الجيش الأمريكي يخطط لضخ ملايين الغالونات من المياه لحماية نهر
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
سبتمبر 26, 2023آخر تحديث: سبتمبر 26, 2023
المستقلة/- يخطط سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي لضخ 36 مليون جالون من المياه العذبة يوميًا في نهر المسيسيبي السفلي بالقرب من نيو أورليانز، حيث يهدد تسرب المياه المالحة المتوقع من خليج المكسيك في أكتوبر إمدادات مياه الشرب في المنطقة، حسبما قال مسؤولون يوم الجمعة.
و تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تنخفض فيه مستويات المياه للعام الثاني على التوالي بعد أن تسببت الحرارة الشديدة هذا الصيف و انخفاض هطول الأمطار في حدوث جفاف شديد في أجزاء من وسط الولايات المتحدة.
و مع انخفاض منسوب المياه، يتزايد خطر تسرب المياه المالحة في لويزيانا، حيث تندفع مياه المحيط شمالاً إلى شبكات مياه الشرب، دون أن يعيقها معدل التدفق الهائل عادة في نهر المسيسيبي.
يتوقع مسؤولو نيو أورليانز أن تشهد المدينة آثار تسرب المياه المالحة في أواخر أكتوبر، وفقًا لبيان صحفي صدر يوم الجمعة عن مكتب رئيس البلدية. و جاء في البيان: “يرجى ملاحظة أن هذا الجدول الزمني عرضة للتغيير، و ستبقي السلطات العامة على اطلاع مع تحديث الجدول الزمني”.
و قال حاكم ولاية لويزيانا جون بيل إدواردز خلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة، إنه من المتوقع أن يصل نهر المسيسيبي إلى “أدنى مستوياته التاريخية خلال الأسابيع القليلة المقبلة”.
و للمساعدة في التخفيف من تطفل المياه المالحة، تعمل الولاية و فيلق المهندسين بالجيش على زيادة نسبة المياه في السد بنسبة 7 أمتار و يبلغ عرض السد 457 متر تحت الماء في نهر المسيسيبي، و الذي تم تشييده في يوليو لإبطاء تقدم المياه المالحة، كما قال العقيد في بالجيش كولين جونز.
و قال جونز خلال المؤتمر الصحفي إن الفيلق يخطط أيضًا لتوصيل ملايين الجالونات من المياه يوميًا إلى مرافق معالجة المياه المحلية.
و أعلن الفيلق عن خطته لبناء السد العام الماضي. و قد تضمنت تجريف الرواسب من قاع النهر و تجميعها لإنشاء ما يعرف بالعتبة، و التي تعمل بمثابة سد للمياه المالحة الأكثر كثافة في المستويات السفلية من النهر.
و قال جونز إن الأمر سيستغرق حوالي 24 يومًا لإضافته إلى العتبة. و أضاف أنه بمجرد زيادتها، فإنها ستؤخر تسرب المياه المالحة لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 يومًا.
عادةً ما يساعد هطول الأمطار الكافي عند المنبع على تخفيف ظروف الجفاف و الحفاظ على المياه المالحة في مكانها. و مع ذلك، خلال المؤتمر الصحفي يوم الجمعة، قال الحاكم إن المسؤولين “لا يعتقدون أن هناك هطولًا كافيًا على المدى القريب في أي مكان على طول نهر المسيسيبي لتغيير الظروف ماديًا نحو الأفضل”.
و قال إدواردز: “لسوء الحظ، لم نحصل على الراحة من ظروف الجفاف التي نحتاجها، و بالتالي فإن الإدماج يزداد سوءاً”.
طلب الحاكم إعلان حالة طوارئ فيدرالية لأربع أبرشيات تأثرت بالفعل أو من المتوقع أن تتأثر خلال الشهر المقبل، حسبما ذكر مكتبه يوم الاثنين في بيان صحفي.
و قال جونز إنه من المتوقع جلب 15 مليون جالون من المياه العذبة في الأسبوع المقبل، مضيفًا أن المنطقة ستحتاج إلى 36 مليون جالون يوميًا للمساعدة في تخفيف المشكلة.
و أضاف جونز أنه سيتم إضافة الماء إلى في مراكز العلاج و إنشاء خليط آمن للعلاج.
كما أعلن الحاكم عن خطط لتوصيل المياه المعبأة بكميات كبيرة إلى منطقة نيو أورليانز. وقع عمدة نيو أورليانز لاتويا كانتريل على إعلان الطوارئ للمدينة يوم الجمعة بسبب تسرب المياه المالحة.
و قالت المدينة إن الإعلان يسمح لوكالات المدينة بالاستعداد و الاستجابة لأي تأثيرات و يسمح للوكالات الحكومية و الفدرالية بنشر الموارد حسب الحاجة لعملية أكثر بساطة.
المصدر:https://edition.cnn.com/2023/09/23/us/freshwater-new-orleans-saltwater-mississippi-river/index.html
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: یوم الجمعة من المیاه
إقرأ أيضاً:
ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط!؟
يمانيون../
من يشاهد الفيلم التسويقي عن غزة والذي يلعب بطولته كل من ترامب وملهمه آيلون ماسك وذراعه التنفيذي نتنياهو، مع ما يتضمنه من مشاهد خيالية عن أبنية مرتفعة بنماذج ناطحات سحاب، أو من مشاهد ولا في الاحلام لمنتجعات سياحية بنماذج غربية، مع مروحة من الصور غير الواقعية يحاول أن يرسمها هذا الفيلم ، لا يمكن إلا أن يتوقف حول الهدف من هذا التسويق، والذي لا يمكن أن يكون فقط للدعابة أو للتسلية، وخاصة في هذا التوقيت الاستثنائي من المشاريع السياسية الصادمة التي يروج لها ترامب، والتي يعمل فعلياً على السير بها وتنفيذها.
