فتح باب التسجيل في الدورة الرابعة من "دوت نكست جدير للتطوير الريادي"
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
◄ استفادة أكثر من 3600 شاب وفتاة من الدورات السابقة
مسقط- الرؤية
أعلن برنامج دوت نكست "جدير للتطوير الريادي في التقنيات المتقدمة"، فتح باب التسجيل في دورته الرابعة، بدعم من البرنامج الوطني للتشغيل وبرعاية من شركة أوكسيدنتال عمان وبتنفيذ من شركة أوج الابتكار.
ويهدف البرنامج إلى تعزيز قدرات الشباب العماني في ريادة الأعمال الرقمية، والصناعات الإبداعية والتوأمة الرقمية ودبلوماسية العلوم، وإنشاء مشاريع لتحويلها إلى شركات ناشئة وأعمال تجارية، إذ أصبح بإمكان الخريجين الجدد من مختلف التخصصات، الذين تخرجوا خلال السنوات الخمس الماضية وحتى سبتمبر 2023 التسجيل عبر الموقع الإلكتروني (https://platform.
وتأتي نسخة هذا العام بالتعاون مع منصة إيدكس- أبرز المنصات التعليمية التي أسستها جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 2012- لتقديم دورات ومساقات تعليمية بأعلى معايير الجودة من أفضل الجامعات والمؤسسات في العالم.
وقال يوسف بن أحمد آل إبراهيم مدير ريادة الأعمال والمهارات الابتكارية بشركة أوج الابتكار: "حقق برنامج جدير منذ انطلاقه نجاحا استثنائيًا، إذ ساهم في تطوير مهارات أكثر من 3600 منتسب، وتأسيس أكثر من 65 فكرة تقنية ريادية، ليصبح بعضها اليوم من الشركات الناجحة، ورفد السوق العُماني بأكثر من 1200 من الكفاءات الشابة في العمل الحر، والمساهمة في حصول أكثر من 1300 منتسب على فرص وظيفية بعد رفع البرنامج قابليتهم للتوظيف، وحصول أكثر من 4 أفكار على عروض استثمارية لتطويرها إلى شركات تقنية ناشئة".
وأضاف: "نضع احتضان وتنشئة المواهب الوطنية في مقدمة أولوياتنا من أجل المساهمة في تحقيق رؤية عُمان 2040 للتنويع الاقتصادي، ومن خلال برنامج جدير نتيح الفرصة أمام الشباب العُماني المبُدع لإبراز أفكارهم للعالم، ودعمهم في تطويرها لتعزيز نمو وتطور قطاعي التقنيات الحديثة، وسد الفجوة بين خريجي مؤسسات التعليم العالي واحتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي".
من جانبه، قال ستيفن لوفر الرئيس والمدير العام لشركة أوكسيدنتال عُمان: "نفخر بدعم هذا البرنامج الفريد من نوعه، والذي يعُد حلقة وصل تجمع بين المنتسبين وأبرز قادة القطاع والمتخصصين في مجال التقنيات الصاعدة، للعمل معا على التخطيط لمستقبل واعد لقطاع التقنيات والابتكار والبنية الأساسية الرقمية في سلطنة عُمان، وهذا البرنامج يتماشى مع أهداف أوكسيدنتال عمان في تعزيز منظومة الابتكار، ونؤمن بأن الاستثمار في تنمية الشباب هو مفتاح دفع النمو الاقتصادي في البلاد".
وذكر المهندس أزهر بن أحمد الكندي المدير الفني للبرنامج الوطني للتشغيل، أن البرنامج الوطني للتشغيل يولي اهتماما خاصا بالبرامج والمبادرات المُبتكرة التي تسهم في صقل مهارات الباحثين عن عمل؛ مضيفا: "يُعد برنامج دوت نكست جدير أحد أبرز هذه البرامج لتهيئة الشباب العُماني من الخريجين للاستفادة من الفرص الوظيفية التي تطرح في القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى مسار العمل الحر الذي يمثل أحد خيارات التوظيف، التي أصبحت تلقى رواجا كثيرا بين أوساط الشباب".
