صفات النبي الجسدية حددتها أحاديث نبوية صحيحة، فكان رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  أحسن الناس في كل شيء‏، ‏ وقد تكلم أصحابه عن حسنه في الأحاديث المختلفة نذكر منها‏:‏ ما وصفه به أصحابه رضي الله عنهم إذ قالوا‏: (‏فقد كان النبي  -صلى الله عليه وسلم-  أحسن الناس وجها‏،  وأحسنهم خلقا‏، ‏ ليس بالطويل البائن‏، ‏ ولا بالقصير‏)‏ أخرجه السيوطي في الجامع الصغير وكان النبي  -صلى الله عليه وسلم-  إذا سر استنار وجهه‏، ‏ حتى كأن وجهه  -صلى الله عليه وسلم-  قطعة قمر‏.

(أخرجه البخاري ومسلم‏)‏ كان وجه النبي  -صلى الله عليه وسلم-  مثل الشمس والقمر وكان مستديرا (أخرجه مسلم)‏.‏

 

ما هي صفات النبي محمد في القرآن؟ صفات النبي محمد الجسدية والخلقية، قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم- مقامًا عند ربه عظيم، وقدرًا جليلًا، فاق كل الخلائق أجمعين، فهو سيد ولد آدم، بل هو سيد الأكوان وصفوتها، وهو خير من الملائكة، وخير من العرش، ولا يعرف حقيقته وعظيم قدره إلا خالقه -سبحانه وتعالى-.

 


وأضاف « جمعة» في فتوى له، أن الله - سبحانه- خصه بمزايا عديدة، ونوع أشكال المدح له، وذكره في قرآنه بـ أجل الصفات، فوصفه ربنا بالرحمة فقال: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ»، وقال: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ». 

 

وتابع: فقال -تعالى-: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا»، وقال -سبحانه- : «يَا أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ». وواصل المفتي السابق أن الله أثني على أخلاقه فقال -تعالى- : «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، وكما أخبر هو بنفسه  -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فقال : «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، [أحمد والبيهقي والحاكم في المستدرك ومالك في الموطأ].

 

وأوضح أن الله فضله على الأنبياء قبله في النداء، فالناظر في القرآن الكريم يرى أن الله قد نادى الأنبياء -عليهم السلام- قبله بأسمائهم المجردة، فقال- تعالى -: «يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ» وقال: «يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا»، وقال -سبحانه- : «يَا مُوسَى  إِنِّي أَنَا رَبُّكَ»، وقال-تعالى -: «يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ»، وقال أيضًا: «يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ».

 

وأكمل: أما نبينا - عليه الصلاة والسلام- فما ناداه الله- تعالى- في كتابه العزيز باسمه مجردًا قط، بل كان دائما يناديه بقوله : «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ»، أو «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ»، أو «يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ»، أو «يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ». وأردف: النبي - صلى الله عليه وسلم- يستحق تلك المكانة التي جعلها الله له، ويستحق أن نحبه بكل قلوبنا، فهو الذي كان يتحمل الأذى من أجلنا، ولا يخفى ما يؤثر من حلمه واحتماله الأذى، وإن كل حليم قد عرفت منه زلة، وحفظت عنه هفوة، وهو - عليه الصلاة والسلام- لا يزيد مع كثرة الأذى إلا صبرا، وعلى إسراف الجاهل إلا حلما. 

اسم الرسول كامل ونسبه وأشهر أسمائه.. و10 معجزات حدثت يوم المولد النبوي كيف عالج النبي الحمى والآلام؟ ضع يدك مكان الألم وردد 15 كلمة للشفاء العاجل المولد النبوي الشريف.. هل احتفل به صحابة رسول الله؟..الإفتاء ترد بـ5 حقائق دعاء ليلة المولد النبوى يفتح الأبواب المغلقة ويفك كربك المولد النبوي الشريف .. كيف احتفل الرسول بيوم مولده؟ هل حلاوة المولد النبوي الشريف بدعة.. ولماذا يحتفل بها المصريون؟ الإفتاء تجيب

ما هي صفات النبي الخلقية والجسمية؟

حدد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، صفات النبي محمد الجسدية والخلقية، مؤكدًا أن الله تعالى زكى نبيه صلى الله عليه وسلم تزكية كاملة، ظاهرًا وباطنًا: زكى باطنه وطهره من الشرك والكفر، وزكى ظاهره فجعله في أبهى صورة وأجملها.وأضاف «مركز الأزهر» عبر صفحته بـ«فيسبوك»، أن الصحابة وصفوا لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفصلوا وأجملوا في وصفه، فوصفوا وجهه وأنفه وجبينه وحاجبيه، حتى مشيته وهيئة جلوسه ووقوفه

 

حُسْنُ صورتِهِ وكمالُ خِلقتِهِ 

 

أوضح: كان سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسنَ الناس صورة، وأتمَّهم خلقة، وأجملهم هيئة، لَمْ يُرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ -صلى الله عليه وسلم-؛ فعن سيدنا الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- رَجِلًا، مَرْبُوعًا، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، عَظِيمَ الْجُمَّةِ إِلَىٰ شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ الْيُسْرَىٰ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ» متفق عليه.

 

وأفاد: ومعنىٰ رجِلًا: بكسر الجيم صفة للشَّعر، أي: في شعره تَثَنٍّ قليلٌ، ليس شديدَ الاسترسال، ولا شديدَ التَّجَعُّد، وخير الأمور أوسطها، ومعنىٰ مربوعًا: أي متوسطًا بين الطول والقِصَر، و«بعيد ما بين المنكبين»: أي عريض أعلىٰ الظهر، و«الجُمَّة»: بضم الجيم وتشديد الميم المفتوحة، وهي ما سقط من شعر الرأس ووصل إلىٰ المنكبين، و«الحُلَّة»: ثوبٌ له ظهارة وبطانة، أو ثوبان: رداء وإزار.

 

واستدل بما روي عَنْ سيدنا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: «لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، ضَخْمُ الرَّأْسِ، ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ، طَوِيلُ الْمَسْرُبَةِ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ -صلى الله عليه وسلم-» أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح.وواصل: ومعنىٰ شَثْن: أي ممتليء الأصابع، و«ضخم الرأس»: بما يتناسب مع جسده الشريف -صلى الله عليه وسلم-، و«الكراديس»: رؤوس العظام أو مجتمعها كالركبة والمنكب، والمَسْرُبَة: الشَّعر الدقيق الذي يبدأ من الصدر وينتهي بالسُرَّة، ومعنىٰ تكفأ تكفؤًا كأنما ينحط من صبب: إشارة إلىٰ سرعته وهِمَّتِه كمن ينزل من منحدر ﷺ.

