة المساعدات غير المشروطة لجميع الدول، واستضافت الكثير من اللاجئين ودعمت مراكز الإغاثة في جميع أرجاء العالم، وأنشأت مجموعة من المؤسسات لصيانة قيم التسامح، كما صدر في عام 2015 قانون مكافحة التمييز والكراهية وأُعلن عامُ 2019 عاماً للتسامح، العام الذي  انطلقت فيه وثيقة الأخوة الإنسانية التي انبثق عنها "بيت العائلة الإبراهيمية" الذي ينشر خطاب التسامح ويدعم قيم الخير والمحبة والتآخي بين مختلف الديانات والطوائف.
(11)
أبارك للصديق العزيز الدكتور جمال سند السويدي هذا المنجز العلمي الذي يمثل مقاربة تحليلية جادة لبعض جوانب عظمة وتميز شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ويطيب لي أن أنتهز هذه الفرصة لأوجه الدعوة للقائمين على وضع مناهج ومساقات التعليم إلى استخدام هذه الخلاصات بما تحتويه من عقل ناقد ومنهج تفكير وتحليل، في مناهج الطلاب في المراحل التعليمية المبكرة
كما أرجو أن تكون لدينا مساقات في كليات العلوم السياسية مثلاً، لتدريس مثل هذه الأطروحات الجادة وتدريب أجيال الباحثين على استكمال الدرس والبحث وتشجيعهم على تقديم أفكار لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه في هذا السياق لتعميم الفائدة من المعرفة ونقلها، وترسيخ آليات التحليل والوصف المدعوم بالمعلومة.
 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني محمد بن زايد الشيخ محمد بن زايد الراحل الکبیر دولة الإمارات رئیس الدولة الشیخ زاید حفظه الله زاید فی من أجل

إقرأ أيضاً:

