إيمان بنت راشد الكندية

 

تقول الدكتورة ريهام وهي باحثة دكتوراة في إدارة الأعمال: "تعد التكنولوجيا أحد أهم مقومات بيئة الأعمال في عصرنا هذا، حيث إنها تشكل حجر الأساس في تعزيز فرص البقاء والنمو والاستمرارية، ونتيجة للتطور السريع والمستمر لتقنيات التكنولوجيا الحديثة، مما ساعد على خلق وسائل وأساليب جديدة في تقديم الخدمات المصرفية للعملاء".

ونتيجة على ذلك، شهدت الصناعة المصرفية في السنوات الأخيرة تحولًا كبيرًا بسبب التقدم التكنولوجي، ومن أبرزها الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي هو فرع من علوم الكمبيوتر يركز على إنشاء آلات يمكنها محاكاة الذكاء البشري، مما أحدث ثورة في الطريقة التي تعمل بها المؤسسات وتتفاعل مع عملائها ومنها المؤسسات المالية. فقد مهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل التعلم الآلي، ومعالجة اللغات، وتحليلات البيانات، الطريق لتجارب عملاء أكثر تخصصية، وتعزيز اكتشاف الاحتيال، وإدارة المخاطر بكفاءة، وتبسيط العمليات التشغيلية. ولم يؤد ذلك إلى تحسين رضا العملاء فحسب، بل أدى أيضًا إلى تحسين العمليات الداخلية، مما أدى إلى توفير التكاليف وتحسين عملية صنع القرار. غالبًا ما يُشار إلى دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات المصرفية باسم "الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الخدمات أو الأعمال المصرفية". إن دمج الذكاء الاصطناعي في الأعمال المصرفية لا يؤدي فقط إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية وإشراك العملاء، بل يمكّن البنوك أيضًا من الحفاظ على قدرتها التنافسية في القطاع المصرفي والذي يعتبر قطاع سريع التطور.

في هذا المقال القصير، سأوجز بعض من مزايا، وعيوب، وبعض الأمثلة الحية على استخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال المصرفية.

مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال المصرفية:

من المؤكد أن مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال المصرفية واسعة النطاق. وفيما يلي سرد لبعض من هذه المزايا:

تحسين خدمة العملاء:

تقدم روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين التي تعمل بالذكاء الاصطناعي دعمًا سريعًا للعملاء على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، لحل الاستفسارات، والتعامل مع المهام الروتينية، وهذا يعزز من رضا العملاء من خلال تقديم المساعدة لهم في الوقت المناسب.

تعزيز كشف الاحتيال ومنعه:

تتفوق خوارزميات الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الحالات والأنماط التي تشير إلى الأنشطة الاحتيالية. مما يمكن المؤسسات المالية من مراقبة المعاملات في الوقت الفعلي، وتحديد المخالفات، مما يؤدي إلى منع الاحتيال بشكل أسرع وتقليل الخسائر المالية.

سجل ائتماني دقيق:

يمكن للذكاء الاصطناعي تقييم الجدارة الائتمانية بشكل أكثر دقة من خلال النظر في مجموعة واسعة من العوامل التي تتجاوز التاريخ الائتماني التقليدي. وهذا يسمح للمقرضين باتخاذ قرارات الإقراض.

الإدارة المالية الآلية:

يمكن للأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تحليل السلوكيات المالية للعملاء وتقديم نصائح بشأن الميزانية والاستثمار. وهذا يمكّن العملاء من اتخاذ قرارات مالية وإدارة أموالهم بشكل أكثر فعالية.

التحليلات التنبؤية:

تتيح القدرات التنبؤية للذكاء الاصطناعي للبنوك التنبؤ باتجاهات السوق، وتقييم فرص الاستثمار، وتحسين إدارة المخاطر. وهذا يساعد على اتخاذ قرارات أفضل والحفاظ على القدرة التنافسية في المشهد المالي المتغير باستمرار.

المنتجات والخدمات المبتكرة:

يتيح الذكاء الاصطناعي إنشاء منتجات وخدمات مالية مبتكرة، مثل المستشارين الآليين، والتداول الخوارزمي، ومنصات الإقراض وغيرها.

أمن البيانات والخصوصية:

يمكن للأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تحديد نقاط الضعف الأمنية، والحماية من التهديدات السيبرانية، وحماية معلومات العملاء الحساسة، مما يعزز أمن البيانات والخصوصية بشكل عام.

