البوابة نيوز:
2024-12-16@11:28:58 GMT

أجيال «ماعملتش حاجة»!

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

أنا أنتمي إلى هذه الأجيال "اللي ماعملتش حاجة".. لكنني أدعي أنني ممن رحم ربي منهم. ويمكنكم أن تتهمونني بالكذب. فأنا أتقبل رأيكم كما أدعوكم لتقبل رأيي. إن تلك الأجيال التي أقصدها هي الأجيال التي تتكون من مواليد عقد الثمانينات حتى اليوم (اي مواليد الثمانينيات والتسعينيات والألفينيات". أجيال لا ذنب لها سوى أن أهلوها ذاقوا أوجاعًا أرادوا ألا يروها في أبنائهم مرة أخرى.

وربما أرادوا أن يروا الحياة التي يريدون في أبنائهم بعد أن لم يروها في أنفسهم. وربما جاء الأمر كله دون تخطيط على طريقة "حد يلاقي دلع وما يتدلعش؟!".

   نحن أجيال تحارب كي تفعل شيئًا لكنها في أعماقها لا تريد أن تفعل شيئًا، إذ أن كل شيء مفعول في الحقيقة سلفًا. في هذا الصدد، دار حوار بيني وبين سيدة لطيفة تبدو في العقد السادس من العمر. تستعد لزفاف ابنها. كنا في انتظار دورينا في صالة انتظار Beauty Centre. لفت نظري أنها مبتسمة طوال الوقت. وهو أمر أحببته جدًا، لأنني بدوري مبتسمة معظم الوقت. قالت: "حقيقي جوزي صعبان عليا.. ده تالت ولد يجوزه في خمس سنين" قلت لها: "هما مش بيشتغلوا؟" قالت: "هو يعني جوزي سمير هيسيبهم من غير ما يشغلهم شغلانات على ذوقه. ربنا يحميهم.. بس برضو هو ربنا يبارك لنا فيه ماجالوش قلب ياخد دم قلبهم. فلوسهم ليهم مش لجوازهم" قلت: "هما لو ما صرفوش على نفسهم يبقى بيشتغلوا ليه؟ عشان يحسوا انهم ليهم قيمة وبيعملوا حاجة في الدنيا" قالت: "أبوهم حسه في الدنيا.. يبقى مافيش داعي يعملوا هما حاجة.. أنا وهو متفقين على كده".. علمت من السيدة اللطيفة "مدام آمال".. أن زوجها أضنته الحياة وعمل في أكثر من أربعة وظائف مختلفة "Shift Career" داخل مصر وخارجها طوال عقدين من الزمان.. حتى أنها تعتقد أن إصابته بالسكر والضغط معًا جاءت من أجل حبه لأولاده وقلقه عليهم.. حين ذكرت هذه المعلومة الأخيرة لم أستطع منع نفسي من تفحص ملابس السيدة البسيطة الأنيقة كعادة السيدات من هذه الفترة.. حتى أن قطع القماش كانت أقل في حداثة عهدهم بالحياة. كان كل شيء بسيطًا وقادرًا على أن يحبك حتى أنك تعمل من أجله دون أن تشعر بالاضطهاد. لم يكن أحد يسمع الجملة الغريبة التي سمعتها بين أقراني "بابا لازم يعمللي كده".. الحق أن أبي وأمي لم يفعلا لي ذلك، وكانت أمي تقول في هدوء: "لما احنا هنعملك ده انتِ لازمتك إيه أصلًا؟!" وكأن أمي تختصر مأساة يعاني منها الكثيرون في سؤال.