يشار إلى أن برنامج دوت نكست جدير للتطوير الريادي، يُعد ضمن أبرز مشاريع شركة أوج الابتكار- إحدى الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار- ويضم البرنامج ثلاث مراحل متنوعة تمتد على مدار 8 أشهر، وتهدف إلى إكساب الكوادر المحلية الشابة بالمعارف والمهارات والخبرات لسد الفجوة بين معارف ومهارات الخريج من جهة ومتطلبات قطاعات العمل من هذه المهارات والمعارف من جهة أخرى، وبما يتواءم مع مستهدفات رؤية عُمان 2040.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
صناعة الابتكار في بيئات العمل متعددة الأجيال
في عام (٢٠١٩م)، انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي وسم مفاده: «حسنًا يا جيل الطفرة السكانية»، والجيل المقصود في هذا الوسم هم مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى منتصف الستينيات من القرن الماضي، وكان المنشور يتناول الفجوة بين الأجيال، وما يرافقها من اختلافات ثقافية، وقد اكتسح هذا الوسم المنصات، والمنتديات على نطاق واسع، وتم استغلاله تجاريا بطباعته على المنتجات التي تستهوي الفئات العمرية الأصغر، وإن كان الوسم قد اتخذ - منذ نشأته - طابعا فكاهيا؛ إلا أنه اجتذب اهتمام الباحثين والمفكرين؛ لأن الاختلافات بين الأجيال لا تقتصر على الوسط الاجتماعي، وإنما تلقي بظلالها على ديناميكيات الأجيال المتعددة في أوساط العمل الوظيفي، وريادة الأعمال، والتوظيف الذاتي، والسؤال هو: هل يُعد تعدد الأجيال تحديا أو قيمة استراتيجية؟ وكيف يمكن تعزيز الابتكار والإنتاجية من إمكانات مختلف الأجيال؟
في البدء، تعالوا نقترب أكثر من موضوع تعدد الأجيال؛ وذلك لإزالة اللبس الذي يقع بينه وبين حالات الفروقات العمرية داخل الجيل الواحد. فبحسب التصنيف المعتمد لدراسات ديموغرافية القوى العاملة التي تقع فعليا ضمن مرحلة الإنتاج، فإن أوساط العمل قد تضم ما يصل إلى أربعة أو خمسة أجيال في الآن الواحد، وذلك كما يلي: جيل طفرة المواليد والتي تشمل مواليد الفترة الزمنية من (1946م إلى 1964م)، ويأتي بعده جيل إكس الذي يمتد من عام (1965م) إلى (1980م)، وأما جيل الألفية، فيضم مواليد عام (1981م) إلى (1996م)، وأخيراً جيل زد الذي يشكل مواليد عام (1997م) إلى عام (2012م).
ويشكل تنوع الأجيال في بيئة عمل واحدة تحديا وفرصة في الوقت ذاته، ويعود منشأ معظم الصعوبات إلى مدى إدراك الأفراد من مختلف الأجيال بالصورة النمطية للجيل الذي يمثلهم، وبالأجيال الأخرى، ما يصنع حواجز مُتَصورة وليست حقيقية، وهذا ما يقف عائقا أمام استكشاف وتعزيز فرص التعاون والتكامل بين الأجيال المتعددة.
فإذا أردنا التقاط المنظور الذاتي لأعضاء فرق العمل الذين يعملون في بيئات ذات التنوع الشاسع في الأجيال، وذلك من أجل فهم التفاعل في الاختلافات بين هذه الأجيال، سنجد بأن هناك أربعة محاور أساسية للاختلاف وتشمل: فجوة التواصل، والكفاءة في استخدام التكنولوجيا، ومستوى أخلاقيات العمل، والالتزام المهني، والتمايز في هذه المحاور لا يعكس - وبشكل قطعي - تفوق جيل على آخر، وإنما يؤكد على أن التطور في معطيات العمل والحياة قد أعاد تشكيل ظروف العمل بوتيرة أسرع من الإدراك الذاتي لمنتسبي البيئات المتنوعة، وعلى الرغم من أن الأبحاث العلمية المتعلقة بالقوى العاملة متعددة الأجيال قد اكتسبت زخمًا كبيرا في الآونة الأخيرة من بعد جائحة كورونا، إلا أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في فهم الديناميكيات الدقيقة للعمل التشاركي في الفرق متعددة الأجيال، وماهية تحديات القيادة في الاستفادة من نقاط القوة الفريدة لكل جيل، وما تحملها من إمكانات هائلة في الابتكار.