 

 

 صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم 

نوه الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بأن لرؤية جمال سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  أثرا كبيرا في ارتقاء الناس في الدنيا والآخرة‏،  فبرؤيته يرقى العبد في مراقي العبودية إلى الله مدارج لا يعلمها إلا الله‏،  ومن هذا ما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يسمى الصحابي بهذا الاسم إلا بلقائه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  واجتماعه بجسده الشريف‏،  وإن كان معه في عصره فقط لا يعتبر صحابيا‏.‏ فقد ارتفع الصحابة منزلة على رءوس العالمين بسبب اجتماعهم به -صلى الله عليه وسلم-  ‏،  ورؤيتهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-  والنظر إليه‏،  وكذلك كانت رؤية صورته الشريفة في المنام من أكبر منن الله على المسلم الصادق إذ يقول -صلى الله عليه وسلم-  من رآني في المنام فقد رآني ‏(أخرجه البخاري ومسلم).

 

وأوضح “ جمعة  ” عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه قد تعجب أصحابه من جمال النبي صلى الله عليه وسلم‏،  ومدح ذلك الجمال فيه -صلى الله عليه وسلم-  ‏،  فقد قال حسان بن ثابت‏:‏ (وأجمل منك لم تر قط عيني.. وأكمل منك لم تلد النساء.. خلقت مبرءا من كل عيب..  كأنك قد خلقت كما تشاء.. فكان هذا الجمال المغطى بالجلال‏،  والمكسو بجميل الخصال وحميد الخلال سببا في دخول الإيمان قلب كل صادق غير متبع لهوى‏.، منوهًا بأنه كان أصحابه يعظمونه ويهابونه ويقومون لهذا الجمال والجلال تأدبا منهم‏،  وعجزوا عن ترك القيام برغم أن النبي -صلى الله عليه وسلم-  نهاهم عن ذلك القيام أخرجه أبو داود في سننه لشدة جماله وبهائه -صلى الله عليه وسلم-  فقال حسان‏: ( قيامي للحبيب علي فرض.. وترك الفرض ما هو مستقيم.. عجبت لمن له عقل وفهم.. ويرى ذاك الجمال ولا يقوم).

وأضاف أن رؤية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  تحتاج إلى تصوره وتخيله‏، وهذا لا يكون إلا إذا علمت أوصافه وشمائله‏، ولم يصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  كثيرون لما كان يعلوه -صلى الله عليه وسلم-  من الجلال‏،  فكانوا لا يستطيعون النظر إلى وجهه الكريم‏،  فقد وصفته أم معبد‏،  وهند بن أبي هالة‏،  وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم‏،  فأما حديث أم معبد فتقول‏:‏ رأيت رجلا ظاهر الوضاءة –ظاهر الجمال-‏،  أبلج الوجه -مشرق الوجه- ، لم تعبه نحلة -نحول الجسم-، ولم تزر به صعلة -والصعلة صغر الرأس‏،  وخفة البدن ونحوله-، وسيم قسيم -حسن وضئ- ،في عينيه دعج -شدة السواد- ، وفي أشفاره وطف -طويل شعر الأجفان- ، وفي صوته صهل -بحة وحسن- ، وفي عنقه سطع –طول- ، وفي لحيته كثاثة -كثافة الشعر- .

وتابع:  أزج أقرن -حاجباه طويلان ورقيقان ومتصلان- ، إن صمت فعليه الوقار –إذا تكلم علته الرزانة والحلم-‏،  وإن تكلم سما –علا برأسه ، وارتفع بين جلسائه- ، وعلاه البهاء –يظهر عليه شدة الحسن من جلاله وعظمته-‏،  أجمل الناس وأبهاهم من بعيد‏, وأجلاهم وأحسنهم من قريب‏،  حلو المنطق‏ -كلامه حلو-،  فصل لا نزر ولا هذر -كلامه بيّن وسط ليس بالقليل ولا بالكثير بحيث لا يعطي المقصود ، ولا بالكثير بحيث يتجاوز المقصود‏-، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن‏ -كلامه محكم بليغ-،  ربعة لا تشنؤه من طول‏،  ولا تقتحمه عين من قصر -ربعة ليس بالطويل البائن ولا القصير- ، غصن بين غصنين‏، فهو أنضر الثلاثة منظرا‏،  وأحسنهم قدرا‏ .

واستطرد: إذا كان الرسول -صلى الله عليه وسلم-  بين اثنين يكون هو الأجمل-،  له رفقاء يحفون به -‏يحيطون به- ،  إن قال أنصتوا لقوله‏ -استمعوا-،  وإن أمر تبادروا لأمره‏ -استبقوا وسارعوا لتنفيذ أمره-،  محشود محفود –أصحابه يجتمعون عليه ، ويخدمونه ، ويسرعون في طاعته- ، لا عابس - غير عابس الوجه‏- ولا مفند –الذي لا فائدة في كلامه-، وكلامه خال من الخرافة‏ (‏رواه الطبراني في الكبير‏).‏ وفيما يلي نذكر تفاصيل حسنه -صلى الله عليه وسلم-  ووصف جسده‏،  كل جزئية بأثر خاص بها‏،  حتى نتخيل صورته الشريفة عسى الله أن يرزقنا رؤيتها في الدنيا والآخرة.

