موقع 24:
2025-01-31@03:30:21 GMT

تعرف على تاريخ الصراع في مرتفعات "الحديقة السوداء"

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

تعرف على تاريخ الصراع في مرتفعات 'الحديقة السوداء'

الحديقة السوداء.. أو مرتفعات ناغورني قرة باغ، إقليم ملتهب منذ عشرينيات القرن الماضي، المعارك تتنوع بين كر وفر بين القوات الأرمينية والأذربيجانية، بيد أن آخرها كانت لصالح القوات الأذربيجانية التي سيطرت على الإقليم في عملية خاطفة أدت إلى نزوح آلاف الأرمينيين من هناك.. ليبرز السؤال عن تاريخ الصراع في هذه المنطقة.

مرتفعات الحديقة السوداء

تقع مرتفعات قرة باغ، في جنوب غربي أذربيجان، وعاصمته سيتباناكيرت وقد سميت كذلك نسبة إلى الزعيم الأرميني البلشفي ستيبان شوماهان.. وتبلغ مساحة الإقليم 4800 كم2 ويبعد عن باكو عاصمة أذربيجان نحو 270 كم غرباً، كما يغلب على الإقليم الطبيعة الجبلية وتوجد بعض الأنهار التي يستخدم ماؤها في إنتاج الكهرباء والري.

ويعتبر إقليماً فقيراً بموارده الاقتصادية، ويعتمد النشاط الاقتصادي على الزراعة وتربية الماشية وبعض الصناعات الغذائية، من المحاصيل المشهورة الحبوب والقطن والتبغ.. كما تمر خطوط أنابيب تنقل النفط والغاز الطبيعي من بحر قزوين من أذربيجان إلى الأسواق العالمية قرب ناغورني قرة باغ.

وتجدر الإشارة إلى أن كلمة "ناغورني" تعني بالروسية جبال أو مرتفعات، أما كلمة "قرة باغ" فتعني "الحديقة السوداء" ويعرف الإقليم باسم أرتساخ في أرمينيا وهي كلمة مكونة من جزأين الأولى أرا وهو إله الشمس عند الأرمن القدماء والكلمة الثانية هي تعني الغابة أو الكرمة، لذلك يعني الاسم الأرميني غابة أو كرمة الإله أرا. أما في أذربيجان فيعرفونها باسم بخاري قرة باغ أي قرة باغ العليا.

جذور الصراع

بدأت جذور الصراع في إقليم ناغورني قرة باغ في الحقبة السوفياتية في عشرينيات القرن الماضي حين قام جوزيف ستالين في عام 1923 ضم الأقلية الأرمينية (سكان قرة باغ) داخل حدود أذربيجان، وبحدود إدارية تُرسم لتجعل كل ما يحيط بها أذربيجانياً على الرغم من رغبة السكان في التبعية الأرمنية، وفي المقابل تظل الأقلية الأذربيجانية في إقليم "ناختشيفان" معزولة داخل جمهورية أرمينيا.

إضافة إلى ذلك منحت السلطة السوفياتية قرة باغ" صلاحية الحكم الذاتي داخل جمهورية أذربيجان، وهو ما كان أشبه بقنبلة موقوتة.

ولكن بعد أن تفتت العقد السوفياتي وبعد أن استقلت جمهورية أذربيجان، اندلعت الحروب بين كل من أذربيجان وجمهورية أرمينيا، كل منهما يريد ضم تلك البقعة إلى أراضيه.. وكان السبب في ذلك الصراع هو ادعاء أرمينيا بأن تلك المنطقة ملكاً لها، معللة ذلك بأغلبية سكانها الأرمن، أدى ذلك الصراع إلى نزوح مئات الآلاف من الأرمن من أذربيجان إلى أرمينيا ونزوح مئات الآلاف من الأذريين من أرمينيا إلى أذربيجان.

صوت البرلمان في إقليم قرة باغ لصالح الاتحاد مع أرمينيا. أُجري استفتاء قاطعه سكان مرتفعات قرة باغ الأذربيجانيون، صوت فيه معظم الناخبين لصالح الاستقلال. بدأت المطالبات بالتوحد مع أرمينيا، والتي تجددت في عام 1988، بطريقة سلمية نسبيًا. مع تفكك الاتحاد السوفيتي، تحولت التوترات تدريجيًا إلى نزاع عنيف متزايد بين الأرمن العرقيين والأذربيجانيين. قدم الطرفان مزاعم بخصوص التطهير العرقي والمذابح التي ارتكبها الطرف الآخر.

