البوابة نيوز:
2025-04-18@02:00:07 GMT

أجيال «ماعملتش حاجة»!

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

أنا أنتمي إلى هذه الأجيال "اللي ماعملتش حاجة".. لكنني أدعي أنني ممن رحم ربي منهم. ويمكنكم أن تتهمونني بالكذب. فأنا أتقبل رأيكم كما أدعوكم لتقبل رأيي. إن تلك الأجيال التي أقصدها هي الأجيال التي تتكون من مواليد عقد الثمانينات حتى اليوم (اي مواليد الثمانينيات والتسعينيات والألفينيات". أجيال لا ذنب لها سوى أن أهلوها ذاقوا أوجاعًا أرادوا ألا يروها في أبنائهم مرة أخرى.

وربما أرادوا أن يروا الحياة التي يريدون في أبنائهم بعد أن لم يروها في أنفسهم. وربما جاء الأمر كله دون تخطيط على طريقة "حد يلاقي دلع وما يتدلعش؟!".

   نحن أجيال تحارب كي تفعل شيئًا لكنها في أعماقها لا تريد أن تفعل شيئًا، إذ أن كل شيء مفعول في الحقيقة سلفًا. في هذا الصدد، دار حوار بيني وبين سيدة لطيفة تبدو في العقد السادس من العمر. تستعد لزفاف ابنها. كنا في انتظار دورينا في صالة انتظار Beauty Centre. لفت نظري أنها مبتسمة طوال الوقت. وهو أمر أحببته جدًا، لأنني بدوري مبتسمة معظم الوقت. قالت: "حقيقي جوزي صعبان عليا.. ده تالت ولد يجوزه في خمس سنين" قلت لها: "هما مش بيشتغلوا؟" قالت: "هو يعني جوزي سمير هيسيبهم من غير ما يشغلهم شغلانات على ذوقه. ربنا يحميهم.. بس برضو هو ربنا يبارك لنا فيه ماجالوش قلب ياخد دم قلبهم. فلوسهم ليهم مش لجوازهم" قلت: "هما لو ما صرفوش على نفسهم يبقى بيشتغلوا ليه؟ عشان يحسوا انهم ليهم قيمة وبيعملوا حاجة في الدنيا" قالت: "أبوهم حسه في الدنيا.. يبقى مافيش داعي يعملوا هما حاجة.. أنا وهو متفقين على كده".. علمت من السيدة اللطيفة "مدام آمال".. أن زوجها أضنته الحياة وعمل في أكثر من أربعة وظائف مختلفة "Shift Career" داخل مصر وخارجها طوال عقدين من الزمان.. حتى أنها تعتقد أن إصابته بالسكر والضغط معًا جاءت من أجل حبه لأولاده وقلقه عليهم.. حين ذكرت هذه المعلومة الأخيرة لم أستطع منع نفسي من تفحص ملابس السيدة البسيطة الأنيقة كعادة السيدات من هذه الفترة.. حتى أن قطع القماش كانت أقل في حداثة عهدهم بالحياة. كان كل شيء بسيطًا وقادرًا على أن يحبك حتى أنك تعمل من أجله دون أن تشعر بالاضطهاد. لم يكن أحد يسمع الجملة الغريبة التي سمعتها بين أقراني "بابا لازم يعمللي كده".. الحق أن أبي وأمي لم يفعلا لي ذلك، وكانت أمي تقول في هدوء: "لما احنا هنعملك ده انتِ لازمتك إيه أصلًا؟!" وكأن أمي تختصر مأساة يعاني منها الكثيرون في سؤال.

   استطاعت هذه الأجيال "اللي ما عملتش حاجة" أن تجد بيتًا في "عمارة بابا" ووجبة عائلية فاخرة لما لا يقل عن أربعة أيام في الأسبوع في "شقة الدور الأول عند بابا" وليومين في "بيت ماما التانية "الحماة". يعملون في وظائف أحلام بابا وماما أو ما قدروا على إيصالهم له. يقودون سيارات بابا وينعمون بعطايا ماما الأسبوعية اللذيذة تارة والمالية أخرى. لا يجهدون أنفسهم كثيرًا في الاعتراض، إذ لا يعلمون على ماذا يعترضون، كما وأن وقت الاعتراض مضى. إذ صار كل منهم مجبرًا على دفع عجلة حياة زوجة وربما أبناء بناء على الـ Supply العائلي الممتد بسخاء. معالم الشخصيات صارت مكررة وكأن هناك كربون نسخ في مستشفيات الولادة يبتلعه الرضيع قبل أول رشفة سرسوب. لأن ما يختبرونه في الحياة متشابهًا جدًا. كانت الأجيال في سبعينيات القرن الماضي تحلم بالسفر في أجازة الصيف في ظروف شاقة يعمل فيها الشاب أو الفتاة حتى يؤمن قوت يومه أو يومها، وأجيال الثمانينات فما فوق تتساءل لما تجهد نفسها كل هذا الجهد من أجل سفر لن تجد فيها مكانًا مكيفًا أو مواصلات مناسبة!

