هل يستطيع الاتحاد الأوروبي فرض حصار بحري لوقف الهجرة؟
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
صارت المرافق الخاصة بالمهاجرين في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية مكتظة
قامت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني ورئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين يوم الأحد بزيارة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، التي وصل إليها آلاف المهاجرين الأسبوع الماضي من تونس.
وقبل الزيارة، قالت ميلوني في مقطع فيديو نُشر على موقع X - تويتر سابقًا- "إن إيطاليا بحاجة إلى مساعدة الاتحاد الأوروبي للتعامل مع حالة الطوارئ".
وقالت السياسية المنتمية لليميني المتطرف إن "ضغط الهجرة الذي تشهده إيطاليا منذ بداية العام لا يمكن تحمله". ومع انتشار صور الفوضى في الجزيرة، تتعرض ميلوني حاليا لضغوط تسائل وفائها بوعد حملتها الانتخابية بخصوص الهجرة.
لسنوات عديدة، تلقت إيطاليا دعمًا ماليًا من الاتحاد الأوروبي لمراكز الاستقبال والتسجيل. لكن أكثر من 127 ألف مهاجر وصلوا إلى إيطاليا حتى الآن هذا العام، أي ما يقرب من ضعف الرقم في الفترة ذاتها من عام 2022. كما توفي أكثر من 2000 شخص أثناء العبور بين شمال إفريقيا وأوروبا، وفقًا لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة.
مهمة بحرية محدودة
تسعى ميلوني إلى جعل قضية الهجرة موضوعا أساسيا ضمن جدول أعمال قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة في أكتوبر/تشرين الأول . ودعت في رسالتها بالفيديو إلى تشكيل بعثة للاتحاد الأوروبي لمنع القوارب من مغادرة تونس.
المئات من المهاجرين يصلون إلى جزيرة لامبيدوزا الايطالية
لكن مثل هذا الإجراء من شأنه أن ينتهك القانون البحري الدولي، حيث لا يُسمح للسفن الإيطالية أو غيرها من سفن الاتحاد الأوروبي بالعمل في المنطقة الإقليمية البالغ طولها 12 ميلاً قبالة الساحل التونسي، حيث تتمتع تلك الدولة وحدها بالولاية القضائية. وحتى خارج هذه المنطقة، لن يُسمح للسفن البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي بالتدخل على الإطلاق طالما أن القوارب التي تحمل المهاجرين صالحة للإبحار.
ولا تستطيع إيطاليا من جهة أخرى أن تمنع القوارب من الرسو في موانئها بشكل دائم، على الرغم من أن السلطات هناك يمكنها في البداية رفض الوصول إلى القوارب الصالحة للإبحار لأسباب تتعلق بالسلامة وبعثها لموانئ أخرى. لكن يجب أن يتم تخصيص ميناء آمن للأشخاص الغرقى على متن قوارب الإنقاذ من قبل مركز تنسيق الإنقاذ الإيطالي في روما، على الرغم من أن هذا الميناء قد يكون بعيدًا في شمال إيطاليا.
محاولة عرقلة دون جدوى!
منذ بداية العام، تحاول الحكومة الإيطالية عرقلة عمل سفن الإنقاذ الخاصة. لكن لم يكن لذلك أي تأثير يذكر على عدد الوافدين، وفقًا لخفر السواحل، يقوم حوالي 90 بالمئة من المهاجرين بالعبور بمفردهم، ويتوقفون في مكان ما داخل أو خارج ميناء في إيطاليا.
مختارات لامبيدوزا ـ أوروبا في فخ غياب ميثاق هجرة موحدة! اتفاق منع الهجرة.. و"لعبة شد الحبل" بين تونس والاتحاد الأوروبي شتاينماير: ألمانيا وصلت لقدرتها القصوى في إيواء اللاجئين لامبيدوزا تغص بالمهاجرين وسالفيني يعلّق: "إعلان حرب"كانت للاتحاد الأوروبي العديد من المهام البحرية المشتركة تحت القيادة الإيطالية في السنوات الأخيرة، مثل ماري نوستروم، وتريتون، وصوفيا. وتم إيقاف آخرها عام 2020 بناءً على طلب الحكومة الإيطالية، التي قالت إن التفويضات، التي تضمنت في البداية الإنقاذ البحري، تجاوزت ذلك.
