هل حاول الحوثيون تعكير الاحتفال بذكرى استقلال اليمن؟
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
أثار مصادرة جماعة الحوثي الأعلام اليمنية خلال الاحتفالات بذكرى قيام الجمهورية -بعد إسقاط النظام الملكي في 26 سبتمبر/أيلول 1962- تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي بين مندد ومبرر.
وبث برنامج "شبكات" في حلقته بتاريخ (26/9/2023) مقطع فيديو يظهر خروج مواطنين يمنيين في شوارع صنعاء للاحتفال بالأعياد الوطنية، حيث أقام الحوثيون حواجز أمنية لنزع الأعلام الوطنية من السيارات دون مراعاة مشاعر المحتفين.
وفي حين نفى رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التابعة للحوثيين نصر الدين عامر أن يكون الأشخاص الذين ظهروا بالفيديو تابعين للأجهزة الأمنية، تداول ناشطون مقاطع أخرى تُظهر أفرادا مسلحين بزي عسكري يقومون بنزع الأعلام من السيارات.
وبحسب وسائل إعلام يمنية، فإن جماعة الحوثي اعترضت السيارات التي تحمل الأعلام الوطنية وأجبرت المواطنين على إنزالها تحت تهديد السلاح، كما فرّقت محتفلين في مدينة إب بإطلاق النار.
بدوره، نقل موقع "المشهد اليمني" عن مصادر قولها، إن الحوثيين أصدروا توجيهات في وقت سابق بمنع إخراج أي أعلام وطنية، علاوة على منع محلات الطباعة والخياطة من إنتاج أعلام وطنية.
تفاعل واسعولأن المناسبة عزيزة على قلوب اليمنيين كان التفاعل كبيرا وقياسيا، وسط تنديد قطاع لا يستهان به بإجراءات الحوثيين على أرض الميدان، في حين ذهب البعض إلى اعتبار أن ما حدث يندرج في سياق أعمال شغب وإخلال بالأمن العام.
أنيس الشريك ألمح إلى أن الحوثيين سيعمدون إلى طمس ما حدث من خلال ملاحقة المصورين للمقاطع التي نشرت مع تجاهل من صادروا الأعلام، وقال: "ستلقوا (ستلقون) القبض على المصور، أما من قام بذلك فهي أطقم وعسكر معروفين".
ورفض عمار الشرعبي ما يتم ترويجه وتداوله لوأد الحقيقة، وأشار إلى أن "في إب حدثت ملاحقات.. في صنعاء إهانة علم الجمهورية اليمنية.. التبريرات والمغالطات ما تنفع".
أما وليد عبد الملك فقد اتخذ منحى مغايرا للتعليق على ما جرى، واعتبر ما حدث في محافظة إب هو "أعمال شغب وقطع للطريق.. ومن تسول له نفسه في إقلاق السكينة العامة سوف يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حسب القانون والنظام".
وفي محاولة منه لاستعراض ما يقوم به الحوثيون على أرض الميدان والقتال الدائر في اليمن منذ سنوات، قال الأشتر إن "الوطنية الحقيقية ليست في رفع الأعلام بل الوطنية في الدفاع عن تراب هذا الوطن".
لكن حكيم السعدي كان له رأي مغاير، وطالب بوجود "احتفال كبير في السبعين (ميدان) مع عرض عسكري ومدني إذا كان هناك وطنية صادقة".
يذكر أن الاحتفالات بـ"ذكرى سبتمبر" في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية بقيادة معين عبد الملك وتحديدا بمحافظتي تعز ومأرب كانت مغايرة حيث رفعت الأعلام اليمنية عاليا وأوقدت شعلة الثورة مع إطلاق الألعاب النارية بكثافة وسط أفراح كبيرة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
فورين بوليسي: البحرية الأمريكية و"لعبة الخلد" مع الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
انتقدت مجلة "فورين بوليسي"، الأمريكية سياسة الرئيس دونالد ترامب، تجاه الحوثيين في البحر الأحمر، وقالت إن البحرية الأمريكية تمارس لعبة "ضرب الخلد" مع الجماعة المتمردة في اليمن والمدعومة من إيران.
وقالت المجلة في تقرير ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" إن حرب ترامب على الحوثيين الذي بدأها منتصف مارس الماضي، لا تُجدي نفعًا ولم تُحرز أي تقدم.
وأضافت "يمكن للبحرية الأمريكية أن تُمارس لعبة "ضرب الخلد" مع الحوثيين، لكن هذا لا يُغير شيئًا في الشرق الأوسط، فخلال الأسابيع الخمسة التي انقضت منذ تصعيد إدارة ترامب هجماتها على الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، برزت بعض المشاكل الكبيرة، مما يُبرز مدى صعوبة تحويل خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القوي إلى نتائج ملموسة.
وتابعت "لقد فشلت العملية، التي نوقشت في محادثة عبر تطبيق "سيجنال" شارك فيها صحفي عن طريق الخطأ، حتى الآن في تحقيق أيٍّ من هدفيها المعلنين: استعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر وإعادة إرساء الردع."
وأردف المجلة في تقريرها "لا يزال النقل البحري عبر البحر الأحمر وقناة السويس المجاورة مُنخفضًا كالمعتاد، على الرغم من الحملة الأمريكية التي تجاوزت تكلفتها مليار دولار ضد الحوثيين. ويظل المسلحون متحدين كعادتهم، محذرين خلال عطلة نهاية الأسبوع من أن ترامب قد خاض في "مستنقع" وكثفوا هجماتهم على إسرائيل والسفن الحربية الأمريكية في المنطقة".