إمكانية الوصول:

يمكن الوصول إلى التطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي عن بعد، مما يسمح للعملاء بإدارة شؤونهم المالية والتفاعل مع الخدمات المصرفية من أي مكان في العالم.

عيوب استخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال المصرفية

في حين أن دمج الذكاء الاصطناعي في الأعمال المصرفية يوفر العديد من المزايا، إلا أنه يأتي أيضًا مع بعض العيوب. وفيما يلي بعض العيوب الرئيسية التي يجب مراعاتها:

مخاوف الخصوصية:

يثير جمع ومعالجة كميات هائلة من بيانات العملاء مخاوف بشأن الخصوصية وأمن البيانات. قد يشعر العملاء بعدم الارتياح تجاه فكرة استخدام معلوماتهم الشخصية والمالية في التحليل واتخاذ القرار المعتمد على الذكاء الاصطناعي.

الاعتماد على التكنولوجيا:

إن الاعتماد بشكل كبير على أنظمة الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخلق ثغرة أمنية حيث تصبح البنوك تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا. يمكن لأي فشل في النظام أو خلل أو هجمات إلكترونية أن يؤدي إلى تعطيل العمليات وتفاعلات العملاء، مما قد يؤدي إلى خسائر مالية.

التنفيذ المعقد:

يمكن أن يكون دمج الذكاء الاصطناعي في الأنظمة المصرفية الحالية أمرًا معقدًا ويستغرق وقتًا طويلًا. ويتعين على البنوك أن تستثمر في المتخصصين ذوي الخبرة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحديث البنية التحتية، والتدريب لضمان التنفيذ والصيانة بنجاح.

تكاليف عالية:

يتطلب تنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي استثمارًا أوليًا كبيرًا من حيث تطوير البرمجيات والأجهزة واكتساب المواهب. وقد تجد البنوك الصغيرة والمتوسطة الحجم صعوبة في تحمل هذه التكاليف.

التحديات التنظيمية:

يخضع استخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال المصرفية للرقابة التنظيمية، خاصة فيما يتعلق بحماية البيانات وممارسات الإقراض. تحتاج البنوك إلى التأكد من امتثال أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها للقوانين واللوائح ذات الصلة، والتي يمكن أن تكون معقدة ومتغيرة باستمرار.

مقاومة التغيير:

قد يقاوم الموظفون والعملاء اعتماد الذكاء الاصطناعي بسبب عدم الإلمام أو المخاوف بشأن الأمن الوظيفي، مما يؤدي إلى تباطؤ التحول والمقاومة المحتملة لاستخدام التقنيات الجديدة.

وسأضربُ هنا أمثلة حية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال المصرفية؛ إذ من المؤكد أن هناك العديد من الأمثلة الواقعية لكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال المصرفية المختلفة. فيما يلي بعض الأمثلة الحية:

روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين:

قامت بنوك مثل Bank of America و Capital Oneبدمج روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في منصات خدمة العملاء الخاصة بها. توفر روبوتات الدردشة هذه استجابات فورية لاستفسارات العملاء بمختلف أنواعها.

كشف الاحتيال ومنعه:

يستخدم بنك JPMorgan Chase خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل المعاملات واكتشاف الأنماط التي تشير إلى الأنشطة الاحتيالية. يمكن لهذه الأنظمة تحديد أنماط الإنفاق غير العادية وحظر المعاملات لمنع الوصول غير المصرح به إلى الحسابات.

نصيحة مالية شخصية:

يساعد برنامج الدردشة الآلي Wells Fargo الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، "Wells Fargo Virtual Assistant"، العملاء على إدارة شؤونهم المالية من خلال تقديم نصائح لهم بناءً على عادات الإنفاق والأهداف المالية.

التصنيف الائتماني والإقراض:

تستخدم Upstart، وهي منصة للإقراض عبر الإنترنت، الذكاء الاصطناعي لتقييم الجدارة الائتمانية. وهو يأخذ في الاعتبار مجموعة واسعة من العوامل التي تتجاوز درجات الائتمان التقليدية، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات إقراض أكثر دقة وتوسيع نطاق الوصول إلى الائتمان للأفراد ذوي التاريخ الائتماني المحدود.