زارت كل من ميلوني وفون دير لاين ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتي تونس في يوليو/تموز، وبعد ذلك أعلنوا عن اتفاق بشأن الهجرة مع الرئيس التونسي. تونس، وهي حاليا دولة العبور الرئيسية للمهاجرين الذين يغادرون شمال أفريقيا على متن القوارب، تمنع اللاجئين من العبور إلى أوروبا مقابل مساعدات اقتصادية تبلغ حوالي مليار يورو (1.07 مليار دولار).
لكن كيفية تحقيق هذا أمر غير واضح بعد، خاصة وأن الرئيس التونسي قيس سعيد أعلن بعد أسبوعين أن بلاده لن تكون بمثابة مخيم للاجئين الراغبين في الوصول للاتحاد الأوروبي.
ما مدى تقدم الاتحاد الأوروبي بخصوص اتفاقيات اللجوء؟
إن دعوة ميلوني لتنفيذ "الميثاق الجديد بشأن الهجرة واللجوء" للاتحاد الأوروبي في أقرب وقت ممكن هو أمر من المرجح أن توافق عليه فون دير لاين. وفي كلمتها حول حالة الاتحاد الأوروبي في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ يوم الأربعاء، دعت إلى اعتماد التدابير التي تقترحها المفوضية الأوروبية منذ سنوات. لكن رغم ذلك، لم يتمكن وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي من التوصل بعد إلى توافق في الآراء بشأن الأحكام النهائية.
عند وصولهم إلى لامبيدوزا، يتعين على المهاجرين انتظار القوارب التي تنقلهم إلى المدن الإيطالية
وإذا دخل الميثاق حيز التنفيذ خلال عام أو عامين، بعد العملية التشريعية اللازمة، فإنه سينص على إجراءات أسرع وترحيل أكثر لعدد محدود من المهاجرين. ومن الممكن أيضاً من حيث المبدأ توزيع المهاجرين بين الدول الأعضاء. لكنه بالتأكيد لن يوقف الهجرة، كما تأمل ميلوني.
وتواجه الاتفاقية أيضًا معارضة قوية من قبل الحكومتين القوميتين اليمينيتين في بولندا والمجر، على الرغم من أن كلاهما متحالفتان سياسيًا مع رئيسة الوزراء الإيطالية.
ميلوني تدعو إلى اتخاذ إجراءات استثنائية!
وأعلنت ميلوني أنه ستكون هناك قرارات بشأن "الإجراءات الاستثنائية" من قبل حكومتها يوم الاثنين. ويمكن أن يشمل ذلك الاحتجاز لفترات طويلة في انتظار الترحيل ونشر الجيش في إدارة مراكز استقبال المهاجرين في إيطاليا. مع الإشارة إلى أن غالبية الأشخاص الذين يصلون إلى إيطاليا لا يقيمون في البلاد، بل ينتقلون شمالًا إلى فرنسا والنمسا وألمانيا والمملكة المتحدة.
وبموجب اتفاقية دبلن، فإن بلد الدخول الأول هو المسؤول عن التسجيل وإجراءات اللجوء الخاصة بالوافدين الجدد. ولم يتم تغيير هذه القاعدة المعمول بها منذ 30 عاما، لأنها تتطلب موافقة بالإجماع من قبل جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، بينما رفضت غالبية الدول التي ليست على الحدود الخارجية للاتحاد.
مهاجر نيوز 2023
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: البحر المتوسط الحصار البحري الهجرة غير الشرعية اللاجئون المهاجرون الأفارقة الاتحاد الأوروبي البحر المتوسط الحصار البحري الهجرة غير الشرعية اللاجئون المهاجرون الأفارقة الاتحاد الأوروبي للاتحاد الأوروبی الاتحاد الأوروبی من قبل
إقرأ أيضاً:
الرئاسة المصرية لعملية الخرطوم تعقد ورشة عمل حول النزوح القسري بسبب تغير المناخ
عقدت الرئاسة المصرية لعملية الخرطوم بالتعاون مع حكومة سلوفينيا ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام ورشة عمل حول النزوح القسري الناتج عن تغير المناخ في السياقات المتأثرة بالنزاعات بمدينة الأقصر يومي ٥ و٦ نوفمبر ٢٠٢٤.
شارك في ورشة العمل ٣٩ دولة أوروبية وإفريقية، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي فضلاً عن العديد من المنظمات الإقليمية والدولية الأخرى على غرار الإيجاد، والمنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشئون اللاجئين، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. كما شارك ممثلو عدد من المراكز البحثية.
