ننشر نص كلمة رئيس جامعة الأزهر خلال مؤتمر الحوار بين الأديان في بودابست
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
ألقى الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، كلمة في المؤتمر الدولي للحوار بين الأديان والذي عقد في بودابست عاصمة دولة المجر نائبا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين قال خلالها: أنقل لكم تحيات فضيلةِ الإمامِ الأكبرِ الدكتور أحمد الطيب، شيخِ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين.
وعبر رئيس جامعة الأزهر عن سعادته بوجوده وتشرفه بين الحضور لإلقاء هذه الكلمة نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، كما أنقل إليكم تحياتِ أكثر من ثلاثة ملايين طالب وطالبة من مصر يدرسون في الأزهر الشريف جامعا وجامعة في أحد عشر ألف معهد في مرحلة التعليم قبل الجامعي، وفي تسعين كليةً في مرحلة التعليم الجامعي، وتحياتِ ستينَ ألفِ طالبٍ وافدٍ يَدْرُسُونَ في الأزهر الشريف جامعًا وجامعة، وفدوا إليه من نحو مائة وأربعين دولة من دول العالم تأكيدًا وإيمانًا من العالم كله بأن الأزهر الشريف كعبةُ العلم ومنارة الفكر الوسطي المعتدل الذي تحرص دول العالم على غرسه في نفوس أجيالها ليعودا إلى بلادهم هادين مهتدين.
وتابع: كما يسعدني أن أنقِلَ لحضراتكم تحيات الجامع الأزهرِ الشريف الذي يَسْنِدُ ظَهْرَهُ لنحو ألفٍ وثلاثةٍ وثمانين عامًا مَضَتْ مِن عُمْرِ الزمان، ولو نَطَقَتْ جُدْرانُه لأَسْمَعَتْكَ أصواتَ العلم والعلماء من شتى بقاع العالم.
وأكد رئيس جامعة الأزهر أن الحوار بين الأديان من أجل المحبة والتسامح والسلام من أولى اهتمامات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حفظه الله تعالى، ودلل على ذلك بسعيه الدؤوب مع أخيه قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لإصدار وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في دولة الإمارات العربية عام 2019م، وكذا ما يقوم به فضيلة الإمام من جهد كبير في المحافل الدولية لترسيخ دعائم الأخوة الإنسانية في العالم.
كما أوضح رئيس جامعة الأزهر أن كلمته في هذا المؤتمر عن "القيم المشتركة بين المسيحية والإسلام"، وهذه القيم أكثر من أن تُحْصَى، وأوسع من أن تُسْتَقْصَى؛ مشيرا إلى أن هذه القيم ليست مشتركة بين الإسلام والمسيحية فحسب، بل هي قيم مشتركة بين جميع الأديان السماوية، بل بين جميع أصحاب الفطرة الإنسانية السوية، لافتا إلى أن تلك القيم الإنسانية العامة التي يشترك فيها البشر جميعا منها: حفظ النفس والدم والمال والعِرْض ونشر المحبة والتسامح والسلام والرحمة والصدق والأمانة والعدل والحرية والرفق بالصغير وتوقير الكبير واحترام خصوصية الآخر والنهي عن الظلم والعدوان والكذب والغش والخيانة والتجسس على خصوصية الآخرين، مبينُا أن القرآن الكريم ذكر ذلك وأكد عليه؛ حيث قال الله جل جلاله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} (سورة الحجرات آية 12) ، مبينًا أنه على سبيل العموم فإن كل ما يحث على الخير والحق والعدل والصدق والمحبة هو مما يدعو إليه كل دين وكل عقل سليم وكل نفس بشرية رزقها الله تعالى فطرة سوية، وهذه القيم النبيلة محمودة في كل دين، وفي كل أمة، وفي كل زمان ومكان.
كما أوضح رئيس جامعة الأزهر أن كل ما يحث على الشر والباطل والظلم والكذب والكراهية هو مما ينهى عنه كل دين وكل عقل سليم وكل نفس بشرية رزقها الله تعالى فطرة سوية، وهذه القيم الذميمة مرفوضة ممقوتة في كل دين، وفي كل أمة، وفي كل زمان ومكان.
