الهجوم "الحوثي" جنوبي السعودية.. نهاية محادثات وقف حرب اليمن؟
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
يشهد اليمن حربا أهلية منذ ثماني سنوات، بعد طرد الحوثيين الحكومة المعترف بها دوليا من العاصمة صنعاء عام 2014
بعدما أعلنت المنامة الاثنين أنّ ضابطاً وجندياً بحرينيين قُتلا وأصيب عدد آخر في هجوم شنّته طائرات مسيّرة حوثية، على الحدود الجنوبية للسعودية، تسارعت الإدانات الدولية للهجوم والدعوة إلى ضبط النفس اليوم الثلاثاء (26 سبتمبر/ أيلول 2023).
إدانات عربية للهجوم على الجنود
مختارات محادثات في الرياض بين الحوثيين والسعودية.. على طريق السلام في اليمن؟ السعودية والإمارات ـ صراع خفي على النفوذ والزعامة في المنطقة؟ السلطات اليمنية تحدد هوية المشتبه فيه بقتل موظف أممي السودان: ترحيب سعودي أمريكي بتمديد الهدنة لخمسة أيام خبراء: آمال مبالغ فيها حيال نتائج مباحثات السلام اليمنيةوأدان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في حرب اليمن، الهجوم وقال إنه جاء في أعقاب هجمات أخرى لجماعة الحوثي على محطة توزيع للطاقة الكهربائية ومركز للشرطة قرب الحدود. وقال العميد الركن تركي المالكي المتحدث باسم قوات التحالف "مثل هذه الأعمال العدائية والاستفزازية المتكررة لا تنسجم مع الجهود الإيجابية التي يتم بذلها سعيا لإنهاء الأزمة والوصول لحل سياسي شامل".
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن "إدانة واستنكار ... للهجوم الغادر الذي تعرّضت له قوة دفاع مملكة البحرين الشقيقة"، على ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية الثلاثاء.
وتشارك مملكة البحرين المجاورة للمملكة العربية السعودية، في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض منذ العام 2015 دعماً للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ضدّ المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران. وتدخلت الرياض والإمارات في الحرب الأهلية في اليمن بعد أن اجتاح الحوثيون العاصمة صنعاء وأقصوا الحكومة المعترف بها دوليا عام 2014.
ولم تحدّد السلطات السعودية منفّذي هذا الهجوم الذي يأتي بعد أيام قليلة من مباحثات سلام في الرياض مع مسؤولين حوثيين وصفها الطرفان بأنها "إيجابية".
وتركز محادثات السلام على إعادة الفتح الكامل للموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء ودفع أجور الموظفين الحكوميين وجهود إعادة البناء ووضع جدول زمني لمغادرة القوات الأجنبية.
ونعم اليمن بعام هادئ نسبيا مع اكتساب المفاوضات في الرياض زخما. واجتمع المسؤولون السعوديون والحوثيون لخمسة أيام في الرياض ومن المقرر أن يجتمعوا مرة أخرى.
وقالت الإمارات إن الهجوم على القوات البحرينية يمثل استخفافا بجميع القوانين والأعراف الدولية "مما يتطلب ردا رادعا".
ولم يعلّق الحوثيون على الهجوم.
الأمم المتحدة تدعو لضبط النفس
ومن جهته نعى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط العسكريين البحريين، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى الذين أصيبوا في الهجوم، وفق بيان صحفي اليوم الثلاثاء . وحمل أبو الغيط مسؤولية "استمرار معاناة اليمنيين للطرف الحوثي الذي يُمعن في رفض كل نداءات السلام ويُصر على مواصلة نهج العنف والتخريب".
وحث المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ الجانبين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، قائلًا الثلاثاء "إن استمرار اندلاع القتال يبرهن هشاشة الوضع في اليمن". وأضاف "إن أي تجدد للتصعيد العسكري الهجومي يمكن أن يجر اليمن مجددًا إلى دائرة من العنف وأن يقوض جهود السلام الجارية". وتابع "تواصلنا مع الجميع للحث على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في هذا الوقت الحرج، واستخدام الحوار لحل الخلافات ولتخفيف التوترات العسكرية". وقال غروندبرغ إن التوترات العسكرية على الحدود اليمنية أدت إلى سقوط ضحايا من بينهم مدنيون خلال الأشهر الماضية.