المعالجة الآلية للمستندات:

يستخدم ING Bank الذكاء الاصطناعي لتطوير ما يسمونه خدمة المحتوى الذكية التي تم تدريبها لتحديد المعلومات في مستند، مثل الفاتورة أو قسيمة الراتب. مما يمكن العملاء من التقاط صورة لمستند بهواتفهم المحمولة وإرسالها إلى البنك بدلًا من ملء النموذج بالشكل التقليدي.

وفي الختام.. يُمثّل دمج الذكاء الاصطناعي في الأعمال المصرفية تحولًا مُلفتًا يحمل إمكانات هائلة لكل من المؤسسات المالية وعملائها. يعتمد الاستخدام الناجح للذكاء الاصطناعي في الأعمال المصرفية على قدرة الصناعة على تحقيق التوازن بين الابتكار والموثوقية. ومن خلال تعزيز ثقافة الابتكار، والاستثمار في حوكمة قوية للبيانات، يمكن للبنوك تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لإحداث ثورة في خدماتها. ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، فمن المرجح أن تصبح الخدمات المصرفية أكثر سلاسة وتخصيصًا وكفاءة، مما يبشر بعصر جديد من المشاركة المالية التي تجمع بين الخبرة البشرية والتكنولوجيا المتطورة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

غوغل في خطر.. الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل محركات البحث

الاقتصاد نيوز - متابعة

في ظل التحول المتسارع في سلوك المستخدمين نحو الاعتماد على  روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وClaude وGoogle AI Overviews للبحث عن المعلومات، تسعى الشركات الإعلانية والتكنولوجية إلى تطوير أدوات جديدة لتعزيز ظهور العلامات التجارية في نتائج هذه المنصات، مما يمثل تحولاً جذرياً في مفهوم تحسين محركات البحث التقليدي.​

من بين هذه الشركات، طورت كل من Profound وBrandtech برمجيات لمراقبة مدى تكرار ظهور العلامات التجارية في نتائج الخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT وClaude وGoogle AI Overviews.

وقد تبنت علامات تجارية مثل شركة التكنولوجيا المالية Ramp، وموقع البحث عن الوظائف Indeed، وشركة Chivas Brothers لصناعة الويسكي الاسكتلندي المملوكة لشركة Pernod Ricard، هذه البرمجيات.

تهدف هذه العلامات التجارية إلى الوصول إلى ملايين المستخدمين الذين يستخدمون منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي كوسيلة جديدة للبحث عن المعلومات عبر الإنترنت، وهو تحول يشكل تهديداً طويل الأمد لأعمال Google الأساسية.​

صرّح جاك سميث، الشريك في مجموعة Brandtech للتكنولوجيا التسويقية، قائلاً: "الأمر يتجاوز مجرد فهرسة موقعك الإلكتروني في نتائجهم. إنه يتعلق بالاعتراف بنماذج اللغة الكبيرة كمؤثرين نهائيين".​

تستطيع هذه الأدوات الجديدة التنبؤ بموقف نموذج الذكاء الاصطناعي تجاه الشركات من خلال إدخال مجموعة من التعليمات النصية إلى روبوتات المحادثة وتحليل النتائج. ثم تُستخدم هذه التكنولوجيا لإنشاء تصنيف للعلامات التجارية، مما يسمح للوكالات بتقديم المشورة حول أفضل السبل لضمان ذكرها من قبل النماذج.​

يأتي هذا التحرك في وقت يواجه فيه المعلنون ضغوطاً من الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في إنشاء واستهداف تسويقهم. تعمل شركتا Meta وGoogle على تطوير أدوات إعلانية ذاتية الخدمة لتشغيل الحملات الإعلانية مباشرة للعلامات التجارية، مما يشكل تهديداً محتملاً لعمل الوكالات والمشترين الإعلاميين.​

توغل عمليات الذكاء الاصطناعي في عمليات البحث

بعض الوكالات ترى في هذا التحول فرصة لتقديم خدمات جديدة للعلامات التجارية مع تزايد انتشار الذكاء الاصطناعي وتراجع أهمية ما يُعرف بتحسين محركات البحث التقليدي.​

أظهرت أبحاث أجرتها شركة Bain أن 80% من المستهلكين يعتمدون الآن على نتائج مكتوبة بالذكاء الاصطناعي في ما لا يقل عن 40% من عمليات بحثهم، مما يقلل من حركة المرور العضوية على الويب بنسبة تصل إلى 25%. كما وجدت الأبحاث أن حوالي 60% من عمليات البحث تنتهي دون أن ينقر المستخدمون على موقع ويب آخر.​