وبين رئيس جامعة الأزهر أن الله _عز وجل_خلقنا جميعًا لغرض واحد وغاية واحدة هي عبادتُه فقال جل وعلا: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (سورة الذاريات آية 56 ، 57 ، 58) مشيرا إلى أن المولى _عز وجل _ أمرنا أن نتعارف ونتآلف على اختلاف شعوبنا وقبائلنا وألسنتنا وألواننا فقال جل جلاله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات آية 13).
واستأذن رئيس جامعة الأزهر الحضور في الوقوف عند قيمة دينية مشتركة وقيمة إنسانية مشتركة وهي قيمة "العدل"؛ لعظيم أهميتها، و"العدل" مما يدعو إليه كل دين سماوي، بل جعله سبحانه اسمًا من أسمائه الحُسْنَى، وأَمَرَ عبادَه جميعا بالقيام به، فقال الله جل جلاله في الكتاب العزيز: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}(سورة النساء آية 58 ) {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (سورة النحل آية 90).
وبين رئيس جامعة الأزهر أن المولى _عز وجل _ حذر الأنبياء جميعا من الظلم؛ لأنه كما قال خاتم الأنبياء والرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : (الظلمُ ظلماتٌ يوم القيامة)؛ وهذا يعني أن العدل نورٌ يوم القيامة، وأن الفرق بين العدل والظلم كالفرق بين النور والظلام؛ ويا بُعْدَ ما بينَ النور والظلام؛ ودل هذا الحديث النبوي الشريف أيضا على أن العالَمَ إذا حَقَّقَ العدلَ عاشَ في النورِ وسَعِدَ بالنور، وإذا عَمَّهُ الظلمُ عَمَّتْهُ الظلماتُ وعَلته وشَقِيَ بالظلمِ والظلمات.
موضحًا أنه علينا أن نعيش في أرض الواقع لا أن نعيش في أوهام الخيال أو في عالم افتراضي لا وجود له؛ لأن من أغمض عينيه عن واقع الحياة وعن همومها، فقد أغمض عينيه عن حياته هو وعن واقعه هو وقضى على نفسه بنفسه.
وأكد رئيس جامعة الأزهر على أن (السلام) من الأصول المشتركة بين جميع الأديان، ومن الهموم المشتركة التي تشغل العالم كله، والسلام العالمي يعني بمنطوقه أن يعم السلام أرجاء العالم؛ فلا نرى حربا ولا قتالا، ولا نرى أبواقا تعمل جادَّةً ليلَها ونهارَها لإيقاد نار الحرب؛ لأن الكلمة التي تُشْعِلُ الحرب حرب، والكلمةَ التي تبعث السلام سلام، قال الله جل وعلا في القرآن الكريم: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} (سورة المائدة ، آية 32).
كما أوضح رئيس جامعة الأزهر أن الحروب المشتعلة في بلاد متفرقة من العالم، سواء في دول العالم الأول أو دول العالم الثاني أو دول العالم الثالث، قاطعةٌ كلُّها بأن مصطلح "السلام العالمي" لا يزال حلما يراود العقول؛ ولا يزال كالمدينة الفاضلة التي كان يحلم بها أفلاطون، فهل نعيش لنراه بعيوننا واقعا يتحقق في عالم يسعى إليه ويَحْفِد، وتقوم به مؤتمراته وتقعد، وتَنْحَلُّ به المجالس وتُعْقَدُ، وتنصرف إليه الهمم والعزائم والآمال كما تنصرف عنه، ويشدو به الفقير في كوخه، والغني في قصره، والفلاح في حقله، والصانع في مصنعه، هل نعيش لنراه بعيوننا أم أنه طيف خيال.
