ما هي خيارات أوروبا لما بعد حرب أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
تمثل الحرب التي تخوضها روسيا ضد أوكرانيا، حقبة جديدة ونهاية واضحة للهيكلية الأمنية الشاملة لعموم أوروبا، والإطار الفريد للتسلح الفريد في المنطقة بعد الحرب الباردة.
تعزيز قدرات الناتو يساعد على إقناع روسيا بالانضمام إلى طاولة المفاوضات
وفي هذا الإطار، قالت دراسة صادرة عن "المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية"، إن البيئة الأمنية الجديدة تفرض على حلفاء (الناتو) حتمية معالجة أوجه القصور في قدراتهم، وتعزيز موقف الردع والدفاع الخاص بالناتو.
وتناولت الدراسة كيفية تعزيز دول حلف شمال الأطلسي قدراتها العسكرية، وفي الوقت عينه البحث عن سبل لدمج الحد من التسلح في الهيكل الأمني الأوروبي شرط استيفاء شروط محددة.
زيادة النفقات الدفاعيةوأشارت الدراسة إلى أن هجوم روسيا واسع النطاق لأوكرانيا أدى إلى زيادة النفقات الدفاعية لدول حلف شمال الأطلسي.. وأجبرها على النظر في إستراتيجيات جديدة لردع موسكو مستقبلاً.
My paper for @IISS_org Missile Dialogue Initiative - Missiles, Deterrence and Arms Control: Options for a New Era in Europe https://t.co/NHfW1aU5st
— Camille Grand (@camille_grand) September 25, 2023وتأتي هذه التطورات في أعقاب فترة تميزت بإجراءات خفض لأسلحة الدول الأعضاء في الناتو، وتراجع الإنفاق الدفاعي، وعدم التركيز على متطلبات الردع في خضم تقارب الدول الغربية مع موسكو في تسعينات القرن العشرين وأوائل الألفية الثالثة.
وعام 2023، زعزع انتهاك روسيا لمعاهدة القوات النووية متوسطة المدى وتجاهلها للهيكل الأمني الأوروبي، واستخدام القوات المسلحة الروسية على نطاق واسع للصواريخ والمركبات الجوية غير المأهولة ضد أوكرانيا، الأمن في المنطقة.. وتفضي تصرفات روسيا إلى زيادة مطالبة الدول الغربية بقدرات صاروخية هجومية ودفاعية جديدة.
وأوضحت الدراسة أن هذه البيئة الأمنية المتداعية تفرض على دول الناتو معالجة أوجه القصور في قدراتها، وتعزيز موقف الردع والدفاع للحلف رداً على الهجوم الروسي.
ولفتت الدراسة إلى أن كثيراً من أعضاء الناتو يوسّعون بالفعل نطاق قواتهم المسلحة ويُحدّثون قدراتهم.. وعلى الرغم من ذلك، يواجه الحلف تحديات تتمثل في صياغة موقف متجانس لقواته.
وقالت الدراسة إن ثمة جدلاً دائراً حول النطاق المناسب للوجود العسكري لحلف شمال الأطلسي في جبهته الشرقية، وما إذا كان على الولايات المتحدة أن تنشر أنواعاً جديدة من الصواريخ بعيدة المدى التي تُطلق من الأرض في أوروبا، والتوسع المحتمل في اتفاقيات تقاسم الأسلحة النووية للحلف بحيث تشمل دولاً أعضاء جديدة.
تحسين الدفاعات الأوروبيةوتُجرى مناقشات أيضاً حالياً بخصوص تحسين الدفاعات الجوية والصاروخية الأوروبية، لا سيما من خلال الرؤى المتنافسة التي قدمتها ألمانيا وفرنسا.