إمارات التقدّم في مسارزايد وراشد

تكاد لا تفوت مناسبة إلا ويؤكّد فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الدور والمكانة للمغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، في بناء صرح الاتحاد.
كان لليوم الوطني، عيد الاتحاد 2024، طعم خاص، مع إطلاق حملة «زايد وراشد» احتفاءً بذكرى المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وعرفاناً بالجميل وإحياءً لذكراهما وما قدماه من جهود في سبيل قيام اتحاد دولة الإمارات، وتقديراً لاسمين عزيزين على قلب كل إماراتي.
وعند الحديث عن التحديات وكيفية تحقيق الإنجازات، يستحضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، زايد وراشد، حيث «لا يوجد مشروع بدون مخاطرة ولا مسيرة بدون تحديات».
وكتب سموه عبر وسم «علمتني الحياة» مرفقاً بصور ومشاهد للمغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما: «العقول ترقى بالكلمة الجميلة.. والهمم تشحذ بكلمة صادقة.. كلماتنا تمثل أخلاقنا.. وقيمنا.. ومروءتنا.. كلماتنا تمثل أوطاننا.. لنشرف أوطاننا».
ودوّن سموّه عبر الوسم: «لا يوجد قائد حقيقي من غير أن يمثل قدوة حقيقية لمن حوله، قدوة في أفعاله وأقواله وأفكاره، بل أستطيع القول: إن ما يبقى من القائد القدوة هو الأقوال والأفعال والأفكار، القدوة الإيجابية أساسية لنجاح أي قائد، وهي أسرع وأقوى طريقة للتعلم، فالناس لا ينظرون لكلماتك بقدر ما ينظرون لأفعالك وتصرفاتك، القائد الحقيقي لا يغلق الباب الذي بينه وبين الناس، ولا يعزل نفسه عن جمهوره، بل يكون جزءاً من الحياة الحقيقية، حياة الميدان».
الزعيم والأب
وبمناسبة ذكرى وفاة الشيخ زايد، أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، كان زعيماً وأباً قائداً، قدم الكثير لأبناء شعبه.
وقال سموّه في تغريدة: «في ذكرى وفاة الشيخ زايد.. رحم الله المؤسس، والأب القائد، والزعيم الخالد، زايد بن سلطان آل نهيان، وأسكنه فسيح جنانه، وجعل أثره وعمله والخير الذي بناه لشعبه في ميزان حسناته».
وأرفق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تغريدته بمقطع فيديو تضمن صوراً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مناسبات متعددة، وكتب سموه: «الناس نوعان زائد على الحياة وزائد فيها، وزايد بن سلطان من النوع الثاني، زاد إلى حياته حياة شعب وأضاف لمسيرته إحياء أمة، ونفع بحكمته وحنكته ملايين البشر، هذا هو الخلود الحقيقي».
فلسفة راشد
كذلك، وفي الذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أننا نقطف اليوم ثمار فلسفة حكم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الخاصة، مشدداً سموه على أن حياته، طيب الله ثراه، كانت عملاً دائماً، وأن راحته كانت لحظات فكر وتدبير، وجلساته كانت جلسات حكم وبناء، وأنه ابتعد عن معارك السياسة الصفرية، وركز وقته وجهده وفكره في الاقتصاد والتنمية.
وقال سموه عبر منصة «إكس»: «كانت حياته عملاً دائماً.. وكانت راحته لحظات فكر وتدبير.. وكانت جلساته جلسات حكم وبناء.. ابتعد عن معارك السياسة الصفرية.. وركز وقته وجهده وفكره في الاقتصاد والتنمية.. له فلسفة حكم خاصة به.. نقطف ثمارها اليوم.. ويقطف ثمارها الملايين..»
وختم سموه: «في ذكرى وفاته.. ما زلنا نستلهم دروسه.. وما زلنا نتفكر في حياته وأعماله ومنهج حكمه.. رحم الله الشيخ راشد.. وأسكنه فسيح جناته».
تصافحت القلوب
وخلال مقطع فيديو نشره سموه عبر «إنستغرام»، بمناسبة عيد الاتحاد، أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، هامات وقامات خالدة في سجل الفخر والمجد.
مقطع الفيديو يروي قصة اللقاء التاريخي الذي جمع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، في عرقوب السديرة في 18 فبراير عام 1968.
ومعلقاً، قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «سنروي للأجيال قصة لقاء صنع التاريخ، لقاء الأخوّة والمحبة في عرقوب السديرة يوم 18 فبراير 1968».
وأضاف سموّه: «في ذلك اليوم، تصافحت القلوب قبل الأيادي، والتقت الرؤى لتوحيد المصير.. كان ذلك السطر الأول الذي خطّه زايد وراشد في حكاية وطن الاتحاد».
يتجدد التأسيس
