الضالع(عدن الغد)خاص:

عقد فريق هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عبدالرؤوف السقاف عضو هيئة الرئاسة، اليوم الثلاثاء، في محافظة الضالع لقاء موسع مع الشخصيات الاجتماعية ونشطاء وقيادات منظمات المجتمع المدني وقطاع المرأة، ضمن برنامج النزولات الميدانية لأعضاء هيئة الرئاسة إلى عموم محافظات الجنوب المستمرة منذ ثلاثة أيام .

وفي بداية اللقاء الذي حضره رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة العميد عبدالله مهدي سعيد ، أكد أن الهدف من هذا اللقاء هو الاطلاع على المستجدات المحلية والدولية وموقف المجلس الانتقالي الجنوبي منها، والاستماع إلى وجهات النظر من قبل كافة أطياف المجتمع المحلي بالضالع ، إلى جانب الوقوف على أبرز احتياجات المحافظة.

واوضح عبدالرؤوف السقاف عضوا هيئة رئاسة الانتقالي، في كلمة خلال الإجتماع أن محافظة الضالع تواجه تحديات كبيرة في الوضع الراهن ويجب على الجميع تحمل المسؤولية المجتمعية التي تقع على كاهل الشباب اولا وعلى الجميع بلا استثناء ، موضحاً، أن ما تحقق خلال السنوات الماضية يجب أن نحافظ عليه، والعمل بجد اكبر وبكفاءة أكثر لتحقيق كل الاهداف.

ودعا السقاف جميع المؤسسات العاملة في الضالع، العمل بروح الفريق الواحد، والتنسيق بهدف تعويض محافظة الضالع سنوات الحرمان التي عاشتها في برامج التأهيل والتدريب، لكي تسخر كل الإمكانيات من لجيل شبابي أكثر وعياً وتأهيلا .

بدوره شدد العميد عبدالله مهدي رئيس تنفيذية انتقالي المحافظة، على أهمية هذا اللقاء الذي يتيح الفرصة لمختلف شرائح المجتمع للتعبير عن وجهات نظرهم وإيصال رسالة المجتمع إلى قيادة المجلس ممثلة باللواء القائد عيدروس الزبيدي.

وخلال النزول الميداني استعرض الدكتور عبده المعطري عضو فريق هيئة الرئاسة مستجدات الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية.

ونوه المعطري خلال حديثة أن المرحلة تتطلب حشد كافة الطاقات للوقوف صفاً واحداً على طريق الوصول إلى الهدف الذي يتطلبه شعب الجنوب المتمثل بالاستقلال الناجز.

يأتي هذا اللقاء الذي شارك فيه ضمن فريق هيئة الرئاسة عمر حسن باعوم، ناقش القضايا المتعلقة بأوضاع المحافظة، وما يعانيه المواطنين من حرب في الخدمات، ودور المجلس الانتقالي في تخفيف تلك الأعباء، وماهي متطلبات المرحلة الراهنة، وكيفية إيجاد الحلول الكفيلة بمعالجتها.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: هیئة الرئاسة

إقرأ أيضاً:

قيس سعيد من عُهدة الزعامة إلى عُهدة الرئاسة

يبدو أن قيس سعيد قد ختم مرحلة "صناعة الزعيم" ليدخل مرحلة "مسؤولية الرئيس".

1- مرحلة نحت الزعامة

ظل قيس سعيد منذ انتخابه في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 يروّج لنفسه كمُخلّص وكزعيم وطني وإنساني، وظل "يراكم" مفردات الوصم والوشم والذم والبخس لإرباك كل الطبقة السياسية التي حكمت أو عارضت، فقد ابتدع من المفردات ما لم يسبقه إليها أحد في وصم الآخرين (لا حاجة للتذكير بتلك المفردات في زمن يبدو "ساكنا").

وبقدر ما كان يهاجم خصومه كان يجتهد في تمثّل سيرة الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، فيُعبّرُ بالكلام وبالأحضان عن حبه للناس وعطفه على الفقراء الذين "نكّل" بهم الفاسدون والمفسدون و"الكارتيلات"، أصحاب "مسالك التوزيع والتجويع". كان يجد خطابُه الهجومي استحسانا لدى طيف واسع من عامة الناس، فيزيد هو من ذاك الهجوم على الطبقة السياسية ويرسل تهديداته ضد اللصوص ويتوعدهم بالملاحقة في البر والبحر وفي السماء.