ومع ذلك، أعلنت شركة Alphabet، الشركة الأم لـGoogle، يوم الخميس أن أعمالها الأساسية في مجال البحث والإعلانات نمت بنسبة تقارب 10% لتصل إلى 50.7 مليار دولار في الربع الأول من العام.​

توفر هذه النتائج القوية طمأنة للمستثمرين القلقين بشأن الشعبية المتزايدة لروبوتات المحادثة المنافسة مثل Grok المملوكة لإيلون ماسك، مع البقاء في حالة تأهب لأي دليل على أن إجابات روبوت المحادثة Gemini الخاص بـGoogle والملخصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقلل من عدد نقرات المستخدمين على الإعلانات.​

ومع ذلك، تتسابق الوكالات لمساعدة العملاء من الشركات الذين يحاولون الظهور ضمن النتائج التي تولدها خدمات الذكاء الاصطناعي. أنشأت Brandtech منتجاً يُدعى "Share of Model" يفرض رسوماً على العلامات التجارية لرؤية تحليلات مماثلة ويقدم إرشادات حول تعديل نصوص مواقع الويب والأصول الصورية لخدمة البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي بشكل أفضل.​

تقدم شركة Profound، التي جمعت 3.5 مليون دولار في تمويل أولي في أغسطس آب بقيادة Khosla Ventures، منصة تحليلات بيانات تتيح للعلامات التجارية تتبع الاستفسارات الشائعة المتعلقة بصناعتها وفهم أدائها في عمليات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.​
 

قال جيمس كادوالادر، المؤسس المشارك لشركة Profound: "كان البحث التقليدي أحد أكبر الاحتكارات في تاريخ الإنترنت. ولأول مرة، يبدو أن جدران القلعة تتصدع. هذه لحظة انتقالية تشبه الانتقال من الأقراص المدمجة إلى البث المباشر".​

يتطلب البرنامج فهماً لكيفية ظهور العلامات التجارية في النماذج الفردية. على سبيل المثال، يستخدم ChatGPT بحثاً تقليدياً على الويب ثم يقيم المصادر المختلفة لتحديد المعلومات الأكثر صلة بالمستخدم، بما في ذلك تقييم مصداقية وسلطة الموقع الإلكتروني.​

قال آدم فراي، قائد بحث ChatGPT في OpenAI: "يصبح المستخدمون أكثر دقة وتفصيلاً في الأسئلة التي يطرحونها، مثل 'هل يمكنك العثور على مطعم هادئ لعائلة مكونة من خمسة أفراد في نيويورك'، بدلاً من 'مطاعم في نيويورك'".​

وأضاف فراي: "الشيء الجديد هنا هو أن لديك طبقة من نموذج ChatGPT، طبقة من الذكاء فوق البحث التقليدي".​

في غضون ذلك، تقوم Perplexity، وهي محرك بحث مدعوم بالذكاء الاصطناعي، حالياً بتجربة "أسئلة" برعاية كمقترحات متابعة بعد استعلام المستخدم.​

قال دينيس ياراتس، المؤسس المشارك لـPerplexity: "تفهم نماذج اللغة الكبيرة المزيد من المحتوى ويمكن أن تكون أكثر دقة. يمكنها العثور على التناقضات أو تحديد ما إذا كانت المعلومات مضللة... لذا فهي عملية أكثر شمولاً من مراجعة الروابط".​
وأضاف: "من الأصعب بكثير أن تكون هدفاً لتحسين محركات البحث لأن الاستراتيجية الحقيقية الوحيدة هي أن تكون ذا صلة قدر الإمكان وتقدم محتوى جيداً".​
أظهر بحث أجرته شركة الاستشارات «باين» أنّ 80% من المستهلكين يعتمدون حالياً على النتائج التي تكتبها تقنيات الذكاء الاصطناعي في ما لا يقل عن 40% من عمليات بحثهم، مما أدى إلى تراجع حركة المرور العضوية إلى مواقع الإنترنت بنسبة تصل إلى 25%. كما أظهرت الدراسة أنّ نحو 60% من عمليات البحث تنتهي من دون أن ينقر المستخدمون للدخول إلى مواقع أخرى.

ومع ذلك، أعلنت «ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، يوم الخميس، أنّ أعمالها الأساسية في البحث والإعلانات نمت بنسبة تقارب 10% لتصل إلى 50.7 مليار دولار في الربع الأول من هذا العام. وقد بددت هذه النتائج القوية مخاوف المستثمرين إزاء تصاعد شعبية روبوتات الدردشة المنافسة مثل «غروك» الذي يملكه إيلون ماسك، مع استمرار القلق من أن يؤدي استخدام روبوت «جيميني» التابع لغوغل وخدمة الملخصات بالذكاء الاصطناعي إلى تقليص عدد النقرات على الإعلانات وبالتالي الإضرار بأعمال البحث.

