أردوغان: الرئيس الإماراتي يتبنى مشروع طريق التنمية العراقي بحزم ويدعو للإسراع بإنجازه
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
شفق نيوز/ أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الثلاثاء، أن الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يتبنى بحزم مشروع "طريق التنمية" العراقي، واقترح إنجازه على الورق بأسرع وقت ممكن.
وقال أردوغان خلال إجابته عن أسئلة الصحفيين إثر اختتامه زيارة لمنطقة ناخيتشيفان الأذربيجانية يوم أمس الاثنين، أن "طريق التنمية" مشروع يشمل تركيا والعراق ودول الخليج كافة، بحسب ما ذكرت وكالة "الأناضول" التركية.
وأشار إلى أن نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد يتبنى "موقفاً حازماً جداً" حيال المشروع الذي يشمل الطريق البري والحديدي الممتد من العراق إلى تركيا وموانئها.
وأوضح أن رئيس الإمارات اقترح خلال لقائهما الأخير إتمام التحضيرات المتعلقة بإكمال المشروع على الورق خلال 60 يوماً.
وأفاد الرئيس التركي بأن الولايات المتحدة، واليابان، والهند، والصين، لديها المقاربات الخاصة حيال "مشروع طريق التنمية".
ولفت أردوغان إلى دور تركيا الذي وصفه بالمهم في المشروع الذي يشكل صلة وصل انطلاقاً من العراق حتى أوروبا مروراً بتركيا.
وأكد أن وزارة النقل والبنية التحتية التركية باشرت على الفور بإجراء المباحثات اللازمة مع مخاطبيها المعنيين، في خطوة تهدف للبدء بتنفيذ المشروع على أرض الواقع.
كما تحدّث أردوغان أيضاً عن محاولة البعض لإثارة الفتنة، مؤكداً أن تركيا ستركز بدلاً من الخلافات على الخطوات التي من شأنها الإسهام في إيجاد الحلول.
وصرح بأن مشروع "طريق التنمية" سيكون بمثابة الخطوة الأولى لـ"شعاع التنمية التي ستقضي على بؤر الظلام المستوطنة في المنطقة"، مشددا على أن "تركيا تقف في قلب هذا المشروع الذي آمل أن يكون ختامه خيراً".
ما هو مشروع "طريق التنمية"؟
يبدأ المشروع من محافظة البصرة في أقصى جنوب العراق ويمر بعشر محافظات عراقية وصولاً إلى تركيا ومنها إلى أوروبا.
ومن مزاياه، ربط تجارة شرق العالم بغربه، فيما ستصل الأرباح السنوية إلى قرابة 4 مليارات دولار فضلاً عن توفيره 100 ألف فرصة عمل.
ومن نقطة محددة في ميناء الفاو الكبير، يبدأ طريق التنمية متعدد الوسائط (مزدوج الاستخدام) من طرق سريعة تمر عبرها شاحنات نقل البضائع، وسكك حديدية لنقل السلع والمسافرين.
ويتحول من خلاله العراق إلى محطة رئيسية للتجارة ومحطة نقل كبرى بين آسيا وأوروبا ينخفض فيه زمن الرحلة البحرية من 33 إلى 15 يوماً.
وتصل كلفة المشروع إلى 17 مليار دولار، 10 منها لشراء قطارات كهربائية سريعة تنقل الحمولات في غضون 16 ساعة، فيما ينفق المتبقي لمد شبكة سكك الحديد بطول 1200كم.
وبحسب وزارة النقل العراقية، سينجز المشروع بحلول عام 2028 وقد وصلت نسبة إنجازه حاليا إلى 40% من نقطة انطلاقه في مرفأ الفاو الكبير.
وتبلغ السعة القصوى لمرفأ ميناء الفاو الكبير نحو 3.5 مليون وحدة مكافئة وفق الأفق المفترض عام 2028 فيما ستبلغ نحو 7.5 مليون وحدة مكافئة وفق الأفق المفترض عام 2038.
