(دار مفيد الأمين)… إرث معماري مميز ومركز توثيقي لمدينة حمص
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
حمص-سانا
في حارات حمص القديمة يتلمس المارة عبق الذكريات التي تحكيها حجارة أبنيتها السوداء، ومنها حي الورشة الموجود ضمن سور المدينة القديمة، وتطل منه “دار مفيد الأمين” الأثري على شارع السراج، ويلاصقه حمام وجامع السراج أيضاً، حيث كانت هذه الدار قديماً (السراي الكوجكية) التي أنشئت للحكم في العهد المملوكي.
وعن تاريخ دار مفيد الأمين بينت المسؤولة عنه رجاء بلال في تصريح لـ سانا أنه في مطلع القرن الثامن الهجري عمل الأمير شهاب الدين الكوجكي على بناء الدار، وكانت آنذاك دار الحكم الثانية المختصة بالقضاء بعد قصر الزهراوي.
وتضم الدار ثلاثة أبواب على شكل أقواس دائرية مزخرفة، نقش عليها رمز الزهرة الذي يخص ختم الحاكم، إضافةً إلى كلمة “الله حق” وصورة كأس ماء.
وقالت بلال: أطلق على الدار عدة تسميات هي السرايا الكوجكية ثم دار القديس مار اليان الحمصي، حيث أقام فيها مع أهله وأقاربه خلال فترة زمنية سابقة، ثم عرفت بدار الملاك وآخرها دار مفيد الأمين.
وعند الدخول إلى الدار توجد فسحة سماوية جانبية وبئر للماء وبحرة وطابقان، الأرضي يؤدي الدهليز فيه إلى قاعة كبرى مقبية مصنوعة من حجر الآجر وفيها مقرنصات لدخول النور والهواء، وهناك غرف أخرى ومطبخ ومستودعات للمؤونة، إضافةً إلى درج يؤدي إلى قبو.
ويتوقع المؤرخ نعيم الزهراوي أن القبو الموجود في الدار يعود للفترة البيزنطية، وهناك أيضاً درج ضيق يؤدي إلى الطابق العلوي الذي كان مخصصاً لسكن الحاكم وفيه مجموعة من الغرف والقاعات والنوافذ المطلة على الفسحة السماوية، حيث ازدانت قاعات وغرف الدار بالمقرنصات الركنية والقباب وأشرطة من الكتابات والآيات القرآنية.
يذكر أن الدار سجلت لدى المديرية العامة للآثار والمتاحف في عداد المباني الأثرية والتاريخية عام 1967، وبقرار من مجلس الآثار عام 2009 تم اعتمادها مركزاً توثيقياً لمدينة حمص يشمل كل ما نشر أو ذكر عن المدينة بالصور والوثائق، إلا أن الحرب على سورية أدت إلى تضرر بعض أجزاء الدار بين عامي 2011 و 2014 وتوقف العمل فيها، وطرحت وزارة الثقافة مؤخراً بعض المباني الأثرية، ومنها الدار، للاستثمار لتعود بالنفع على المجتمع المحلي مع ضرورة الحفاظ على الطابع التاريخي والأثري لها.
مثال جمول
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
ختام مميز لبطولات الجولف الخليجية
متابعة – محمد الجليحي
اختتمت فعاليات بطولات دول مجلس التعاون الخليجي للجولف التي أقيمت خلال الفترة من 20 إلى 25 ديسمبر الجاري في العاصمة العمانية مسقط، بمشاركة واسعة من منتخبات الخليج، في أجواء رياضية تنافسية تعكس روح التعاون والتكامل بين دول المنطقة. وشملت البطولة هذا العام أربع فئات متنوعة، مما يعكس توسع نطاقها وحرصها على دعم المواهب الصاعدة في رياضة الجولف.
وفي منافسات فئة السيدات، حقق المنتخب الإماراتي المركز الأول بعد أداء قوي، تلاه المنتخب السعودي في المركز الثاني، بينما جاء المنتخب البحريني في المركز الثالث. وعلى صعيد الفردي، برزت اللاعبة الإماراتية لارا الشعيب بتحقيقها اللقب، فيما جاءت زميلتها انتصار ريتش في المركز الثاني، واحتلت فاي البلوشي المركز الثالث.
في فئة الفتيات تحت 16 سنة، واصل المنتخب الإماراتي هيمنته بحصوله على المركز الأول، بينما حلت السعودية ثانية، وجاءت عُمان في المركز الثالث. أما على مستوى الفردي، فقد تألقت أنكا ماتيو (الإمارات) لتتوج باللقب، تلتها سارة أبوبكر (الإمارات) في المركز الثاني، وجاءت تاليا المصباحي (السعودية) في المركز الثالث.
في منافسات فئة الناشئين تحت 16 سنة، حقق المنتخب القطري المركز الأول، يليه المنتخب العماني في المركز الثاني، بينما جاء المنتخب الإماراتي في المركز الثالث. وفي الفردي، تمكن دانييل سوكولوف (قطر) من الظفر بالمركز الأول، في حين حل آدم البرواني (عُمان) ثانيًا، وبرانش جاغواني (عمان) في المركز الثالث.
أما في فئة الأشبال تحت 13 سنة، فقد تصدر المنتخب العماني المنافسات بفارق مريح، وجاء المنتخب البحريني في المركز الثاني، فيما حصل المنتخب السعودي على المركز الثالث.
وعلى صعيد الفردي، تفوق يوسف الرميحي (عُمان) ليحصد المركز الأول، بينما جاء تيمور البوسعيدي (عُمان) وعبدالله خليل (البحرين) في المركزين الثاني والثالث على التوالي.
وتميزت هذه النسخة بتنظيم النسخة الثالثة لفئة الأشبال تحت 13 سنة، والنسخة الثامنة لفئة الناشئين تحت 16 سنة، والنسخة السابعة لفئة السيدات، بالإضافة إلى انطلاق النسخة الأولى لفئة الفتيات تحت 16 سنة، مما يعكس حرص البطولة على تطوير الرياضة ودعم الفئات العمرية المختلفة.
واستمرت البطولة على مدار خمسة أيام من التنافس الرياضي الشديد بين المنتخبات المشاركة، مما يعزز من مكانتها كواحدة من أبرز الفعاليات الرياضية في دول مجلس التعاون الخليجي.
وعلى هامش البطولة، عُقد اجتماع تشاوري لرؤساء الوفود المشاركة وممثلي الاتحادات الخليجية، برئاسة نائب رئيس الاتحاد العماني للجولف فايز رياض. وركز الاجتماع على بحث سبل تعزيز رياضة الجولف في منطقة الخليج ودول مجلس التعاون، إضافة إلى مناقشة الخطط المستقبلية لدعم وتطوير الرياضة بما يضمن استدامتها وزيادة انتشارها بين مختلف الفئات العمرية. كما تم خلال الاجتماع تبادل الأفكار والمقترحات التي تخدم مصلحة الجولف في المنطقة، مما يعكس التزام الجميع بتطوير هذه الرياضة المهمة.