طرطوس-سانا

يعمل الحرفي مازن جاموس على تحويل قطع الخشب المهملة وبدقةٍ متناهية لتصبح تحفاً وأثاثاً منزلياً وأغراضاً للزينة والاستخدام المتعدد، فهي مصدر رزقه الوحيد حالياً وعمله المحبب منذ ثماني سنوات.

جاموس وإن منعته الظروف من متابعة دراسته الجامعية بكلية الاقتصاد قسم إدارة الأعمال يأخذه العمل اليدوي نحو مساحة اخرى، كانت بداياته الأولى قبل عشرين عاماً بإصلاح الاكسسوارات والساعات اليدوية وغيرها من مقتنيات المنزل لتتطور هوايته هذه بإعادة تدوير توالف المنزل وما يراه من أشياء يمكن أن تكون شيئاً جميلاً ذا فائدة ونفع.

فيما بعد أخذ جاموس التخصص والإهتمام أكثر بالخشبيات والتوالف الناجمة عنها لتكون تجربته الأولى صنع أثاث ومقتنيات منزله من ديكور وتجهيزات المطبخ من قطع الخشب المهمشة والمتكسرة بعد صياغتها بأسلوب فني مع طلائها بالألوان المناسبة كأنها خلقت من جديد، بالإضافة إلى صنع السلل والصواني الخشبية وغيرها من الأدوات المنزلية مع إدخال بعض الإضافات عليها كالخرز والصدفيات البحرية والخيطان بمختلف أنواعها.

مكنته مهنته وتميزه فيها من إعداد وتجهيز وتصنيع ديكورات خشبية لمنازل ومطاعم وفنادق يرغب أصحابها بإدخال لمسات مصنّعة من الخشب لما لهذه المادة من قيمة جمالية في حال كان من يعمل بها ماهراً يعشق التفرد والتفنن بما يصنع.

جاموس وهو عضو في جمعية المهن اليدوية في اتحاد الحرفيين بطرطوس ينجز عمله هذا بورشته في سوق المهن اليدوية الذي يشكّل تجمعاً لحرفيي المحافظة حيث قال: كانت مواقع التواصل الاجتماعي عاملاً مهماً لي في البحث والتعمق لاقتباس أفكار جديدة بمهنتي ولتطوير أساليب العمل لكنها بالمقابل لم تكن وسيلة واحدة لتسويق المنتج بل اعتمدت على معارفي وأصدقائي والمعارض التي أشارك فيها لتكون نافذة وسوقاً للبيع.

ويشرح جاموس كيفية العمل وطرق تأمين المواد الأولية التي يحتاجها قائلاً: كل المواد اليوم ثمنها يرتفع باستمرار وغير متوفرة بشكل كاف لذلك اعتمد على ما توفر من مواد مستهلكة في الطبيعة لأعيد صياغتها وصنعها من جديد، بمعنى القيام بإعادة تدويرها بحسب خصوصية القطع والمنتج المطلوب وهو عمل متعب لا يمكن وصفه بالعمل المجدي مع هذا استمر به رغم صعوبات كثيرة منها قلة المواد وصعوبة التسويق وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة وارتفاع نسب الحجز أثناء المعارض بشكل عام.

تأثرت بيئة مازن العائلية بمجال الفن فوالده علي جاموس مؤسس المسرح القومي بطرطوس وهو كاتب سيناريو ومخرج مسرحي وملحن، وعمه رضوان جاموس مخرج وممثل مسرحي أيضاً، لكن مازن تمنى أن يكون تميزه بحرفة الخشب مختلفاً عن باقي أفراد عائلته التي لكل فرد فيها اهتمام فني، معرباً عن أمله بأن يلقى حرفيو طرطوس الدعم والاهتمام أكثر من خلال إتاحة الفرص لهم على نطاق أوسع ليقدموا منتجهم التراثي لجمهور واسع لتكون لديهم محفزات وتشجيع على العمل والابتكار والتميز.

