النبي محمد.. وضع حجر الأساس للحضارة الإسلامية
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
منذ أن أذن الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة أو يثرب كما كانت تسمى قديما بدأت قصة جديدة عرفها التاريخ بالمغامرة في سبيل الحق والإيمان، وذلك لأن محمدا وصاحبه أبا بكر قد سلكا طرقا غير مألوفة في الطريق إلى المدينة حتى إن موعد السفر كان على غير المعتاد وفي سفره لاقى الكثير من المعجزات التي قصتها كتب التاريخ فما إن دخل محمد وصاحبه الغار حتى أسرعت العنكبوت إلى نسج بيتها تستر به من في الغار عن الأعين، ومن بعد الحمامتين اللتين باضتا عند بابه، ونمت الشجرة التي لم تكن نامية من ذي قبل، فهولاء أعاجيب ثلاث لها كل يوم في أرض الله نظائر.
وما إن وصل النبي محمد من الوصول إلى مدينة يثرب حتى بدأ يفكر في هذه الحياة الجديدة التي نقلت دعوته كخطوة جديدة واسعة ليجعل فيها السكينة والهدوء ويجنبها الخلاف ويهيئ لها في المستقبل طمأنينة تطمع معها أن تكون أوفر من مكة ثروة ووجاهة، كما كان همه الأول والآخر هذه الرسالة التي عهد الله إليه في تبليغها والدعوة إليها والإنذار بها
حياة محمد
وضع النبي محمد طور جديد من أطوار حياته لم يسبقه إليه أحد من الأنبياء والرسل أشار اليه الكاتب محمد حسين هيكل في كتابه «حياة محمد» هو الطور السياسي الذي أبدى من خلاله الحنكة والمهارة والمقدرة ذلك لأنه كان يرغب في أن يجعل موطنه الجديد «يثرب» الذي قدم إليه من مكة مهاجرا بلدا قائما على الوحدة السياسية والنظامية التي لم تكن معروفة من قبل في سائر أنحاء الحجاز.
كان أول قرار وضعه النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو تنظيم صفوف المسلمين وتوكيد وحدتهم ذلك للقضاء على كل شبهة تحاول أن تثور أو تزيد من العداوة القديمة فيما بينهم فمحمد لم يفكر في مال ولا جاه بل كان تفكيره وشغله الشاغل أن تتجه سياسته إلى طمأنة أهل يثرب وكل من يتبع رسالته بان يكفل لهم الحرية في عقيدتهم ككفالتها لغيرهم في عقيدتهم لأنه رأى أن الحرية هي وحدها الكفيلة بانتصار الحق، وتقدم العالم نحو الكمال في وحدته العليا، فكل حرب على الحرية هي تكمين للباطل، فأوضح أن الإسلام يكفل حرية العقيدة بأنه ليس للإنسان على الإنسان أي سيادة وأن أمور الدين لله وحده، ولذلك نجد أن المجال قد انفتح أمام النبي ليعلن تعاليمه الدينية وكوّن بذّاته وبتصرفاته مع من يقطنون البلدة المثل الأسمى لهذه التعاليم ليضع من خلال ذلك الحجر الأساس في الحضارة الإسلامية.
جمع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما بين أقواله وأعماله في تدعيم حضارة الإسلامية وقوتها، وذلك نجده يأبى أن يظهر في أي مظهر من مظاهر السلطان، وكان يمازح أصحابه ويخالطهم ويحدثهم ويبدأ هو بالمصافحة حتى إنه لا يجلس إليه أحد وهو في صلاته حتى يخفف من صلاته ليقضى إليه حاجته، وعندما ينصرف يعود للصلاة مرة أخرى.
دعائم الحضارة الإسلامية
إن دعائم الحضارة السلامية التي شكلها النبي محمد لم تقف عند حد الإنسان فحسب بل تعداها إلى الحيوان فكان يقوم بنفسه بفتح الباب لهرة تلتمس عنده ملجأ وكان يمسح لجواده بكم قميصه، وهو ما ترك أثرًا واضحا من أفعاله فأقبل الكثيرون على الدخول في الإسلام؛ ليزداد المسلمون قوة في المدينة فأوامر الإسلام ونواهيها كانت معروفة للجميع، لكن النبي محمد لم يترك لأحد يدّعي لنفسه حقا في إقامة الحدود أو إكراه الناس على طاعة الأوامر واجتناب النواهي غير من كانت له ولاية الأمر وسياسة الناس.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: النبي محمد حياة محمد محمد حسين هيكل يثرب هجرة الرسول الحضارة الاسلامية محمد صلى الله عليه وسلم الهجرة النبی محمد
إقرأ أيضاً:
سلاح الجو النوعي الذي أرعب الحركة الإسلامية
لأول مرة يرتعب جنرالات الحركة الإسلامية سافكو دم شعبهم، بعد أن علموا بأن الله قد منّ على المستهدفين بالبراميل المتفجرة الساقطة على رؤوسهم، بسلاح نوعي يحميهم، جعل القلوب الخافقة تهدأ والنفوس الوجلة تستقر، فالرب قد استجاب لتلك المرأة المسكينة، التي رفعت كفيها بالدعاء على من أحرق زرعها وضرعها وبيتها، بأن يحرقه، وهي امرأة وحيدة وضعيفة ومسكينة على أعتاب التسعين، أبرها الله الذي وصفته بأنه (ليس ابن عم أحد)، في تضرع صادق خارج من صميم قلب مكلوم مهيض الجناح لا يلوي على شيء، هذه الحرب أدخلت مجرمي الإسلام السياسي في جحر ضب خرب، وكشفت عن بشاعة النفس التي بين جنبيهم، وأبانت كيف أن النشأة الأولى لم تكن على أساس ديني قويم، وإنّما كانت بناء على انحراف خلقي واخلاقي، وإلّا لما جاءت النتيجة بعد ثلاثين عاماً من تجربة الحكم استهدافاً قاسياً للمسلمين الفقراء الكادحين الذين لا حول لهم ولا قوة، جرمهم الوحيد أنهم يسكنون هذه الأرض، وما يزال القاتل الأكبر يتربص بهم كيف أنهم أنجبوا هؤلاء الرجال الأشداء المقاتلين من أجل الحق؟، الذي استمات الحركيون الإسلاميون في تمييعه، بين نفاق الإعلام الكذوب وإفك فقهاء الجنرال الظلوم الجهول "مدّعي الربوبية"، الذي ذُعِر أيما ذُعر وهو يتحدث عن حصول (الرجال) على السلاح النوعي، المانع لآلته المجرمة والقاتلة من أداء مهمتها الجبانة والقذرة، ألم يتلو آيات الذكر الحكيم القائلة أن الباطل لابد وأن يزهق، كيف بربك يتلوها وهو القاتل الغاصب الفاسق الرعديد؟.