صفات النبي شكل النبي 

1- حسنه  -صلى الله عليه وسلم-  ‏:‏

كان رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  أحسن الناس في كل شيء‏، ‏ وقد تكلم أصحابه عن حسنه في الأحاديث المختلفة نذكر منها‏:‏ ما وصفه به أصحابه رضي الله عنهم إذ قالوا‏: (‏فقد كان النبي  -صلى الله عليه وسلم-  أحسن الناس وجها‏،  وأحسنهم خلقا‏، ‏ ليس بالطويل البائن‏، ‏ ولا بالقصير‏)‏ أخرجه السيوطي في الجامع الصغير وكان النبي  -صلى الله عليه وسلم-  إذا سر استنار وجهه‏، ‏ حتى كأن وجهه  -صلى الله عليه وسلم-  قطعة قمر‏. (أخرجه البخاري ومسلم‏)‏ كان وجه النبي  -صلى الله عليه وسلم-  مثل الشمس والقمر وكان مستديرا (أخرجه مسلم)‏.‏

2- لونه  -صلى الله عليه وسلم-  ‏:‏
كان رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  أبيض اللون أزهر‏، ‏ حسن الوجه‏، ‏ وقد ثبت في صحيح سنته ذلك‏، ‏ فد ورد في وصف أصحابه رضي الله عنهم له أنه كان النبي  -صلى الله عليه وسلم-  أبيض مليح الوجه (أخرجه مسلم) كان النبي  -صلى الله عليه وسلم-  أزهر اللون أبيض مشرب بحمرة (‏أخرجه البخاري ومسلم‏).‏

3- وجهه  -صلى الله عليه وسلم-  ‏:

‏وكان وجهه  -صلى الله عليه وسلم-  كالقمر يتلألأ كما ذكر هند بن أبي هالة رضي الله عنه وغيره حيث قال‏:‏ كان النبي  -صلى الله عليه وسلم-  فخما مفخما‏، ‏ يتلألأ وجهه كتلألؤ القمر ليلة البدر‏ (أخرجه البخاري ومسلم‏)‏ كان رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  إذا سر استنار وجهه‏، ‏ حتى كأن وجهه قطعة قمر ‏(أخرجه البخاري ومسلم‏)‏ كان وجه رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  مثل الشمس والقمر مستديرا‏ (أخرجه مسلم‏).

صفات النبي محمد 

 

4- عيناه  -صلى الله عليه وسلم-  ‏:‏

كان  -صلى الله عليه وسلم-  جميل العينين‏، ‏ متسعتان‏، ‏ وقد ذكر ذلك سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  ‏، ‏ عظيم العينين‏، ‏ أهدب الأشفار‏، ‏ مشرب العينين بحمرة‏، ‏ كث اللحية ‏(رواه الإمام أحمد والبزار في مسنديهما‏)، ‏ وقال جابر بن سمرة رضي الله عنه‏:‏ كان رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  ضليع الفم –أي واسع الفم-‏، ‏ أشكل العينين‏، ‏ -أي طويل شق العينين- منهوس العقب –أي قليل لحم العقب-‏ (رواه مسلم ، والترمذي‏)‏ وقال علي رضي الله عنه‏:‏ كان في الوجه تدوير‏، ‏ أبيض‏، ‏ أدعج العينين‏، ‏ أهدب الأشفار ‏(رواه الترمذي في الشمائل المحمدية وفي الجامع‏، ‏ وابن أبي شيبة في مصنفه‏)

 

 

 

 

5- أشفاره صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏

ويقصد بأشفاره صلى الله عليه وآله وسلم ما يعرفه الناس بلفظ ‏(رموش العين‏)، ‏ وكانت أشفاره صلى الله عليه وآله وسلم طويلة وجميلة المنظر كما وصفه أصحابه رضي الله عنهم فقد ثبت في وصفه في السنة أنه‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏، ‏ عظيم العينين‏، ‏ أهدب الأشفار‏، ‏ مشرب العينين بحمرة‏، ‏ كث اللحية ‏(رواه الإمام أحمد والبزار في مسنديهما‏).

‏6- فمه صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏

كان صلى الله عليه وآله وسلم عظيم الفم‏، ‏ فكان فمه كبيرا متناسقا مع وجهه صلى الله عليه وآله وسلم‏، ‏ وثبت ذلك في الآثار المروية في سنته الشريفة‏،  ففي جزء الحديث الذي يرويه شعبة‏، ‏ عن سماك بن حرب‏، ‏ عن جابر بن سمرة رضي الله عنه‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضليع الفم‏..‏ قال شعبة‏:‏ قلت لسماك‏:‏ ما ضليع الفم؟ قال‏:‏ عظيم الفم ‏(أخرجه مسلم في صحيحه‏).

7- أسنانه صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏

كانت أسنان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيضاء رقيقة ليست بالغليظة‏، ‏ وكان بين أسنانه صلى الله عليه وآله وسلم انفراج يضفي جمالا على بياضها‏، ‏ فإذا تكلم صلى الله عليه وآله وسلم وكأن النور يخرج من فمه الشريف‏، ‏ وثبت ذلك الوصف كذلك في سنته في وصف أصحابه رضي الله عنهم له‏، ‏ فثبت أنه: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشنب مفلج الأسنان ‏(رواه الترمذي في الشمائل‏)، ‏ والفلج‏:‏ هو انفراج ما بين الأسنان‏، ‏ والأشنب‏:‏ هو الذي أسنانه بيضاء رقيقة‏، ‏ وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفلج الثنيتين‏، ‏ إذا تكلم رؤي كالنور يخرج من بين ثناياه ‏(رواه الدارمي في سننه وعنه الترمذي في الشمائل‏).‏

8- أنفه صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏

وكان صلى الله عليه وآله وسلم أقنى الأنف أي أن أنفه لها ارتفاع ليست منبطحة على الوجه‏، ‏ وكان هذا الارتفاع مع دقة في طولها‏، ‏ في مظهر رائع متناسق مع جمال وجهه وصورته صلى الله عليه وسلم‏، ‏ وثبت ذلك في وصفه في السنة الشريفة فقد ثبت في حديث هند بن أبي هالة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان‏:‏ أقنى العرنين‏، ‏ له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم‏ (الأنف يكون فيه دقة مع ارتفاع في قصبته‏) (رواه الترمذي في الشمائل‏).‏ 

9- خده صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏

كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبيض الخد وسهل الخدين وفي بياضهما حمرة‏، ‏ وقد ثبت وصف خده كذلك في سنته الشريفة كما ذكر هند بن أبي هالة وغيره أنه‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سهل الخدين ‏(رواه الترمذي في الشمائل‏)، ‏ وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبيض اللون‏، ‏ مشربا بحمرة‏، ‏ دعج العين‏، ‏ سبط الشعر‏، ‏ كث اللحية‏، ‏ سهل الخد ‏(رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى).‏

‏10- جبينه صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ 

وكان صلى الله عليه وآله وسلم واسع الجبهة والجبين وكأن الشمس تجري في جبهته الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم‏، ‏ وذلك عين ما وصفه به أصحابه رضي الله عنهم فقد ثبت عنهم في وصفهم له أنه‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واسع الجبين ‏(‏رواه الترمذي في الشمائل‏).
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صفات النبي النبي کان رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم صلى الله علیه وسلم المولد النبوی کان النبی أن الله فی وصفه ذلک فی