   استطاعت هذه الأجيال "اللي ما عملتش حاجة" أن تجد بيتًا في "عمارة بابا" ووجبة عائلية فاخرة لما لا يقل عن أربعة أيام في الأسبوع في "شقة الدور الأول عند بابا" وليومين في "بيت ماما التانية "الحماة". يعملون في وظائف أحلام بابا وماما أو ما قدروا على إيصالهم له. يقودون سيارات بابا وينعمون بعطايا ماما الأسبوعية اللذيذة تارة والمالية أخرى. لا يجهدون أنفسهم كثيرًا في الاعتراض، إذ لا يعلمون على ماذا يعترضون، كما وأن وقت الاعتراض مضى. إذ صار كل منهم مجبرًا على دفع عجلة حياة زوجة وربما أبناء بناء على الـ Supply العائلي الممتد بسخاء. معالم الشخصيات صارت مكررة وكأن هناك كربون نسخ في مستشفيات الولادة يبتلعه الرضيع قبل أول رشفة سرسوب. لأن ما يختبرونه في الحياة متشابهًا جدًا. كانت الأجيال في سبعينيات القرن الماضي تحلم بالسفر في أجازة الصيف في ظروف شاقة يعمل فيها الشاب أو الفتاة حتى يؤمن قوت يومه أو يومها، وأجيال الثمانينات فما فوق تتساءل لما تجهد نفسها كل هذا الجهد من أجل سفر لن تجد فيها مكانًا مكيفًا أو مواصلات مناسبة!

  أنا لا أعمم بالطبع هذا الكلام على كل الأجيال التي أنتجتها الثمانينات فما بعدها، لكن نظرة واحدة لمعارف كل منا ستجعلك تجيب على أسئلة مقار إقامة وفرص عمل وأرصدة بنوك هذه الأجيال، هذه النظرة ستجعلك تدرك ما أعنيه. فالأمر لا يعمم على جميع أفراد هذه الأجيال لكن بلا شك ينسحب على شريحة منها ندرك حجمها جميعًا. لسنا أجيال محظوظة، ولا ناقة لنا ولا جمل في معظم ما نعانيه، لكن الأسوأ أننا لن نترك خلفنا ناقة ولا جمل لمن يأتي بعدنا في معظم الأحوال. ربما تكون ومضة الحظ الوحيدة التي نتشاك فيها جميعًا أننا تطبيق لمقولة العرب: "ألا تفعل شيئًا خير من أن تكون مؤذيًا". 

*أستاذة الإعلام – كلية الآداب جامعة المنصورة

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: هذه الأجیال

إقرأ أيضاً:

وزير الاتصالات يشهد فعاليات حفل تخريج المتدربين وتكريم المتميزين بمبادرة "أجيال مصر الرقمية" خلال 2024

 

شهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبحضور الدكتور محمد سامى عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة فعاليات حفل تخريج المتدربين وتكريم المتميزين بمبادرة "أجيال مصر الرقمية" خلال عام 2024 والتى تعد إحدى المبادرات الرائدة التى أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بهدف إعداد جيل من المتخصصين فى التقنيات الحديثة، وتعزيز قدراتهم التنافسية فى الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية، وتمكين الفئات العمرية المختلفة بدءًا من طلاب المرحلة الإبتدائية وحتى خريجى الجامعات، ليصبحوا مؤهلين لتحقيق الرؤية الرقمية لمصر. وذلك فى الحفل الذى أقيم فى جامعة القاهرة.

وبالتزامن مع الحفل الرئيسى، تم تنظيم حفلات تخريج عبر تقنية الفيديو كونفرنس لمجموعات من المتدربين بمبادرة أجيال مصر الرقمية فى 24 محافظة.

