DW عربية:
2025-04-29@03:34:31 GMT

هل يستطيع الاتحاد الأوروبي فرض حصار بحري لوقف الهجرة؟

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

صارت المرافق الخاصة بالمهاجرين في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية مكتظة

قامت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني ورئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين يوم الأحد بزيارة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، التي وصل إليها آلاف المهاجرين الأسبوع الماضي من تونس.

وقبل الزيارة، قالت ميلوني في مقطع فيديو نُشر على موقع X - تويتر سابقًا- "إن إيطاليا بحاجة إلى مساعدة الاتحاد الأوروبي للتعامل مع حالة الطوارئ".

وقالت السياسية المنتمية لليميني المتطرف إن "ضغط الهجرة الذي تشهده إيطاليا منذ بداية العام لا يمكن تحمله". ومع انتشار  صور الفوضى في الجزيرة، تتعرض ميلوني حاليا لضغوط تسائل وفائها بوعد حملتها الانتخابية بخصوص الهجرة.

لسنوات عديدة، تلقت إيطاليا دعمًا ماليًا من الاتحاد الأوروبي لمراكز الاستقبال والتسجيل. لكن أكثر من 127 ألف مهاجر وصلوا إلى إيطاليا حتى الآن هذا العام، أي ما يقرب من ضعف الرقم في الفترة ذاتها من عام 2022. كما توفي أكثر من 2000 شخص أثناء العبور بين شمال إفريقيا وأوروبا، وفقًا لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة.

مهمة بحرية محدودة

تسعى ميلوني إلى جعل قضية الهجرة موضوعا أساسيا ضمن جدول أعمال قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة في أكتوبر/تشرين الأول . ودعت في رسالتها بالفيديو إلى تشكيل بعثة للاتحاد الأوروبي لمنع القوارب من مغادرة تونس.

المئات من المهاجرين يصلون إلى جزيرة لامبيدوزا الايطالية

لكن مثل هذا الإجراء من شأنه أن ينتهك القانون البحري الدولي، حيث لا يُسمح للسفن الإيطالية أو غيرها من سفن الاتحاد الأوروبي بالعمل في المنطقة الإقليمية البالغ طولها 12 ميلاً قبالة  الساحل التونسي، حيث تتمتع تلك الدولة وحدها بالولاية القضائية. وحتى خارج هذه المنطقة، لن يُسمح  للسفن البحرية  التابعة للاتحاد الأوروبي بالتدخل على الإطلاق طالما أن القوارب التي تحمل المهاجرين صالحة للإبحار.

ولا تستطيع إيطاليا من جهة أخرى أن تمنع القوارب من الرسو في موانئها بشكل دائم، على الرغم من أن السلطات هناك يمكنها في البداية رفض الوصول إلى القوارب الصالحة للإبحار لأسباب تتعلق بالسلامة وبعثها لموانئ أخرى. لكن يجب أن يتم تخصيص ميناء آمن للأشخاص الغرقى على متن قوارب الإنقاذ من قبل مركز تنسيق الإنقاذ الإيطالي في روما، على الرغم من أن هذا الميناء قد يكون بعيدًا في شمال إيطاليا.

محاولة عرقلة دون جدوى!

منذ بداية العام، تحاول الحكومة الإيطالية عرقلة عمل سفن الإنقاذ الخاصة. لكن لم يكن لذلك أي تأثير يذكر على عدد الوافدين، وفقًا لخفر السواحل، يقوم حوالي 90 بالمئة من المهاجرين بالعبور بمفردهم، ويتوقفون في مكان ما داخل أو خارج ميناء في إيطاليا.

مختارات لامبيدوزا ـ أوروبا في فخ غياب ميثاق هجرة موحدة! اتفاق منع الهجرة.. و"لعبة شد الحبل" بين تونس والاتحاد الأوروبي شتاينماير: ألمانيا وصلت لقدرتها القصوى في إيواء اللاجئين لامبيدوزا تغص بالمهاجرين وسالفيني يعلّق: "إعلان حرب"

كانت للاتحاد الأوروبي العديد من المهام البحرية المشتركة  تحت القيادة الإيطالية في السنوات الأخيرة، مثل ماري نوستروم، وتريتون، وصوفيا. وتم إيقاف آخرها عام 2020 بناءً على طلب الحكومة الإيطالية، التي قالت إن التفويضات، التي تضمنت في البداية الإنقاذ البحري، تجاوزت ذلك.

زارت كل من ميلوني وفون دير لاين ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتي تونس في يوليو/تموز، وبعد ذلك أعلنوا عن اتفاق بشأن الهجرة  مع الرئيس التونسي. تونس، وهي حاليا دولة العبور الرئيسية للمهاجرين الذين يغادرون شمال أفريقيا على متن القوارب، تمنع اللاجئين من العبور إلى أوروبا مقابل مساعدات اقتصادية تبلغ حوالي مليار يورو (1.07 مليار دولار).

لكن كيفية تحقيق هذا أمر غير واضح بعد، خاصة وأن الرئيس التونسي قيس سعيد أعلن بعد أسبوعين أن بلاده لن تكون بمثابة مخيم للاجئين الراغبين في الوصول للاتحاد الأوروبي.

ما مدى تقدم الاتحاد الأوروبي بخصوص اتفاقيات اللجوء؟

إن دعوة ميلوني لتنفيذ "الميثاق الجديد بشأن الهجرة واللجوء" للاتحاد الأوروبي في أقرب وقت ممكن هو أمر من المرجح أن توافق عليه فون دير لاين. وفي كلمتها حول حالة الاتحاد الأوروبي في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ يوم الأربعاء، دعت إلى اعتماد التدابير التي تقترحها المفوضية الأوروبية  منذ سنوات. لكن رغم ذلك، لم يتمكن وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي من التوصل بعد إلى توافق في الآراء بشأن الأحكام النهائية.

