فرانس24:
2024-07-06@04:07:34 GMT

عودة إيران إلى الساحة الدولية… نجاح زائف؟

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

عودة إيران إلى الساحة الدولية… نجاح زائف؟

إعداد: بهار ماكويي إعلان اقرأ المزيد

 

بعد مرور عام على وفاة مهسا أميني التي أثارت احتجاجات واسعة مناهضة للسلطة في إيران، بدأت الجمهورية الإسلامية تعود إلى الساحة الدولية، حيث استأنفت علاقاتها مع العديد من منافسيها السابقين.

وعلى الرغم من التقارير العديدة الواردة من المنظمات غير الحكومية واعتراضات المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والتي تتهمها بارتكاب انتهاكات خطيرة بهذا المجال، يبدو أن السلطة الإيرانية أصبحت مقبولة من جديد.

فهي على الأقل تسعى لإقناع الجميع بذلك.

"إن أدوات لغة طهران تقدم إيران على أنها دولة لم تعد معزولة، وتتحاور مع جيرانها الإقليميين، دولة تضع نفسها في منطق بناء"، كما يحلل ديفيد ريغوليت روز، الباحث المشارك في معهد إيريس (معهد الدراسات الدولية والعلاقات الاستراتيجية في باريس) ورئيس تحرير مجلة "أوريون ستراتيجيك"، "لكن هذا منطق استعراضي إلى حد كبير".

اقرأ أيضاالبرلمان الإيراني يصادق على قانون يشدد العقوبة على النساء اللواتي ينتهكن قواعد اللباس بالأماكن العامة

ففي 22 سبتمبر/أيلول، أعلنت إيران على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنها ستعيد علاقاتها الدبلوماسية مع جيبوتي صباحا، ومع المالديف مساء. كل ذلك بعد أكثر من سبع سنوات من القطيعة. ويأتي هذا التقارب بعد أشهر قليلة من إبرام الدولة ذات الأغلبية الشيعية والمملكة العربية السعودية ذات الأغلبية السنية المصالحة بينهما بموجب اتفاق توسطت فيه الصين.

وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران بعد الهجوم على سفارتها في طهران في يناير/كانون الثاني 2016، عقب إعدام شخصية شيعية في السعودية. وحذت حذوها جزر المالديف، وهي أرخبيل في المحيط الهندي، ودول أخرى في الجامعة العربية، كدليل على التضامن.

واجهة الاسترضاء مع الولايات المتحدة

ضربة دبلوماسية أخرى تحققت هذا الخريف، حيث نجحت إيران في التوصل مع الولايات المتحدة إلى اتفاق يسمح للجمهورية الإسلامية باستعادة أموالها المجمدة البالغة ستة مليارات دولار. وتم تحويل المبلغ في 18 سبتمبر/أيلول عبر قطر، مقابل إطلاق سراح خمسة مواطنين أمريكيين محتجزين في إيران.

وفي نظر بعض الخبراء ووسائل الإعلام الأمريكية، فإن هذا الاتفاق من شأنه أن يُظهر استرضاء نسبيا بين البلدين. حتى أن قناة "سي إن إن" قالت إن "الإفراج عن الأمريكيين يمثل خطوة مهمة إلى الأمام في العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من المفاوضات غير المباشرة والمعقدة بين واشنطن وطهران".

لكن الحكومة الأمريكية أرادت التقليل من أهمية الحدث. وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن الاتفاق "لم يغير علاقتنا مع إيران بأي شكل من الأشكال". إن هذا التوافق، الذي تم وضعه في سياق قضية تبادل الرهائن، لا يشكل بأي حال من الأحوال حكما مسبقا على حوار جديد بين الأمريكيين والإيرانيين، وخاصة فيما يتعلق بالقضية النووية الإيرانية. وذكّر الرئيس الأمريكي جو بايدن في 19 أيلول/سبتمبر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن واشنطن لا تزال "ثابتة في التزامها بضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي أبدا".

كما أصرت الولايات المتحدة على أن هذه المليارات الستة التي تم رفع الحظر عنها لا تشكل "شيكا على بياض" مقدما لإيران، وأن استخدامها سيتم تحت "رقابة صارمة"، هي موجهة "لأغراض إنسانية" فقط. في حين أكدت طهران من جانبها أن لديها إمكانية استخدام هذه الأموال بطرق أخرى وليس لشراء الدواء والغذاء فقط.