إقرأ أيضاً:

كشف الستار عن حالة ظَفَارِ للشيخ عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط (46)

 

 

تحقيق: ناصر أبوعون

يقول الشَّيخُ القاضِي الأجَلّ عِيَسى بِنْ صَالِحٍ بِنْ عَامِرٍ الطَّائِيُّ: [("الْاحْتِفَالُ بِمَوْلِدِ النَّبِي (صلى الله عليه وسلم) بِـ(ظَفَارِ)". وَفَي لَيْلَةِ اِثْنَا عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَبِيْعٍ الْأَوَّلِ الْمُبَارَكِ، أَمَرَ السُّلْطَانُ بِتَزْيِيْنِ حِصْنِ ظَفَارِ وَمَا حَوْلَهُ بِالْأَعْلَامِ، وَأَغْصَانِ الْأَشْجَارِ الْخَضْرَاءِ؛ اِسْتِبْشَارًا وَسُرُورًا بِطُلُوْعِ شَمْسِ الرِّسَالَةِ، وَبُزُوْغِ النُّوْرِ النَّبَوِيّ مِنْ سَمَاءِ الْفَضْلِ وَالْكَمَالِ فَخْرِ الْكَائِنَاتِ نَبِيِّنَا الْهَادِي إِلَى أَقْوَمِ سَبِيْلٍ بِأَوْضَحِ دَلِيْلٍ مُحَمَّدٍ بِنِ عَبْدِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم). فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْبِلَادِ جَمِيْعًا بِالْحِصْنِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَقُرِأَتْ قِصَّةُ الْمَوْلِدِ الشَّرِيْفِ)].

...

لطائف ليلة 12 من ربيع الأول

يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(الْاحْتِفَالُ بِمَوْلِدِ النَّبِي (صلى الله عليه وسلم) بِـ(ظَفَارِ) وَفَي لَيْلَةِ اِثْنَا عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَبِيْعٍ الْأَوَّلِ الْمُبَارَكِ]

[(الْاحْتِفَالُ)] مصدر من الفعل الخماسي اللازم (احتفل)، ومعناه: (اجتمع الناس واحتشدوا)، وشاهده اللغويّ نقرأه في قول الزِّبْرِقان بن بدر الفزاريّ التميميّ: [أَتَيْنَاكَ كَيْمَا يَعْلَمَ النَّاسُ فَضْلَنَا/ إِذَا (اِحْتَفَلُوا) عِنْدَ اِحْتِضَارِ الْمَوَاسِمِ(01)] بِـ[(مَوْلِدِ النَّبِي)]، وكلمة (الْمَوْلِد) اسم زمان، والجمع (مَوَالِد)، ومعناه: زمان ولادة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وشاهده اللغويّ نقرأه في قول مجمع بن هلال البكريّ: [مَضَتْ مِئَةٌ مِنْ مَوْلِدِي، فَنَضَوْتُهَا/ وَخَمْسٌ تِبَاعٌ بَعْدَ ذَاكَ، وَأَرْبَعُ(02)]. [(وَفَي لَيْلَةِ)] كلمة (ليلة) زمن كان يتعامل به العرب منذ بدأ التأريخ، فمع غروب الشمس ينتهي اليوم، وتبدأ (الليلة) وهي تابعة لليوم الجديد الذي يليها، فيُقال:(مولد النبي ليلة يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول)؛ حيث غربت شمس يوم الأحد، وبدأت ليلة ميلاد النبي(صلى الله عليه وسلم) المباركة واستمر زمنُها حتى طلوع فجر الإثنين. ونقرأ شاهدها اللغويّ الدالّ على زمنها في قول الله تعالى عن (ليلة القَدْر):{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(*) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(*) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ(*) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ(*) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ(*)}(03).[(لَيْلَةِ اِثْنَا عَشَرَ)]؛ أي التي صباحها يوم جديد هو يوم الثاني عشر من ربيع الأول. ومن اللطائف التي ذكرها العلماء عن العدد (12) أنّ مجموع حروف (لا إله إلا الله=12 حرفًا)، ومجموع حروف (محمد رسول الله= 12 حرفًا). وفي علم النحو يُسمى العدد 12 مُرَكَّبًا، ويُعرب العدد 2 إعراب المثنى، فيرفع بالألف وينصب ويجر بالياء، وأمّا العدد (10 عشرَ، أو عشرةَ) فتعرب عددًا مبنيًّا على فتح الجزء. [(مِنْ شَهْرِ رَبِيْعٍ الْأَوَّلِ)] وعن سبب تسميته بـ(ربيع) ذكر ابن كثير- رحمه الله- (ج2، ص:355) سبب هذه التسميات فقال: ذَكَرَ الشيخُ علم الدين السَّخاويّ في جُزءٍ جَمَعَه سمَّاه: (المشهور في أسماء الأيام والشهور)؛ أنّ شهر (ربيع الأول) سُمّي بذلك لـ(ارتباعهم) فيه والارتباع في لغة العرب (الإقامة) في (عِمَارة الرَّبْع) ويُجْمَع على (أَرْبِعَاء) كـ(نَصِيب)، و(أَنْصِبَاء) وعلى (أَرْبِعَة) كـ(رَغِيف) و(أَرْغِفَة).[(شهر ربيع [(الْمُبَارَكِ)]، كلمة (الْمُبَارَكِ) اسم مفعول، ومعناه في سياق الكلام يأتي على معنيين؛ أمّا معناه الأول، فهو (أنّ شهر ربيع مشمول بدوام الخير والنَّماء بمولد خاتم الأنبياء)، وشاهده اللغويّ نقرأه في قول سعيد بن قيس الفزاريّ: [لَعَمْرُكَ مَا حَسَّانُ يَوْمَ بَيَاضَةٍ/ وَلَا يَوْمَ قَوٍّ، بِالرَّشِيْدِ (الْمُبَارَكِ)(04)]، وأمّا المعنى الثاني لكلمة (المبارك)، فهو (المخصوص بالتعظيم والتقديس بمولد النبي الأمين سيد المرسلين)، ونقرأ شاهده اللغوي في قول الله تعالى:{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ (مُبَارَكًا) وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}(05)