الحوثيون: "خروقات" التحالف لم تتوقف
ولم يعلّق الحوثيون على الهجوم، لكن المتحدث باسم جماعة "أنصار الله" الحوثية محمد عبد السلام قال إن قوات التحالف قتلت 12 جنديا حوثيا خلال الشهر الماضي على الحدود بين البلدين. وقال لرويترز "نشدد على أهمية الدخول في مرحلة السلام الجاد وصولا الى تثبيت الوضع العسكري بالكامل بحيث تتوقف الخروقات من جميع الأطراف وتتحقق متطلبات السلام الشامل والعادل".
وتسبّب النزاع في اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف وبأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة، وجعل 80 بالمئة من السكان يعتمدون على المساعدات.
شهدت اليمن التي تعدّ أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، والتي دمّرتها سنوات من الحرب، هدوءاً نسبياً منذ دخول الهدنةحيّز التنفيذ في أبريل/ نيسان 2022 تحت رعاية الأمم المتحدة، رغم أنّه لم يتم تمديدها رسمياً عند انتهاء مدتها في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.
ص.ش/ع.ج.م (رويترز، د ب أ، أ ف ب)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: حرب اليمن الجامعة العربية جماعة الحوثي الحدود اليمنية السعودية الهدنة في اليمن مفاوضات السلام دويتشه فيله حرب اليمن الجامعة العربية جماعة الحوثي الحدود اليمنية السعودية الهدنة في اليمن مفاوضات السلام دويتشه فيله فی الریاض فی الیمن
إقرأ أيضاً:
عملياتُ اليمن البحرية .. لا نهايةَ في الأفق
يمانيون../
زخمُ عمليات الإسناد اليمنية البحرية لقطاع غزة، وَما تحقّق من نتائجَ وتترك من آثار يتصدّر صفحات مراكز الدراسات والصحافة الإقليمية والدولية، صحيفة “ذا ناشيونال” قدمت حصادَ أكثر من عام من تصاعد هذه العمليات دون نهاية في الأفق مع حلول عام 2025م.
يصفُ تقريرُ الصحيفة عملية احتجاز السفينة جلاكسي ليدر بالهجوم الافتتاحي المُذهل، أرسل موجات صدمة عبر صناعة الشحن، قبيل أن يقعَ 297 هجوماً بحسب أرقام منظمة ACLED حتى تاريخ الـ 18 من نوفمبر الماضي، مع تنوّع السفن المستهدَفة بما فيها الحربية.
تنقُلُ الصحيفةُ عن خبراءَ ومختصين تأكيدَهم تطوُّر تكتيكات العمليات منذ بدئها وَعلى مدار عام من المواجهة دون هوادة مع أكثر الجيوش تطوراً في العالم..
كما تتوقَّفُ الصحيفةُ عند تطور الأسلحة المستخدَمة في العمليات باستمرار وتنوعها بداية من أجهزة الرصد والإشارات الإلكترونية من السفن نفسها وُصُـولًا إلى الطائرات بدون طيار والصواريخ..
في هذا السياق يؤكّـد الأميرال فاسيليوس جريباريس في البحرية اليونانية، أن “اليمنيين أثبتوا قدرتهم على تكييف التكنولوجيا للسماح لهم بتوجيه الصواريخ نحو أهدافهم باستخدام نظام التعريف التلقائي وَأَيْـضًا بأجهزة أُخرى تُساعد في توجيه أسلحتهم مباشرة إلى السفن المراد استهدافها”.
جوشوا هاتشينسون، المدير الإداري للاستخبارات وَالمخاطر في شركة أمبري البحرية، يوضح لصحيفة ذا ناشيونال، أن “التكنولوجيا المُتَّبعة يمنيًّا في تحديدِ السفن تسمحُ بالاشتباك في المِيْلِ الأخير مع الهدف”.
هاتشينسون، يشدِّدُ على أن استخدام هذه التكنولوجيا في الهجمات على السفن يجعل من الصعب للغاية على السفينة المُستهدفة اتِّخاذ إجراءات مراوغة، ويؤكّـد أن “السفن المرغوب في مهاجمتها هي ما تديره الولايات المتحدة أَو المملكة المتحدة أَو “إسرائيل” أَو السفن التابعة لها”.
ويُفصل أكثر بقوله “الحوثيون واضحون للغاية بشأن من يستهدفون وأي شخص يقع خارج هذا النطاق يُسمح له بالمرور عبر البحر الأحمر”.