وقال رئيس جامعة الأزهر: إن الأمم السعيدة الموفَّقَةَ هي التي تطفىء نيران الحرب، ولا تُقْحِمُ نفسَها فيها، مشيرًا إلى أن ما يشهده العالم من طغيان القوي المتكبر على الضعيف العاجز وما تعانيه الدول من ويلات هذا الطغيان في كساد اقتصادها وغلاء معيشتها - قاطعٌ بأن (السلام العالمي) لا يزال حلما كحلم أفلاطون بالمدينة الفاضلة، وأكد فضيلته على حرص الإسلام على إرساء السلام منذ اكثر من 14 قرنًا من الزمان، مستدلا بقول خليفة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ سيدنا أبي بكر الصديق _رضي الله عنه _ وهو صاحب رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عَلَّمَنَا أن نبدأ بالضعيف ونُوْلِيَهُ العناية والرعاية فقال عندما تولى خلافة المسلمين بعد وفاة الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وانتقاله للرفيق الأعلى، قال : "الضَّعِيفُ فِيكُمْ قَوِيٌّ عِنْدِي حَتَّى آخُذَ الحق لَهُ، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه" ، عَلَّمَنَا _رضي الله عنه_ أن الضعيف ينبغي أن يكون موضع العناية؛ وأن تكون لحقوقه الأولوية، وأن كل مسئولٍ ينبغي أن يبدأ بالضعيف؛ وأن الأُمَّةَ التي يتقدم ضعفاؤها الأولوية في التعليم والاقتصاد والصحة وجميع وجوه الرعاية أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ تسعى نحو الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار.
وقال رئيس جامعة الأزهر: هل ننتظر أن يعم السلام العالم وهناك شعب ضعيف تم احتلال أرضه وقتلُ أبنائه وهَدْمُ مساجده وكنائسه على مرأى ومسمع من العالم كلِّه ج؛ منذ أكثر من سبعين سنة ولا يزال هذا العدوانُ عليه يتزايد يومًا بعد يوم؟ إنه الشعبُ الفلسطيني في محنته التي يعيشها ويصطلي بلظاها ليلا ونهارا؛ وهذا الظلمُ والعدوانُ استفزازٌ لمشاعر المسلمين في العالم كله، وعدوانٌ على المسلمين في العالم كله، وليس في فلسطين فحسب؛ لأن الاعتداء على المسجد الأقصى اعتداءٌ على مقدسات المسلمين جميعا.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن حبر الأمة وتَرْجُمانُ القرآنِ سيدُنا عبدُ الله بنُ عباس _رضي الله عنهما _ قال : "البيتُ المُقَدَّسُ بَنَتْهُ الأنبياءُ، وسَكَنَتْهُ الملائكة، وما فيه موضعُ شِبْرٍ إلا وقد صَلَّى فيه نَبِيٌّ، أو قام فيه مَلَك" (معجم البلدان لياقوت الحموي 1/112).
كما أوضح رئيس جامعة الأزهر أن المسجد الأقصى المبارك هو أولى القبلتين، وثالثُ الحرمين، ومَسْرَى رسولنا المصطفى _صلى الله عليه وسلم_ هو مهد سيدنا عيسى المسيح _عليه السلام ، ومعتكَفَ مريمَ البتول، إن مدينة القدس لم تشهد في تاريخها كلِّه قرونا أكثرَ عدلا وأمنا من القرون التي حكمها فيها المسلمون، منذ فُتِحَتْ في السنة السابعةَ عشرةَ من الهجرة على يد أبي عبيدة بن الجراح في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب، وبين رئيس جامعة الأزهر أن سيدنا عمرُ بن الخطاب منح أهلَها من المسيحين وثيقةَ الأمان التي عُرِفَت بالعُهْدَةِ العُمَرِيَّةِ، ومن نصوص هذه الوثيقة أنه: "أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصُلْبَانِهم، أن لا تُهْدَمَ كنائسُهم ولا يُنْتَقَصَ منها ولا من حَيِّزِها، ولا من صُلُبِهم، ولا من شىء من أموالهم، ولا يُكْرَهونَ على دينهم، ولا يضارَّ أحدٌ منهم" مضيفًا أنه لما دخل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيت المقدس صلى في قبلته، ثم بسط رداءه فكَنَسَ الكُناسةَ في ردائه، وكَنَسَ الناس، ونَعِمَتْ مدينةُ القدس بهذا الأمن، ولم يفرق المسلمون بين أصحاب الديانات السماوية، وتجاورت في القدس المساجد والكنائس والمعابد دون عدوان من أحد على أحد.
