فرانس24:
2024-11-23@14:43:05 GMT

عودة إيران إلى الساحة الدولية… نجاح زائف؟

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

عودة إيران إلى الساحة الدولية… نجاح زائف؟

إعداد: بهار ماكويي إعلان اقرأ المزيد

 

بعد مرور عام على وفاة مهسا أميني التي أثارت احتجاجات واسعة مناهضة للسلطة في إيران، بدأت الجمهورية الإسلامية تعود إلى الساحة الدولية، حيث استأنفت علاقاتها مع العديد من منافسيها السابقين.

وعلى الرغم من التقارير العديدة الواردة من المنظمات غير الحكومية واعتراضات المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والتي تتهمها بارتكاب انتهاكات خطيرة بهذا المجال، يبدو أن السلطة الإيرانية أصبحت مقبولة من جديد.

فهي على الأقل تسعى لإقناع الجميع بذلك.

"إن أدوات لغة طهران تقدم إيران على أنها دولة لم تعد معزولة، وتتحاور مع جيرانها الإقليميين، دولة تضع نفسها في منطق بناء"، كما يحلل ديفيد ريغوليت روز، الباحث المشارك في معهد إيريس (معهد الدراسات الدولية والعلاقات الاستراتيجية في باريس) ورئيس تحرير مجلة "أوريون ستراتيجيك"، "لكن هذا منطق استعراضي إلى حد كبير".

اقرأ أيضاالبرلمان الإيراني يصادق على قانون يشدد العقوبة على النساء اللواتي ينتهكن قواعد اللباس بالأماكن العامة

ففي 22 سبتمبر/أيلول، أعلنت إيران على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنها ستعيد علاقاتها الدبلوماسية مع جيبوتي صباحا، ومع المالديف مساء. كل ذلك بعد أكثر من سبع سنوات من القطيعة. ويأتي هذا التقارب بعد أشهر قليلة من إبرام الدولة ذات الأغلبية الشيعية والمملكة العربية السعودية ذات الأغلبية السنية المصالحة بينهما بموجب اتفاق توسطت فيه الصين.

وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران بعد الهجوم على سفارتها في طهران في يناير/كانون الثاني 2016، عقب إعدام شخصية شيعية في السعودية. وحذت حذوها جزر المالديف، وهي أرخبيل في المحيط الهندي، ودول أخرى في الجامعة العربية، كدليل على التضامن.

واجهة الاسترضاء مع الولايات المتحدة

ضربة دبلوماسية أخرى تحققت هذا الخريف، حيث نجحت إيران في التوصل مع الولايات المتحدة إلى اتفاق يسمح للجمهورية الإسلامية باستعادة أموالها المجمدة البالغة ستة مليارات دولار. وتم تحويل المبلغ في 18 سبتمبر/أيلول عبر قطر، مقابل إطلاق سراح خمسة مواطنين أمريكيين محتجزين في إيران.

وفي نظر بعض الخبراء ووسائل الإعلام الأمريكية، فإن هذا الاتفاق من شأنه أن يُظهر استرضاء نسبيا بين البلدين. حتى أن قناة "سي إن إن" قالت إن "الإفراج عن الأمريكيين يمثل خطوة مهمة إلى الأمام في العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من المفاوضات غير المباشرة والمعقدة بين واشنطن وطهران".

لكن الحكومة الأمريكية أرادت التقليل من أهمية الحدث. وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن الاتفاق "لم يغير علاقتنا مع إيران بأي شكل من الأشكال". إن هذا التوافق، الذي تم وضعه في سياق قضية تبادل الرهائن، لا يشكل بأي حال من الأحوال حكما مسبقا على حوار جديد بين الأمريكيين والإيرانيين، وخاصة فيما يتعلق بالقضية النووية الإيرانية. وذكّر الرئيس الأمريكي جو بايدن في 19 أيلول/سبتمبر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن واشنطن لا تزال "ثابتة في التزامها بضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي أبدا".

كما أصرت الولايات المتحدة على أن هذه المليارات الستة التي تم رفع الحظر عنها لا تشكل "شيكا على بياض" مقدما لإيران، وأن استخدامها سيتم تحت "رقابة صارمة"، هي موجهة "لأغراض إنسانية" فقط. في حين أكدت طهران من جانبها أن لديها إمكانية استخدام هذه الأموال بطرق أخرى وليس لشراء الدواء والغذاء فقط.

إيران في حالة هشاشة داخلية

مع ذلك، وبعيدا عن النجاح الذي أظهرته طهران، فإن هذا الاتفاق، وكذلك التقارب مع المملكة العربية السعودية، يكشف قبل كل شيء عن "مخاوف القوة الإيرانية التي تجد نفسها في وضع داخلي يحتمل الانهيار"، كما يشير ديفيد ريغوليت روز.

