صراحة نيوز- كتب أ.د. محمد الفرجات

تشخيص الواقع:
ملخص ثلاثية الملك؛ تحديث سياسي يؤدي لحكومات برلمانية قادرة على تنفيذ رؤى التحديث الاقتصادي لإسناد الدولة وإستدامتها أمام تحديات الفقر والبطالة والمديونية والشح المائي وتنامي كلف الطاقة وغلاء الأسعار والزيادة السكانية يرافقها الطلب على البنى التحتية والخدمات، مقابل تعزيز وتطوير المنظومة الإدارية كاملة لأنها هي المعنية بالتنفيذ

التحدي الأكبر هو عدم وجود أموال لتنفيذ رؤى التحديث الإقتصادي، حتى وإن نجحنا بالتحديث السياسي والتطوير الإداري…

حلول سريعة وذكية:

قرار بوقف إستيراد ٣٠% من المنتجات الكمالية التي تستورد من خارج إتفاقيات التبادل التجاري تدريجيا خلال عامين، وتمكين ودعم صناعاتها محلياتمليك أراضي المدينة الجديدة لصندوق إستثماري وطني، وإعلانه شركة مساهمة وطنية عامة لجذب رؤوس الأموالإعلان مدينة وعد الشرق لتعدين وتصنيع فوسفات وغاز الريشة شركة مساهمة وطنية عامةمبادلة الديون الداخلية بحصة الحكومة من أسهم هذه الشركاتمحاولة فعل ذات الأمر مع جزء من المديونية الخارجية/ مقابل دعم دبلوماسي يشرح واقع الحال مع موجات اللجوء + التغير المناخيإعلان مدينة المغتربين الذكية وصندوق المغتربين الاستثماري بدعم حكومي وقرار سيادي داعمانشاء مدن زراعية جهات شرق العقبة ورفدها بمياه محلاة بالطاقة الشمسية وتقنيات الزراعة الذكية، لتخفيف الضغط على المياه بالشمال والوسطقانون لإنشاء مجلس تنموي أفقي لكل محافظة يتمكن من توجيه وإدارة مخصصاتها المالية السنوية وإستثماراتها وتطوير أراضيها وميزاتها التنافسية لتصبح محركات تنموية بدلا من إتكال الناس على التنمية الاجتماعية… مع خطة تنموية إستراتيجية لكل محافظةدمج شركات الحافلات والخطوط داخل المدن والقرى والرابطة بين المدن والقرى، بشركة واحدة، وإعطاء حوافز وشجعة وداعمة للقرار؟ حتى نوحد ونعزز قطاع النقل الداخلي شبه العشوائي ونحقق نظام نقل عصري يحافظ على إنسانية وكرامة ووقت المواطن، ونحد من الضجيج والتلوث والحوادث والازدحام…

التفاصيل:
كلنا نريد أن تتحقق رؤية ووعود الحكومة التي جاءت مرارا على لسان دولة بشر الخصاونة بأن الأيام الأجمل في أردننا العزيز قادمة، ونعلم كمتابعين للشأن العام على ماذا يراهن الرئيس من ملفات يجب أن تنجز لكي ينتعش الوضع الاقتصادي في المملكة.

ملفات ومشاريع:
رئيس الوزراء تأتي في مقدمة رهاناته تحقق مخرجات ثلاثية جلالة الملك (التحديثات السياسية والاقتصادية والإدارية)، إضافة لما يعده به بعض الوزراء من ملفات ساخنة وواعدة؛ كحلول الشح المائي بالتحلية والناقل الوطني، وإتفاقيات التعدين، وإتفاقيات إقتصادية إقليمية (مع العراق مثلا)، إضافة لمتابعة مؤشرات تحسن أو ثبات الأداء المالي (مالي/إيرادات ونفقات، نقدي/إحتياطي وتدفق عملة صعبة، تصنيف إئتماني)، فضلا عن الطفرة التي يشهدها القطاع السياحي (والناتجة غالبا عن الطيران منخفض الكلف)… إلخ.

تحديات:
بالمقابل فلا يأتي الطموح ضمن التوقعات دائما، والمؤشرات الحقيقية لتحسن ملموس على أرض الواقع لا يلمسها المواطن البسيط؛ كإنخفاض نسب البطالة وإنتعاش حركة الأسواق والمقاولات والأعمال… إلخ.

