الكتائب: لا خلاص إلا بتواضع الفريق الذي يتلطى خلف فائض القوة
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
أشار المكتب السياسي الكتائبي في بيان اثر اجتماعه برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، الى أن "المبادرات الإقليمية والدولية تدور في حلقة مفرغة لأن فريقا قرر تعليق العمل بالدستور والحياة الديمقراطية في لبنان بهدف إخضاع اللبنانيين لإرادته وفرض مرشحه لتسيير مصالحه ومصالح مشغله في المنطقة، رافضا أي نقاش أو ملاقاة اللبنانيين إلى منتصف الطريق".
ولفت البيان الى أن "الكتائب اللبنانية وأفرقاء المعارضة كانوا أول من بادر إلى حوار علني مع حزب الله وفريقه السياسي عبر سحب مرشحهم الأول والذهاب إلى مرشح وسطي، فكان أن جوبهت مبادرتهم بالتخوين والاتهام بالعمالة".
ورأى "أمام هذا المشهد الذي يتكرر عند كل استحقاق والشلل الذي بنتيجته يطال المؤسسات والانهيار المتفاقم منذ أكثر من أربع سنوات، أن لا خلاص إلا بتواضع الفريق الذي يتلطى خلف فائض القوة والتموضع تحت سقف الدولة ومؤسساتها".
واعتبر المكتب السياسي أن "إعادة بناء لبنان على أسس سليمة وجديدة تتطلب رص الصفوف وتوحيد جهود كل الفرقاء الذين يؤمنون بلبنان وحريته وسيادته بعيدا عن الخلافات الصغيرة وتشكيل جبهة مواجهة سلمية تؤسس للمرحلة المقبلة".
وأشار الى أنه "مع تفاقم الأزمة الاقتصادية ومعها أوجاع الناس وعجزهم عن تأمين أدنى مقومات الحياة الكريمة، تستمر الدولة اللبنانية في اعتماد سياسات ترقيعية تبقي لبنان في دوامة الانهيار، وآخرها قرار دفع رواتب القطاع العام بالدولار الأميركي من أموال الضرائب التي جبتها بناء على أسعار الصرف المحدثة لجباية الرسوم الجمركية ومن الضريبة على القيمة المضافة".
واعتبر أن "هذه الخطوة الظرفية التي حددت مدتها بشهرين، من شأنها أن تساهم أكثر في ضرب القطاع الخاص الشرعي وتحميله وزر سياسات خاطئة من جهة، كما أنها من جهة ثانية لا تفي موظفي القطاع العام حقهم بما يدفعهم إلى رفع إضرابهم وتسهيل شؤون الناس".
وأكد أن "كل هذه الخزعبلات المعتمدة لا تعدو كونها تعمية على حقيقة أن الدولة ترفض القيام بالإصلاحات المطلوبة والتي يكرر حزب الكتائب المطالبة بتطبيقها منذ سنوات".
وأشار الى أنه "مرة جديدة، يتجرأ أحد فروع "القومي السوري" على التباهي بالإرهاب والإجرام علنا وفي وضح النهار، متعرضا لحزب الكتائب ورموزه وعلى رأسهم الرئيس الشهيد بشير الجميل ومتحديا قرار منع إقامة أي تحرك له من قبل وزير الداخلية اللبنانية".
وأكد البيان أن "حزب الكتائب اللبنانية يرفض ممارسات هذه الجماعات، ويستنكر تمجيد مجرم جبان مدان وفار من العدالة، ويدعو ما تبقى من دولة وأجهزة أمنية معنية للتحرك فورا ومن دون أي إبطاء لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحق هؤلاء الخارجين عن القانون حفاظا على ما تبقى من هيبة للقانون".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الى أن
إقرأ أيضاً:
مدينة الهرمل اللبنانية.. مركز حضاري يمتد على ضفاف نهر العاصي
مدينة تقع شمال شرق لبنان ضمن منطقة البقاع الشمالي، تبعد حوالي 143 كيلومترا عن العاصمة بيروت. وتمتاز بموقعها الجغرافي على السفح الغربي لسلسلة جبلية، وتحيط بها الهضاب والوديان، ويشق نهر العاصي واديها الشرقي.
تتعدد الروايات حول تسمية الهرمل، فيقال إنها تعني "المُسنة" للإشارة إلى قدمها، بينما يرى آخرون أن التسمية مشتقة من "هرم إيل" وهي آلهة عبدها الكنعانيون في المنطقة.
وتعرف مدينة الهرمل بأنها معقل بارز لحزب الله، وتعرضت لعدة غارات إسرائيلية أثناء مواجهات بين الحزب والجيش الإسرائيلي، أبرزها في سبتمبر/أيلول 2024.
الموقعتقع مدينة الهرمل في أقصى البقاع الشمالي، شمال شرقي لبنان، على بعد نحو 143 كيلومترا عن العاصمة بيروت، وهي مركز قضاء الهرمل.
الجغرافياتبلغ مساحة مدينة الهرمل حوالي 136 كيلومترا مربعا، وتقع في السفح الغربي لسلسلة جبال لبنان الشرقية.
ترتفع المدينة عن سطح البحر نحو 750 مترا، وتحيط بها الهضاب والوديان، وينتشر فيها 11 ينبوعا، ويشق نهر العاصي شرقي المدينة حتى الأراضي السورية.
