في ذكرى رحيله الثالثة.. لماذا عاتب الفنانون أنفسهم بعد وفاة المنتصر بالله؟
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
«محدش بيسأل عليا».. جملة ممزوجة بالحزن والمرارة قالها الفنان الكبير الذي أبعده المرض مجبرًا عن الساحة الفنية، وبالرغم من الغياب الذي استمر سنوات إلا أن الجمهور ظل مشتاقًا لطلة نجمهم المفضل الذي أسعدهم لسنوات طويلة، ومازالت أدواره و«إيفهاته» قادرة على الإضحاك، ويحيي الجمهور اليوم الذكرى الثالثة لرحيل المضحك المبكي الذي أضحكهم بأعماله وأبكاهم بمرضه «المنتصر بالله».
سنوات طويلة من العزلة قضاها الفنان المنتصر بالله بعيدا عن الوسط الفني بسبب الجلطة التي أصيب بها في المخ عام 2008 وظل يعاني من أثرها حتى رحيله في 2020، ولم تكن آلام المرض وحدها التي أصابت الفنان الكبير ولكن آلام التجاهل من أصدقائه وزملائه في الوسط الفني كانت أقوى، لذلك كان في قمة سعادته عندما تم طلبه للظهور كضيف شرف في إحدى حلقات الجزء الخامس من «راجل وست ستات» في عام 2009، أو عند مشاركته في مسلسل «الصيف الماضي» عام 2010.
المنتصر بالله لم يفقد الابتسامة بالرغم من المرضولكن على مدار 10 سنوات من آخر أعماله حتى رحيله لم يشارك المنتصر بالله في أي عمل فني، وقبل 5 سنوات تقريبا من وفاته أصبح أسير المقعد المتحرك وفقا لما كشفه الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي للسينما في حوار سابق، ولكنه أكد أن «الابتسامة لم تفارقه أبدًا».
وفي عام 2018 ظهر بعد فترة من الغياب في احتفالية أقامتها منظمة الأمم المتحدة للفنون لتكريمه بجانب عدد من النجوم، وغمرته مشاعر السعادة في ذلك اليوم، قائلا إنه سعيد بأن الناس مازالت تعرفه وتسلم عليه عندما تراه.
الوسط الفني بعد رحيل المنتصر بالله: قصرنا في حقهومع خبر رحيل المنتصر بالله عن عمر يناهز الـ70 عاما، لام عدد كبير من نجوم الوسط الفني أنفسهم على ما وصفوه بـ«التقصير» في حق الفنان الراحل، من بينهم الفنان صلاح عبدالله الذي قال في تدوينة: «لما وصلني خبر وفاتك كان قدامي حاجة من اتنين، يا أعيط يا أضحك، ولو عيطت يا على رحيلك يا حبيبي، يا على تقصيرنا في حقك الفترة الأخيرة»، بينما قال الفنان محمد رياض في مداخلة تلفزيونية: «كلنا كنا مقصرين مع الفنان الراحل المنتصر بالله».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الوسط الفنی
إقرأ أيضاً:
إفيه يكتبه روبير الفارس: "الدقن" الوحيد الذي أحبه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعيدًا عن سيل المسلسلات المنهمر على الشاشات في رمضان، قررت الاحتفاء بفنان قدير أعشق إفيهاته التي تتحدى الزمن، وتبقى معنا في لحظات الحياة بحلوها ومرها، فهو بالفعل "الدقن" الوحيد الذي أحبه.
لذلك سعدتُ كثيرًا بصدور كتاب "توفيق الدقن.. العبقري المظلوم حيًا وميتًا" الذي أصدره مؤخرًا الكاتب الصحفي رشدي الدقن، نجل شقيق الفنان الراحل، يتناول الكتاب حياة أحد أبرز أساطير الفن المصري عبر تاريخه، وتقدمه الكاتبة القديرة هناء فتحي، التي كتبت عن خالها قائلة: "يقينًا، لم يكن الوجه الكوميدي الساخر والأشهر، صاحب الإفيهات النادرة والخالدة، هو الوجه الوحيد أو الأهم في مسيرة العبقري توفيق الدقن، التي امتدت عبر المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة. ورغم ارتباط الجماهير العربية القديمة والحديثة بهذا الوجه الكوميدي، فإن هناك جانبًا إنسانيًا عميقًا يختبئ وراءه، يتمثل في الكائن المثقف الواعي، الهادئ قليل الكلام، خفيض الصوت، المنخرط في القضايا السياسية والاجتماعية والإنسانية الكبرى.
واضافت هناء قائلة لم يسعَ الدقن إلى التقرب من السلطة، بل اختار أن يكون مع الناس، وجالس البسطاء والمهمشين، الذين أصبحوا مصدر إلهامه في رسم شخوصه الفنية الخالدة. فضَّل أن يقترب من الواعين المثقفين الذين اكتسبوا خبرتهم من صعوبات الحياة، وأخفى هذا الوجه عن الكثيرين، ليس خوفًا من بطش سلطة أو رعبًا من نقد أتباع الأنظمة، وإنما ليحافظ على صدق رؤيته الفنية والإنسانية.
واكدت هناء علي أن الدقن كان كائنًا ثوريًا، يحمل ملامح المناضلين، واتخذ مواقف مشرفة مع زملائه في مواجهة بطش المسؤولين المتنفذين. لم يخَف يومًا من "الغولة أم عيون حمرا"، بل كان من أوائل الحاضرين في الاعتصامات والمواقف الحاشدة ضد الظلم، حتى لو كلفه ذلك رزقه أو أدواره الفنية. ويمكنك أن ترى في أرشيفه الفني كيف شكل ثنائيًا مسرحيًا وسينمائيًا عظيم الشأن مع عمالقة مثل سعد وهبة وتوفيق صالح.
هذا الكتاب يُعنى بمسيرة هذا الفنان الكبير، ويكشف للمرة الأولى عن مذكراته التي ظلت حبيسة أدراج مكتبه في العباسية لعقود. هذه المذكرات، التي ربما خُطّت منذ خمسين عامًا، تتيح لنا التعرف على جوانب غامضة من حياته، بما في ذلك معتقده الفكري ومواقفه الثورية، التي يشهد عليها زملاؤه."
لذلك، أدعوكم إلى الهروب من كل "الدقون"، والاكتفاء بحلاوة توفيق "الدقن"!
إفيه قبل الوداع"يعني لما أفوز يبقى الفضل للون الشراب وشعر وشنب الفنان؟" "أيوه، أنا فزت بالتاكسي ده في مسابقة الكلب البلدي هوهو!" ( فيلم سمير أبو النيل)