أمور مطمئنة:
لا ننكر بأن إستمرار الخدمات بأشكالها والنشاط اليومي وعمل المؤسسات المختلفة، وبقية القطاعات (صناعة، سياحة، زراعة، أعمال، تجارة، نقل… إلخ)، وضمن منظومة الأمن والأمان هو إنجاز لدولة في محيط ملتهب، وخاصة بعد الخروج من تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية والربيع العربي والإرهاب ووباء كورونا.

من الواقع:
ولا ننكر أيضا ضغوطات وتراكمات ملفات المديونية وفوائدها، وتعثر التبادل التجاري البري عبر حدودنا لظروف الإقليم السياسية، مع التغير المناخي؛ شح مائي وتصحر يؤثران على الانتاج الغذائي والتنمية بأشكالها، إضافة لنمو سكاني غير طبيعي ناتج عن موجات اللجوء عبر العقود الأخيرة.

أمور مقلقة:
إلا أن ما يؤرق الجميع هو قضايا الفقر والبطالة، إضافة لملفات الشح المائي وتسارع إرتفاع أسعار الطاقة، وكساد الأسواق والتعثر الذي تشهده بعض مكونات قطاعاتنا الحيوية في مختلف محافظاتنا (صناعة، سياحة، زراعة، أعمال، تجارة، نقل… إلخ) فتفلس أو تغلق أو تهاجر.

الخطورة:
أمام ذلك، فالعشرة سنوات القادمة حاسمة جدا في عمر الدولة الأردنية؛ سيزداد فيها عدد السكان وبالمقابل ستتفاقم ملفات الطلب المائي والطلب على الطاقة والحاجة لفرص العمل والخدمات والشبكات والبنى الفوقية والتحتية، وكل هذه الملفات حاليا ومع عدد السكان القائم حرجة أو حساسة.

مليارات مطلوبة:
فوق ذلك ومع ظروف الدولة الصعبة هذه، فلا بد من الإشارة إلى حاجتنا الملحة فوق مجموع الميزانيات السنوية للعقد الزمني القادم، إلى ما لا يقل عن نحو 30 مليار دينار على الأقل لتحديث بنى تحتية وشبكات وخدمات قائمة، وإنشاء مثلها للتمكن من إستيعاب ضعف عدد السكان الحالي مع واقع النمو السكاني السريع.

الأيام الأجمل:
الرئيس يسابق الزمن، فرياح التغيير قد تعصف بحكومته (أو تعديل شكلي لإطالة عمرها وقد حدث اليوم)، بينما مخرجات ثلاثية الملك ومخرجات وعود الوزراء سالفة الذكر لا تأتي، وقد يغادر موقعه وما زالت الأيام الأجمل التي يعد بها لم تأت.

خطورة ما بعد بشر:
إلى مدة العام والنصف القادمة، وسواءا مع بقاء حكومة بشر الخصاونة بعد التعديل، أو مع حكومة أخرى، فهنالك إستحقاق دستوري قادم بإنتهاء عمر البرلمان، وبدء برلمان جديد مع حكومة جديدة؛ وقد تكون بتوليفة حزبية غالبا.

هنا وجب القول وبإستشراف المستقبل القريب بأن سلاح ذو حدين يلوح في الأفق بعد العام والنصف القادمة، يكمن في أن الإستحقاق القادم سيفرز حضور الأحزاب في البرلمان القادم، وقد تتشكل حكومة برلمانية ناتجة عن أغلبية برلمانية، وأن غالبية أحزابنا لم تنضج بعد بالخبرات والعمل الحزبي داخل الحزب ومع المحيط، وبينما سيعد وصول الأحزاب للبرلمان نجاحا للمكون السياسي لثلاثية الملك، سيبقى التساؤل الخطير حول حساسية ظروف الدولة آنفة الذكر التي لم تعد تحتمل التجارب ومحاولة التموضع؛ من تحول إقتصادي إلى خطط تحفيز وعشريات إنعاش إقتصادي إلى مشروع نهضة ودولة إنتاج، إن كانت حكومة حزبية ستوفق بالتعامل معها.