وقال رئيس جامعة الأزهر: إن القرآن الكريم أمرنا بالإيمان به وبجميع الكتب السماوية من التوراة والإنجيل والزبور، وأكرر على مسامع حضراتكم قول الله جل جلاله: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (سورة البقرة آية 285) كما أمرنا القرآن الكريم بالمحافظة على دور العبادة فقال جل وعلا: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} (سورة الحج آية 40) ، وسمع سيدنا علي بن أبي طالب _رضي الله عنه _ رجلا يقول عن كنيسة: "هذا مكان طالما عُصِيَ اللهُ فيه" ، فنهاه سيدنا عليٌّ عن ذلك وصوب له فهمه المغلوط وقال له : " بل قل: هذا مكانٌ طالما ذُكِرَ اسمُ الله تعالى فيه" ، وهذا الفهم الصحيح هو ما نطقت به الآية الكريمة: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} (سورة الحج آية 40).
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أنه كما لا شك أن هذه المبادىء السامية التي دعا إليها الإسلام ودعت إليها جميع الأديان السماوية ترفض ما قام به بعض الأفراد في أوروبا من حرق المصحف الشريف؛ لأن هذا عدوان على كتاب من كتب الله المقدسة، التي أمرنا الله تعالى أن نؤمن بها ونحافظ عليها، أمرنا أن نحافظ على القرآن الكريم كما أمرنا أن نحافظ على التوراة والإنجيل وجميع كتب السماء، ولا شك أن هذا التصرف المُشِين يستفز مشاعر 2 مليار مسلم في العالم، ولا شك أيضا أن هذا يتنافى مع القيم المشتركة بين جميع الأديان ويتنافى مع القيم الإنسانية النبيلة والسلوك القويم.
واختتم رئيس جامعة الأزهر كلمته بالدعوة إلى الصبر والإصرار على نشر القيم الإنسانية النبيلة التي تشترك فيها المسيحية والإسلام بل تشترك فيها جميع الأديان السماوية، وأن لا يصيبنا اليأس، ولنا في رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أسوة حسنة؛ فإنه _صلى الله عليه وسلم_ لم يُثْنِهِ عن الاستمرار في دعوته أكثرَ من عشرين سنة إعراضُ المعرضين ولا تكذيبُ المكذبين، بل ما زاده ذلك إلا عزيمة على الرشد وحرصًا على الدعوة والإصلاح، ولنا في سيدنا نوح _عليه السلام _ مَثَلٌ وقدوة حسنةٌ في إصراره على الدعوة رغم ما لَقِيَ من إعراض قومه واستكبارهم، قال الله _جل وعلا _ حكاية عن سيدنا نوح _عليه السلام _ في السورة التي سميت باسمه في القرآن الكريم، سورة نوح: {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا ، فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا ، وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ، ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ، ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا}(سورة نوح من آية 5 – 9).
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأزهر الشريف الحوار بين الأديان الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر بودابست جامعة الأزهر حرق المصحف حكماء المسلمين رئيس مجلس حكماء المسلمين رئيس جامعة الأزهر شيخ الأزهر الشريف مجلس حكماء المسلمين مريم البتول صلى الله علیه وسلم الأزهر الشریف السلام العالم القرآن الکریم فضیلة الإمام رضی الله عنه الله تعالى دول العالم مشترکة بین العالم کله العالم کل هذه القیم فی العالم قال الله بین جمیع ا إلى أن الله جل لا یزال جمیع ا ة التی التی ت وفی کل
إقرأ أيضاً:
شيخ العقل عزّى بالبابا فرنسيس: رمزيّة عالميّة للسلام والحوار بين الأديان
عزى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى بالبابا فرنسيس.