IISS - Missiles, Deterrence and Arms Control: Options for a New Era in Europe https://t.co/3XxP60uQEX
— Tsuyoshi Goroku (@t_gordau) September 25, 2023وتقترح برلين الحصول على قدرات دفاعية سريعاً لمعالجة نقاط الضعف الملحوظة، في حين تشدد باريس على منح الأولوية للموارد الصناعية الأوروبية وتقديمها على المشتريات الأجنبية.
وسيتطلب الحوار المنظم بشأن الدفاع الصاروخي فحصاً شاملاً للدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا، ودراسة دقيقة لمشهد التهديد الصاروخي الحالي والناشئ، والنظر في التوازن السليم بين القدرات الهجومية والدفاعية التي تخدم متطلبات الردع الأوروبية على النحو الأمثل.
وعلى الرغم من أن البيئة السياسية والأمنية الحالية في أوروبا لا تساعد على طرح مبادرات جديدة للحد من التسلح، فإن هناك سبلاً لدمج الحد من التسلح مجدداً في البنية الأمنية الأوروبية، بعد استيفاء شروط محددة.
وأوضحت الدراسة أن من بين هذه الشروط انسحاب روسيا الكامل من أوكرانيا.. كما يتعين على حلف شمال الأطلسي إجراء نقاش مستمر لإضفاء الطابع الرسمي على إستراتيجية متماسكة، يمكن أن تستند إلى سابقتها التي أرساها قرار المسار المزدوج للحلف في عام 1979.
وأخيراً، رأت الدراسة أن تعزيز قدرات الحلف، بما في ذلك من خلال النشر المحتمل للصواريخ الأرضية متوسطة المدى في أوروبا، من الممكن أن يساعد على إقناع روسيا بالانضمام إلى طاولة المفاوضات، مشدداً على ضرورة نظر جميع حلفاء الناتو في هذه المسألة بجدية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية شمال الأطلسی من التسلح
إقرأ أيضاً:
روسيا تحذر: الناتو يسعى لإجراء عمليات عسكرية في قاع البحر
أكد مجلس الأمن الروسي أن حلف شمال الأطلسي يسعي لتطوير العقيدة لإجراء العمليات العسكرية في قاع البحر ، مشيرا الي ان موسكو سجلت تصاعد التهديدات للأمن العسكري في البحر خلال العملية العسكرية الخاصة.
وأوضح المجلس في بيان له ان الناتو يعتبر النقل البحري ومحطات النفط الكبيرة ومعابر السكك الحديدية لتوصيل الوقود مواقع للاستهداف ، مذكرا ان الناتو يعتبر العمليات العسكرية في قاع البحر نوعا جديدا من المواجهة بجانب البر والجو والبحر والفضائين الكوني والإلكتروني.
كما أوصي مجلس الأمن الروسي بتعزيز مراقبة أنشطة البلدان القادرة على خلق تهديدات للبنية التحتية الحيوية تحت الماء وفي الموانئ.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو مارك روته ذكر في وقت سابق أن الجميع يريد أن يرى نهاية للعدوان الروسي "الرهيب" ضد أوكرانيا ، مشيرا إلى أن تحقيق السلام الدائم في أوكرانيا يتطلب ضمانات أمنية قوية.
وأكد أمين عام الناتو في تصريحات له علي ضرورة استمرار تعزيز موقف أوكرانيا حتى تتمكن من القدوم إلى طاولة المفاوضات من موقع القوة.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد في وقت سابق أنه يجب العمل على وضع ضمانات قوية لضمان تحقيق السلام الدائم في أوكرانيا.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني فلادومير زيلينسكي، إنّ بلاده تحتاج إلى تمثيل واسع النطاق من المملكة المتحدة وتركيا والولايات المتحدة في تقديم الضمانات الأمنية.
وأضاف زيلينسكي: "هدفنا متمثل في تحقيق السلام المضمون وليس مجرد وقف إطلاق نار مؤقت، ويجب أن تكون هناك ثقة في أنه في غضون بضعة أشهر أو سنوات لن يعود بوتين للحرب".