ويعد مشروع "طريق التنمية" و"القناة الجافة" ليس للعراق وتركيا فقط بل للعالم والمنطقة، وهو يربط الشرق بالغرب وهو الممر العالمي لنقل البضائع.
وسيكون هناك خط للسكك الحديدية وخطوط للنقل البري ومرفأ الفاو الكبير وهو أكبر ميناء في الشرق الأوسط والمدينة الصناعية للطاقة التي ستكون من أضخم المدن الصناعية في الشرق الأوسط.
وكان الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس المصرية قد أكدت أن لا بديل للقناة، في إشارة لموجة الطرق البديلة للقناة، وعن ممر الإمارات والسعودية وإسرائيل قال: "الطريق الآخر الذي يمر بأكثر من دولة ومن بينها الإمارات والسعودية وصولاً إلى إسرائيل جزء منه بحري وآخر سكة حديد، وهذا يجعله ملتزماً بحمولة محددة والقطار لن يستطيع نقل حاويات ضخمة مثلما هي الحال بالسفن العابرة من قناة السويس، وأخطار انتقال الحمولة من المركب إلى السكك الحديدية مرتفعة والتكلفة عالية وهناك تعطيل، لذلك لن يكون بديلا لقناة السويس".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي طريق التنمية العراقي دعم اماراتي طریق التنمیة الفاو الکبیر
إقرأ أيضاً:
من داخل سجن سيليفرى.. عمدة إسطنبول المسجون يكتب: تركيا تنزلق نحو الاستبداد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
من زنزانته في سجن سيليفري، ضاحية إسطنبول، أصدر أكرم إمام أوغلو، عمدة أكبر مدينة تركية والمنافس الرئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان، تحذيرًا قويًا بشأن حالة الديمقراطية في تركيا. في مقالٍ نشرته صحيفة نيويورك تايمز، يشرح إمام أوغلو تفاصيل اعتقاله في ١٩ مارس على يد شرطة مدججة بالسلاح، والحملة القمعية الأوسع التي تلته، واصفًا إياها بأنها خطوة مدروسة لإسكات المعارضة وتدمير المؤسسات الديمقراطية.
كتب: "ما حدث أشبه باعتقال إرهابي، وليس اعتقال رئيس بلدية منتخب". وأكد أن التوقيت لم يكن مصادفة: فقد جاء الاعتقال قبل أربعة أيام فقط من موعد إجراء حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، لانتخاباته التمهيدية للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهي انتخابات تشير استطلاعات الرأي إلى أن إمام أوغلو قد يهزم أردوغان فيها.
استراتيجية الإقصاء
وفقًا لإمام أوغلو، فإن اعتقاله وإيقافه عن العمل جزء من حملة أوسع نطاقًا دبرها أردوغان للقضاء على منافسيه السياسيين من خلال التلاعب القانوني والترهيب. ويؤكد أن التهم - التي تتراوح بين الفساد ومساعدة حزب العمال الكردستاني المحظور - تفتقر إلى أدلة موثوقة، وتصاحبها حملة تشويه لا هوادة فيها في وسائل الإعلام الموالية للحكومة.
هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها إمام أوغلو ضغوطًا من الدولة. فمنذ فوزه التاريخي في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول عام ٢٠١٩، خضع لما يقرب من ١٠٠ تحقيق وأكثر من اثنتي عشرة قضية أمام المحاكم. من مزاعم تزوير الانتخابات إلى الإلغاء الغريب لشهادته الجامعية بعد ٣١ عامًا من تخرجه، يُصرّ إمام أوغلو على أن الهدف واضح: منعه من الترشح واستنزاف رصيده السياسي.