حالة حصن ظفار ليلة مولد النبيّ

يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(أَمَرَ السُّلْطَانُ بِتَزْيِيْنِ حِصْنِ ظَفَارِ وَمَا حَوْلَهُ بِالْأَعْلَامِ، وَأَغْصَانِ الْأَشْجَارِ الْخَضْرَاءِ)]

[(أَمَرَ)] فعل متعدٍ بمعنى أنّ السلطان تيمور آل سعيد ألزم رجاله وحامية حصن ظفار بتزيينه احتفالًا بليلة مولد النبيّ محمد (صلى الله عليه وسلم). وشاهده اللغوي نقرأه في شعر مالك بن مُلالة الأرحبيّ الهَمْدانيّ، الذي يقول فيه: [(أَمَرْتُ) بِأَشْلَاءِ الِّلجَامِ فَأُحْدِثَتْ/ وَأَنْعَلْتُ خَيْلي فِي الْمَسِيْرِ حَدِيْدَا(06)]. بِـ(تَزْيِيْنِ) مصدر، وجمعه (تَزَايِين)، ومعناه: التحسين والتجميل، وشاهده نقرأه في شعر رَقَاش بنت مالك بن فهم الأزديّ في بيت شهير لها تقول فيه: [أَنْتَ زَوَّجْتَنِي، وَمَا كُنْتُ أَدْرِي/ وَأَتَانِي النِّسَاءُ لِلـ(تَزْيِين)(07)] بِـ[(الْأَعْلَامِ، وَأَغْصَانِ الْأَشْجَارِ)]. كلمة (الأعْلام)، و(عِلَام)، و(عُلْمان) جموعٌ، والمفرد (عَلَم) ومعناه (الراية)، ونقرأ شاهدها اللغوي في قول أبي طالب بن عبد المطلب: [هُوَ الرَّئِيْسُ الَّذِي لَا خَلْقَ يَقْدُمُهُ/ غَدَاةَ يَحْمِي عَنِ الْأَبْطَالِ بِـ(الْعَلَمِ)(08)]. وكلمة (أَغْصَانِ)، و(غُصُون)، و(أَغْصُن)، و(غِصَنَة) و(غِصْنة)، كلها جموع، والمفرد منها:(غُصْن)، وفي لغة أخرى(غُصُن)، ومعناه:ما تشعّب من ساق الشجرة. وشاهده نقرأه في قول هاشم بن عبد مناف القرشيّ: [يَا بَنِي قُصَيّ: أَنْتُمْ كَـ(غُصْنَي شَجَرَةٍ)، أَيُّهُمَا كُسِرَ أَوْحَشَ صَاحِبُه، وَالسَّيْفُ لَا يُصَانُ إِلَّا بِغِمْدِهِ(09)]

ليلة بزوغ القمر النبويّ

يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(اِسْتِبْشَارًا وَسُرُورًا بِطُلُوْعِ شَمْسِ الرِّسَالَةِ، وَبُزُوْغِ النُّوْرِ النَّبَوِيّ مِنْ سَمَاءِ الْفَضْلِ وَالْكَمَالِ فَخْرِ الْكَائِنَاتِ نَبِيِّنَا الْهَادِي إِلَى أَقْوَمِ سَبِيْلٍ بِأَوْضَحِ دَلِيْلٍ مُحَمَّدٍ بِنِ عَبْدِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)]

[(اِسْتِبْشَارًا)] مصدر من الفعل السداسي (استبشر) ومعناه: (فرحًا) بحلول ذكرى مولد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). والشاهد اللغوي فيها نقرأه في شعر عنترة بن شداد العبسيّ في بيت يخاطب فيه محبوبته: [يَا عَبْلُ، لا يَحْزُنْكِ بُعْدِي وَ(أبْشِرِي)/ بِسَلَامَتِي، وَ(اسْتَبْشِرِي) بِفِكَاكِي(10)]، وَ[(سُرُورًا)] مصدر من الفعل الثلاثي (سُرَّ)، ومعناه انبساط النفوس وفرحها احتفالا بمولد صاحب الخلق العظيم النبيّ محمد(صلى الله عليه وسلم). وشاهده اللغوي نقرأه في بيت للشاعر عَدِي بن زيد العِباديّ، يقول فيه: [وَلَمْ يَمْنَعْهُ تَدْبِيْرٌ وَحَزْمٌ/ مِنَ الْمَوْتِ الْمُنَغِّصِ لِلسُّرُورِ(11)].[(بِطُلُوْعِ شَمْسِ الرِّسَالَةِ)] العبارة فيها انزياح لغويّ، وكناية عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وفيها تشبيه ليوم مولده بالشمس التي بددت ظلام الجهالة وقشعت عتمة الوثنية برسالة الإسلام والسلام. و[(الرِّسَالَة)] مصطلح في علم أصول الدين، ومعناه: (وحي الله الذي يُبيِّن مُراده من خلقه)، وشاهده نقرأه في قول الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ ۘ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ}(12) وَ[(بُزُوْغِ النُّوْرِ النَّبَوِيّ)] وكلمة (النُّوْر) في هذا السياق لها ثلاثة معانٍ؛ فأمّا المعنى الأول فهو حقيقيّ، يتمثل فيما رأته السيدة آمنة بنت وهب من نور عندما وضعت رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، وشاهده الحديث النبويّ الذي رواه العرباض بن سارية، [قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): إنِّي عبدُ اللَّهِ وخاتمُ النَّبيِّينَ وإنَّ آدمَ لمنجدلٌ في طينتِهِ وسأخبرُكم عن ذلِكَ دعوةُ أبي إبراهيمَ، وبشارةُ عيسى لي، ورؤيا أمِّي الَّتي رأت. وإنَّ أمَّ رسولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) رأت حينَ وضعتْهُ نورًا أضاءت منه قصورُ الشَّامِ](13)، وأمّا المعنى الثاني فهو (القرآن- الحق المبين) وهو مجازيٌّ، وشاهده نقرأه في قول الله تعالى:{فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(14)، وأمّا المعنى الأخير لكلمة (النُّوْر) فهو فلسفيّ بمعنى (الجوهر الإلهيّ الذي مَنَّ الله به على رسوله ليتعلّم الأشياء على ما هي عليه)، ونقرأ شاهده في قول جابر بن حيان: [الْعِلْمُ نُوْرٌ، وَالْعَقْلُ نُوْرٌ، فَاْلعِلْمُ عَقْلٌ، والنُّوْرُ عَقْلٌ(15)] مِنْ [(سَمَاءِ الْفَضْلِ وَالْكَمَالِ)]؛ السماء هنا بمعنى (مصدر الوحي) لقوله الله تعالى:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}(16)ومعنى أنّ السماء مصدر الوحي ورد أيضا في قوله تعالى جلّ شأنه:{وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنْ الْجَاهِلِينَ}(17)، وتأكيد هذا المعنى جاء في حديثه (صلى الله عليه وسلم)، عن جابر بن عبد الله(أنَّهُ سَمِعَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقولُ: ثُمَّ فَتَرَ عَنِّي الوَحْيُ فَتْرَةً، فَبيْنَا أَنَا أَمْشِي، سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَلَ السَّمَاءِ، فَإِذَا المَلَكُ الذي جَاءَنِي بحِرَاءٍ، قَاعِدٌ علَى كُرْسِيٍّ بيْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ، فَجُئِثْتُ منه، حتَّى هَوَيْتُ إلى الأرْضِ، فَجِئْتُ أَهْلِي فَقُلتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ قُمْ فأنْذِرْ}[المدثر: 2] إلى قَوْلِهِ {وَالرُّجْزَ} [المدثر: 5] فَاهْجُرْ)(18)