وأشار التقرير إلى أن هناك نقص صارخ في الشفافية بشأن العملية، وهي أكبر مناورة للقوة العسكرية الأمريكية في ولاية ترامب الثانية. لا تعقد وزارة الدفاع احاطات إعلامية حول الحرب الجارية، وتكتفي القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط، بنشر مقاطع فيديو أنيقة لعمليات أسطح الطائرات على وسائل التواصل الاجتماعي، مصحوبة بوسم "#الحوثيون_إرهابيون".
والأمر الأكثر إثارة للقلق -وفق التقرير- هو أن وتيرة العمليات الأمريكية، بما في ذلك الضربات التي تشنها مجموعتان ضاربتان لحاملات الطائرات الأمريكية بالكامل على مدار الساعة، تستنزف ذخائر دقيقة محدودة، يقول العديد من خبراء الدفاع إنها ستكون الأفضل استخدامًا لأي صراع مستقبلي مع الصين. وهذا مهم بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالمخزون المحدود من الصواريخ التي تُطلق من الجو والتي ستكون حاسمة لأي قتال حول تايوان.
وقال أليسيو باتالانو، الخبير البحري في كلية كينجز كوليدج لندن: "إذا كان الأمر يتعلق بحرية الملاحة، فهو غير مجدٍ". وأضاف: "كيف يُمكن دعم فكرة أن منطقة المحيطين الهندي والهادئ تُمثل الأولوية، ومع ذلك تُسحب عناصر بالغة الأهمية في معركة المحيطين الهندي والهادئ لعمليات في الشرق الأوسط؟"
وحسب التقرير فإنه عندما اختار الحوثيون في البداية استخدام موقعهم الاستراتيجي على شواطئ أحد أهم نقاط الاختناق في العالم، مضيق باب المندب، للضغط على إسرائيل والغرب، استجاب الغرب. أرسلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قوات بحرية لضرب الحوثيين، بينما أرسل الاتحاد الأوروبي فرقته البحرية الخاصة للمساعدة في توجيه السفن التجارية عبر ما سرعان ما أصبح منطقة محظورة.
"ورغم اختلاف أهداف المهمتين الأمريكية والبريطانية والأوروبية قليلاً - إذ سعت الدول الأنجلو-أمريكية إلى "إضعاف" قدرات الحوثيين على البر لاعتراض حركة الملاحة التجارية، بينما اقتربت العملية الأوروبية من عملية حرية الملاحة التقليدية - إلا أن كليهما لم يُجدِ نفعًا يُذكر. وظلت أسعار التأمين مرتفعة للغاية، وانخفضت حركة المرور عبر قناة السويس"، كما في ورد في التقرير.
واستدرك التقرير الذي ترجمه "الموقع بوست" ثم جاءت إدارة ترامب الجديدة، عازمة على تحقيق ما فشلت فيه إدارة بايدن المنتهية ولايتها. كتب وزير الدفاع الأمريكي المحاصر، بيت هيسغيث، في محادثة سيغنال سيئة السمعة، والتي شاركها هو وزملاؤه مع صحفي في الأيام والساعات التي سبقت وخلال هجمات مارس على الحوثيين: "الأمر لا يتعلق بالحوثيين". وأضاف: "أرى الأمر شيئين: 1) استعادة حرية الملاحة، وهي مصلحة وطنية أساسية؛ و2) إعادة إرساء الردع، الذي قوضه [الرئيس جو] بايدن".
وأشار إلى أن فكرة حرية الملاحة مصلحة وطنية أساسية للولايات المتحدة قوبلت برفض من نائب الرئيس جيه. دي. فانس خلال محادثة سيغنال. وكان جميع أعضاء فريق الأمن القومي لترامب يرغبون في ضمان أن تدفع أوروبا بطريقة ما ثمن المغامرة العسكرية الأمريكية غير المطلوبة. وتعتقد القيادة المركزية الأمريكية بالتأكيد أن الأمر كله يتعلق بالحوثيين.
وأكد أن التناقضات الكامنة في سياسات الولايات المتحدة وأولوياتها برزت من خلال الرسائل النصية الخرقاء. وأبرزها: ماذا حدث للتحول نحو آسيا؟ قال باتالانو: "البحرية الأمريكية بارعةٌ جدًا في ضرب الأهداف البرية. لكن النجاح العملياتي والتكتيكي لا يُخفي حقيقة أن التأثير الاستراتيجي لا يزال بعيد المنال، إن لم يكن مُحددًا تمامًا". وأضاف: "إذا كان الهدف من هذا ردع القيادة الصينية تجاه تايوان، فأنا لست متأكدًا من أنها تفعل ذلك بالفعل".
وطبقا للتقرير فإنه "منذ عهد توماس جيفرسون، ناضلت الولايات المتحدة من أجل حرية الملاحة، وأحيانًا في مياه ليست بعيدة عن الصراع الحالي. ما يصعب فهمه الآن هو سبب إنفاقها أموالًا طائلة في محاولة عقيمة لفتح ممر بحري لا يحتاج إلى فتح، في حين أن هناك تحديات أخرى أكثر إلحاحًا. والأسوأ من ذلك، أن سوء استخدام القوة البحرية قد يؤدي إلى نتائج عكسية - إذ يتطلب الأمر الكثير من الوقت والجهد لإقناع الديمقراطيات بدفع مبالغ طائلة مقابل سفن حربية متطورة ضرورية وذات فائدة كبيرة، ولكن ليس هذه السفينة".
وقال باتالانو: "ما أجده أكثر إثارة للقلق هو أنهم يقوضون الفائدة النهائية للقوة البحرية". "في المستقبل، عندما يقول الناس: لماذا نحتاج إلى قوة بحرية؟ لم نفعل شيئًا ضد الحوثيين. سيكونون على حق".