ويكتب: "لقد تحولت الجمهورية التركية إلى جمهورية خوف. يُمكن إلغاء الأصوات ومصادرة الحريات في لحظة". ويضيف: "اجتمع الناس من جميع الأعمار والخلفيات حولي، ونظموا وقفات احتجاجية رافضين الصمت".
أمة في حالة احتجاج
أدى اعتقال إمام أوغلو إلى حملة قمع شاملة تجاوزت نطاق منصبه بكثير. اعتُقل ما يقرب من ١٠٠ شخص، بمن فيهم كبار المسؤولين البلديين وقادة أعمال بارزون، بناءً على لائحة اتهام بُنيت إلى حد كبير على تصريحات من مصادر مجهولة. وسبقت الاعتقالات حملات تضليل، صوّرت العملية على أنها مكافحة للشبكات الإجرامية، بدلًا مما يراه الكثيرون تطهيرًا سياسيًا.
ومع ذلك، كان رد الفعل الشعبي سريعًا ومتحديًا. رغم الحظر الحكومي على الاحتجاجات وحواجز الشرطة، خرج مئات الآلاف إلى الشوارع، من إسطنبول إلى معاقل أردوغان التقليدية مثل ريزه. وانضم الكثيرون إلى حزب الشعب الجمهوري تضامنًا، معتبرين اعتقال إمام أوغلو اعتداءً واضحًا على الديمقراطية.
حتى تحت الضغط، عقد حزب الشعب الجمهوري انتخاباته التمهيدية كما هو مخطط لها. ووفقًا لأرقام الحزب، صوّت ١٥ مليون شخص، من بينهم ١.٧ مليون عضو مسجل، لإمام أوغلو لقيادة الحزب في السباق الرئاسي.
أزمة قيم عالمية
خارج حدود تركيا، خيّب صمت القوى العالمية آمال رئيس البلدية المسجون. فبينما أعرب قادة الديمقراطيين الاجتماعيين ومنظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء أوروبا عن دعمهم، كانت ردود الفعل الرسمية من الحكومات الغربية خافتة. ولم تُبدِ الولايات المتحدة سوى "مخاوف"، وتجنب معظم القادة الأوروبيين اتخاذ موقف حازم.
يُحذّر إمام أوغلو، فى مقاله، من أن هذا الصمت يُخاطر بتطبيع الاستبداد تحت ستار البراجماتية الجيوسياسية. ويُضيف قائلاً: "لا يُمكن للديمقراطية وسيادة القانون والحريات الأساسية أن تدوم في صمت". ويُحذّر من التضحية بالقيم الديمقراطية من أجل مصالح استراتيجية قصيرة الأجل، مُشيرًا إلى دور تركيا في الأمن الأوروبي في خضمّ حالة عدم الاستقرار العالمي من أوكرانيا إلى غزة.
يُؤكّد إمام أوغلو أن ما يتكشف في تركيا ليس صراعًا محليًا معزولًا، بل جزء من معركة عالمية أوسع ضدّ صعود الحكام الأقوياء المُستبدين. ويُطالب الدول الديمقراطية والمواطنين في كل مكان بمُوازاة عزم أولئك الذين يُقوّضون الحريات بنفس القوة في الدفاع عنها.
ويكتب: "إن بقاء الديمقراطية في تركيا أمرٌ بالغ الأهمية ليس فقط لشعبها، بل أيضًا لمستقبل الديمقراطية في جميع أنحاء العالم". ويرى أن التحدي يكمن في الدفاع عن المؤسسات، وإعلاء العدالة، ومقاومة القمع، ليس فقط من خلال الدبلوماسية، بل من خلال التعبئة الشعبية والتضامن الدولي. رغم سجنه، لا يزال إمام أوغلو متفائلاً. ويضع ثقته في الشعب التركي والمجتمع المدني والعالم الديمقراطي الأوسع. ويؤكد: "مصير الديمقراطية يعتمد على شجاعة الطلاب والعمال والنقابات والمسؤولين المنتخبين - أولئك الذين يرفضون الصمت".