وقال في بيان: "ببالغ التأثّر تلقّينا اليوم نبأ وفاة قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، وإذ نعرب عن عميق أسفنا لهذا المصاب الجلل، فإننا نتقدم باسم مشيخة العقل والمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز بأحرّ التعازي لإخواننا المؤمنين، أتباع الكنيسة الكاثوليكية ولجميع الأخوة المسيحيين في بلادنا والعالم، ولدولة الفاتيكان وللسفارة البابوية في لبنان".
أضاف: "في هذه المناسبة الحزينة المترافقة مع مناسبة الفصح المجيد، فإننا نستعيد في ذاكرتنا العديد من المواقف والكلمات للراحل الكبير التي أكّدت حبّه للبنان وشعبه، والتي كرّسته رمزيّة عالميّة للسلام والحوار بين الأديان، ونصيراً دائماً للقيم الإنسانية والروحية، وداعية محبة لمدّ الجسور بين شعوب الأرض كافةً ونشر ثقافة التسامح والتفاهم وحفظ حقوق الإنسان".
وختم: "عزاؤنا وعزاء البشرية جمعاء فيما تركه قداسة الراحل من بصماتٍ مضيئة في ضمير الإنسانية ومن دعواتٍ راسخة لعيش الأخوّة والمحبة والسلام، آملين أن يبقى نهجه مستمراً في الكنيسة الكاثوليكية ولدى جميع المرجعيات الروحية، لنصرة المستضعفين والمعذبين في الارض، وأن تظلّ تعاليمه حيّة في عقول العالم وذاكرة التاريخ".
مواضيع ذات صلة شيخ الأزهر نعى البابا فرنسيس: دعم الحوار بين الأديان وكان رمزاً للإنسانية Lebanon 24 شيخ الأزهر نعى البابا فرنسيس: دعم الحوار بين الأديان وكان رمزاً للإنسانية 21/04/2025 14:55:50 21/04/2025 14:55:50 Lebanon 24 Lebanon 24 شيخ العقل تلقى اتصالات وبرقيات مهنئة بعيد الفطر وشارك في مناسبات دينية واجتماعية Lebanon 24 شيخ العقل تلقى اتصالات وبرقيات مهنئة بعيد الفطر وشارك في مناسبات دينية واجتماعية
21/04/2025 14:55:50 21/04/2025 14:55:50 Lebanon 24 Lebanon 24 حماس تنعى البابا فرانسيس: كانت له مواقف مشهودة في تعزيز قيم الحوار بين الأديان والدعوة إلى التفاهم والسلام بين الشعوب ونبذ الكراهية والعنصرية Lebanon 24 حماس تنعى البابا فرانسيس: كانت له مواقف مشهودة في تعزيز قيم الحوار بين الأديان والدعوة إلى التفاهم والسلام بين الشعوب ونبذ الكراهية والعنصرية
21/04/2025 14:55:50 21/04/2025 14:55:50 Lebanon 24 Lebanon 24 كسر التقاليد وسعى لبناء جسور الحوار بين الأديان.. هكذا عاش "أبو الفقراء" البابا فرنسيس Lebanon 24 كسر التقاليد وسعى لبناء جسور الحوار بين الأديان.. هكذا عاش "أبو الفقراء" البابا فرنسيس
21/04/2025 14:55:50 21/04/2025 14:55:50 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً
ميقاتي نعى البابا فرنسيس: لبنان خسر راعياً وصديقاً وقامة إنسانية مميزة
Lebanon 24 ميقاتي نعى البابا فرنسيس: لبنان خسر راعياً وصديقاً وقامة إنسانية مميزة
04:56 | 2025-04-21 21/04/2025 04:56:39 Lebanon 24 Lebanon 24 عبد المسيح: زيارة عون للراعي تحمل كل معاني الوفاء والاهتمام
Lebanon 24 عبد المسيح: زيارة عون للراعي تحمل كل معاني الوفاء والاهتمام
07:34 | 2025-04-21 21/04/2025 07:34:33 Lebanon 24 Lebanon 24 البابا فرنسيس أحبّ لبنان ودافع عنه حتى الرمق الأخير
Lebanon 24 البابا فرنسيس أحبّ لبنان ودافع عنه حتى الرمق الأخير
07:15 | 2025-04-21 21/04/2025 07:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 ملتقى التأثير المدني نعى البابا فرنسيس: حملت لبنان في عقلك وقلبك وصلاتك!