الثقب الأسود:
إذن فكل المؤشرات تحكي للأسف عن بقاء الأوضاع على ما هي عليه خلال المدة المذكورة (العام والنصف)، وغالبا لن تأتي أيام أجمل أو حتى بوادر ذلك، لأن الظروف صعبة من ناحية، ولأن هنالك جمود “غامض” وغير معلن الأسباب داخل الحكومة يمنع إتخاذ قرارات من شأنها إنعاش الوضع، والأكثر خطورة هو بأن أحزابا غير ناضجة سياسيا ستكمل المسيرة، كطبيب حديث التخرج عليه إجراء عملية قلب مفتوح في غرفة عمليات غير مجهزة تماما.

الخطة b:
الخلاصة أن لا أيام جميلة قادمة بالأفق، وعليه فأننا بأمس الحاجة إلى خطة بديلة لإسناد وإنعاش الوضع سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا إن صدق التنبؤ، لأنه وببساطة نتحدث عن مستقبل دولة، ولا يجوز أن نبني كل سيناريوهاتنا ورؤيتنا للمستقبل وفقا لنماذج قد لا تنجح، وحينها لا قدر الله تعالى سنتحدث عن الإفلاس والعطش وتراكم ملفات ثقال من فقر وبطالة وتعطل مؤسسات وخدمات وغيرها مما لا يحمد عقباه.

ملامح الخطة:
الخطة البديلة أو الخطة B ليست صعبة، وعنوانها الرئيسي “إقتصاد ذكي وفيزيائي على أرض الواقع” يجذب رؤوس الأموال (من مصادر داخلية وخارجية) … وهذا ما نحتاجه في حالتنا، ويجب أن تكون موجودة وجاهزة عند الطلب، على أن تشمل حزمة قرارات (متعددة المدخلات والمخرجات) شريطة أن تكون متوافقة وعملية وواقعية معايرة ومتزنة، مدعمة بكل تفاصيلها بإرادة سياسية مدمجة مع قوة في إتخاذ القرار والتنفيذ والمتابعة، مع عدم التخوف من قوى النفوذ والشد العكسي وأصحاب المصالح.

تحدثنا في بداية المقال عن بعض مكونات الخطة وشملت (آلية جذب رؤوس أموال من الداخل والخارج لتشغيلها، آلية ذكية لسداد المديونية الداخلية والخارجية، حلول مائية واقعية، آليات لتخفيف معدلات الفقر والبطالة مقابل إنعاش الأسواق وتدفق السيولة… إلخ).

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثلاثیة الملک

إقرأ أيضاً:

