رئيس الهيئة المصرية للكتاب: القراءة لها دور هام في بناء الإنسان المصري
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
أكد الدكتور أحمد بهى الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب على أهمية القراءة وتغذية العقل بالثقافة والعلوم ودور القراءة فى تشكيل وبناء الإنسان المصري مشيداً بمعرض دمنهور للكتاب في نسخته السادسة والذي يمتلك مجموعة كبيرة من المؤلفات والإصدارات والكتب المتنوعة والممتدة فى كافة المجالات والتي تقدم وجبة دسمة للعقل والوجدان ودورها فى تغذية وتنمية الأفكار الإيجابية.
جاء ذلك خلال إفتتاحة والدكتورة نهال بلبع نائب محافظ البحيرة ، معرض دمنهور للكتاب في نسخته السادسة ، الذى تنظمه مكتبة مصر العامة بدمنهور بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب والعديد من الهيئات والمؤسسات وذلك خلال الفترة من 26 سبتمبر وحتى 5 أكتوبر 2023، بحضور نخبة من المثقفين والمبدعين ورموز الأدب والفكر والثقافة والفن.
ويتضمن المعرض هذا العام العديد من الفعاليات بمشاركة أكثر من 30 دور نشر ،وعروضاً فنية على مدار اليوم بالمسرح الروماني وعقد ندوات ثقافية وأدبية وفنية بقاعة المؤتمرات وورش تستقبل البراعم للإبداع والتميز إلى جانب ركن الأزهر وركن الكنيسة وركن السياحة والبيئة ، بجانب الإحتفاء بابن محافظة البحيرة الكاتب والمترجم الكبير الراحل السيد إمام.
كما تشارك الهيئة المصرية العامة للكتاب، في المعرض بما يقرب من 1500 عنوان من إصداراتها المختلفة بالسلاسل كافة، إلى جانب مبادرة «الثقافة والفن للجميع»، التي تقدم كتبًا باسعار مخفضة، تبدأ من جنيه واحد وصولًا إلى عشرين جنيهًا.
ويتضمن فعاليات اليوم الاول معرض لرسوم الكاركاتير الذى تنظمة الجمعية المصرية للكاريكاتير وعقد لقاء مع الكاتب طاهر المعتز بالله حول كتابه الدحيح والدحيحة، ولقاء مع الدكتورالسيد فليفلة بمشاركة الدكتور محمد رفعت الإمام .
وعلي هامش فعاليات اليوم ستقدم فرقة كفر الدوار للموسيقى العربية عرضاً فنياً بالمسرح الروماني ومخيم الطفل وورش فنية و تعليم الحرف اليدوية و فنون تشكيلية وورش لذوى الإحتياجات الخاصة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بهى الدين القراءة لها دور تام بناء الانسان المصري الهیئة المصریة
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: عقول الشباب وأجسادهم مستهدفة
أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، خلال كلمته اليوم، السبت، بالمؤتمر الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، تحت عنوان «بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة»، أن بناء الإنسان والنهوض به وسط عالم متلاطم الأمواج، مضطرب الغايات والأهداف، يعد قضية أمن قومي لوطننا، وهدفًا استراتيجيًّا يتطلب تضافر جهود كل مؤسساتنا لتحقيقه، وهذا البناء ليس كلمات أو شعارات، وإنما صناعة ثقيلة في ظل ما يموج به العالم المعاصر من تغيرات وتقلبات في مجالات العلوم النظرية والتطبيقية على السواء.
وأوضح وكيل الأزهر، خلال كلمته بالمؤتمر الذي يُعقد بمركز الأزهر للمؤتمرات، أن “التغيرات من حولنا تحاول أن تقتحم أفكارنا وعقائدنا واتجاهاتنا، ومن ثم فإن الواجب أن نتمسك بالثوابت والأصول والأسس، وأن يُبنى إنسان هذه الأمة على أرض صلبة من العقيدة والتاريخ واللغة والقيم ومكونات الهوية، خاصة أننا نعيش زمانًا مشحونًا باشتباكات فكرية، وتدافع سياسي، واستقطابات حادة، ومحاولات مستميتة لتدمير دول وشعوب باستخدام أساليب متنوعة، تسعى إلى قطع الإنسان عن عقيدته وهويته، وسلخه من تاريخه وحضارته”.
وقال إن هذا المؤتمر يأتي تحقيقا لمبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان» التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تهدف إلى الاستثمار في رأس المال البشري المصري، من خلال تنمية شاملة ومتكاملة للإنسان في مختلف الجوانب الحياتية، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، ورؤية مصر 2030.