صفات النبيّ محمد ونسبُه

يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(فَخْرِ الْكَائِنَاتِ نَبِيِّنَا الْهَادِي إِلَى أَقْوَمِ سَبِيْلٍ)].

[(الْهَادِي)] من أسماء النبيّ محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومعناه: المُرشد إلى الصواب، ومعناه أيضا: المُهتدي الذي استبان له الطريق الصحيح، وهو المخاطب من الله – جلَّ شأنه - في الآية: (52) من سورة الشورى:{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}، والمخاطب من الله – عزَّ وجلَّ- في الآية:(7) من سورة الرعد{إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}، وسمّى أبو بكر – رضي الله عنه - سيدَنا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) بـ(الهادي)؛ كما في حديث الهجرة عن أنس بن مالك: (لمَّا هاجَرَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) كان رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) يركَبُ وأبو بكْرٍ رَديفُه، وكان أبو بكْرٍ يعرِفُ في الطريقِ لاختلافِه إلى الشَّامِ، وكان يَمُرُّ بالقومِ فيقولونَ: مَن هذا بين يدَيْكَ يا أبا بكْرٍ؟ فيقولُ: هادٍ يَهْديني...)(19)،[(بِأَوْضَحِ دَلِيْلٍ مُحَمَّدٍ بِنِ عَبْدِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)]. [(بِأَوْضَحِ دَلِيْلٍ)]؛ أي الهادي للناس كافة بالقرآن الذي اشتمل على كل شيء. وفي هذا المعنى ذكرالشوكاني في كتابه (إرشاد الثقات):(إن القرآن العظيم قد اشتمل على الكثير الطيب من مصالح المعاش والمعاد، وأحاط بمنافع الدنيا والدين، تارة إجمالا، وتارة عموما، وتارة خصوصا، ولهذا يقول - سبحانه وتعالى-: في سورة يس، الآية: (12){وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}، وفي الآية (38) من سورة الأنعام:{مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ}، ويقول الله - تبارك وتعالى- في الآية (89) من سورة النحل:{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}،ونحو ذلك من الآيات الدالة على هذا المعنى).[(مُحَمَّدٍ بِنِ عَبْدِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)] المصطفى والذي ذكر لنا نسبه كما ورد في الحديث:(إنَّ اللَّهَ اصطَفى كنانةَ من ولدِ إسماعيلَ، واصطَفى قُرَيْشًا من كنانةَ، واصطَفى هاشمًا من قُرَيْشٍ، واصطفاني من بَني هاشمٍ)(20) ونَسَبُ النَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم) إلى عَدنانَ مُتَّفقٌ عليه؛ فَهو مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المُطَّلبِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ قُصيِّ بنِ كِلابِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعبِ بنِ لُؤيِّ بنِ غالبِ بنِ فِهرِ بنِ مالكِ بنِ النَّضرِ بنِ كِنانةَ بنِ خُزَيمةَ بنِ مُدرِكةَ بنِ إِلياسَ بنِ مُضرَ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدنانَ). [(إِلَى أَقْوَمِ سَبِيْلٍ)]، أي الأفضل استقامةً وسَدَادًا. ونقرأ شاهده في حديث أُمّ المؤمنين أمّ سلمة الذي تقول فيه:(كانَ إذا تَعَارَّ من الليلِ قالَ: رَبِّ اِغْفِرْ وارْحَمْ، وَاهْدِنِي السَّبيلَ الأَقْوَمَ)(21)

تقاليد ظفاريّة يوم المولد النبويّ

يقول الشَّيخُ القاضِي عِيَسى بِنْ صَالِحٍ الطَّائِيُّ: [(فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْبِلَادِ جَمِيْعًا بِالْحِصْنِ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَقُرِأَتْ قِصَّةُ الْمَوْلِدِ الشَّرِيْفِ)].