إيران في حالة هشاشة داخلية

مع ذلك، وبعيدا عن النجاح الذي أظهرته طهران، فإن هذا الاتفاق، وكذلك التقارب مع المملكة العربية السعودية، يكشف قبل كل شيء عن "مخاوف القوة الإيرانية التي تجد نفسها في وضع داخلي يحتمل الانهيار"، كما يشير ديفيد ريغوليت روز.

وأوضح الباحث قائلا إن "كانت طهران هي الطرف الذي أصر على الحصول على الاتفاق مع الرياض - منافستها الاستراتيجية، لأن القوة الإيرانية شعرت بالضعف الداخلي بعد المظاهرات [بعد وفاة مهسا أميني]، ولأن الخنق بسبب العقوبات الاقتصادية أصبح قويا للغاية". "... لذلك كان عليها تخفيف التوترات مع الخارج. لم تكن قادرة على تحمل البقاء في عزلة مع الخارج بالوقت الذي تواجه فيه زعزعة للاستقرار من الداخل".

اقرأ أيضاالاتحاد الأوروبي يدعو إيران إلى التراجع عن سحب اعتماد مفتشين لبرنامجها النووي

بالنسبة لهذا المتخصص في منطقة الشرق الأوسط، فإن وضع الصيغة النهائية لاتفاقية تبادل الأسرى تم قبل كل شيء وفق "منطق تبادلي" و"ليس بالضرورة دليل انفراج في العلاقات". وأضاف: "إنه يثبت شيئا واحدا فقط: أن قنوات الاتصال بين طهران وواشنطن ليست معطلة تماما".

أما على الأرض فالواقع مختلف. يذكر ديفيد ريغوليت روز أنه "في الخليج [الفارسي]، زادت الولايات المتحدة من مستوى وجودها العسكري هذا الصيف، لا سيما لتلبية توقعات حلفائها في المنطقة"، من خلال الإعلان عن إرسال سفن حربية وطائرات مقاتلة لردع طهران عن مهاجمة ناقلات النفط التي تعبر مضيق هرمز، وهي منطقة بحرية ذات أهمية استراتيجية كبيرة.

علاوة على ذلك، فإن العقوبات الأمريكية ضد طهران أصبحت سارية أكثر من أي وقت مضى وتستمر في إلحاق الضرر بالحكومة الإيرانية. وبالتالي، فإن إيران التي قدمت انضمامها إلى معسكر البريكس إلى جانب السعودية، المقرر في الأول من كانون الثاني/يناير 2024، باعتباره "نجاحا استراتيجيا"، لن تتمكن حقا من جني الفوائد التجارية طالما بقيت تحت العقوبات الأمريكية، بحسب ديفيد ريغوليت روز.

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: ناغورني قره باغ الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الولايات المتحدة إيران الأمم المتحدة للمزيد دبلوماسية عقوبات مجموعة بريكس رهائن الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

صحيفة: صور جوية تكشف تهديدا غير مسبوق قرب الساحة الخلفية للولايات المتحدة

أظهرت صور أقمار اصطناعية حصول توسع في محطات تنصت إلكتروني كوبية يعتقد أنها مرتبطة بالصين، بما في ذلك عمليات بناء جديدة في موقع لم يتم الإبلاغ عنه مسبقا يبعد نحو 100 كيلومتر عن قاعدة بحرية أميركية في خليج غوانتانامو.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن تقريرا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن وجد أن كوبا قامت بتحديث وتوسعة مرافق التجسس الإلكترونية الخاصة بها بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

وحدد التقرير أربعة مواقع شهدت مثل هكذا تحديثات وتقع في بلدات بيغوكال وإل سالاو وواجي وكالابازار.

وذكرت الصحيفة أن بعض المواقع التي أوردها التقرير، مثل ذلك الموجود في بيغوكال، تم تحديدها سابقا على أنها مواقع تنصت، إلا أن صور الأقمار الاصطناعية توفر تفاصيل جديدة حول قدرات وتوسعة هذه المواقع خلال السنوات الماضية وكذلك روابطها المحتملة مع الصين.

وقال المؤلف الرئيسي لتقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الباحث ماثيو فونايول إن "هذه مواقع نشطة مع مجموعة مهام متطورة".

وذكر التقرير أن موقعين بالقرب من هافانا، هما بيغوكال وكالابازار، يضمان هوائيات كبيرة يبدو أنها مصممة لمراقبة الأقمار الاصطناعية والتواصل معها. 

وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن كوبا لا تمتلك أي أقمار اصطناعية، إلا أن الهوائيات ستكون مفيدة للصين، التي لديها برنامج فضائي كبير.

وقال التقرير إنه تم تركيب أحدث طبق هوائي في بيغوكال في يناير الماضي، بالإضافة لإجراء تحسينات أخرى للبنية التحتية في المواقع الأخرى على مدار العقد الماضي.

Maps of Cuba in the news are never good news

"Satellite Images Show Expansion of Suspected Chinese Spy Bases in Cuba " @WSJ pic.twitter.com/U8HRXJWEbM

— James Pethokoukis ⏩️⤴️ (@JimPethokoukis) July 2, 2024

وفقا للتقرير فإن موقع إل سالاو هو الأحدث بين المواقع الأربعة، حيث لا يزال قيد الإنشاء ولم يكن معروفا علنا من قبل.

يقع الموقع خارج مدينة سانتياغو دي كوبا في الجزء الشرقي من البلاد وليس بعيدا عن القاعدة البحرية الأميركية في غوانتانامو.

وقال التقرير إن أعمال البناء في الموقع بدأت عام 2021، ليكون مصمما لاستيعاب تشكيل كبير من الهوائيات يمكن استخدامها للعثور على الإشارات الإلكترونية واعتراضها.

وأكد فونايول إن الموقع، عند اكتماله، يمكنه مراقبة الاتصالات والإشارات الإلكترونية الأخرى القادمة من قاعدة غوانتانامو.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تخلتا إلى حد كبير عن هذا النوع من الهوائيات لصالح التقنيات الأحدث، لكن الصين تقوم ببنائها في عدة مواقع عسكرية في بحر الصين الجنوبي.

ولعبت الصين دورا أكبر في كوبا في السنوات الأخيرة، ووفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض العام الماضي، فقد أجرت بكين تحديثا لمنشآت جمع المعلومات الاستخبارية في كوبا في عام 2019.

وول ستريت جورنال: "اتفاق سري" لإنشاء قاعدة تجسس صينية في "الساحة الخلفية" لأميركا نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين أن الصين وكوبا قد توصلتا إلى "اتفاق سري" يسمح لبكين بإقامة منشأة تنصت إلكتروني في الجزيرة المجاورة للولايات المتحدة، مما يشكل تحد جيوسياسي جديد وتهديد غير مسبق لواشنطن.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت في يونيو من العام الماضي، نقلا عن مسؤولين أميركيين، القول إن الصين وكوبا توصلتا إلى "اتفاق سري" يسمح لبكين بإقامة منشأة تنصت إلكتروني في الجزيرة المجاورة للولايات المتحدة، مما يشكل تحديا جيوسياسيا جديدا وتهديدا غير مسبوق لواشنطن.

ويؤكد مسؤولون أميركيون سابقون ومحللون أمنيون أن مصدر القلق بشأن المحطات هو أن الصين تستخدم القرب الجغرافي لكوبا من جنوب شرق الولايات المتحدة للحصول على اتصالات إلكترونية حساسة من القواعد العسكرية الأميركية ومنشآت الإطلاق الفضائية وعمليات الشحن العسكري والتجاري.

وتعتبر واشنطن بكين أهم منافس اقتصادي وعسكري لها، وبالتالي يمكن أن تشكل قاعدة صينية ذات قدرات عسكرية واستخباراتية متقدمة في الساحة الخلفية للولايات المتحدة تهديدا جديدا غير مسبوق.

مقالات مشابهة

  • مسعود بزشكيان رسميا رئيسا لايران.. هذه أبرز محطّاته
  • إيران.. مسعود بزشكيان يفوز بانتخابات الرئاسة
  • إيران.. نسبة المشاركة في جولة انتخابات الرئاسة الثانية بلغت 50%
  • بدء فرز الأصوات في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الإيرانية
  • إقبال أكبر برئاسيات إيران.. هل تؤثر النتائج على السياستين الداخلية والخارجية؟
  • بدء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية في دورتها الـ 14 في عموم إيران وخارجها
  • المرشح بزشكيان يتحدث لـبغداد اليوم: طهران ستعتمد الحوار بدل القوة
  • دولارات المانحين تفضح أكاذيب ذراع إيران ضد المنظمات الدولية
  • صحيفة: صور جوية تكشف تهديدا غير مسبوق قرب الساحة الخلفية للولايات المتحدة
  • خامنئي ينتقد نسبة المشاركة في انتخابات الرئاسة الإيرانية