وأوضح الباحث قائلا إن "كانت طهران هي الطرف الذي أصر على الحصول على الاتفاق مع الرياض - منافستها الاستراتيجية، لأن القوة الإيرانية شعرت بالضعف الداخلي بعد المظاهرات [بعد وفاة مهسا أميني]، ولأن الخنق بسبب العقوبات الاقتصادية أصبح قويا للغاية". "... لذلك كان عليها تخفيف التوترات مع الخارج. لم تكن قادرة على تحمل البقاء في عزلة مع الخارج بالوقت الذي تواجه فيه زعزعة للاستقرار من الداخل".

اقرأ أيضاالاتحاد الأوروبي يدعو إيران إلى التراجع عن سحب اعتماد مفتشين لبرنامجها النووي

بالنسبة لهذا المتخصص في منطقة الشرق الأوسط، فإن وضع الصيغة النهائية لاتفاقية تبادل الأسرى تم قبل كل شيء وفق "منطق تبادلي" و"ليس بالضرورة دليل انفراج في العلاقات". وأضاف: "إنه يثبت شيئا واحدا فقط: أن قنوات الاتصال بين طهران وواشنطن ليست معطلة تماما".

أما على الأرض فالواقع مختلف. يذكر ديفيد ريغوليت روز أنه "في الخليج [الفارسي]، زادت الولايات المتحدة من مستوى وجودها العسكري هذا الصيف، لا سيما لتلبية توقعات حلفائها في المنطقة"، من خلال الإعلان عن إرسال سفن حربية وطائرات مقاتلة لردع طهران عن مهاجمة ناقلات النفط التي تعبر مضيق هرمز، وهي منطقة بحرية ذات أهمية استراتيجية كبيرة.

علاوة على ذلك، فإن العقوبات الأمريكية ضد طهران أصبحت سارية أكثر من أي وقت مضى وتستمر في إلحاق الضرر بالحكومة الإيرانية. وبالتالي، فإن إيران التي قدمت انضمامها إلى معسكر البريكس إلى جانب السعودية، المقرر في الأول من كانون الثاني/يناير 2024، باعتباره "نجاحا استراتيجيا"، لن تتمكن حقا من جني الفوائد التجارية طالما بقيت تحت العقوبات الأمريكية، بحسب ديفيد ريغوليت روز.

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: ناغورني قره باغ الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الولايات المتحدة إيران الأمم المتحدة للمزيد دبلوماسية عقوبات مجموعة بريكس رهائن الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

وكالة الطاقة الذرية تطالب إيران بتعاون أكبر في ملفها النووي

قال دبلوماسيون إن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يضم 35 دولة، وافق يوم الخميس، على قرار يأمر طهران مجددا بتحسين التعاون مع المنظمة التابعة للأمم المتحدة.

ويطلب القرار من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إصدار تقرير "شامل" عن إيران بحلول ربيع العام المقبل.

ونقلت "الأسوشيتد برس" عن دبلوماسيين قولهم إن مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية أدان إيران للمرة الثانية هذا العام بسبب عدم التعاون الكامل.

وتهدف الدول الغربية التي اقترحت النص إلى الضغط على إيران من أجل الدخول في مفاوضات حول قيود جديدة على أنشطتها النووية، لكن هناك شكوكا حيال ما إذا كان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سيدعم المحادثات بعد توليه الرئاسة في يناير.

وفي خطوة هي الأولى من نوعها منذ بدء الأزمة النووية الإيرانية، أكدت طهران استعدادها للحد من تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة، وهو ما اعتبرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية خطوة إيجابية، إلا أن مدير الوكالة رافائيل غروسي، في تصريحاته أمام مجلس محافظي الوكالة، أشار إلى أن طهران بحاجة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لضمان عدم التوسع في هذا المجال.

وأكد غروسي أن المفتشين الدوليين سيواصلون مراقبة الأنشطة الإيرانية لضمان التزامها بهذا التوقف، مع تأكيد ضرورة اتخاذ قرار حاسم في هذا السياق من قبل الدول الأعضاء في الوكالة.

مقالات مشابهة

  • قرار جديد يدين طهران.. وثلاث دول تدعو إيران إلى تدمير اليورانيوم عالي التخصيب ”فوراً”
  • هل تسعى أوروبا لتفعيل آلية الزناد مع إيران؟
  • هل تسعى إيران للحصول على قنبلة نووية رغم تراجع ردعها التقليدي؟
  • إيران تشغّل أجهزة طرد مركزي متطورة ردا على قرار الوكالة الذرية
  • أول تحرك من إيران بعد قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • بعد تحذير طهران.. الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصدر قرارا ضد إيران
  • وكالة الطاقة الذرية تطالب إيران بتعاون أكبر في ملفها النووي
  • الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو
  • إيلون ماسك المغربي يعلن تسويق سيارات الهيدروجين التي عرضها أمام الملك في الولايات المتحدة
  • التايمز: إيران "المكشوفة" تخشى الانتقام من إسرائيل