اندلعت المواجهات بين الطرفين بعد وقت قصير من تصويت برلمان إقليم مرتفعات قرة باغ المتمتع بالحكم الذاتي في أذربيجان على توحيد المنطقة مع أرمينيا في 20 فبراير 1988، يسرت ظروف تفكك الاتحاد السوفيتي لنشوء حركة انفصالية أرمينية في أذربيجان السوفيتية، كان إعلان الانفصال عن أذربيجان العاقبة الأخيرة للصراع الإقليمي بشأن الأرض.. ومع إعلان أذربيجان استقلالها عن الاتحاد السوفيتي وإلغاء السلطات الممنوحة لحكومة إقليم قرة باغ الحبيس، صوتت الأغلبية الأرمينية للانفصال عن أذربيجان.. وأعلنوا خلال ذلك عن جمهورية مرتفعات قرة باغ غير المعترف بها.

اندلع قتال واسع النطاق في أواخر شتاء عام 1992 ولم تفلح الوساطة الدولية التي قامت بها عدة مجموعات، بما في ذلك منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بالتوصل إلى تسوية.. في ربيع عام 1993، استولت القوات الأرمينية على أراض خارج الإقليم الحبيس نفسه، ما هدد بتحفيز انخراط دول أخرى في المنطقة.. وبنهاية الحرب في عام 1994، سيطر الأرمن كلياً على معظم الإقليم ويتمتعون حالياً بالسيطرة على نحو 9 % من أراضي أذربيجان خارج الإقليم، كما شُرّد ما يصل إلى 230,000 أرمني من أذربيجان و 800,000 أذربيجاني من أرمينيا قرة باغ جراء النزاع.. وفي مايو 1994، جرى التوقيع على وقف إطلاق نار بوساطة روسية، وعُقدت محادثات السلام بين أرمينيا وأذربيجان منذ ذلك الحين، بوساطة من مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

ونشبت بعض الاشتباكات في الأعوام التي تلت وقف إطلاق النار عام 1994.

أعمال العنف عام 2010

في فبراير 2010، تمثلت الاشتباكات في قرة باغ بتبادل إطلاق نار متقطع في 18 فبراير على خط الاتصال الذي يفصل بين القوات العسكرية الأذربيجانية وقرة باغ الأرمينية.. اتهمت أذربيجان القوات الأرمينية بإطلاق النار على المواقع الأذربيجانية بالقرب من قرى تاب قراقويونلو وكيزيلوبا وغابانلي ويوسفجانلي وجواهرلي، وفي مرتفعات مقاطعة آقدام بنيران الأسلحة الصغيرة بما في ذلك القناصة، ونتيجة لذلك، قُتل ثلاثة جنود أذربيجانيين وأُصيب آخر بجروح.

القتال المستمر 2011- 2013

في أواخر أبريل 2011، أسفرت اشتباكات حدودية عن مقتل ثلاثة جنود من مرتفعات قرة باغ، وفي 5 أكتوبر، قُتل اثنان من الأذربيجانيين وجندي أرمني.. قُتل 10 جنود أرمن على مدار العام.

في العام التالي، وقعت اشتباكات حدودية بين القوات المسلحة الأرمينية والأذربيجانية في الفترة الممتدة بين أواخر أبريل إلى مطلع يونيو.. أسفرت الاشتباكات عن مقتل خمسة جنود أذربيجانيين وأربعة جنود أرمن، في عام 2012، قُتل 19 جندياً أذربيجانياً و14 جندياً أرمينياً.. أفاد تقرير آخر أن عدد القتلى الأذربيجانيين بلغ 20 قتيلًا.

على مدار عام 2013، قُتل 12 جندياً أذربيجانياً و7 جنود أرمن في اشتباكات حدودية.

تجدد الاشتباكات

في منتصف يوليو (تموز) الماضي، تجددت الاشتباكات في المناطق الحدودية بين أرمينيا وأذربيجان، وتبادلت باكو ويرفان الاتهامات، وسط تحرك روسي في إطار منظمة "الأمن الجماعي" لمحاصرة الأزمة المتصاعدة، في حين برز تلويح تركي بالتدخل.. وتبادلت وزارتا الدفاع في البلدين الاتهامات، وهدأت الأمور، إلى أن اشتعل فتيل الاشتباكات مرة أخرى منذ يومين.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الاشتباکات فی من أذربیجان فی عام

إقرأ أيضاً:

«الإسراء والمعراج» .. واحتفالية الصراع

تأتي مناسبة «الإسراء والمعراج» كئيبة، حزينة، تعيد إلينا ذكرى مقدسة، فـي أرض مقدسة، فـي ليلة مباركة، ولكن كل ذلك بات مجرد احتفالية وعظية، تحاول التذكير برحلة كونية سماوية، عرج الرسول الأكرم فـيها إلى السماوات العلى، بينما فـي الجانب الآخر من الرحلة قدس مصلوبة، ومدينة مهوّدة، وبلاد أسيرة، تتكالب عليها الدول من كل حدب وصوب، تحاول أن تنهش لحمها، وتسفك دمها، وتهدر مقدراتها، ومقدساتها، وتمحو كل ماضيها، وتاريخها، وإرثها الديني، والحضاري.