وعلى خطى المغفور لهما، زايد وراشد، يسير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وفي كل لقاء بين القائدين يتجدد التأسيس، على عهد أن تبقى راية الإمارات تعانق السحاب، وينعم شعبها بالرفاهية ورغد العيش.
ومثلما اتسمت علاقة المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، بأنها كانت قوية جداً، وأساسها الحب والاحترام والثقة، وأنها هي التي كتبت شهادة ميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة، اتسمت علاقة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالأخوة والتعاضد لاستكمال المسيرة والنهوض بالدولة وشعبها إلى منزلة تؤهلها للوصول إلى المكان اللائق بين الدول المتحضرة، والحفاظ على الاتحاد وسيادته، وعلى أمنه واستقراره، وحماية حقوق شعب الإمارات.
وتحمل لقاءات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، دائماً تباشير الخير لشعب الإمارات ورفعة الدولة، حيث يتطرق سموهما إلى الموضوعات التي تهم المواطن ومصالحه، والسبل الكفيلة بتعزيز مسيرة الوطن التنموية الطموحة، وتحقيق تطلعات أبناء الوطن نحو المستقبل، انطلاقاً من العمل ضمن فريق إماراتي واحد لتعزيز المسيرة التنموية.
الارتقاء بالوطن
في لقاءات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يبحث القائدان دائماً الارتقاء بالوطن وسعادة شعبه الكريم. وتستمر المشاورات ويتواصل التنسيق تحت سقف الأخوة الراسخة.
وكما كانت علاقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، قوية تقوم على المحبة والاحترام المتبادل، ها هي العلاقة تتواصل بنفس المبادئ بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
كان الشيخ زايد والشيخ راشد يمتلكان فكراً فريداً ينبع من رغبة ووطنية قوية في بناء دولة متقدمة قوية، وحرص الشيخ زايد والشيخ راشد على بناء الإنسان بصورة موازية لبناء الوطن، الإنجاز الأهم لدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك انطلاقاً من قناعتهما بأن الإنسان هو محور كل تقدم حقيقي. وهذه القناعة لا تزال راسخة في فكر القيادة، مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
«اتفاقية الاتحاد»
فكرة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة ولدت بمبادرة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حاكم إمارة أبوظبي آنذاك، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، حاكم دبي آنذاك، ولتحويل الفكرة إلى واقع، عقد اجتماع في الثامن عشر من فبراير عام 1968 في منطقة السميح الواقعة على الحدود بين أبوظبي ودبي، ووقعا على اتفاقية تجمع إمارتي أبوظبي ودبي عرفت ب«اتفاقية الاتحاد» التي تعتبر الخطوة الأولى لتأسيس الدولة، وشعلة الاتحاد. «اتفاقية الاتحاد» ترجمت استشراف كل من الشيخ زايد والشيخ راشد، رحمهما الله، للمستقبل، خاصة أنها نصّت على دمج الإمارتين في اتحاد واحد، والمشاركة معاً في أداء الشؤون الخارجية والدفاع والأمن والخدمات الاجتماعية، وتبنّي سياسة مشتركة لشؤون الهجرة.
وبعدها، أبدى كل من الشيخ زايد والشيخ راشد، رحمهما الله، رغبتهما في تعزيز الاتحاد واهتمامهما بتقويمه، لذا قاما بدعوة حكام كل من إمارة الشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة، إلى مفاوضات تكوين الاتحاد، وهو ما تحقق بعقد مؤتمر دستوري، بحضور الحكام في الفترة من 25 إلى 27 فبراير من عام 1968، واستمرت الاجتماعات لمدة 3 سنوات ما بين مفاوضات ومناقشات ومحاولات قيام الاتحاد، وتضمنت تلك الفترة: اجتماعات عدّة على مستويات مختلفة من السلطة، والاتفاق على القضايا الرئيسية في اجتماعات المجلس الأعلى للحكّام، الذي يتكوّن من حكام الإمارات، ومناقشات بين نواب الحكام تتعلّق بتعيين الإداريين من تلك الإمارات ومستشارين من الخارج.
وفي عيد الاتحاد 2024، ضرب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، موعداً جديداً مع القصيد، في حضرة الوطن وذكرى الاتحاد، تلك اللحظات التي لا تنسى في تاريخ المنطقة كلها حدثاً فريداً، عندما ارتفع علم الإمارات خفاقاً بين الأمم عام 1971، وحكاية الاتحاد قصة متعددة الفصول، فكان لا بد أن تحضر القصائد في مثل هذا اليوم المبارك، ليشدو صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بعيد الاتحاد ال53، ويصيغ المعاني القريبة والبعيدة، ليشكل أبياتاً ملحمية حافلة بالمشاهد والصور وتحمل الحكمة والعبر.يرسم صاحب السموّ في مستهل القصيدة لوحة متعددة الألوان والأبعاد، حيث يبدأ مشوارها بتثبيت حقيقة لا جدال فيها، وهي أن الاتحاد بين إمارات الدولة يقوى في كل يوم وتتثبت أركانه ويستطيل بنيانه، ويرسخ في منعة وقوة، ولا عجب في ذلك، فبنيان الاتحاد قد وضع لبنته الأولى جيل المؤسسين من «أهل العزوم الغانمين»، أي الذين عرفوا بالعزم، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، فكان النجاح والمغنم هما حصادهم، وظلت راية الوطن والاتحاد مرفوعة تعانق السماء يذود عنها قادة البلاد وحماتها المخلصون، وهي المسيرة التي بدأت مع المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، الذي رفع راية الوطن الخفاقة إلى أن تسلّمها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، جيلاً بعد جيل وتلك الراية عالية في شموخ وكبرياء وعزة.وتلك المعاني التي حملها ذلك الاستهلال البديع للقصيدة وجاء فيه:
كلّْ يومْ يمرّْ يقوىَ الاتحادْ
لي بنوهْ أهلْ العزومْ الغانمينْ
ورايةْ الأمجادْ مرفوعَة بحيادْ
في السما يحمي حماها المخلصينْ
إبتدَتْ في كفّْ زايدْ باعتمادْ
وانتهَتْ في كفّْ وضّاحْ الجبينْ
وبعد ذلك ينتقل إلى الحديث عن الدولة في عصرها الجديد المجيد تحت قيادة رئيس الدولة، الذي زادها رفعة ومجداً وأمناً وقوة وبأساً، حيث تطورت الدولة وصارت في مصاف الأمم المتقدمة المزدهرة، وتنتقل من نجاح إلى نجاح جديد، وتمضي إلى الأمام بخطى ثابتة وعزم لا يلين، وهكذا يكون القائد الحقيقي هماماً مقداماً لا يأبه بالمصاعب والتحديات في سبيل رفعة الوطن والأمة جمعاء، فها هي الإمارات تحت ظل قيادته الكريمة تنعم بالرخاء وتشتهر بالعدل، ويصبح شعبها من ضمن الشعوب السعيدة في العالم، دينها الإسلام وعنه لا تحيد مع احترام لكل معتقدات الشعوب والثقافات الأخرى، فقد عرفت الدولة بكونها من ضمن البلدان التي تسعى إلى سلام العالم، ترفع مبدأ التسامح والتعاون وتعلي من قيمة الحوار بنهج وخط واضح، وتدعو إلى وحدة الصف والتآخي بين جميع الدول، وتقول أبيات القصيدة عن تلك المعاني الباذخة:
نعمْ بوخالدْ لها في الرّفعْ زادْ
لينْ صارتْ في حما أقوى يمينْ
دولتي بالعدلْ مشهورَة وكادْ
شعبها أسعَدْ شعوبْ العالمينْ
دينها الإسلامْ في طيبْ اعتقادْ
منْ بداياتْ الرسالة مسلمينْ
ونهجها واضِحْ ما تهوىَ الانفرادْ
دومْ تهوىَ وحدَةْ الصَّفْ الرّصينْ.
ثم تحمل القصيدة منعطفاً بديعاً، حين تتحدث أبياتها عن سر ذلك النجاح الكبير والتطور العظيم والازدهار المستمر والنجاحات التي لا تنقطع تلك التي حققتها الإمارات، ولعل كلمة السر في ذلك النجاح هو العمل الدؤوب والمستمر الذي لا يعرف الكسل ولا الكلل ولا يتسرب إليه الملل، في عزم أكيد وسعي مستمر من أجل رفعة الدولة، حتى قادها رئيس الدولة، حفظه الله، إلى المكانة التي تستحقها بين دول وشعوب العالم المتطور، فقد عُرف الإماراتيون بأنهم قوم يعلون قيمة العمل ولا يحبون الاستكانة فهم في حركة وسعي مستمر من أجل بناء الدولة التي ستظل حية.. حياة الخالدين، وتقول القصيدة عن تلك المعاني العظيمة:
العمَلْ فيها مقدَّسْ وبالرّشادْ
قادها محمدْ إلى الرِّكنْ الرِّكينْ
نحنْ ناسٍ ما يحبونْ الرّقادْ
دومْ نتحرَّكْ ونسعى جاهدينْ
لأجلْ هذا دولتي ماهي جمادْ
دولتي حيّة حياةْ الخالدينْ
ولئن كان الاستهلال بديعاً، فقد جاء الختام مسكاً، وهو يحمل زبدة القول وخلاصة المعاني، إذ يتخير صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، المفردات والكلمات ذات الدلالة القاطعة المبينة، وهي تحمل في طيّاتها الحكمة، ليصوغ خلاصة هي معمار بلاغي شاهق، فعيد الإمارات والاتحاد، هو عيد مختلف بين الأعياد، فهو عن حق وجدارة «عيد أمة كاملة دنيا ودين»، ويرسل سموّه التهاني في البيت الأخير بهذه المناسبة العظيمة بأبيات جديدة في ألفاظها ودلالاتها ومعانيها، ويرجو من الله تعالى التوفيق والعون من أجل أن تمضي المسيرة القاصدة، من دون توقف، وتقول أبيات الختام:
عيدها عيدٍ مميَّزْ في العيادْ
عيدْ أمَّة كاملِة دنيا ودينْ
بهْ أهنّيكمْ بأبياتٍ جِدادْ
وأسألْ اللهْ أنْ يوفقنا ويعينْ