تنقل الصحيفة مزاعم المجموعة الأُورُوبية المُنخرطة في حماية ملاحة العدوّ المُسماة “أسبايدس” حول نجاح “إيقاف تشغيل نظام التعريف الآلي في الحد من ضرب السفن” لكن المدير الإداري للاستخبارات وَالمخاطر في شركة أمبري البحرية يُكذب ذلك ويشدّد على “أن إيقاف تشغيل نظام تحديد الهُــويَّةِ التلقائي للسفن لا يعني أنها لن تكون مستهدَفة ولن تتعرض للإصابة”.
حرب المعلومات شكل آخر يراكم نجاح عمليات اليمن من جهة، ويظهر حرص ودقة القوات المسلحة على أن تكون البيئة البحرية آمنة أمام حركة الملاحة العالمية.
تورد الصحيفة نماذج تؤكّـد أن مختلف السفن تحت الرادار اليمني، في الأسابيع الماضية تلقى أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في إحدى شركات الشحن اليونانية، رسالة إلكترونية تحذر من أن إحدى سفن الشركة معرضة لخطر الهجوم وجاء في الرسالة أن السفينة رست في أحد موانئ فلسطين المحتلّة، وستكون مستهدفة بشكل مباشر من قبل القوات المسلحة اليمنية في أية منطقة تراها مناسبة.
ويدحض مختصون دعوى نجاح القوة النارية لكافة الجيوش المشاركة في حماية ملاحة العدوّ في التأثير على القدرات اليمنية، يقول ستافروس كارامبيريديس -رئيس مجموعة أبحاث النقل البحري في كلية بليموث للأعمال “الضربات الجوية الشاملة للولايات المتحدة وَالتحالف لا تحدث تأثيرًا كَبيرًا على “الحوثيين”.
وتحشد الصحيفة جملة شواهد تؤكّـد فشل أمريكا وَتحالفها، تبدأ مع استمرار مشغلي السفن ذات الصلة بالولايات المتحدة أَو المملكة المتحدة أَو “إسرائيل” بإعادة توجيه سفنهم حول رأس الرجاء الصالح.
وهي رحلة تضيف ما لا يقل عن 30 % من الوقت الإضافي وحوالي مليون دولار من تكاليف الوقود الإضافية لكل تحويل، وفقاً لحسابات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
شاهد آخر لاستمرار تأثير عمليات اليمن على الجهات المُستهدفة هو أن أقساط التأمين تصل إلى 2% على قيمة السفينة لعبور واحد في البحر الأحمر، بحسب لويز نيفيل -الرئيس التنفيذي للمملكة المتحدة لشؤون النقل البحري والشحن والخدمات اللوجستية لدى شركة مارش..
نيلز هاوبت من شركة هاباغ لويد، أكّـد أن “أقساطَ التأمين ما تزال مرتفعةً للغاية” وإن شركته تتكبد “واحدًا إلى سبعةٍ في المِئة من القيمة المؤمَّنة على السفينة لكل رحلة، إذَا وجدت بالفعل شركة تأمين تقبَلُ المخاطر”.
وَوسط تقلب شهية شركات التأمين يؤكّـد هاوبت أن شركته والعديد من المنافسين ما يزالون “يتجنبون البحر الأحمر ولا يعتقدون أن هذه المشكلة ستحل على المدى القريب” وعلى قاعدة مصائب قوم عند قوم فوائد، يؤكّـد هاتشينسون “أن صناعة الشحن التجاري جيدة للغاية بفعل مكاسب ارتفاع رسوم النقل وأقساط التأمين على الجهات المُستهدفة”.
وضمن شواهد تداعيات العمليات تذكر الصحيفة أن البيانات الصادرة هذا الشهر عن “بنك أوف أمريكا” تظهر أن الوضعَ في البحر الأحمر أَدَّى إلى ارتفاعِ الأسعار بأكثرَ من الضعف خلال العام 2024 بالرغم من زيادة صافية بنسبة 10 % في الأسطول العالمي.
هاتشينسون -المدير الإداري للاستخبارات والمخاطر في شركة أمبري البحرية البريطانية- يصفُ الوضعَ في البحر الأحمر بالنسبة للسفن المدرَجة يمنيًّا على قائمة الاستهداف بجُمَلٍ مُقتضبة متوالية تؤكّـدُ ثباتَه ساخِناً.
يقول هاتشينسون: “إنها انفجاراتٌ، إنها صواريخُ، إنه درامي” وسيبقى كذلك حتى يتنفس الغزيون الصعداء، هكذا يؤكّـد اليمن عن طريق أجنحته ويدِه الطولى.
المسيرة – عبدُالحميد الغُرباني