عند وصولهم إلى لامبيدوزا، يتعين على المهاجرين انتظار القوارب التي تنقلهم إلى المدن الإيطالية

وإذا دخل الميثاق حيز التنفيذ خلال عام أو عامين، بعد العملية التشريعية اللازمة، فإنه سينص على إجراءات أسرع وترحيل أكثر لعدد محدود من المهاجرين. ومن الممكن أيضاً من حيث المبدأ توزيع المهاجرين بين الدول الأعضاء. لكنه بالتأكيد لن يوقف الهجرة، كما تأمل ميلوني.

وتواجه الاتفاقية أيضًا معارضة قوية من قبل الحكومتين القوميتين اليمينيتين في بولندا والمجر، على الرغم من أن كلاهما متحالفتان سياسيًا مع رئيسة الوزراء الإيطالية.

ميلوني تدعو إلى اتخاذ إجراءات استثنائية!

وأعلنت ميلوني أنه ستكون هناك قرارات بشأن "الإجراءات الاستثنائية" من قبل حكومتها يوم الاثنين. ويمكن أن يشمل ذلك الاحتجاز لفترات طويلة في انتظار الترحيل  ونشر الجيش في إدارة مراكز استقبال المهاجرين في إيطاليا. مع الإشارة إلى أن غالبية الأشخاص الذين يصلون إلى إيطاليا  لا يقيمون في البلاد، بل ينتقلون شمالًا إلى فرنسا والنمسا وألمانيا والمملكة المتحدة.

وبموجب اتفاقية دبلن، فإن بلد الدخول الأول هو المسؤول عن التسجيل وإجراءات اللجوء الخاصة بالوافدين الجدد. ولم يتم تغيير هذه القاعدة المعمول بها منذ 30 عاما، لأنها تتطلب موافقة بالإجماع من قبل جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، بينما رفضت غالبية الدول التي ليست على الحدود الخارجية للاتحاد.

مهاجر نيوز 2023

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: البحر المتوسط الحصار البحري الهجرة غير الشرعية اللاجئون المهاجرون الأفارقة الاتحاد الأوروبي البحر المتوسط الحصار البحري الهجرة غير الشرعية اللاجئون المهاجرون الأفارقة الاتحاد الأوروبي للاتحاد الأوروبی الاتحاد الأوروبی من قبل

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي يشيد بدور المجر في دعم مصر داخل الاتحاد الأوروبي

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، لازلو كوفير، رئيس البرلمان المجرى، وذلك بحضور المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب.

‏‎وصرح المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب برئيس البرلمان المجرى، مشيراً إلى تثمينه للشراكة الإستراتيجية بين مصر والمجر، التي تستند إلى علاقات تاريخية وطيدة بين البلدين والشعبين الصديقين، مؤكداً الحرص المتبادل على تطوير هذه الشراكة ودفعها قدماً في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال البرلماني، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس أشاد بالزخم الذي يشهده التعاون البرلماني بين البلدين، مؤكدًا أهمية دور برلماني البلدين في تعزيز الحوار والتنسيق حول القضايا ذات الإهتمام المشترك، إلى جانب دعم الجهود المبذولة لتحقيق المصالح المشتركة، خاصة في مجال التعاون الإقتصادي بين مصر والمجر، كما أثنى الرئيس على الدور الذي تضطلع به المجر في دعم مصر داخل مؤسسات الإتحاد الأوروبي المختلفة، مشيدًا بالتفاهم والتنسيق المستمر بين قيادتي البلدين، الذي يقوم على الإحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس استعرض الجهود المصرية الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود لضمان استئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، بالإضافة إلى إنفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع بكميات كافية لمعالجة الوضع الكارثي الذي يعاني منه الفلسطينيون في القطاع.


من جانبه، أعرب رئيس البرلمان المجري عن تقديره للدور الحيوي الذي تضطلع به مصر في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين، مشيرًا إلى حرص بلاده على تعزيز التعاون مع مصر على مختلف المستويات، بإعتبارها شريكًا رئيسيًا للمجر والإتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط، كما أشاد بالدور المحوري لمصر في معالجة القضايا الإقليمية التي تؤثر على أمن القارة الأوروبية، خاصة في إستعادة التهدئة بالمنطقة، وتجنب إتساع الصراع الإقليمي، ومكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب.

طباعة شارك السيسي عبد الفتاح السيسي الرئيس عبد الفتاح السيسي ئيس البرلمان المجرى

مقالات مشابهة

  • مصلحة الهجرة والجوازات: استهداف مركز إيواء المهاجرين بصعدة جريمة حرب موثقة
  • الاتحاد الأوروبي يعلن أنه على اتصال مع إسبانيا والبرتغال لمعرفة سبب انقطاع التيار الكهربائي
  • الجزائر تحتل المركز الثاني في تصدير الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي
  • أردوغان يكشف عن عدد المهاجرين في تركيا
  • المغرب يحتل المركز الثاني في تصدير الكوسة إلى الاتحاد الأوروبي
  • السوداني: أهمية إسهام الشركات الإيطالية في النهضة الشاملة التي يشهدها العراق
  • سفير الاتحاد الأوروبي يهنئ ليبيا بإطلاق أول جولة عطاءات نفطية منذ 17 عامًا
  • أين تقف تركيا في معادلة الدفاع الأوروبي؟
  • الرئيس السيسي يشيد بدور المجر في دعم مصر داخل الاتحاد الأوروبي
  • أونماخت: الاتحاد الأوروبي يعتزم تمويل أنشطة إزالة الألغام في سوريا