وبيَّن وكيل الأزهر، أن الحضارة الحديثة استخدمت كل أدواتها وتقنياتها للوصول إلى ما تريد، واستحلت في سبيل ذلك كل شيء، حتى زَيَّفَت المفاهيم الشريفة الراقية، وباسم الحريات والحقوق تحاول منظمات ودول أن تعبث بأفكارنا، وأن يجعلوا القبيح حسنًا، والحسن قبيحًا، وبالغوا في ذلك جدًّا حتى أرادوا أن يجعلوا الأرض لغير أهلها، وأن يستهدفوا عقول شبابنا بأفكار تأباها قواعد المنطق، ويرفضها التاريخ، فأبناء الأمة إما مستهدَفة أجسامهم بالقتل والموت كما في فلسطين، وإما مستهدَفة قلوبهم بالشهوات والفتن، وعقولهم بالتزييف والتحريف كما في كثير من بلادنا.
ودعا وكيل الأزهر إلى التيقُّظ لعدوِّنا الذي لا يكلُّ ولا يملُّ، وأن ندركَ هذه التحدياتَ ببصيرتنا وأبصارنا، وأن نفقهَ بقلوبنا وعقولنا، وأما الأمةُ فمنصورةٌ بإذن الله، غيرَ أنَّ اللهَ يربِّيها بهذه السنن الكونية.
وفي هذا السياق، هنَّأ فضيلتَه مصرَ والأمةَ العربيةَ والإسلاميةَ بذكرى تحريرِ سيناء، التي استطاعت فيها الأمةُ أن تنتصرَ، وأن تقومَ بالدفاعِ عن الأرضِ والعرضِ، يومَ فهمت عن ربِّ العالمين مرادهُ منها، ويومَ عرفت قدرَها وقدرتها، ومكانتها وأمانتها، يومَ كانت الأمةُ كالجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمى. وفي ظلِّ ما تعانيه بلادُنا الفلسطينيةُ من جرائمِ حربٍ ممنهجةٍ لم تعرفها الإنسانيةُ عبرَ تاريخِها ولا في زمنِ الغاب، تأتي هذه الذكرى فتحيي فينا آمالَ النصر، وتؤكدُ أن الأمةَ قادرةٌ على كسرِ القيودِ والأوهامِ، وإنَّ اللهَ على نصرِ الأمةِ لقديرٌ.
وشدد وكيل الأزهر، على أنه في ظلِّ ما يشهده العالم من تفككٍ قيميٍّ وأخلاقي، وتبدُّلاتٍ ثقافية، وثورةٍ معلوماتية جارفة، بات لزامًا على البشرية أن تتمسك بهدي السماء؛ إذ لا ضمان لبناء إنسانٍ متوازنٍ إلا بالثبات على القيم الربانية التي تصونه من الذوبان في غيره، وتُكسبه هويةً راسخةً لا تبهتُ مع الأيام، بل تزداد رسوخًا وأصالة. ومن هذا المنطلق، فإن إعادة بناء الإنسان وفق مقاصد الشريعة الإسلامية يُعدُّ المدخلَ الحقيقيَّ لمواجهة هذه التحديات؛ إذ تعنى الشريعة ببناء الإنسان روحًا وعقلًا، جسدًا ونفسًا، سلوكًا ومبدأ، وترسم أطرًا متماسكة لحياته الفردية والجماعية. وفي ضوء ذلك، يضطلع الأزهر الشريف بمسؤوليته التاريخية في مواجهة حملات التمييع وتزييف المفاهيم التي تستهدف الأذهان، من خلال إنتاج علمي وفكري متين، ومؤتمرات دولية مؤثرة، وجهود ميدانية واعظة، تعمل جميعها على تفكيك الاتجاهات المنحرفة، وردِّها إلى أصولها، حمايةً للشباب وصيانةً للفكر.
وأكّد وكيل الأزهر أنّ بناء الإنسان مسئولية جسيمة تتطلّب إعداد الأجيال، وتنمية العقول، وتهذيب الأخلاق، واكتشاف الطاقات الكامنة في الشباب وتوجيهها التوجيه الأمثل، على أساس من العقيدة الراسخة، والفهم السديد، والاطلاع على تجارب العالم وخبراته. وإذا كانت الأسرة تضع اللبنة الأولى في هذا البناء، فإن مؤسسات التعليم تُشكّل عقل الإنسان وضميره، وتتحمل اليوم مسئوليات مضاعفة في ظلّ عالم متسارع يموج بالتقنيات والتحوّلات.
ولم يعد كافيًا –كما شدّد فضيلته– أن نقدّم المعرفة في حدود الحفظ والاستظهار، بل لا بدّ من بناء الإنسان بناءً متكاملًا يملك التفكير النقدي، والتحصين القيمي، والاتزان الوجداني، ما يقتضي مراجعة جادّة للمناهج والسياسات والخطابات، لنعرف: هل نُخرج إنسانًا صالحًا حرًّا مسئولًا، أم مجرد نسخ مكررة لا تملك الاستقلال في الرأي ولا في المأكل والملبس؟