المياه النيابية:حراكا نيابيا من أجل إقرار قانون شامل لدعم بيئة الاهوار العراقية

آخر تحديث: 6 يوليوز 2024 - 3:09 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية النائب ثائر الجبوري، السبت، عن حراك نيابي لاقرار اول قانون خاصة بالأهوار العراقية، حيث من المؤمل ان يضمن هذا القانون حصصا مائية معلومة للاهوار.وقال الجبوري في حديث صحفي، ان” الاهوار بيئة تمثل امتدادا عميقا في التاريخ وهي ملاذ عشرات الالاف من الاسر في وسط وجنوب العراق عانت من تحديات كبيرة في العقود الأخيرة خاصة الجفاف وعدم توفر الخدمات الرئيسية للأهالي”.وأضاف الجبوري، ان “هناك حراكا نيابيا من اجل المضي بإقرار قانون شامل ومتكامل لدعم بيئة الاهوار العراقية من خلال  خمس نقاط رئيسية ابرزها تشكيل لجنة عليا تكون معينة بالاهوار في اطار تحديد الالويات والمضي في خطط تقديم الخدمات وفق رؤية تلائم مع استثنائية البيئة من باب الحفاظ عليها وادامة زخم المياه قدر المستطاع”.وأشار الى ان “القانون سيعالج الكثير من السلبيات ويضمن حقوق الأهالي في الزراعة والصيد بالإضافة الى إمكانية الاستفادة من المد السياحي في انعاش اقتصاديات مناطق الاهوار بشكل عام خاصة وانها تتمتع بأجواء امنة ومستقرة”، مرجحا ان “يطرح قانون الاهوار في الفصل التشريعي القادم من اجل المضي به في القراءة الاولى والثانية وصولا الى التصويت عليه”.وتعد الاهوار مسطحات مائية تاريخية في العراق، لكنها ليس لها حق ثابت من الحصص المائية، حيث ان وزارة الموارد المائية تتعامل معها بصفتها مسطحات ثانوية وليست مساحات خزنية، لذلك يتم الاستفادة من المياه في الخزن او الانهر وعدم تغذية الاهوار الا عندما يكون هناك فائض مائي ورفدها بنسب قليلة ومحدودة من المياه، والمبرر وراء ذلك ان هذه المسطحات سرعان ما تتبخر مياهها ولاجدوى من تغذيتها بالمياه التي سيتم فقدها بالتبخر.وكانت الهيئة العامة للسدود والخزانات، اعلنت السبت (30 آذار 2024)، ارتفاع الخزين المائي في سدود الموصل ودوكان ودربندخان وحمرين، ومناسيب الأهوار بنسبة تصل إلى 50%.وقال مدير عام الهيئة في وزارة الموارد المائية علي راضي في تصريح صحفي، إن “الأمطار الأخيرة التي تساقطت على عموم محافظات العراق من الشمال إلى الجنوب كانت ذروة كثافتها في محافظة دهوك”، مشيراً، إلى أنه “تولدت كميات من السيول في داخل المدن وكذلك في الوديان، وهذه الكميات خدمتنا بشكل كبير في تعزيز الخزين المائي في سد الموصل، فالأمطار التي سقطت في الجزء الأمامي مقدم السدود تمت الاستفادة منها وتوجيهها لتعزيز الخزين لذلك ارتفعت نسبة الخزين المائي بحدود أكثر من 10% في سد الموصل وفي سد دوكان وفي سد دربندخان وأيضا في سد حمرين، فضلاً عن الإيرادات التي تحققت بالجزء الشرقي والجزء الشمالي الشرقي”.وأضاف راضي، أن “الوزارة لديها خطة من ثلاثة محاور لاستثمار الأمطار والسيول، تتضمن تعزيز الخزين المائي وهذا تحقق بشكل جيد مقارنة بالفراغ الخزني الكبير الذي تأثر من خلال المواسم الشحيحة الماضية، وتأمين رية كاملة للموسم الشتوي نتيجة لتساقط الأمطار في عموم محافظات العراق، فتساقط الأمطار في هذه المحافظات وتأمين الرية الكاملة للمحاصيل الزراعية جعلنا نخفض الإطلاقات من السدود لعدم وجود حاجة لإطلاق كميات كبيرة، وهذا عامل إيجابي في زيادة وتعزيز والمحافظة على الخزين المائي”.وتابع، أن “المحور الثالث يتضمن استثمار مياه السيول والأمطار التي سقطت من الجانب الشرقي باتجاه نهر دجلة وأضيفت لما يطلق في النهر لتغذية الأهوار التي عانت من مواسم الشحة المائية وانحسار مساحات الإغمار، لذلك تم تأمين كميات جيدة من المياه لهور الحويزة والحمار وارتفعت نسبة الاغمار أو معدلات الاغمار بنسبة تتراوح من 30% إلى 50%”.

مقالات مشابهة

  • ماذا يريد الشعب من الحكومة؟
  • المياه النيابية:حراكا نيابيا من أجل إقرار قانون شامل لدعم بيئة الاهوار العراقية
  • انتخابات بريطانيا.. ستارمر يشكل حكومة جديدة ويتعهد بتوحيد البلاد
  • بعد سنوات من عدم وضعها بحسبان الحصص.. الأهوار ستحصل على المياه بـقوة القانون
  • الحكومة التى طال انتظارها 
  • بريطانيا.. أداء حكومة المحافظين في ملف الهجرة غير النظامية
  • اليابان تنتج أول نقود ثلاثية الأبعاد.. حماية مضاعفة ضد التزوير
  • محاضرة بعنوان "رأس السنة الهجرية" بفرع ثقافة الفيوم 
  • وكيل «خارجية الشيوخ»: الحكومة أمامها تحديات عاجلة في ملفات الطاقة والصحة والتعليم
  • سامي الجميل اكد ان حزب الله لا يريد رئيسا: القرار 1559 يختصر المطلوب