هل يهدد نقص النحاس التحول في مجال الطاقة عالميا؟
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
من المتوقع أن يسجل العرض في سوق النحاس في العالم "نقصاً يبلغ بين 5 و6 ملايين طن" مقارنة بالطلب على المدى المتوسط، ما يثير القلق بشأن التحول في مجال الطاقة، حيث أن المعدن الأحمر أساسي في الانتقال إلى استخدام الطاقة الكهربائية، الوسيلة الرئيسية للحد من غازات الاحتباس الحراري.
لماذا يعد النحاس مهماً للتحوّل في مجال الطاقة؟
يقول الخبير في المجال، مدير عمليات مجموعة "نيكسانز" فنسان ديسال: "عندما تريد نقل الطاقة داخل سيارة أو مبنى أو بين مصنع للإنتاج ومكان الاستهلاك، تحتاج إلى تمرير التيار الكهربائي وحالياً ليس لدينا ما هو أفضل من النحاس، وبتكلفة ومتانة مقبولتَين"، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وأضاف أن العالم دُفع قسراً إلى الاعتماد على الكهرباء للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، ما زاد الطلب على النحاس.
وتريد أوروبا خصوصاً خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 55 بالمئة بحلول العام 2030 مقارنة بالعام 1990. وتزامناً تتجه البلدان الناشئة إلى "الكهرباء".
كيف يتطور الطلب؟
تؤكد وكالة الطاقة الدولية التي تنظم قمة حول المعادن المهمة للتحول في مجال الطاقة هذا الأسبوع، أن سوق النحاس شهد نمواً بنحو 50 بالمئة بين عامي 2017 و2022، ليبلغ حوالي 200 مليار دولار.
وأضاف ديسال "كان العالم يستهلك بين 9 إلى 10 ملايين طن من النحاس منذ حوالي عشرين عاما، وحاليا يبلغ استهلاكه 23 إلى 24 مليون طن، أي تضاعف الرقم خلال 20 عاما... نعتقد أنه في غضون عشر سنوات فقط، من المحتمل أن يبلغ بين 35 و40 ملايين طن".
وبالإضافة إلى تطلب ربط توربينات الرياح البحرية بالشبكات الكهربائية كابلات كثيرة، تحتاج السيارة الكهربائية "بشكل عام إلى ضعف كمية النحاس التي تحتاج إليها السيارة الحرارية"، على حد قول ديسال.
هل نتجه نحو النقص؟
قال لوران شوكوالي، من "الرابطة الدولية للنحاس" التي تضم شركات تعدين ومصاهر وتمثل 50 بالمئة من أطنان النحاس المنتجة في العالم، إلى أن البيانات تشير منذ سنوات إلى احتمال حدوث "نقص في العرض". وأكد أن النقص لم يحدث بعد، "لأسباب مختلفة وبينها تطور الأسعار، واستبدال (النحاس) في بعض الأحيان".
وأضاف أنه نظرا للنمو الهائل في الطلب، "يمكننا أن نواجه مشكلة في بداية ثلاثينات القرن الحالي، مع عجز يبلغ نحو 5 إلى 6 ملايين طن".
هل من حلول لتفادي النقص؟
ذُكرت طرق كثيرة لتفادي النقص في سوق النحاس وبينها استخدام الألومنيوم، وهو موصل جيد للتيار ولا يشهد شحاً في الموارد لكن سلسلة توريده تطرح صعوبات. ويتطلب "إنتاجه ثلاث مراحل مختلفة، ولا تكون دائما في المناطق الجغرافية نفسها"، بحسب ديسال.
إلى ذلك، يستهلك إنتاج الألومينيوم كميات كبيرة من الطاقة ويؤدي إلى انبعاثات كربونية، وبالتالي يعتمد سعره بشكل كبير على أسعار الطاقة.
وأضاف "أخيرا، هناك عنصر جيوسياسي، وهو أن أحد أكبر منتجي الألومنيوم في العالم روسي، ما ولّد قيودًا إضافية على هذه السوق". ومن بين سبل تجنب النقص في سوق النحاس تذكر بشكل متكرر إعادة تدويره.
وتقدر "الرابطة الدولية للنحاس" أن نسبة النحاس المعاد تدويره والمتداول حاليا تبلغ 40 بالمئة، ما يمثل "حوالي ثلث العرض سنويا".
وتزداد أهمية هذه الطريقة في البلدان الصناعية.
وفي حين يصعب تصور إعادة تدوير النحاس بنسبة 100 بالمئة على المدى الطويل نظراً لكونه غالبا ما يكون مدفوناً في الأرض أو في المباني، يمكن زيادة نسبة الأربعين بالمئة "من خلال التحسين العام لأنظمة التجميع، وتحسين تقنيات فصل النحاس عن العناصر الأخرى"، بحسب شوكوالي.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الطاقة النحاس النحاس طاقة الطاقة النحاس طاقة فی مجال الطاقة ملایین طن
إقرأ أيضاً:
الأزهر للفتوى: صيام ست من شوال يعوض النقص فى فريضة رمضان المعظم
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إن صيام ست من شوال يعوِّضُ النّقصَ الذي حصل في صيام فريضة رمضان، ويجبر خلله، فكما أن صلاة النافلة تجبر نقص الفريضة فكذلك صوم النافلة.
واستدل الأزهر للفتوى بحديث عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه انه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ : «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ».
أجر صيام الست من شوال
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن من صام شهر رمضان كاملًا ثم صام 6 أيام من شهر شوال فيحسب له صيام سنة كاملة، كما ورد في الحديث السابق، الذي روي عنأَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ -رضي الله عنه-.
وأوضح المفتي السابق، في فتوى له، أن معنى صيام الدهر كله الذي ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف، يعني بأن صيام شهر رمضان 30 يومًا وثواب اليوم يوازي عشرة أيام يكون بذلك 300 يوم، ثم يتبعه بصيام ستة من شوال وأيضًا اليوم بعشرة فيكون الأجر 60 يومًا، وهنا يكون المجموع الكلي 36 يومًا، ونضرب هذه الأيام في عشرة أيام يساوي 365 يومًا وهي عدد أيام السنة، وبذلك يكون الإنسان صام الدهر كله كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وأشار الدكتور علي جمعة، إلى أنه يجوز للمسلم أن ينوي نية صوم النافلة -6 من شوال- مع نية صوم الفرض -قضاء الأيام التي أفطرها في رمضان، ويحصل المسلم بذلك على الأجرين.
وأفاد بأنه يجوز للمرأة المسلمة أن تقضي ما فاتها من صوم رمضان في شهر شوال، وتكتفي به عن صيام الست من شوال، ويحصل لها ثوابها؛ لكون هذا الصيام قد وقع فى شهر شوال.
وبيّن أن من أحب أن يَقْضِيَ ما أفطره من رمضان ولا يزيدَ على ذلك، فإنه تبرأُ ذمتُه بقضاء هذه الأيام من رمضان في شوّال، ويحصلُ له ثوابُ صيام السِّتِّ من شوّال إن اسْتَوْفي عَدَدَها في قضائه، وبوقوع هذا الصيامِ في أيامِ السِّت يَحْصُلُ لَهُ الأجْرُ، وعلى ذلك نص جماعة من الفقهاء، وهو المعتمد عند الشافعيَّة.