لم تكن «الإسراء والمعراج» مجرد حادثة عابرة، ولم يكن اختيار المكان عبثيا، بل كان إشارة إلى بؤرة صراع تاريخي، وديني ممتد، وغير مستقر، فبعد الآية التي يبدأ بها الله سبحانه وتعالى فـي سورة «الإسراء»: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ..»، يأتي ذكر النبي موسى، ثم يأتي التصريح والتحذير المباشر لليهود «وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً»، وبذلك يشير القرآن الكريم إلى صراع أبدي بين المسلمين واليهود، فاليهود الذين يعتبرون القدس قدسهم، والأرض أرضهم، أتوا من مهاجر شتى، وتركوا وراءهم ديارهم الأصلية، لكي يستولوا على ديار ليست لهم، ويغتصبون أراضٍ لا تمت لهم بصلة، ويتحدثون لغة غريبة لا تنتمي لأي لغة حولهم، جاؤوا ليقاتلوا فـي أرض غير أرضهم، يبيدون شعبا عربيا ضاربا بجذوره فـي ترابٍ تخضب بدمائهم، وشهد على انتمائهم لأرضهم على مر العصور، ولكن المستعمر الأجنبي أبى إلا أن يترك بصمته على أرض احتلها، وورّثها لشعب مشرد فـي الآفاق، لا أرض له، ولا مستقبل.

ورغم مرور عقود على وعد بلفور فـي عام 1917م، ومحاور الغدر، ومؤامرات الشر، إلا أن العرب كانوا جزءا من هذه الأحداث، ولكنهم كانوا مشغولين بمصالحهم الشخصية، أكثر من انشغالهم بما يبيّت لهم من مكائد، وكان بإمكانهم رغم ذلك تغيير الواقع الذي فرضه الاستعمار، لو كانت لديهم -آنذاك- إرادة حقيقية، ورغبة صادقة، وقليل من التنظيم، ومع ذلك دخل العرب حروبا فوضوية، غير منظمة، ضد المستعمر الصهيوني الجديد، إلا أنها كلها باءت بالفشل، وفـي المعركة الوحيدة التي كسبها العرب، لم تكن المفاوضات حول فلسطين والقدس، ولكن كانت حول أراضٍ عربية استولت عليها الدولة اللقيطة، وبذلك ظلت القضية الجوهرية بعيدا عن أي إنجاز حربي، وسلمي.

والآن... وبعد أكثر من سبعين عاما لا يزال المسجد الأقصى، مسرى الرسول، ومعراجه إلى السماء، فـي قبضة عصابة تتحكم فـي مصير العرب، وتبتز مشاعر المسلمين فـي كل مكان، وتفتح أبواب الصلاة لسكانه الأصليين متى شاءت، وتغلقه متى شاءت، ولم تفلح الاحتفالات السنوية التي يقيمها المسلمون بمناسبة الإسراء والمعراج فـي زحزحة صخرة الكابوس الجاثم على صدر القدس، ولم تتمكن المهرجانات الكلامية من تفعيل الفعل اللازم لتخليص أقدس المقدسات من يد اليهود الغاصبين، ولم تستطع الخطب الرنانة من تحريك الراكد، ويبقى الوضع كما هو عليه من أكثر من سبعين عاما دون حراك، بل والأدهى من ذلك أن بعض الدول الإسلامية رأت فـي المحتل صديقا دائما، وفـي القضية الفلسطينية عبئا جاثما، ورأت فـي القدس مجرد مدينة تاريخية، وفـي المسجد الأقصى مجرد مبنى لا قيمة دينية، أو قدسية له، وصار الاحتفال بالإسراء والمعراج مجرد احتفال رمزي لا علاقة له بالجوهر الذي أنشئ من أجله، ويبقى الصراع «الفلسطيني ـ الإسلامي ـ الإسرائيلي» قائما، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

مسعود الحمداني كاتب وشاعر عماني

مقالات مشابهة

  • آفة هذا الصراع
  • قبل بيعها بالسوق السوداء.. ضبط 5 أطنان دقيق مدعم خلال 24 ساعة
  • ضبط 5 أطنان دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء
  • بعد زيارة اليوم.. تعرف على تاريخ العلاقات المصرية الكينية
  • «الإسراء والمعراج» .. واحتفالية الصراع
  • ضبط 18 طن دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء
  • حملة تموينية تضبط 6 طن دقيق مدعم قبل بيعه بالسوق السوداء
  • ضبط 6 أطنان دقيق قبل تهريبها إلى السوق السوداء
  • ضبط 6 أطنان دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء
  • ضبط 6 أطنان دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء