وجهت جامعة الدول العربية، نداء عاجلا لتوفير الدعم المالي اللازم لإقامة مشروعات عربية تسد فجوة الغذاء، والعمل في هذا الصدد على تفعيل آلية تمويل عربية تضمن تدفق رؤوس الأموال وتشجيع الاستثمار، بالتعاون بين القطاعات الحكومية ومؤسسات التمويل والقطاع الخاص العربي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية،خلال اجتماع وزراء الزراعة العرب حول "الأمن الغذائي العربي والتمويل"، والذي عقد اليوم بمشاركة دولة قطر، والتي مثلها سعادة السفير سالم مبارك آل شافي مندوب دولة قطر الدائم لدى جامعة الدول العربية.


وقال أبو الغيط إن اجتماع وزراء الزراعة العرب يهدف بشكل أساسي إلى الإجابة على أسئلة ملحة تتعلق بأزمة الغذاء، والتي لا يمكن الانتظار طويلا للتعاطي مع آثارها في ظل الظروف الضاغطة الراهنة، مضيفا: "أن أزمة الغذاء اليوم وإن كانت عالمية، إلا أن آثارها على المنطقة العربية بشكل خاص تظل مقلقة، وذلك في ظل خصوصيتها الجغرافية والديمغرافية وتاريخها السياسي المعقد".. معربا عن أمله في أن يكون هذا الاجتماع بداية جادة لتنفيذ خطوات عملية لتوفير الدعم المالي اللازم لإقامة مشروعات بهدف سد فجوة الغذاء العربية، مؤكدا ضرورة تفعيل آلية تمويل عربية تضمن تدفق رؤوس الأموال بشكل دائم وتشجع الاستثمار في المشروعات المستدامة، والتي تهدف إلى رفع القدرات العربية في مجالات الطاقة النظيفة، والزراعة الذكية المستدامة، مع وضع آليات تنفيذية وطنية تتيح منح إعفاءات ضريبية في هذا المجال، وتشجع منح قروض ميسرة للمستثمرين وصغار المزارعين بوصفهم يمثلون السواد الأعظم من المنتجين والأكثر حاجة للدعم.
ورأى أن تعزيز العمل العربي في مجال الأمن الغذائي يستدعي كذلك دعم مؤسسات العمل العربي العاملة في هذا المجال، وذلك من خلال زيادة مواردها المالية، خاصة تلك الموجهة إلى تنفيذ مشروعات عربية، مشيرا في هذا الصدد إلى كل من المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة /أكساد/ والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، والهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي.
كما أكد على أن الأمن الغذائي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، وأن الأحداث الأخيرة ضاعفت من اهتمام الحكومات العربية بهذا الملف، لا سيما بعد أن كشفت جائحة كورونا خطورة الاعتماد على سلاسل الإمداد العالمية، كما أظهرت بعدها الحرب في أوكرانيا ضرورة الاستعداد لتراجع الواردات، وبخاصة من الحبوب التي تمثل نصف فجوة الغذاء العربية، فضلا عن التأثيرات السلبية الشديدة لارتفاع الأسعار على نحو مفاجئ.
وأضاف أن جائحة "كوفيدـ 19" والحرب الروسية الأوكرانية أدتا إلى فتح نقاش دولي حول إصلاح النظام المالي العالمي في ظل عدم استفادة الدول النامية من مؤسساته بشكل يخدم حاجاتها التنموية دون أن يثقل كاهلها بالديون، معتبرا أن هذا النقاش يعد فرصة للدول العربية للمطالبة بإصلاحات تؤدي إلى منح تسهيلات مالية ضرورية وقروض ميسرة موجهة لرفع قدراتها في مجال إنتاج السلع الغذائية الأساسية ومدخلاتها.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية: "إن الناظر إلى معطيات الأمن الغذائي العربي سيلاحظ تزايد فجوة الغذاء والمقدرة حاليا بأكثر من 100 مليون طن من المنتجات الغذائية، متأثرة بعدد من العوامل المتداخلة والمعقدة، منها تزايد عدد سكان الوطن العربي، والذي من المتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2050 ليبلغ ما يقرب من 800 مليون نسمة، وكذا تراجع معدلات تساقط الأمطار في كافة ربوع الوطن العربي بسبب التغير المناخي، فضلا عن عوامل أخرى مؤثرة كتوسع النسيج العمراني واستمرار ظاهرة النزوح.. وغيرها".
وأوضح في هذا الصدد أن القمة العربية التنموية الخامسة المقرر عقدها في موريتانيا ستتطرق إلى موضوع التمويل، مضيفا: "أرى أن تتناول ضمن أجندتها ملفا خاصا بموضوع تمويل الأمن الغذائي العربي للأسباب التي ذكرتها سابقا".
ونوه بأن لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك والتي تضم كافة مؤسسات العمل العربي كانت قد وافقت، خلال اجتماعها في يونيو الماضي في تونس، على مقترح عقد أسبوع عربي للأمن الغذائي بشكل دوري، مضيفا أنه يقترح أن تركز فعاليات هذا الأسبوع على موضوع التمويل.
كما نوه أبو الغيط بأن جامعة الدول العربية أعدت على مدار العقود الماضية عددا من الاستراتيجيات والخطط المتعلقة بالأمن الغذائي العربي، كان آخرها ما تضمنته مخرجات قمة الجزائر 2022، والتي اعتمدت استراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة (2020- 2030) والبرنامج العربي لاستدامة الأمن الغذائي، ومشروع تحسين نوعية القمح المنتج محليا، ومبادرة تطوير تقنيات المحاصيل الكبرى، وغيرها من الخطط، لافتا إلى أن القمة العربية كلفت في ذات الصدد الأمانة العامة للجامعة العربية ومؤسسات العمل العربي المشترك والقطاع الخاص العربي باتخاذ التدابير اللازمة لتفعيل تلك البرامج واستكمال خطط تنفيذها بالتعاون مع الدول الأعضاء.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: جامعة الدول العربية الأمن الغذائی العربی الدول العربیة العمل العربی فجوة الغذاء فی هذا

إقرأ أيضاً:

هل سيمنع اجتماع الجامعة العربية الضربة الإسرائيلية على العراق؟

بغداد اليوم -  بغداد

رأى الباحث في الشؤون الاستراتيجية محمد التميمي، اليوم الاحد (24 تشرين الثاني 2024)، ان اجتماع الجامعة العربية لن يمنع الضربة الإسرائيلية المرتقبة على العراق.

وقال التميمي، لـ"بغداد اليوم"، ان "الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية لن يغير أي شيء بموقف الكيان الصهيوني من شنه ضربات على العراق خلال الفترة المقبلة، خاصة وان اغلب تلك الدول المجتمعة على علاقات طيبة وجيدة مع الكيان الصهيوني"، مبينا ان "هذا الاجتماع لن يكون اكثر مما هو اجتماع اعلامي وبرتوكولي لإعلان المواقف فقط، دون خطوات عملية حقيقية من قبل تلك الدول".

وأضاف ان "العراق يسعى من خلال تحركه نحو المجتمع الإقليمي والدولي لتحشيد موقف يسانده في مواجهة الكيان الصهيوني، رغم ان يعلم جيداً بان جامعة الدول العربية لن تقدم له أي شيء والجامعة غير قادرة على منع إسرائيل من تنفيذ ضرباتها المرتقبة، والتي تؤكد كل المعطيات انها حتمية وستكون ضد اهداف قد حددت سابقاً من قبل هذا الكيان، الذي يريد توسعة دائرة الحرب في منطقة الشرق الأوسط".

واعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية حسان زكي، امس السبت، عن نية الجامعة عقد جلسة "طارئة" اليوم الاحد، للتباحث حول النوايا الإسرائيلية لشن هجمات عسكرية على العراق. 

 

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية تحذر من نوايا "إسرائيل" توسيع عدوانها في المنطقة
  • عُمان تشارك في القمة العالمية للأمن الغذائي بالإمارات
  • الجامعة العربية توجه رسالة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن موقفها الداعم للعراق
  • الجامعة العربية توجه رسالة الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن تهديدات إسرائيل للعراق
  • هل سيمنع اجتماع الجامعة العربية الضربة الإسرائيلية على العراق؟
  • بحضور أبو الغيط.. انطلاق فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية
  • المشاط: مصر تحرص على توفير كافة الدعم لنجاح فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة
  • الجامعة العربية تعقد اجتماعا طارئا لبحث تهديدات إسرائيل للعراق
  • وزارة الصحة توجه "إنذارا عاجلا" بشأن مستشفيات غزة
  • مذكرة اعتقال بحق نتنياهو.. الصين توجه نداءا عاجلا إلي الجنائية الدولية