هذا وقد شهد العام الحالى تدريب أكثر من 220 ألف متدرب من مبادرة أجيال مصر الرقمية حيث تم تخريج أكثر من 122 ألف متدرب وجارى تدريب باقى المتدربين وذلك على النحو التالى: تخريج 60 ألف متدرب من إجمالي 100 ألف متدرب من مبادرة براعم مصر الرقمية التى تستهدف تأهيل وبناء المهارات التكنولوجية لطلاب المدارس بداية من الصف الرابع الابتدائى إلى الصف السادس الابتدائى، وتخريج 48 ألف متدرب من إجمالي 94 ألف متدرب بمبادرة أشبال مصر الرقمية التى تستهدف تطوير مهارات المتفوقين من طلبة المدارس فى الصف الأول الإعدادى حتى الصف الثانى الثانوى، وتخريج أكثر من 13800 متدرب من إجمالي أكثر من 25 ألف متدرب بمبادرة رواد مصر الرقمية التى تستهدف تنمية المهارات الرقمية لطلاب الجامعات والخريجين من جميع التخصصات، من خلال تقديم مسارات تعليمية متخصصة فى الذكاء الاصطناعى، وتحليل البيانات، والأمن السيبرانى، والبرمجة، وإتاحة تدريب على مهارات العمل الحر، مما يتيح لهم المنافسة عالميًا كمستقلين فى أسواق العمل الرقمية، وتوفير بيئة تعليمية متكاملة تجمع بين التعليم النظرى والمشروعات العملية، وتخريج عدد 200 متدرب من إجمالي أكثر من 1000 متدرب بمبادرة بُناة مصر الرقمية التى تستهدف صقل مهارات الخريجين المتفوقين فى تخصصات الهندسة والحاسبات وتكنولوجيا المعلومات، من خلال برنامجين رئيسيين: وهما برنامج ذوى الخبرة الذى يمنح درجة الماجستير من جامعات دولية مرموقة فى أحدث التخصصات التكنولوجية، والبرنامج الاحترافى الذى يقدم تدريبا عمليًا مكثفًا بالتعاون مع شركات عالمية، إلى جانب برامج لتنمية المهارات القيادية والإدارية.

وفى كلمته، أكد الدكتور/ عمرو طلعت أن مبادرة أجيال مصر الرقمية تستهدف إتاحة الفرص التدريبية فى تخصصات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لجميع الراغبين فى الحصول على التدريب فى كافة أنحاء الجمهورية مع مراعاة التنوع الجغرافى، وكذلك التنوع فى المراحل العمرية لتشمل جميع الفئات العمرية بدءا من 8 سنوات وحتى 88 عاما، موضحا أن مبادرتى براعم وأشبال مصر الرقمية المقدمة لطلاب المدارس تمثل مرحلة اعداد للمتدربين للمستقبل بما يتيح صقلهم بالمهارات الاساسية فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التى تمكنهم من النجاح فى مختلف المسارات المهنية مستقبلا، بينما تستهدف مبادرة رواد مصر الرقمية تأهيل المتدربين للمنافسة فى سوق العمل وفقا للمسارات التى يختارها المتدربون.

وأضاف الدكتور/ عمرو طلعت أن منهجية الوزارة فى تنفيذ المبادرات التدريبية تستهدف اعداد أجيال قادرة على المنافسة باقتدار وفاعلية فى سوق العمل العالمى ارتكازا على عدة محاور تتمثل فى بناء مصفوفة متكاملة من المهارات التقنية والشخصية، وتوفير البرامج التدريبية بالتعاون مع شركات القطاع الخاص المتخصصة فى هذا المجال، بالإضافة إلى إتاحة التدريب فى التخصصات التكنولوجية الأكثر طلبا فى سوق العمل الحالى والمستقبلى فى ضوء التطورات التى يشهدها سوق العمل العالمى نتيجة للتطورات التكنولوجية؛ مؤكدا أنه يتم التواصل الدائم مع شركاء العمل من الشركات المتخصصة العاملة فى مختلف مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتأكد من أن المهارات التى يتم إتاحتها عبر هذه المبادرات تلبى متطلبات سوق العمل.

وأشار الدكتور/ عمرو طلعت إلى أنه يتم وضع معايير ومحددات للتأكد من ضمان جودة التدريب كما يتم متابعة نسب ومعايير نجاح المبادرات التدريبية، مؤكدا اهتمام الوزارة بتوفير برامج لصقل مهارات المهنيين المستقلين لمساعدة الشباب فى الحصول على فرص عمل من أماكنهم تتجاوز الحدود الجغرافية.
وأوضح الدكتور/ عمرو طلعت أن جميع المبادرات التدريبية التى تطلقها الوزارة تقدم بالمجان وهو ليس إنفاقا بل استثمارا فى تنمية المهارات الرقمية لجميع الأعمار والتى تعد حجر الزاوية فى استراتيجية مصر الرقمية؛ كما أنها قوام قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وركن أساسى لتمكين الدول من التفوق فى هذه الصناعة