  أنا لا أعمم بالطبع هذا الكلام على كل الأجيال التي أنتجتها الثمانينات فما بعدها، لكن نظرة واحدة لمعارف كل منا ستجعلك تجيب على أسئلة مقار إقامة وفرص عمل وأرصدة بنوك هذه الأجيال، هذه النظرة ستجعلك تدرك ما أعنيه. فالأمر لا يعمم على جميع أفراد هذه الأجيال لكن بلا شك ينسحب على شريحة منها ندرك حجمها جميعًا. لسنا أجيال محظوظة، ولا ناقة لنا ولا جمل في معظم ما نعانيه، لكن الأسوأ أننا لن نترك خلفنا ناقة ولا جمل لمن يأتي بعدنا في معظم الأحوال. ربما تكون ومضة الحظ الوحيدة التي نتشاك فيها جميعًا أننا تطبيق لمقولة العرب: "ألا تفعل شيئًا خير من أن تكون مؤذيًا". 

*أستاذة الإعلام – كلية الآداب جامعة المنصورة

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: هذه الأجیال

إقرأ أيضاً:

أنا فرفوشة ومابحبش الخناق.. هنا الزاهد تكشف حقيقة وجود حب جديد في حياتها

قالت الفنانة هنا الزاهد إن أكثر شيء يزعجها في الحياة هو فقد شخص عزيز. مضيفة أنها حتى الان متأثرة بوفاة جدتها التي داهمها المرض وتوفيت بعدها.

وأكدت هنا الزاهد أن والدتها أصيبت بمرض السرطان مثل جدتها وأجرت عمليات خلال الفترة الأخيرة وأنها تخاف عليها وكانت تأمل في انشاء مستشفى خاص بسرطان الثدي بعد المعاناة التي عاشتها مع والدتها وأنها دائما ما تدعو لوالدتها بطول العمر والصحة والعافية.

هنا الزاهد ووالدتها 

وقالت هنا الزاهد ان أكثر عيب في والدتها هو الانتقاد الدائم لو شكلك حلو لازم يكون فيه نقد وده بيزعجني واحنا عائلة اوفر قوي في الحب والزعل.

وتابعت الزاهد أنها  "لا تنجذب للراجل اللى ميعرفش يعبر عن مشاعره" وعن وجود علاقة عاطفية في حياتها بعد الطلاق من أحمد فهمي قالت هنا الزاهد : ماحبتش بعد الزواج ولكن نفسي ومش عايزة أتسرع .

هنا الزاهد تكشف عن أكثر شيء تخاف منه 

وعن اكثر شيء تخاف منه هنا الزاهد قالت:  أخاف من الفقدان قوي.. جدتي هي اللى ربتني ولما توفيت زعلت عليها كتير.. وتسترجع هنا الزاهد ذكريات الطفولة وتقول : كانت ماما تاخدنا خميس وجمعة عند جدتي وهي توفيت بسرطان الثدي وكان نفسي  اعمل مستشفي للسرطان وبخاف قوي على ماما وانهمرت هنا الزاهد في البكاء وقالت: بخاف على ماما من الوجع لأني مريت معاها بتجربة المرض وبخاف عليها قوي. 

وأضافت هنا الزاهد: أمي دائما تقولي أنا نفسي اموت في سريري عادي واقفة على رجلي. 

وعن أصعب مرحلة تخطتها قالت : الانفصال تجربة لا اتمناها لأي حد يمر بيها وقررت تخطي المرحلة دي وعايزة ابسط نفسي ربنا خلاني مش فاكرة الذكريات كأنها اتمسحت من ذاكرتي بعد 5 سنوات وقلت يارب شيل مني كل الذكريات الحلوة والحمد لله نسيت ومش فاكرة حاجة منها وربنا شال كل حاجة من قلبي ودماغي وانا بسحل نفسى في حاجات في الشغل والتمرين علشان أنسى. 

هنا الزاهد والاكتئاب 

وقالت هنا الزاهد: مررت بمرحلة اكتئاب وكل حاجة فيها ماكنتش انا حتى الأستاذة اسعاد يونس قالت لي انتي زعلانة بعد ما شافت صوري وأنا بطبعي فرفوشة قوي وبحب السلام النفسي ومررت بفترة اكتئاب لمدة 8 شهور كان شكلي غريب وقلبي حزين اشوف صوري مش هي ولا شكلي لدرجة ان شعري كان وحش وأنا إنسانة مبحبش المواجهة في الزعل ولا بعرف اتخانق أو اعلي صوتي.

وعن ذكرياتها مع الفنان الراحل طلعت زكريا قالت هنا الزاهد : كان يقولي اعملي مطعم وانا هشتري منك.. الله يرحمه. 

مقالات مشابهة

  • التعادل السلبي يحسم الشوط الأول بين المصري وغزل المحلة في كأس عاصمة مصر
  • وزير الدفاع للبابا تواضروس: نعتز بمواقفكم الوطنية الراسخة والداعمة لمصر
  • أنا فرفوشة ومابحبش الخناق.. هنا الزاهد تكشف حقيقة وجود حب جديد في حياتها
  • البابا فرنسيس يشكر الأطباء الذين أنقذوا حياته
  • بمناسبة عيد القيامة المجيد.. رئيس مجلس الشيوخ يبعث برقية تهنئة لقداسة البابا تواضروس الثاني
  • فرصة لتعميق أواصر الترابط.. رئيس الشيوخ يهنئ البابا تواضروس بعيد القيامة المجيد
  • الحرب الناعمة ومؤامرة تدمير الأجيال.. كيف تحصّن الدورات الصيفية الأجيال؟
  • صناعة الابتكار في بيئات العمل متعددة الأجيال
  • بنكيران يشبه المؤتمر المقبل للبجيدي بانتخاب بابا الفاتيكان
  • استئناف عرض حاجة تخوف 17 أبريل الجاري