فماذا يمكن أن يكون الهدف أو الرسالة من هذا الفيلم التسويقي؟ وأية رسالة أراد إيصالها الرئيس ترامب؟ وما المشاريع الأميركية الغامضة (حتى الآن) والتي تنتظر منطقة الشرق الأوسط برعاية أميركية؟
بداية، وبكل موضوعية، لا يمكن إلا النظر بجدية إلى المستوى الحاسم بنسبة كبيرة، والذي يفرضه ترامب في أغلب الملفات التي قاربها حتى الآن، وبفترة قصيرة جداً بعد وصوله إلى البيت الأبيض رئيساً غير عادي.
أول هذه الملفات كان التغيير الفوري لاسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا، مع كامل متتمات هذا التغيير في المراجع العلمية والجغرافية المعنية كافة، وذلك حصل خلال رحلة جوية له فوق الخليج المذكور.
ملفات الرسوم الجمركية مع كندا والمكسيك ودول أخرى، والتي دخلت حيز التنفيذ مباشرة بعد توقيعه الأوامر التنفيذية الخاصة بها، بمعزل عما يمكن أن يكون لهذا الملف من ارتدادات سلبية على تجارة الولايات المتحدة نفسها.
ملف التهديد الجدي بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وتداعياته التي ما زالت قائمة، مع ملف التهديد الجدي بالعمل لجعل كندا الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية.
ملف قناة بنما وفرض انتزاع المميزات التجارية التي كانت الصين قد اكتسبتها من اتفاق رسمي مع سلطات بنما بعد إلغاء الأخيرة الاتفاق.
أهم هذه الملفات أيضًا، والتي فرض الرئيس ترامب تغييرًا دراماتيكيًا فيها بوقت قياسي، هو ملف الحرب الروسية – الأوكرانية، حيث وضعها على سكة الحل القريب، بعد أن كان البحث في إمكانية إيجاد حل قريب لها مستحيلاً، وذلك بمعزل عن الصفقات التجارية الضخمة (وخاصة في المعادن الحيوية مثل الحديد والصلب أو النادرة مثل الليثيوم) ، والتي يبدو أنه على الطريق لفرضها مع أوكرانيا، واجتماع البيت الأبيض الأخير، العاصف وغير المتوازن مع الرئيس الأوكراني، والذي اضطر مرغمًا لإنهاء زيارته إلى واشنطن بعد أن أهين وهُدّد بعدم العودة إلا بعد إعلان استعداده لقبول الصفقة كما هي، والتي ستكون بديلًا عن استمرار هذه الحرب، ولو على حساب أوكرانيا وأراضيها، وأيضاً ستكون على حساب اقتصاد وموقع الأوروبيين حلفائه التاريخيين في حلف شمال الأطلسي.
أما في ما خص فيلم ترامب التسويقي عن غزة، والمقارنة مع الجدية التي أظهرها في متابعة ومعالجة الملفات الدولية المذكورة أعلاه، فيمكن استنتاج عدة مخططات ومشاريع أميركية مرتقبة، في غزة بشكل خاص، أو في فلسطين وسورية ولبنان بشكل عام، وذلك على الشكل الآتي:
مشروع تهجير أبناء غزة بحجة تسهيل وتنفيذ إعادة الإعمار، رغم ما واجهه من رفض فلسطيني وعربي وإقليمي،ما زال قائماً بنسبة نجاح مرتفعة، والتسريبات حول دعمه قرارًا مرتقبًا لنتنياهو بالانسحاب من تسوية التبادل قبل اكتمالها، بعد فرض شروط جديدة، تؤكد أن ما يُخطط أميركياً وإسرائيلياً لغزة هو أمر خطير، ولتكون المعطيات التي خرجت مؤخراً وقصدًا للإعلام، عن موافقة أميركية سريعة لإسرائيل، لحصولها على صفقة أسلحة وذخائر وقنابل شديدة التدمير على وجه السرعة، تؤشر أيضاً وبقوة، إلى نوايا عدوانية إسرائيلية مبيتة، بدعم أميركي أكيد.
أما بخصوص ما ينتظر سورية من مخططات، يكفي متابعة التوغل الإسرائيلي الوقح في الجنوب السوري، دون حسيب أو رقيب، لا محلي ولا إقليمي ولا دولي، والمترافق مع استهدافات جوية كاسحة لكل ما يمكن اعتباره موقعًا عسكريًا، أساسيًا أو بديلًا أو احتياط، وكل ذلك في ظل تصريحات صادمة لمسؤولين إسرائيليين، بمنع دخول وحدات الإدارة السورية الجديدة إلى كل محافظات الجنوب، وبحظر كل أنواع الأسلحة والذخائر من مختلف المستويات في جنوب سورية، مع التصريح الواضح بتأمين حماية كاملة لأبناء منطقة السويداء دفعاً لهم لخلق إدارة حكم ذاتي مستقل عن الدولة السورية.
أما بخصوص لبنان، فالعربدة الإسرائيلية مستمرة، في ظل الاحتلال والاستهدافات الواسعة وعلى مساحة الجغرافيا اللبنانية، رغم وجود لجنة مراقبة خماسية عسكرية، برئاسة ضابط أميركي وعضوية فرنسي وأممي ولبناني وإسرائيلي. وليكتمل المشهد الغامض (الواضح) حول مخططات الرئيس ترامب المرتقبة للمنطقة، يكفي متابعة تصريح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن الجهود المبذولة لانضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام، مرجحًا أيضاً انضمام لبنان وسورية إلى الاتفاق، بعد الكثير من التغييرات العميقة التي حدثت في البلدين المرتبطين بإيران”.
العهد الاخباري ـ شارل أبي نادر