هذا ويتم تنفيذ مبادرات أجيال مصر الرقمية بالتعاون مع عدد من المؤسسات والجهات الحكومية والجامعات العالمية وشركات عالمية وإقليمية ومحلية بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والقطاع المصرفى وكذا كبرى المنصات والشركات العالمية فى مجال التدريب وبناء القدرات. ويتم التدريب بالنظام الهجين وهو الدمج بين التعليم عن بُعد والتعليم بنظام الحضور الفعلى.

وأكدت الدكتورة/ هدى بركة مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنمية المهارات التكنولوجية أهمية بناء الإنسان المصرى باعتباره الركيزة الأساسية لبناء مستقبل مصر؛ مضيفة "نحن هنا اليوم لنحتفل بنجاح أبنائنا الذين أصبحوا الآن روادًا وقادة للمستقبل الرقمى. مبادرة 'أجيال مصر الرقمية' ليست فقط تدريبًا، بل هى استثمار فى عقول وسواعد شباب مصر لتحقيق التنمية المستدامة ومواكبة متغيرات العصر؛ موضحة أن الوزارة تعمل على تقديم فرص تعليمية مبتكرة فى مجالات مثل الذكاء الاصطناعى، والأمن السيبرانى، والفنون الرقمية، وتطوير البرمجيات وتخطيط الموارد، مما يجعل خريجى المبادرة قادرين على المنافسة فى الأسواق المحلية والعالمية.

وخلال فعاليات الحفل؛ قام الدكتور/ عمرو طلعت بتكريم عدد من الخريجين المتميزين من المبادرات التدريبية ضمن أجيال مصر الرقمية، بالإضافة إلى تكريم المدربين المتميزين الذين ساهموا فى تنفيذ هذه البرامج وتهيئة بيئة تعليمية محفزة للمتدربين.

كما شهد الحفل تسليط الضوء على تجربة أحد الأسر المصرية من أسيوط والتى التحق جميع أفرادها البالغ عددهم 5 أفراد فى مختلف المبادرات التى تندرج ضمن مبادرة أجيال مصر الرقمية، كما قام عدد من خريجى المبادرة باستعراض تجاربهم الشخصية ودور المبادرة فى بناء مصفوفة من المهارات المتكاملة لديهم.

حضر فعاليات حفل التخرج الدكتور/ أحمد خطاب مدير المعهد القومى للاتصالات، والمهندسة / هدى دحروج مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتنمية المجتمعية الرقمية، والمهندس/ محمود بدوى مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشئون التحول الرقمى.

مقالات مشابهة

  • أفكار تصوير الأطفال بأجواء تناسب عيد الكريسماس
  • ‏بابا الفاتيكان يدعو إلى السلام في الشرق الأوسط وللشعبين الأوكراني والروسي
  • الجوية الجزائرية: لدينا مسؤولية تجاه الأجيال وملتزمون بواجباتنا
  • الجوية الجزائرية: لدينا مسؤولية اتجاه الأجيال وملتزمون بواجباتنا
  • “المباني القديمة” في قرية “لينة”.. ذاكرة تعكس حياة الأجيال السابقة
  • وسط أجواء ساحرة في لابلاند ..قرية بابا نويل تعج بزوار الكريسماس|شاهد
  • تدريب 220 ألف متدرب بمبادرة أجيال مصر الرقمية فى 2024
  • وزير الاتصالات يشهد فعاليات حفل تخريج المتدربين وتكريم المتميزين بمبادرة "أجيال مصر الرقمية" خلال 2024
  • الاتصالات: تدريب 220 ألفا بمبادرة أجيال مصر الرقمية وتخريج 122 ألفا
  • وزير الاتصالات يشهد فعاليات حفل تخريج المتدربين بمبادرة "أجيال مصر الرقمية" خلال 2024