التغيير الجذري .. بين الحقيقة والخيال
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
بقلم/ احمد الشاوش
تحدث السيد عبدالملك الحوثي ، في خطابه الاخير عن اجراء " تغيير جذري وشيك" في مؤسسات الدولة ، بعد ان أصبح الفساد والرشوة والابتزاز على كل لسان ، وأمتدت أذرع أُخطُبوطات العبث الى مؤسسات الدولة ، ورجال المال والاعمال والاسواق والنقاط حتى صاحب العربية وبسطة الخضرة الضعيف لم ينجو من الملاحقة والابتزاز تحت مبررات عجيبة.
وصار كل فاسد ينهش المال العام وكل عابث يبحث عن ضحية وكل شيطان يبحث عن صيدة وكل مرتشي يبحث عن فريسة في ظل سياسة لعبة مراكز القوى العابثة والمصالح الضيقة وايقاعات اسندني أسندك وهذا من شلتي وهذا من شلتك ، وغياب القانون وانعدام الضمير وفقدان المساءلة وقيلولة جهاز الرقابة وهيئة مكافحة الفساد والسلطة القضائية والضغوط الخفية التي وفرت بيئة آمنة للفساد والتغطية على حيتانه وعكست رؤية سلبية لدى المواطن اليمني المحب للنظام.
والحقيقة المُرة التي يجب ان يدركها العقلاء والحكماء من الحوثيين والهاشميين ، أن شعبية انصار لله " في بداية دخولهم الى العاصمة صنعاء كانت مرتفعة ، لانها كانت ترتكز على المطالبة بتحقيق العدالة والمساواة وألغاء الجرعة واسقاط الحكومة الفاسدة ورفع الاجور والمرتبات والمطالبة بدولة القانون ، والمحافظة على المؤسسات والتمسك بوحدة وسيادة اليمن ما دفع الكثير من ابناء الشعب اليمني الى تأييدها والوقوف الى جانبها والاصطفاف معها ، كمنقذ رغم وجود أكثر من علامة تعجب واستفهام.
والحقيقة التي يجب أن يدركها انصار الرب ، وان كانت عنيفة وصادمة ومؤلمه ومُقلقة ومُكلفه هي أن ثقة الناس قد تلاشت ، وان السمعة الطيبة في بداية الصعود تكاد تندثر وان شعبية الانصار تتوارى وأن رصيدهم يكاد ينتهي لاسيما في ظل الفساد والغلاء القاتل ومراكز القوى العابثة والفشل في ادارة مؤسسات الدولة وغياب العدالة وعدم معالجة قضية الرواتب وتقديم الخدمات وتشغيل وتعطيل الدستور والقانون من قبل الكثير بحسب المزاج السياسي.
والعجيب انه كل ما ظهرت مشكلة على السطح الارض وضج الناس وسارع العقلاء الى حلها وهدأت النفوس ، تلوح في الافق أزمة او كارثة جديدة في غياب الوعي وانعدام الحكمة والقدرة على المعالجة وما الاسلوب الغير اللائق الذي قام به بعض المحسوبين على الانصار في مصادرة واخذ وسحب الاعلام الوطنية بالقوة من أيدي المواطنين ومن فوق السيارات في جولة ريماس وشارع حدة وبعض الجولات ليلة السادس والعشرين من سبتمبر ، الا ضرب من الجنون وقفز على الدستور والقانون وحالة من الاستبداد والفوضى ودليل على عدم النضوج وضيق الصدر واحترام حرية الاخرين ومصادرة فرحة الناس في الاحتفال بمناسبة وطنية عزيزة - بثورة 26 سبتمبر 1962 ،
والسؤال المحير للناس هو لماذا يصر بعض العابثين من الانصار وممن ارتمى في احضانهم من المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة ومخلفات الاحزاب الاسنة والفاشلة سابقاً ولاحقاً على الفتنة واستعداء الشعب وشل مؤسسات الدولة وتقليب المواجع واستفزاز وأثارة العامة وممارسة الفساد والطغيان والغرور وتهديد كل صاحب رأي أو قضية بالسجن ، بينما القضاء هو الفيصل ؟.
والحقيقة التي يجب ان يدركها الجميع انه لايمكن ان تقوم لليمن قائمة الا في ظل تطبيق قيم التسامح والتعايش وحرية الرأي والتعبير والمشاركة السياسية والاحتكام الى الصندوق والتنمية وايجاد اقتصاد قوي ، واذابة الفوارق والاهتمام بالانسان وخلق فرص عمل..
وبعد اعلان السيد عبدالملك الحوثي ، اعلن الرئيس مهدي المشاط عن التغيير الجذري الوشيك ، وغرد محمد علي الحوثي عن التغيير والتفويض ، وغرد حسين العزي ، وحسين حازب وعامر والكثير من القيادات والوزراء والمشرفين والاعلاميين الفاسدين والصالحين في وسائل التواصل الاجتماعي ، ورحبوا وهللوا وكبروا وبشروا بريااااح التغيير التي ستقتلع جذور الفساد والفاسدين في ذكرى المولد النبوي الشريف عليه افضل الصلاة والسلام وهو ما نأمله.