[(أَهْلُ الْبِلَادِ)]، كلمة (أهل)؛ جمعها:(آهال)، و(أهالي)، والمقصود بهم في سياق الكلام (عشائر ظفار، وذووها، وساكنوها). وشاهدها اللغوي نقرأه في شعر منسوب إلى مالك بن فهم الأزديّ الذي يقول فيه: [فَحَلُّوا بِالسَّرَاةِ، وَ حَلَّ (أَهْلِي)/ بِأَرْضِ عُمَانَ فِي صَرْفِ الزَّمَانِ(22)].[(جميعًا)] وردت هذه الكلمة في 46 موضعًا في القرآن الكريم، ومعناها (كَافَّةً)، ويُؤتى بها لتوكيد معنى الجمع. وإذا لَزِمَت حالة النصبّ والتنوين فإنها تُعرَبُ: حالًا منصوبًا مؤولا بمشتق اسم فاعل؛ أي: "مجتمعين". [(بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ)]، و(العشاء الآخرة): مصطلح دالّ على زمن الصلاة، وشاهدُه نجده في حديث مواقيت الصلاة من صحيح البخاري:(حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ المُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَخَّرَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) صَلاَةَ العِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ قَالَ: قَدْ صَلَّى النَّاسُ وَنَامُوا، أَمَا إِنَّكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا، وَزَادَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ لَيْلَتَئِذٍ)(23). أما وقت (صلاة العشاء الآخرة) ففيه أقوال: أحدها أنه: (ربع الليل)، حكاه ابن المنذر عن النخعي، ونقله ابن منصور، عن إسحاق. والقول الثاني: إلى (ثلث الليل)، روي ذلك عن عمر، وأبي هريرة وعمر ابن عبد العزيز، وهو المشهور عن مالك، وأحد قولي الشافعي، بل هو أشهرهما، ورواية عن أحمد، وقول أبي ثور وغيره. والقول الثالث: إلى (نصف الليل)، وروي عن عمر بن الخطاب – أيضا -، وهو قول الثوري والحسن بن حي وابن المبارك وأبي حنفية، والشافعي في قوله الآخر، وأحمد في الرواية الأخرى، وإسحاق، وحكي عن أبي ثور – أيضا. والقول الرابع: ينتهي وقت العشاء إلى طلوع الفجر. رواه ليث، عن طاوس، عن ابن عباس، وعن أبي هريرة، قال: إفراط صلاة العشاء طلوع الفجر.[(وَقُرِأَتْ قِصَّةُ الْمَوْلِدِ الشَّرِيْفِ)]. وهذا تقليد ظَفاريّ محضّ ومتوارث، وتحتفي به سائر عشائر إقليم (ظَفار العُمانيّ)- بفتح (ظَ) المعجمة، و(ظُفار اليمنيّ) بضم (ظُ) المعجمة-، ولكن ومنذ عصر النهضة الحديثة تكثف اهتمام الدولة العُمانية بإحياء هذه المناسبة الشريفة والاحتفال بها تحت رعاية شخصية سياسية مرموقة، وخاصةً في محافظة ظَفار؛ لأنها جزءٌ أصيل من تراثهم الشعبيّ، وتقليد سنويّ يمارسونه منذ دخول الإسلام أرض عُمان؛ ففي (المناطق الشرقيّة من ظَفار يجتمع الناس في المساجد والمجالس ويقرأ أحد المُعلمين المدائح النبويّة الشهيرة التي تتناول صفات الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وفضائل أعماله، ويردّدها خلفه فريق آخر من الحاضرين، بحضرة الشيوخ والوجهاء وأعيان القرى، وتُقْرأ الموشَّحات أيضا من (الديبعي) أو (البرزنجي)، وبعدها تُقام الولائم. بينما في صلالة يقرأ المحتفلون الموشحات الدينية من كتاب (الحبشيّ)، وهو واحد من علماء حضرموت وظفار المشهورين)(24)

لماذا وكيف نحتفل بالمولد النبويّ؟

أولا- مشروعية الاحتفال بالمولد النبويّ الشريف:

(الاحتفال بذكرى مولد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات وأجلِّ الطاعات؛ لما فيه مِن التعبير عن الحب والفرح بمولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي هو أصلٌ مِن أصول الإيمان؛ فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):"لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" أخرجه الشيخان. وقال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري"(1/48،ط.مكتبة الغرباء الأثرية): [محبَّة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مِن أصول الإيمان، وهي مقارِنة لمحبة الله -عزَّ وجلَّ-، وقد قرنها اللهُ بها، وتَوَّعَدَ مَن قدَّم عليهما محبَّة شيء مِن الأمور المحبَّبة طبعًا مِن الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك].

ثانيًا - كيفية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف:

المراد مِن الاحتفال بذكرى المولد النبوي: تجمع الناس على ذكره، والإنشاد في مدحه والثناء عليه(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقراءة سيرته العطرة، والتَّأسي به، وإطعام الطعام على حبه، والتصدق على الفقراء، والتوسعة على الأهل والأقرباء، والبر بالجار والأصدقاء؛ إعلانًا لمحبته، وفرحًا بظهوره وشكرًا لله تعالى على منته بولادته، وليس ذلك على سبيل الحصر والاختزال، بل هو لبيان الواقع وسَوْقِ المثال. وقد نصَّ جمهور العلماء على أنه يُنْدَبُ تعظيم يوم ميلاد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وإبراز الشكر له؛ وذلك بصيامه والإكثار مِن الذكر والدعاء والعبادة وقراءة القرآن ونحو ذلك من مظاهر الشكر والتعبد لله احتفاءً بمولده الشريف(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو ما جرى عليه عمل أهل الأمصار. فحكى مفتي مكة المكرمة قطب الدين النهروالي الحنفي[ت: 990هـ] في "الإعلام بأعلام بيت الله الحرام"(ص: 196، ط. العامرة العثمانية) عملَ أهل مكة في زيارة موضع ميلاد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)في ليلة المولد المحمدي؛ فقال: [ويُزار في الليلة الثانية عشر من شهر ربيع الأول كل عام، فيجتمع الفقهاء والأعيان على نظام المسجد الحرام والقضاة الأربعة بمكة المشرفة بعد صلاة المغرب بالشموع الكثيرة والمفرغات والفوانيس والمشاعل، وجميع المشايخ مع طوائفهم بالأعلام الكثيرة، ويخرجون من المسجد إلى سوق الليل، ويمشون فيه إلى محل المولد الشريف بازدحام.. ويأتي الناس من البدو والحضر وأهل جدة وسكان الأودية في تلك الليلة، ويفرحون بها، وكيف لا يفرح المؤمنون بليلة ظهر فيها أشرف الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكيف لا يجعلونه عيدًا من أكبر أعيادهم]، ثم ردَّ على المنكرين على ذلك تحت دعوى أنَّ ذلك لا يصحّ شرعًا وأنه بدعة لم تُحْكَ عن السلف؛ بأنه: [بدعة حسنة، تتضمن تعظيم النبي الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) بالذكر والدعاء والعبادة وقراءة القرآن، وقد أشار(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى فضيلة هذا الشهر العظيم؛ بقوله(صلى الله عليه وآله وسلم)للذي سأله عن صوم يوم الإثنين: "ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ"، فتشريف هذا اليوم متضمن لتشريف هذا الشهر الذي هو فيه، فينبغي أنْ يحترم غاية الاحترام؛ ليشغله بالعبادة والصيام والقيام، ويُظهِرَ السرور فيه بظهور سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام]. وقال الإمام ابن الحاج المالكي في"المدخل"(2/ 2-3، ط. دار التراث): [وفضيلة الأزمنة والأمكنة بما خصها الله تعالى به مِن العبادات التي تُفْعَل فيها؛ لِمَا قد عُلِمَ أنَّ الأمكنة والأزمنة لا تتشرف لذاتها، وإنما يحصل لها التشريف بما خُصَّتْ به مِن المعاني، فانظر- رحمنا الله وإياك- إلى ما خص الله تعالى به هذا الشهر الشريف ويوم الاثنين، ألا ترى أنَّ صومَ هذا اليوم فيه فضلٌ عظيم؛ لأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) وُلد فيه، فعلى هذا ينبغي إذا دخل هذا الشهر الكريم أنْ يُكَرَّمَ ويُعَظَّمَ ويُحْتَرَمَ الاحترام اللائق به؛ وذلك بالاتباع له صلى الله عليه وآله وسلم في كونه عليه الصلاة والسلام كان يخص الأوقات الفاضلة بزيادة فعل البر فيها وكثرة الخيرات](25)