فاطمة حسين

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

النائب ياسر الهضيبي يطالب بسرعة إطلاق استراتيجية لتطوير الحرف اليدوية والتراثية

قال الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، فتح ملف الحرف اليدوية التراثية والتقليدية داخل مجلس الشيوخ خطوة مهمة جدا لإحياء هذه الحرف التي  لعبت دوراً مهماً  في تعزيز الصناعة الوطنية ودعم الاقتصاد المصري لعقود وسنوات طويلة، فضلاً عن أنها جزء من هويتنا المصرية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى توفيرها فرص عمل عديدة، مشيرا إلى أن  اليدوية والتراثية عانت كثيراً بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة والمعوقات التي تواجهها سواء فيما يتعلق بالتمويل وأعباء الإنتاج مما ضاعف من أعبائها وتحدياتها.

النائب ياسر الهضيبي: مشروع أرابيسك يعكس التزام الدولة بإحياء التراث الهضيبي: العفو عن 54 من أبناء سيناء يعد رسالة بأنهم جزء من النسيج الوطني

وأضاف "الهضيبي"، أن هناك حرف توقفت وأخرى متعثرة وغيرها تعاني أشد المعاناة في محاولاتها لمواصلة العمل والإنتاج، ووجود صعوبة في توفير التمويل وتسويق منتجاتها، مشيرا إلى  توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في الآونة الأخيرة بدعم وإحياء الحرف اليدوية والتراثية، مطالبا لخطة عاجلة من الحكومة لدعم وتنمية وتطوير الحرف اليدوية والتراثية، وتوفير بدائل تمويلية لها ومساعدتها على مواجهة أعباء الإنتاج وتوفير فرص تسويقية لمنتجاتها داخل وخارج مصر، من خلال إقامة معارض وغيرها، علاوة على ضرورة توفير حماية للعاملين فيها والتأمين الصحي والاجتماعي لهم وضمهم للقطاع الرسمي للدولة ودعمهم لمواجهة أعباء المعيشة وتوفير حياة كريمة لهم.

وأكد عضو مجلس الشيوخ، أن دعم وإحياء الحرف اليدوية والتراثية سيساهم في دعم الاقتصاد المصري، لما تتمتع به من ميزة تنافسية وتميزها، مطالبا بسرعة إطلاق استراتيجية لتطوير الحرف اليدوية والتراثية (2025 - 2030)، التي أعلنت عنها الحكومة وتهدف إلى رفع معدلات نمو حجم الطلب على المبيعات المحلية والصادرات للحرف اليدوية والتراثية وزيادة الصادرات إلى 450 مليون دولار بحلول عام 2030، فضلا عن العمل على استحواذ المنتجات اليدوية المحلية على نصيب 50% من السوق المحلي والمقدر حجمه حاليا بحوالي 7.5 مليار جنيه.

 

مقالات مشابهة

  • لكبار السن وذوي الإعاقة.. أماكن العربات اليدوية بالمسجد الحرام
  • الحكومة: الدولة تسعى لتكون مركزا إقليميا لتداول الغاز على مستوى شرق البحر المتوسط
  • الحكومة التي تسيِّر دولاب العمل الآن لا علاقة للكيزان بها، بل هي حكومة الآتي (..)
  • وكيل إعلام الشيوخ: الحرف اليدوية فى قصور الثقافة تتطلب تفعيل النشاط الاقتصادى
  • رئيس تعليم الشيوخ: 2 مليون حرفي في مصر يعانون من البطالة
  • مجلس الشيوخ يناقش سبل تعزيز الحرف اليدوية في مصر
  • الهضيبي: فتح ملف الحرف اليدوية التراثية والتقليدية بمجلس الشيوخ خطوة مهمة جدًا
  • "الشيوخ" يبدأ مناقشة سياسة الحكومة نحو تعزيز الحرف اليدوية
  • نائبة بالشيوخ: الحرف اليدوية في مصر ثروة قومية تحتاج لمزيد من الدعم
  • النائب ياسر الهضيبي يطالب بسرعة إطلاق استراتيجية لتطوير الحرف اليدوية والتراثية