Lebanon 24 ملتقى التأثير المدني نعى البابا فرنسيس: حملت لبنان في عقلك وقلبك وصلاتك!
07:03 | 2025-04-21 21/04/2025 07:03:02 Lebanon 24 Lebanon 24 سياسيون ورجال دين ينعون البابا فرنسيس: كان رسولاً للسلام والعدالة
Lebanon 24 سياسيون ورجال دين ينعون البابا فرنسيس: كان رسولاً للسلام والعدالة
06:52 | 2025-04-21 21/04/2025 06:52:14 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
قانون إصلاح المصارف ينصف صغار المودعين ويقلق كبارهم.. خبير يقرأ في إيجابياته وسلبياته
Lebanon 24 قانون إصلاح المصارف ينصف صغار المودعين ويقلق كبارهم.. خبير يقرأ في إيجابياته وسلبياته
09:29 | 2025-04-20 20/04/2025 09:29:02 Lebanon 24 Lebanon 24 يُعاني من 6 كسور ونزيف في الرئة.. فنان شهير يتعرّض لحادث مروع (صورة)
Lebanon 24 يُعاني من 6 كسور ونزيف في الرئة.. فنان شهير يتعرّض لحادث مروع (صورة)
02:33 | 2025-04-21 21/04/2025 02:33:21 Lebanon 24 Lebanon 24 "ما عندي حدا".. نادين نسيب نجيم تبكي بحرقة وتُثير قلق الجمهور (فيديو)
Lebanon 24 "ما عندي حدا".. نادين نسيب نجيم تبكي بحرقة وتُثير قلق الجمهور (فيديو)
23:15 | 2025-04-20 20/04/2025 11:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بدت وكأنها شقيقته.. جمال والدة باسل خياط حديث الجمهور تعرّفوا إليها (صورة)
Lebanon 24 بدت وكأنها شقيقته.. جمال والدة باسل خياط حديث الجمهور تعرّفوا إليها (صورة)
01:00 | 2025-04-21 21/04/2025 01:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تحذيرات تلوّح بضربة عسكرية… وحزب الله يرفع السقف
Lebanon 24 تحذيرات تلوّح بضربة عسكرية… وحزب الله يرفع السقف
10:30 | 2025-04-20 20/04/2025 10:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
04:56 | 2025-04-21 ميقاتي نعى البابا فرنسيس: لبنان خسر راعياً وصديقاً وقامة إنسانية مميزة 07:34 | 2025-04-21 عبد المسيح: زيارة عون للراعي تحمل كل معاني الوفاء والاهتمام 07:15 | 2025-04-21 البابا فرنسيس أحبّ لبنان ودافع عنه حتى الرمق الأخير 07:03 | 2025-04-21 ملتقى التأثير المدني نعى البابا فرنسيس: حملت لبنان في عقلك وقلبك وصلاتك! 06:52 | 2025-04-21 سياسيون ورجال دين ينعون البابا فرنسيس: كان رسولاً للسلام والعدالة 06:38 | 2025-04-21 بري نعى البابا فرنسيس: رحل وقلبه مع فلسطين ولبنان فيديو ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود
Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود
01:00 | 2025-04-15 21/04/2025 14:55:50 Lebanon 24 Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو)
Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو)
04:17 | 2025-04-14 21/04/2025 14:55:50 Lebanon 24 Lebanon 24 جويس عقيقي تتمنى مُقابلة بشار الأسد لهذا السبب.. وهذا ما قالته عن ترك هشام حداد محطة الـ MTV (فيديو)
Lebanon 24 جويس عقيقي تتمنى مُقابلة بشار الأسد لهذا السبب.. وهذا ما قالته عن ترك هشام حداد محطة الـ MTV (فيديو)
01:42 | 2025-04-12 21/04/2025 14:55:50 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24