يكفي العودْ جنبْ العودْ

انتشرت في احتفالات عيد الاتحاد 2024، أغنية «زايد وراشد»، من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتحديداً في قصيدة «الشعب والقايد»، لتكون بمثابة ملحمة شعرية ملهمة توثّق مآثر ومناقب القائدين المؤسسين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، ودورهما الرئيسي في قيام الاتحاد.

يقول مطلع الأغنية:

تقابلْ زايدْ وراشدْ ويكفي العودْ جنبْ العودْ

ولأجلهم خَلَّصْ التَّاريخْ حِبرهْ وريشْ جنحانِهْ

وأنا شاهدْ وأشاهدْ مَرجلهْ وعزْ وصنايعْ جودْ

وكانْ المجدْ يبتسمْ وهمْ يبنونْ بنيانهْ

أما المقطع الغنائي الأول فيقول:

ترى الرايهْ على الغايهْ رضايفْ حبلها مشدودْ

ترفرفْ في سما العليا بحفظ الرَّبْ سبحانهْ

رفعها لأجلنا زايدْ أبونا الفارسْ المَعدودْ

وروحَهْ بيننا حَيِّهْ ولوْ هو غابْ جِثمانهْ

تقابلْ زايدْ وراشدْ ويكفي العودْ جنبْ العودْ

ولأجلهم خَلَّصْ التَّاريخْ حِبرهْ وريشْ جنحانِهْ

وأنا شاهدْ وأشاهدْ مَرجلهْ وعزْ وصنايعْ جودْ

وكانْ المجدْ يبتسمْ وهمْ يبنونْ بنيانهْ

ويقول المقطع الغنائي الثاني:

بديناها البدايهْ صَحْ منهجْ واضحْ ومَفنودْ

وحوَّلنا الصَّحاري ريفْ جنَّاتهْ وريحانهْ

وبنينا في البحرْ بنيانْ عالي وراسخْ ومسنودْ

وكتبنا فوقْ وجهْ الما بيوتْ الشِّعرْ وأوزانهْ

وشعبْ بلادنا وافي لدولتنا ومسيرهْ صعودْ

إلى العليا وعلى النايفْ بشبانهْ وشيبانهْ

وأشوفهْ في وجوهْ أطفالنا وصغيرنا والعودْ

منْ أصغرْ واحدْ ف شعبي لمكتومهْ ونِهَيَّانهْ

مقالات مشابهة

  • ابتسام البدواوي: محمد بن راشد يقود مسيرة الإنجاز والعطاء
  • أحمد بن سعيد: رؤية محمد بن راشد أساس نجاح دبي
  • محمد بن زايد ومحمد بن راشد.. رفقة درب من عمر الوطن
  • إمارات التقدّم في مسار زايد وراشد
  • إمارات التقدّم في مسارزايد وراشد
  • محمد بن راشد.. مدرسة فكرية ملهمة
  • محمد بن راشد: حمدان وزيراً للدفاع.. عضداً وسنداً
  • محمد بن راشد: مكتوم بن محمد يقود ملف دبي المالي بكل اقتدار
  • ذكرى مولد المؤلف والملحن السوري عبدالغني الشيخ
  • تصريح معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، بمناسبة الذكرى الـ 19 لتولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، مقاليد الحكم في إمارة دبي