أبو دية.. الفلاح الذي عدّ أسلحة أبرز معارك النكبة وأرهب "سماسرة الأراضي"
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
الداخل المحتل - خاص صفا
من بين أرشيف تاريخ النكبة الفلسطينية، نصعت صفحة أحد المناضلين الفلسطينيين بطولة ووطنية، جعلته مناضلًا استثنائيًا، بالرغم من أنه لم يكن سوى فلاح بسيط، ندر نفسه لثورة فلسطين، فكان إلى جانب كفاحه المسلح، "محاربًا لسماسرة الأرض" المندسين.
"إبراهيم أبو دية"، فلاح فلسطيني بسيط، لكنه كان يتمتع كما وصفوه بـ"عقل ضابط رفيع"، خاض سلسلة طويلة من النضال، فاقت عمره الذي انتهى بربيع الثلاثين.
وضمن ملفات حول أحداث ومجازر مخفية منذ النكبة الفلسطينية عام 1948، أطلقت وكالة "صفا" ملفاً للكشف عنها، تسلط الضوء على أهم ثوار تلك الفترة.
وتستعين الوكالة بمحامين ونشطاء في الداخل، انبروا للكشف عن ملفات ومجازر، لإدانة "إسرائيل" بها، عبر منصات ومحاكم دولية.
إعداد العدة لعصابات النكبة
ويقول المحامي المختص بالملفات جهاد أبو ريا: إن إبراهيم أبو دية، لم يعش أكثر من 32 سنة، لكنه أمضى نصفها تقريباً في نضال مرير ضد الصهيونية، سبق النكبة بأعوام".
ويصفه بأنه "كان مثالًا فريدًا في الجهاد العسكري، كذلك الذي سار عليه قادات معروفة أمثال عز الدين القسام، خاصة وأنه كان مقاتلًا شديدًا بالرغم من عدم تلقيه تدريبات عسكرية".
وكان أبو دية يدير معاركه بعقلية ضابط محترف، فكان يستطلع ويحدد الأهداف ويخطط، ثم يقاتل، وفق أبو ريا.
وكتب عنه الكاتب يوسف صايغ: "إنه رجل ضئيل الحجم، شجاع جداً، ومحبوب جداً، ومقاتل شرس جدًا في قتال أعدائه، حانياً على أبناء شعبه، الأمر الذي منحه حب الناس من غير أي توسل".
وجاء "أنه في ثورة 1936 انخرط أبو دية في جهد متواصل لتعقب سماسرة الأراضي الذين كانوا يحاولون شراء أراضي فلسطين، بالتنسيق مع العصابات الصهيونية، فكان رادعًا لهم، رقيبًا وفطنًا لممارساتهم".
ولذلك، كان أبو دية "واحداً ممن اختارهم عبد القادر الحسيني لتمهيد السبل قبل إعلان الكفاح المسلح، فسافر إلى القاهرة في سنة 1946، والتقى عبد القادر، وشرعا في التخطيط لخوض القتال ضد القوات الصهيونية في فلسطين".
وحسب أبو ريا، فإن الحسيني كلف أبو دية، بشراء الأسلحة من بدو الصحراء المصرية الليبية، التي جمعوها من مخلفات معارك طبرق والعلمين، وتخزينها في مصر ثم إعادة إرسالها إلى فلسطين بعد إصلاح المعطوب منها.
ويكمل "كان التخزين يتم أولاً لدى الشيخ عبد الله أبو ستة من بئر السبع، ولدى الشيخ فريح أبو مدين من غزة، ثم يُنقل إلى مغاور بلدته صوريف".
ويشدد على أنه ووفق الأرشيف "فقد ساهم في هذه المهمة الشاقة والخطرة والسرية شقيقات أبو دية وهنّ: سارة وعائشة ومريم وعزيزة ونفيسة، فضلاً عن زوجته معزوزة أبو الريش".
"وفي 22/12/1947 وصل عبد القادر الحسيني إلى صوريف سراً، وحلّ في منزل إبراهيم أبو دية، وفي 25/12/1947 جرى تأليف أول مجموعة من جيش الجهاد المقدس، وتولى أبو دية قيادة سرايا العمليات الحربية".