من ظن أن السودانيين سيواصلون صمتهم الخجول الممتد لسبعة عقود، عن المجازر المخطط لها بعناية ودقة فائقة وممنهجة من زمان "حسن بشير نصر" و"أبو كدوك" إلى زمان المختبئين وراء المليشيات الإرهابية، يكون غائب عن الوعي وغير مدرك لحتميات حركة التاريخ، وكما في حياتنا الرعوية مقولة "قصعة الجرّة"، التي تعني اجترار الحيوان لكل ما التهمه من عشب النهار ليلاً، بدأ مجرمو مؤسسة الموت والهلاك والدمار يطرشون ما اختزنوه من خطيئة سفك دماء الأبرياء، فجميع من ترونهم من لواءات وعمداء وعقداء يسقطون من السماء على الأرض، ويرقص حول جثثهم المحترقة الأحرار في حفلات شواء ناقمة، ما هي إلّا عملية استفراغ لما ارتكبوه من جرم بشع وعمل شنيع لا يشبه فعل إبليس. على المستوى الشخصي حينما سمعت خبر مقتل العقيد وليد ابن اخت الجنرال الهارب، أيقنت أن القصاص لن يترك فرداً ولا جماعة ولغت في دم عشيرة الغبراء التي أقسمت على الله فأبرها، هذا "الوليد" هو مهندس مجازر الجنينة كما كان (خاله) وجده "اللواء الدابي"، هل تعلمون أن الملازم وليد في تسعينيات القرن المنصرم ارتكب مجزرة بحق سكان قرية بدارفور، شهودها جنود في "جيش (العشب) الواحد"؟، روى تفاصيل الجريمة النكراء "رقيب معاش" ما زال حياً، وأنا على يقين من أنه قد رفع كفيه للسماء بعد أن علم بالخبر وقال "الحمد لله"، إنّ جند الجيش "الكتشنري" سوف يتذوقون ذات طعم الحنظل الذي أذاقوه للسودانيين ما دامت الأكف مرفوعة بالدعاء.
يقول المثل "المصيبة ليست في ظلم الأشرار ولكن في صمت الأخيار"، وانا أقول "المصيبة ليست في صمت الأخيار ولكن في عدم وجود (أخيار) من الأساس"، لأن الرجل الخيّر لن يصمت عن قول الحق، ولن يتسامح مع المجرمين والمنافقين والمدلسين والمزورين والكذابين والأفّاكين، وطالما أن هنالك بيننا من يعتقد في أن الجنود السودانيين الذين يعملون تحت راية (القوات المسلحة)، والمرسلين لليمن من معسكر "سركاب" أنهم "متمردين"، ويتجاهل كونهم نائمين على أسرة (معسكر الجيش) وهم منزوعي السلاح، داخل بيت ضيافة (القوات المسلحة)، تأكد من حقيقة واحدة لا ثاني لها، هي حتمية انتصار كل من رفع البندقية في وجه هذا (الجيش)، الذي فقد الزخم المصطنع الذي عاشه السودانيون مائة عام، إذ كيف لجيش عمره قرن يورث الناس الحرب والدمار والخراب؟، لماذا لم يؤد دوره الوطني المنوط به؟، لقد أعاد "جيشنا جيش الهنا" الخرطوم للعهد الذي بدأ بدخول "كتشنر" حيث عربة "الكارو" الناقلة لماء الشرب، التي يسحبها حمار لتقوم بمهمة سقيا الناس قبل قرن وربع القرن، إنّه (فرض عين) على الشعب السوداني أن يثور ثورته الأخيرة القاضية، ليقضي على العصابة المنحرفة المتواجدة في بورتسودان، وإلّا ستشهد بورتسودان نفسها ما شهدته "نيالا" و"الفاشر"، على أهل الشرق أن يكونوا كما قال المثل " السعيد يشوف في أخوه"، إنّ شر الإخوان قد أوصل مصر لدرك سحيق خلال حقبة حكم لم تتجاوز السنة الواحدة، أما الشعب السوداني فليس في مقدوره إخراج (الأذى) إلّا بعد أن يستعين بصديق، فإن لم يفعل ولن يفعل، فليبشر بطول أمد المعركة الدائرة الآن بين حق السودانيين في الحياة الكريمة، وباطل الحركة الإسلامية (الإخوان) في استعباد السودانيين.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com