وهذا ما يضع عبئا إضافيا على قادة فرق العمل الذين يصعب عليهم التعامل مع معضلة أن القيم والسلوكيات المهنية قد تكون متشابهة، إلا أن الأولويات عبر الأجيال تختلف بشكل كبير.
وهذا يقودنا إلى الاعتقاد الشائع بأن الأجيال الشابة تمتلك مهارات تقنية فائقة، وهي بذلك أكثر كفاءة في التنقل عبر المهام الوظيفية ، وذلك على النقيض من الأجيال الأكبر سنا التي تكافح للتكيف مع الأدوات التكنولوجية سريعة التطور، ولكن الواقع يظهر عكس ذلك؛ فالتطورات التكنولوجية قد ساهمت في تبسيط استخدام التقنيات ما قلص الفجوة التقنية بين الأجيال في بيئات العمل، وفي تفاصيل الحياة على حد سواء، وقد ساهم ذلك في تقليل مقاومة توظيف التكنولوجيا في المهام الوظيفية، وتلاشي ظاهرة انفصال الأجيال الأكبر سنا عن الاستفادة من الموارد الرقمية، والذي كان سائدا منذ عدة عقود، وبذلك فإن عبور الفجوة التقنية هو حجر الأساس في تعزيز التكامل والتعاون المثمر، فالأجيال الأصغر سنا لديهم المهارات التقنية التي تمكنهم من تحقيق الإنتاجية المطلوبة، وفي المقابل فإن الأجيال الأكبر سنا تمتلك مخزونا من الخبرات الطويلة التي يمكنها إلهام الأجيال الأخرى للخروج من محيط الراحة، والانفتاح على أفكار جديدة كليا، وتوظيف المعرفة التكنولوجية في بلورتها إلى ابتكارات ذات قيمة. وبذلك فإن تبادل الخبرات بين الأجيال لا تُثري بيئة العمل فحسب، بل تعزز - أيضًا - الشعور بالشمول، والتقدير المتبادل بين الأجيال.
وهذا التبادل التشاركي للأفكار والخبرات في بيئات العمل لا يأتي بشكل تلقائي، وعلى قادة العمل انتهاج مسارات استباقية لتعزيز الإدماج، والفهم المشترك، والدعم عبر الأجيال، وهي عملية مركبة وتتطلب التوافق على أهمية التنوع في الخبرات والكفاءات والرؤى لدعم الابتكار، ووضع آليات صغيرة وموجهة لتحقيق التعاون المثمر بين الأجيال، والابتعاد عن الخطط ذات المدى الواسع، وذلك للحفاظ على التركيز الاستراتيجي المطلوب، وهي تشمل مجموعة من الخطوات العملية سريعة التنفيذ، وكذلك واضحة الأثر، مثل معسكرات التدريب، وجلسات الاستماع للخبرات، وقصص النجاح السابقة، وبرامج نقل المعرفة، وغيرها من الأنشطة التي يمكنها بطريقة غير مباشرة تغيير أسلوب التواصل، ونهج الحوار بين مختلف الأجيال، وتقليص المسافات التي تفرضها أحيانا الاختلافات الثقافية، وتقبل التباين كعامل حاسم في خلق القيمة الابتكارية في سياقات أخرى مكملة للاتجاهات التكنولوجية السائدة.
إن التقدم العلمي الهائل الذي تشهده بيئات العمل لا يعني بالضرورة بأن تنوع الأجيال سوف ينعدم في المستقبل، فكلما تقدمت التكنولوجيا، ظهرت معها أجيال تمتلك المعرفة الجديدة، وتشكلت أجيال أخرى بحاجة لمواكبة التطورات مع تقادم المعرفة والخبرات المرتبطة بالتقنيات السابقة، ما يفرض إيلاء الأهمية لموضوع لتنوع الكفاءات والخبرات، ووضع الأدوات التنفيذية الكفيلة لتقليص الفجوة بين الأجيال، ودعم صناعة الابتكار المنبثق عن الاستثمار في إمكانات تعدد الأجيال، وذلك عبر دمج الأفكار المبتكرة والجديدة، وتعظيم الاستفادة من خبرة كل جيل، وإتاحة المعرفة المهنية والحكمة لدعم الإنتاجية، وتوظيف التطورات التكنولوجية مثل الأدوات المدعمة بالذكاء الاصطناعي للتجسير بين مختلف الأجيال، وتعزيز بيئات عمل أكثر شمولاً وإنتاجية.