ولم تقف مسيرة أبو دية، فقد "تردد اسمه بقوة في أوساط الحركة الوطنية الفلسطينية بعد معركة صوريف التي اندلعت في 17/1/1948، والتي سقط فيها 35 صهيونياً، وارتقى أربعة شهداء من الفلسطينيين، يقول أبو ريا.
ويشير إلى أنه ومنذ ذلك التاريخ عرفته ساحات القتال كلها، وجُرح خمس مرات، حتى أنه في معركة القسطل حمل "كامل عريقات" بعد إصابته، على ظهره إلى قرية صوبا، ثم قفل إلى ساحة المعركة، وتمكن من جمع المقاتلين بعدما دبت الفوضى في صفوفهم.
وأيضًا، قاد أبو دية القتال مع "عبد الحليم الجيلاني"، وجرح أيضًا في أثناء هذه المعركة التي استشهد فيها قائد جيش الجهاد المقدس.
دوره بأحداث النكبة
ويكمل أبو ريا "وفي عام النكبة، وتحديدًا بتاريخ 13/5/1948 عقدت قيادة الجهاد المقدس اجتماعاً حاسماً للنظر في ما يمكن القيام به قبيل انسحاب القوات البريطانية من فلسطين، فتولى أبو دية مع 100 مقاتل مهمة الدفاع عن حي البقعة التحتا وحي الطالبية في القدس".
ويؤكد أن أبو دية "تولى قيادة حامية حي القطمون في القدس، بعد أن خاض ببسالة معركة الدهيشة في 28 آذار 1948، ولم يطل الأمر به حتى شرع في خوض معركة الدفاع عن القطمون في 29 نيسان 1948، في وجه الهاغاناه وقواتها الضاربة (البالماح).
ولم ينجو من معركة القطمون سوى 15 مقاتلًا، من بين 130، والباقون استشهدوا، وهو ما جعل أبو دية، يتحرك لجمع نحو 300 مقاتل "لاستعادة البلدة"، وفقأبوريا.
ويستدرك "لكن الجيش البريطاني اعتقله موقتاً، ومنع وصول الإمدادات والنجدات إلى مواقعه، الأمر الذي قضى على هذه الخطة، فتحول إلى بلدة صوريف وقرى الخليل وبيت لحم وجنوب القدس امتداداً حتى بيت صفافا، وبقي صامداً في الدفاع عن هذه القرى، إلى جانب رفيقه بهجت أبو غربية، حتى قبيل توقيع اتفاقية الهدنة".
نضال حتى الرمق الأخير
أما خاتمة أبو دية، فكان موعدها في 17/5/1948، حينما قاد الهجوم على مستوطنة "رامات راحيل"، وكان معه نحو 150 مقاتلاً.
ووفق رواية أبو ريا "فإن أبو دية تمكن من الاستيلاء على معظم المستوطنة، وبعد أيام وفي 20/5/1948 أصيب بسبع رصاصات استقر بعضها في ظهره، وسببت له شللاً. فنُقل إلى المستشفى الفرنسي في بيت لحم، وأمضى فيه شهراً كاملاً، ثم نُقل إلى القاهرة للعلاج في المستشفى العسكري، ثم في المستشفى الإيطالي".
وأنهى أبو دية عام النكبة في المشافي، حتى غادر للعلاج إلى بيروت سنة 1949، وحارب إصابته، التي لم تقيد روح القتال التي تجري بعروقه.
ونقل عنه الراوين أنه "كان يطوف مخيمات اللاجئين، وهو محمول على أيدي رفيقيه "محمد نمر عودة ومحمد أبو خليفة"، حاثاً اللاجئين على الصبر وعلى الاستعداد ليوم التحرير، حتى استشهد في 6/3/1952 متأثرًا بإصابته".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
شركة الاستثمارات الوطنية تنفذ بنجاح عملية تخارج جزئي بقيمة 13.3 مليون دينار كويتي من أسهم شركة بورصة الكويت لصالح مستثمرين عالميين
أعلنت شركة الاستثمارات الوطنية عن تخارج جزئي من أحد استثمارات الشركة الرئيسية وهى شركة بورصة الكويت للأوراق المالية، وذلك من خلال بيع 6.5 مليون سهم، ما يعادل 3% من رأس مال شركة بورصة الكويت، بقيمة 13.3 مليون دينار كويتي عن طريق صفقات متفق عليها. ولازالت شركة الاستثمارات الوطنية ومجموعتها تمتلك حصة مؤثرة في شركة بورصة الكويت بنسبة 12.46% .