افتتح السفير الدكتور وائل بدوي، نائب مُساعد وزير الخارجية لشئون الهجرة واللاجئين ومكافحة الاتجار بالبشر ورشة العمل، مشيراً إلى مساهمتها في تناول أبعاد مختلفة لموضوعات الهجرة واللجوء والنزوح في إطار الرئاسة المصرية لعملية الخرطوم والحوار بين الدول أعضاء العملية هذا العام .
وعرض السفير بدوي النهج الذي تتبعه الدولة المصرية للتعامل مع التحديات التي تفرضها الهجرة المختلطة، بما فيها النزوح القسري والتهديدات المرتبطة به، والذي يتمحور حول بلورة استجابات شاملة تأخذ في الاعتبار الأبعاد الإنسانية والتنموية والأمنية.
وأوضح أن هذا النهج يهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزوح القسري مما يحول دون تفاقم هذه الأزمة وتداعياتها بما يشمل الهجرة غير الشرعية.
وشدد السفير وائل بدوي علي أهمية تعزيز الشراكات والتعاون الدولي من أجل دعم جهود الدول المستضيفة للاجئين والنازحين إعمالاً لمبدأ تقاسم المسئوليات وتخفيف الأعباء التي تتحملها هذه الدول، مع الأخذ في الاعتبار الأولويات الوطنية.
عقدت خلال الورشة جلسة رفيعة المستوى تحدث خلالها السفير أحمد نهاد عبد اللطيف، مدير مركز القاهرة الدولي، والذي نوه إلى اتساق موضوع الورشة مع الموضوعات التي يتناولها منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، مبرزا حرص المنتدى منذ تدشينه عام 2019 على التطرق إلى الأسباب الجذرية للنزوح القسري وضرورة التعامل معها من خلال مقاربة شاملة تهدف إلى تعزيز جهود الانتقال من إدارة الأزمة إلى تطوير حلول مستدامة لها.
وأضاف أن استخلاصات منتدى أسوان تناولت أهمية تضمين اعتبارات النزوح في جهود بناء السلام وإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات، أخذاً في الاعتبار ريادة السيد الرئيس لهذا الملف في الاتحاد الإفريقي، مع التأكيد على أهمية تعزيز قدرة المؤسسات الوطنية على الصمود في مواجهة التحديات.
كما أكد على دور مصر الريادي في مواجهة تداعيات تغير المناخ على تفاقم أزمة النزوح وخاصةً في السياقات المتأثرة بالنزاعات، مسلطاً الضوء على مبادرة رئاسة مؤتمر COP27 حول تغير المناخ واستدامة السلام CRSP، مشيراً إلى دور المبادرة في الدفع باستجابات شاملة تُسهم في تعزيز السلام المستدام، وتركيز أحد محاورها الأربعة على العلاقة المتشابكة بين تغير المناخ والنزوح وآثار ذلك على جهود تحقيق السلم والاستقرار في إفريقيا.
تطرقت جلسات ورشة العمل إلى أفضل الممارسات الإقليمية والدولية لمواجهة أزمة النزوح القسري وسُبل بلورة حلول مستدامة، فضلاً عن تحديات التمويل المناخي، ومحورية التنسيق بين الجهات الوطنية والمنظمات الإقليمية والدولية وشركاء التنمية لتفعيل الاستجابات الشاملة لهذه الأزمات.
كما تناولت النقاشات أيضاً أهمية تنفيذ التعهُدات والالتزامات المتعلقة بمواجهة آثار تغير المناخ لاسيما تلك المتعلقة بدعم الدول الإفريقية والعربية الأكثر تضررًا من التغيرات المناخية وضرورة تفعيل مبدأ تقاسم المسؤولية بشكل عادل ومستدام مع مراعاة خصوصية السياقات الوطنية والأولويات الإقليمية، فضلاً عن أهمية إدماج المجتمعات المتضررة من النزوح (المجتمعات النازحة والمضيفة) في خطط العمل الوطنية والاستجابات الشاملة.
تجدر الإشارة إلى أن عملية الخرطوم – "مبادرة الهجرة بين الاتحاد الأوروبي والقرن الإفريقي" - هي منصة بين الدول الواقعة على طريق الهجرة بين منطقة القرن الإفريقي وأوروبا تم تدشينها عام 2014 وذلك لتعزيز الحوار والتعاون حول موضوعات الهجرة والنزوح القسري والتحديات المرتبطة به، حيث تضم في عضويتها مصر، وجيبوتي، وإريتريا، وأثيوبيا، وأوغندا، وكينيا، والسودان، وجنوب السودان، الصومال، وتونس، وليبيا، ودول الاتحاد الأوروبي ومفوضية الاتحاد الإفريقي ومفوضية الاتحاد الأوروبي.