ورغم ذلك، تتسارع وكالات الإعلان لمساعدة الشركات في الظهور ضمن النتائج التي تولدها خدمات الذكاء الاصطناعي.

وطورت شركة «براندتك» منتجاً يُدعى «حصة النموذج»، يتيح للعلامات التجارية الاطلاع على تحليلات مشابهة وتلقي إرشادات لتعديل نصوص مواقعها الإلكترونية وأصول الصور بما يتناسب مع عمليات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

أما شركة «بروفاوند»، التي جمعت 3.5 مليون دولار في جولة تمويل أولي قادتها شركة «خوسلا فنتشرز» في أغسطس آب الماضي، فتقدم منصة تحليل بيانات تتيح للعلامات التجارية تتبع الاستفسارات الشائعة المتعلقة بقطاعها وفهم أدائها ضمن نتائج البحث عبر الذكاء الاصطناعي.

قال جيمس كادوالادر، الشريك المؤسس لشركة بروفاوند: «كان البحث التقليدي أحد أكبر أشكال الاحتكار في تاريخ الإنترنت، وللمرة الأولى يبدو أن جدران القلعة بدأت تتصدع. إنها لحظة الانتقال من الأقراص المدمجة إلى البث التدفقي».

ويستلزم استخدام هذه البرمجيات فهماً لكيفية إبراز النماذج المختلفة للعلامات التجارية. فمثلاً، يعتمد «تشات جي بي تي» على بحث ويب تقليدي ثم يقيم المصادر المختلفة لتحديد أكثر المعلومات صلة بالمستخدم، آخذاً في الاعتبار مصداقية الموقع وسلطته.

وقال آدم فراي، المسؤول عن عمليات البحث في «تشات جي بي تي» لدى «أوبن إيه آي»، إن المستخدمين باتوا يطرحون أسئلة أكثر دقة وتفصيلاً، مثل: «هل يمكنك العثور على مطعم هادئ لعائلة من خمسة أفراد في نيويورك؟»، بدلاً من الاكتفاء بالبحث عن «مطاعم في نيويورك».

وأضاف فراي: «الأمر الجديد حقاً هو وجود طبقة من ذكاء نموذج «تشات جي بي تي» فوق طبقة البحث التقليدي».

وفي سياق متصل، تقوم «بيربلكسيتي»، وهي محرك بحث قائم على الذكاء الاصطناعي، حالياً بتجربة عرض «أسئلة» دعائية كاقتراحات متابعة بعد استفسارات المستخدمين.

وقال دينيس ياراتس، الشريك المؤسس لشركة «بيربلكسيتي»: «إن نماذج اللغات الكبيرة تستوعب المزيد من المحتوى ويمكنها أن تكون أكثر دقة. فهي قادرة على اكتشاف التناقضات أو المعلومات المضللة... لذا فإن العملية أشمل بكثير من مجرد مراجعة الروابط». وأردف قائلاً: «بات من الأصعب كثيراً استهداف تحسين نتائج محركات البحث التقليدية، إذ إن الاستراتيجية الحقيقية الوحيدة اليوم هي أن تكون العلامة التجارية ذات صلة عالية، وأن تقدّم محتوى جيداً».


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • «جراحة المفاصل في دبي» يوصي بتدريب الأطباء على الذكاء الاصطناعي
  • كيف خسرت آبل عرش الذكاء الاصطناعي لصالح ميتا؟
  • غوغل في خطر.. الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل محركات البحث
  • عسكرة الذكاء الاصطناعي .. كيف تتحول التكنولوجيا إلى أداة قتل عمياء؟
  • تحديث تطبيق "الأهلي الإسلامي" للخدمات المصرفية عبر الهاتف
  • الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي سيغير أسلوب الحياة البشرية بشكل جذري
  • الذكاء الاصطناعي قد يجعل من الجميع مدراء.. مايكروسوفت توضح
  • “صحة دبي” توقع مذكرة تفاهم لتأهيل قياداتها في الذكاء الاصطناعي
  • «صحة دبي» توقع مذكرة تفاهم لتأهيل قياداتها في الذكاء الاصطناعي
  • لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!