وأوضح خالد وليد الفلاح، رئيس مجلس إدارة شركة الاستثمارات الوطنية أن عملية التخارج الجزئي من الاستثمار المشار إليه تأتي تماشياً مع استراتيجية الشركة الدقيقة والمتوازنة، التي تم وضعها من قبل مجلس الإدارة في سبيل الحفاظ على توازن مدروس لكل استثمارات الشركة الرئيسية. ولازالت النظرة المستقبلية لأداء شركة بورصة الكويت ايجابية من حيث تطور نماذج أعمالها.
بدوره أكد الفلاح أن عملية التخارج قد تمت من خلال أحد الشركات الاستثمارية المرموقة التي قامت بدورها بالتعاون مع شركة الاستثمارات الوطنية لاختيار المستثمرين العالميين المحتملين من ذوى الملاءة المالية الكبيرة ليتم البيع لهم، من أجل توسيع قاعدة مساهمي شركة بورصة الكويت، لتتضمن شركات وصناديق استثمارية عالمية مرموقة تحمل فكراً استثمارياً بعيد المدى.
وقد سلط الفلاح الضوء على النتائج الإيجابية الناتجة عن هذا التخارج، والتي سوف تسهم في تعزيز الأرصدة النقدية للشركة بمبلغ لا يقل عن 13 مليون دينار كويتي ويقابلها انخفاض في الاستثمارات في “الموجودات المالية المدرجة بالقيمة العادلة من خلال الدخل الشامل الآخر”، اتخاذ هذه الخطوة من قبل الشركة يجعلها قادرة على اقتناص فرص استثماريه مميزه بعوائد جاذبة تعزز إيرادات الشركة بشكل مباشر. علاوة على ذلك نتج عن تلك الصفقات ربحا محققا قدرة 11.8 مليون دينار كويتي والذي تم إعادة تصنيفه من التغير التراكمي للقيمة العادلة الى الارباح المحتجزة وفقا للمعايير والسياسات المحاسبية ذات الصلة علماً بأن ليس لهذه الصفقة أي تأثير جوهري على بيان الدخل المجمع.
الجدير بالذكر أن هيئة أسواق المال قد قامت بطرح برنامج خصخصة شركة بورصة الكويت في أوائل عام 2019، حيث لعبت شركة الاستثمارات الوطنية دوراً رئيساً وفاعلاً في تشكيل تحالف استثماري مرموق مكون من عدة شركات ، وذلك للتقدم للمزايدة. وبالفعل قد فاز التحالف بامتلاك نسبة 44% من اسهم شركة بورصة الكويت بمبلغ يقارب الـ 19 مليون دينار كويتي، وحظيت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بنسبة 6%، وتم طرح نسبة 50% للاكتتاب العام للمواطنين.
وأفاد الفلاح بأن عمليات إعادة الهيكلة والتطوير لنموذج الأعمال التي وُضعت من قبل مجلس ادارة شركة بورصة الكويت على مدار ما يزيد عن 3 سنوات تمت بشكل ممنهج ومدروس قد أتى بثماره من خلال تعظيم الإيرادات بشكل كبير مع السيطرة على المصروفات مما كان له تأثيراً إيجابياً على صافى الربح.
وختاماً أشاد الفلاح بدور هيئة أسواق المال في سعيها في توفير بيئة تنظيمية آمنة وممكنة لتطوير وتنمية أسواق رأس المال في الكويت إلى أسواق متطورة ودائما ما يكون لذلك دور فعال وإيجابي يلقى بظلاله على السوق بما يساهم في تنمية الاقتصاد الوطني، وأشاد كذلك التعاون المميز لشركة بورصة الكويت وجهازها التنفيذي والإداري لما قاموا به مع الشركة الكويتية للمقاصة وفريق العمل من إجراءات وتسهيلات كان لها الأثر الأكبر في إتمام الصفقات بنجاح.
المصدر بيان صحفي الوسومالاستثمارات الوطنية بورصة الكويت تخارج