حتى لا يقاسمه أحد "المجد" ولا يمنّ عليه أحد بدور في نحت "زعامته"، فقد اتخذ مسافة من كل من تقرّبوا منه وحتى ممن بالغوا في التعبير عن مساندته والدفاع عن "مشروعه"، مما اضطر عددا منهم للتراجع واتخاذ مسافة نقدية أو قاطعة، إنها فكرة "الزعامة" التي لا يقبل صاحبُها بأن يكون مدينا لأيّ كان
لقد كان يحاول أن ينحت لنفسه صورة "زعيم" مختلف عن بقية زعماء تونس، فلا يحتفل لا بعيد استقلال ولا بعيد شغل، بل ولا يُلقي على التونسيين خطاب معايدة في المناسبات الدينية، إنما ظل وفيا لمنهجه في "تجريف" كل مكونات المشهد القديم؛ لرسم "مسار" جديد يقول إنه يخدم التونسيين الطاهرين ويساهم في خدمة الإنسانية.

وحتى لا يقاسمه أحد "المجد" ولا يمنّ عليه أحد بدور في نحت "زعامته"، فقد اتخذ مسافة من كل من تقرّبوا منه وحتى ممن بالغوا في التعبير عن مساندته والدفاع عن "مشروعه"، مما اضطر عددا منهم للتراجع واتخاذ مسافة نقدية أو قاطعة، إنها فكرة "الزعامة" التي لا يقبل صاحبُها بأن يكون مدينا لأيّ كان ولا يقبل بتقاسم "المجد"، بما هو غنيمة اعتبارية، مع الآخرين.

2- مرحلة هيبة الرئاسة

منذ كلمته أمام وزيرة العدل يوم 22 أيار/ مايو 2024، وبعد إقالة أهم وزيرين في "حكومته"، لم يتكلم قيس سعيد كلاما سياسيا ولم يهاجم معارضيه، رغم استمرار لقاءاته بعدد من الوزراء والمسؤولين، إذ كانت اللقاءات مرفوقة بموسيقى خاصة بصفحة الرئاسة.

يوم 24 حزيران/ يونيو 2024، وهو ذكرى تأسيس الجيش الوطني، ألقى قيس سعيد كلمة، والملاحظ فيها:

أولا: أنها كانت كلمة مكتوبة، وقد اعتاد الارتجال أو الاستعانة بجذاذة لتذكّر بعض النقاط المسجلة عليها مما قد يكون حريصا على ذكرها.

ثانيا: أنه، على غير عادته، لم يتوجه بأي شتيمة أو تهديد أو اتهام لأطراف داخلية، وإنما كان الخطاب لتأكيد جاهزية القوى الحاملة للسلاح لحماية الوطن بما هو تراب وماء وسماء وثروات، وللتصدي لكل من يحاول "تمزيق" وحدتنا، وللتذكير ببطولات جيشنا منذ مراحل الاستقلال الأولى، وبعد 2011 في تأمين الامتحانات الوطنية والانتخابات، مع التذكير بمؤسسة "فداء" وواجبها تجاه شهداء وأبناء القوات الحاملة للسلاح، ودعوة الشعب إلى تحمل مسؤوليته تجاه جيشنا الوطني.

قيس سعيد دخل مرحلة "التعاقد" لا بمفهوم "العقد الاجتماعي" لروسو، وإنما بمعنى تحديد المهام والمسؤوليات في نص مكتوب يذهب مباشرة الى الأهداف العملية، بعيدا عن الأسلوب الإنشائي التقليدي الذي كثيرا ما أوقع صاحبه في أخطاء تواصلية أو في سوء فهم أو سوء تأويل
ثالثا: تأكيد الخطاب على السيادة الوطنية ورفض أي قواعد عسكرية على ترابنا الوطني، دون امتناع عن تعاون تقليدي مع دول أخرى ضمن مبدأ السيادة (ردّا على ما قيل من تواجد قوات روسية بالجنوب التونسي)، ورفض "التوطين" غير القانوني (تفاعلا مع انعاج عدد من المواطنين من تواجد كثيف لأفارقة بعدد من المدن التونسية).

ما يمكن أن يستنتجه أي مشتغل على اللغة/ الخطاب هو التالي:

- أن قيس سعيد دخل مرحلة "التعاقد" لا بمفهوم "العقد الاجتماعي" لروسو، وإنما بمعنى تحديد المهام والمسؤوليات في نص مكتوب يذهب مباشرة الى الأهداف العملية، بعيدا عن الأسلوب الإنشائي التقليدي الذي كثيرا ما أوقع صاحبه في أخطاء تواصلية أو في سوء فهم أو سوء تأويل.

- أن موضوع الرئاسة في عُهدتها القادمة قد حُسم وفق قاعدة "بقاء أو فناء"، وأن هذا الحسم ليس بعده تراجع، بل "انتصار" أو "استشهاد".