....

المراجع والمصادر:

([01]) شعر الزبرقان الفزاريّ وعمرو بن الاأهتم، دراسة وتحقيق: سعود محمد عبد الجابر، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1984م

([02]) ديوان بني بكر في الجاهلية والإسلام، جمع وشرح وتوثيق ودراسة: عبد العزيز نبويّ، دار الزهراء، القاهرة، ط1، 1989م، ص: 333

([03]) سورة القَدْر، الآيات:1- 5

([04]) شعر قبيلة ذبيان في الجاهلية، جمع وتحقيق ودراسة: سلامة عبد الله السويدي، مطبوعات جامعة قطر، الدوحة، 1987م، ص: 468

([05]) سورة آل عمران، الآية: 96

([06]) شعر همدان وأخبارها في الجاهلية والإسلام، جمع وتحقيق ودراسة: حسن عيسى أبو ياسين، دار العلوم، الرياض، ط، 1983م، ص: 303

([07]) خزانة الأدب ولُبّ لباب العرب، عبد القادر البغداديّ(ت، 1093هـ)، تحقيق وشرح: عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، مطبعة المدنيّ، القاهرة، ط4، 1997م، 8/271

([08]) ديوان أب طالب بن عبد المطلب، صنعة: أبي هفّان المِهْزميّ (ت، 257هـ)، علي بن حمزة البصريّ (ت، 375هـ)، تحقيق: محمد حسن آل ياسين، دار مكتبة الهلال، بيروت، ط1، 2000م، ص: 97

([09]) بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، محمود شكري الآلوسي، عُني بشرحه وتصحيحه وضبطه: محمد بهجة الأثريّ، الكتاب المصريّ، ط2، د.ت، 1/322

([10]) ديوان عنترة، الخطيب التبريزي(ت، 502هـ)، وضع هوامشه وفهارسه وقدّم له: مجيد طراد، دار الكتاب العربيّ، بيروت، ط 1، 1992م، ص: 110

([11]) ديوان عدي بن زيد العِباديّ، جمع وتحقيق: محمد جبار المعيبد، شركة دار الجمهورية، بغداد، 1965م، ص: 134

([12]) سورة الأنعام، الآية: 124

([13]) الراوي: العرباض بن سارية، المُحَدِّث: الذهبي، المصدر: تاريخ الإسلام، ص: أو رقم: 1/42، خلاصة حكم المُحدِّث: إسناده حسن

([14]) سورة الأعراف، الآية: 157

([15]) رسائل جابر بن حيّان (ت، 200هـ)، إعداد: أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 2006م، ص: 317

([16]) سورة البقرة، الآية: 144

([17]) سورة الأنعام، الآية: 35

([18]) الراوي: جابر بن الله، المُحَدِّث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، ص: أو رقم: 3238، خلاصة حكم المُحَدِّث: [صحيح]

([19]) الراوي: أنس بن مالك، المُحَدِّث: شعيب، المصدر: تخريج مسند شعيب، ص أولرقم: 12234، خلاصة حكم المُحدِّث: إسناده صحيح على شرط مسلم.

([20]) الراوي:واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة، المُحَدِّث:الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، ص أو رقم: 3606، خلاصة حكم المُحدِّث: صحيح، التخريج: أخرجه مسلم (2276)، والترمذي (3606)، وأحمد (16986).

([21]) الراوي:أم سلمة أم المؤمنين، المُحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الضعيفة، ص: أو رقم: 4179، خلاصة حكم المحدث: ضعيف.

([22]) شعراء عمان في الجاهلية وصدر الإسلام، جمع وتحقيق: أحمد محمد عبيد، المجمع الثقافي، أبوظبي، 2000م/ ص: 83

([23]) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب مواقيت الصلاة، ( 5555 , 824 , 641 , 584)

([24]) الأعراف والعادات الاجتماعية والثقافية في ظفار، سعيد بن مسعود المعشني، ط1، مطابع ظفار الوطنية، صلالة، سلطنة عمان، 2003م، ص: 83، 84

([25]) كيفية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، من فتاوى: الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، دار الإفتاء المصرية، تاريخ الفتوى: 04 أكتوبر 2022 م، رقم الفتوى: 7957، https://www.dar-alifta.org/ar/fatwa/details/19416

 

مقالات مشابهة

  • الجندي: الصحابة لم يترددوا في سؤال النبي ﷺ عن طبيعة أقواله وأفعاله
  • لازم نتعلم.. خالد الجندي: الصحابة كانوا بيسألوا النبي عن كل معلومة بياخدوها
  • حكم المطالبة بزيادة ثمن سلعة بعد إتمام البيع.. الإفتاء تجيب
  • كشف الستار عن حالة ظَفَارِ للشيخ عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط (46)
  • هل ثبت عن النبي الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • ماذا نقول عند بداية الطواف؟ تعرف على أبرز الأدعية المستحبة
  • معايير اختيار الصديق الصالح على الطريقة النبوية
  • تسجيل صوتي مسيء لمقام النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يُفجّر اشتباكات مسلحة بـ”جرمانا” السورية
  • أفضل وقت لـ صلاة الضحى.. لا تفوت ثوابها العظيم
  • وصايا الرسول قبل موته.. أمور مهمة أوصى بها النبي فاغتنمها