ولكن أكثر ما لفت نظري وانتباهي أن بعض الفاسدين بدأ يطبل وينافق ويمزق ويزايد وينافق بـ " التغيير الجذري الوشيك " في محاولة لتحسين صورته والابقاء على منصبه أو تدويره الى مكان آخر ، وليس حُباً في التغيير والاصلاح والاطاحة بالفاسدين.. مايجعل اليمنيون ينظرون الى ان التغيير الجذري يقع بين "الحقيقة والخيال".
وبكل شغف وشوق ينتظر الشعب التغيير الجذري ، ويأملون ان يقتلع التغيير جذور الفساد على مستوى الرئاسة والحكومة والاعلام والاجهزة الامنية والمخابرات والبحث الجنائي الذي كثر شاكوه وقل شاكروه واقسام الشرطة ومؤسسات الدولة بشخصيات تحمل من الكفاءة والنزاهة والشرف والاخلاق والاستقامة والسمعة والوطنية ، مايفتقده بعض اللصوص والفاسدين والامعات والمزايدين والمنافقين من أجل بناءالدولة
أخيراً .. الشعب اليمني بحاجة ماسة الى اجراء تغيير جذري يعصف بالفاسدين واللصوص والمنافقين من اجل الحصول على حقوقه وتحسين ظروفة ومعيشته والعيش بشرف بعد 9سنوات من التضحية والفقر والجوع والرعب.
لانريد ان يكون التغيير الجذري ، مجرد تدوير للفساد والفاسدين .. أو قلع سيد وغرس سيد من نفس الفصيلة أو تغيير أخطبوط بسمك قرش أو كمن يقلع بصل ويزرع ثوم ، أو استبدال فاكهة اليوسفي بالليمون ، وانما نأمل ان يكون التغيير الى الافضل والاقدر والاجدر ومن كافة الطيف والمشارب السياسية والفكرية والثقافية شرط الكفاءه والنزاهة ، حتى يلبي طموحات وثقة الشعب واستقرار البلد..
نصيحة .. حسنوا سمعتكم وجددوا الثقة واقرأو الرأي العام جيداً ستجدون الحقيقة ولكم حرية الاختيار!!؟ .
المصدر: سام برس
كلمات دلالية: التغییر الجذری مؤسسات الدولة
إقرأ أيضاً:
عراقجي يكشف الدولة التي ستستضيف جولة المفاوضات الثانية مع واشنطن
أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن قرب عقد جولة ثانية من المفاوضات مع الولايات المتحدة بعد جولة أولى جرت في مسقط ووصفت بأنها إيجابية وبنّاءة.
وقال عراقجي إن جولة ثانية لمباحثات بلاده مع الولايات المتحدة، تعقد "قريبا" في روما برعاية من سلطنة عمان.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي، أجراه عراقجي مع نظيره العراقي فؤاد حسين، وفق بيان للخارجية العراقية نشرته على موقعها الالكتروني.
وسبق أن أعلن البيت الأبيض عن جولة ثانية تعقد في 19 أبريل/ نيسان الجاري، دون أن يحدد مكانها.
وقالت الخارجية العراقية إن "نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، فؤاد حسين، تلقى يوم الاثنين اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي".
وأشارت إلى أن عراقجي أطلع حسين على "آخر مستجدات المفاوضات الإيرانية-الأمريكية التي جرت في العاصمة العُمانية مسقط".
وبين عراقجي أن "المفاوضات بين الجانبين الإيراني والأمريكي سارت بشكل جيد"، مشيراً إلى "مناقشة المشروع النووي".
من جهته أعرب وزير خارجية العراق عن ارتياحه لمسار الحوار القائم وثمن "الدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عُمان في تسهيل المفاوضات".
وأكد حسين على "دعم العراق لأي جهد يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي".
وفي ختام الاتصال، وجّه الوزير الإيراني دعوة رسمية نظيره العراقي لزيارة بلاده "في إطار دعم الحوار الثنائي وتعزيز العلاقات بين البلدين"، وفق البيان ذاته.
والسبت الماضي، استضافت سلطنة عمان، أولى جولات المحادثات الإيرانية الأمريكية بمسقط، والتي لاقت ترحيباً عربيا، فيما وصفها البيت الأبيض بأنها كانت "إيجابية للغاية وبناءة".
وقال البيت الأبيض في بيان له، إن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط أجرى محادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، استضافها وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي.
وأوضح البيان أن المحادثات كانت "إيجابية للغاية وبناءة"، وأن ويتكوف نقل إلى عراقجي "تعليمات" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"حل القضايا بين البلدين عبر الحوار والدبلوماسية".