- أعتقد أن قيس سعيد، وبداية من تاريخ كلمته تلك بحضرة قادة الجيش، قد أعلن مرحلة "العبور"، وكان قد قال هذه الكلمة في خطاب شفوي سابق، وأن دورة ما بعد 2024 هي ضمن مسار 25 تموز/ يوليو مهما كانت احتجاجات المعارضة وضغوط الخارج.

3- عناد سعيد وتردد المعارضة

العقل السياسي لا يعبر عما يشتهي وإنما بعبر عما يرى وعما يقوله الواقع وتشهد به الوقائع، ولا يكفي مواجهة من "يفعل" ويصنع الأحداث ويفرض طبيعة المعركة بالسخرية والشتائم، فذاك سلاح الضعفاء لا يغير موازين قوى ولا يؤثر في مسار التاريخ، كما أن الاعتماد على المنظمات الحقوقية الأجنبية أو على الاتحاد الأوروبي وأمريكا، سيسمح لخصوم المعارضة باتهامها في مبدئيتها وفي وطنيتها، خاصة وقد انكشف بعد طوفان الأقصى زيف القيم الكونية لدى القوى الغربية؛ بما هي لوبيات وأنظمة حكم رغم معارضات شعبية واسعة خاصة في الجامعات.


المعارفي الوقت الذي تبدو فيه المعارضة مترددة وغير منسجمة، يتابع التونسيون نشاطا ميدانيا مكثفا يقوم به قيس سعيد، وقد يُفهم على أنها حملة انتخابية سابقة لأوانهاضة التونسية ما زالت في وضع تردد وحالة انقسام، خاصة وأن قيس سعيد يعتمد معها أسلوب "الغموض" من ناحية، ولا يكف من ناحية أخرى عن جرّ منافسيه إلى المحاكم لإرباكهم ولوضعهم تحت طائلة القانون الانتخابي الذي يمنع ترشح من هو في حالة تتبع قضائي.

وفي الوقت الذي تبدو فيه المعارضة مترددة وغير منسجمة، يتابع التونسيون نشاطا ميدانيا مكثفا يقوم به قيس سعيد، وقد يُفهم على أنها حملة انتخابية سابقة لأوانها، خاصة بعد اتخاذ قرار الترفيع على دفعتين بنسبة 14.5 في المائة في الأجور المضمونة في القطاع الخاص تشمل مجموعة من النشيطين والمتقاعدين.

وقد ورد في صفحة الرئاسة بعد لقاء جمع قيس سعيد بوزير الشؤون الاجتماعية يوم 27 حزيران/ يونيو ما يلي: "وتناول هذا اللقاء جملة من المحاور من بينها الترفيع بنسبة 7 في المائة في الأجور الدنيا المضمونة في القطاع الخاص بالنسبة للنشيطين وذلك انطلاقا من الشهر القادم مع أثر رجعي بداية من 1 أيار/ مايو 2024، وزيادة ثانية بنسبة 7.5 في المائة بداية من أول كانون الثاني/ يناير 2025، وهو ما سيترتب عليه آليا الترفيع في جرايات المتقاعدين في القطاع الخاص بأثر رجعي أيضا بداية من 1 أيار/ مايو 2024 وكذلك بداية من أول يناير 2025 والذي سيشمل حوالي مليون متقاعد".

ويُتوقعُ أن تُتخذ إجراءات أخرى تتعلق بالفئات الاجتماعية الضعيفة، وهو سيوفر خزانا انتخابيا لمترشح ليس له حزب ولا يؤمن بدور للأحزاب ولا للمنظمات والكيانات الوسيطة.

x.com/bahriarfaoui1

مقالات مشابهة

  • الانتقالي يكشف عن أزمة داخل المجلس الرئاسي بسبب توجيهات سعودية
  • ردة فعل لاعبي البرتغال بعد هدف منتخب ‎فرنسا في شباك بلجيكا .. فيديو
  • قيس سعيد من عُهدة الزعامة إلى عُهدة الرئاسة
  • «كروما العسكرية» تستقبل الفارين من حرب الفاشر
  • المجلس الانتقالي يتهم حكومة بن مبارك بالتسبب في الانهيار الاقتصادي في الجنوب
  • الجيش الكوري الجنوبي: بيونج يانج أطلقت صاروخين باليستيين باتجاه الشمال الشرقي
  • «المنفي» يبحث مع السفير البريطاني التطورات السياسية والاقتصادية
  • “المنفي ” يستقبل سفير المملكة المتحدة لبحث تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية
  • مظمة رايتس رادار تطالب المجلس الانتقالي الجنوبي بالتوقف عن أي تصعيد عسكري وتدعو الحوثيين إلى الجنوح للسلم وانتهاز رغبة السلام
  • قبائل أبين تحتشد في عدن وتمهل المجلس الانتقالي 4 أيام للإفراج عن المقدم عشال الجعدني