أصل التسميةتختلف الروايات حول أصل تسمية مدينة الهرمل، فإحداها تقول إنها كلمة عربية الأصل بمعنى "المُسنة" أي المتقدمة في السن، وسميت بهذا الاسم للإشارة إلى قِدم تاريخها.
وفي رواية أخرى قيل إنها تسمية مركبة من "هرم" و"إيل"، وتعني هرم الإله أو هرم الملك إيل، في إشارة إلى آلهة عبدها الكنعانيون في المنطقة.
وقيل في رواية ثالثة إن اسم المدينة يعود إلى أمير "إمارة عِرْقة"، الذي كان يصطاد في المنطقة، فلقي حتفه ودفن فيها، وأقيم على قبره عامود هرمي، وسميت الهرمل نسبة إليه، ومع ذلك ذكرت أقوال أن هذه الراوية غير دقيقة.
الاقتصاديعتمد سكان مدينة الهرمل ومحيطها في اقتصادهم على الزراعة، خاصة محاصيل القمح والشعير، إضافة لتربيتهم للماشية مثل الأغنام والماعز.
وتعد تربية الأسماك عبر مشاريع مزارع السمك من القطاعات الإنتاجية الأساسية التي يقوم عليها اقتصاد مدينة الهرمل، إضافة إلى السياحة في الأماكن التي تنتشر على جانبي نهر العاصي.
التاريختشير الآثار التاريخية في المدينة إلى أنها كانت موطنا مميزا لكثير من الحضارات منذ القدم لكثرة ينابيعها العذبة، وقد دلت على ذلك القبور الموجودة في المغارات على جانبي نهر العاصي، وآثار أخرى في منطقة بريصا بقضاء الهرمل.
ووجد المنقبون نقشا مسماريا على صخور المدينة يعود لما قبل الميلاد، وآثارا تدل على مرور الملك نبوخذ نصر الثاني أحد ملوك حضارة الكلدان.
أبرز الاعتداءات على مدينة الهرملتعرف المدينة بأنها أحد معاقل حزب الله، ويصفها أهاليها بأنها "مدينة الشهداء" لكثرة المقاومين المنتسبين إليها، والذين قتلوا في المعارك بجنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل، والذين قتلوا أيضا أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، وفي الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
وقد تعرضت المدينة، أثناء حرب لبنان الثانية عام 2006، لسلسلة من الغارات الإسرائيلية، مما أدى إلى وقوع عدد من القتلى وإلحاق أضرار بالغة بالمنازل والمؤسسات بالمنطقة.
واستهدفت مدينة الهرمل عام 2013 بصواريخ أطلقها الجيش السوري الحر، وأدت لقتل وإصابة عدد من الأشخاص، وذكر الجيش أن العمليات جاءت ردا على تدخل حزب الله في المعارك داخل سوريا إلى جانب قوات النظام.
وشهدت مدينة الهرمل غارات إسرائيلية متعددة، في عملية أطلقها الجيش الإسرائيلي في سبتمبر/أيلول 2024 ضمن مواجهات مع حزب الله، الذي أعلن إسناده للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
المعالم قاموع الهرملويعرف أيضا بـ"هرم الهرمل"، أحد الصروح القديمة الفريدة بتصميمها وفكرتها، وهو عبارة عن برج مخروطي هرمي مشيد على قمة هضبة تطل على مدينة الهرمل.
وتعددت الروايات بشأن بناء القاموع، لكن أكثرها شيوعا هي أن من بناه هو إمبراطور روماني. وقيل في رواية أخرى إن أحد الملوك الذين حكموا المنطقة كان له ولد وحيد قتله خنزير بري، فأمر ببناء الهرم في المكان نفسه الذي قتل فيه ابنه تخليدا لذكراه.
ويتكون الهرم من 3 طوابق يعلوها منحوت فيه لوحة لخنزير بري مصاب بـ3 رماح، وتهاجمه 3 كلاب مفترسة، وفي أجزاء أخرى تحيط بجوانبه أعمدة تزينها النقوش.
نهر العاصيتشتهر مدينة الهرمل بنهر العاصي الذي يتغذى من عدة ينابيع، وهو من أشهر معالمها الطبيعية، وتتوزع على جانبيه عشرات المقاهي والفنادق والمسامك، كما تنتشر حوله الشلالات والغابات الكثيفة من أشجار السنديان وشجر الشوح الذي يتبع للفصيلة الصنوبرية.
قصر البُناةيقع القصر المعروف أيضا "بدير مار مارون" أو "قصر الراهب" على الضفة الشرقية لنهر العاصي بمحاذاة نبع عين الزرقاء.
بني عام 200 قبل الميلاد، ليؤوي العمال الذي عملوا على حفر قنوات جر المياه من نهر العاصي إلى مملكة تدمر القديمة.
وفي عام 425 ميلادي، كافأ أحد الملوك رهبان القديس مار مارون لمقاومتهم حركة اليعاقبة، فأهداهم القصر ليكون مكانا للتنسك.
وسّع الرهبان القصر وأضافوا عددا كبيرا من الصوامع، وحولوه إلى دير مخصص للصلاة والعبادة، كما حفروا بئرا بداخله يتصل بمجرى نهر العاصي.